الجزيرة:
2025-01-28@01:53:57 GMT

الشيخ رضوان.. حي في غزة سمي على شخصية تاريخية

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

الشيخ رضوان.. حي في غزة سمي على شخصية تاريخية

حي الشيخ رضوان أحد أحياء مدينة غزة يقع قرب مخيم الشاطئ، بناه الإسرائيليون عام 1973، وأجبر سكان المخيم على الانتقال إليه.

أنجب هذا الحي عددا من قادة المقاومة، كما شهد معارك وحروبا، وتعرض للهدم والدمار على يد الجيش الإسرائيلي في حرب عام 2023-2024.

الموقع

يعدّ حي الشيخ رضوان أحد أهم أحياء مدينة غزة، تحده من الشمال محافظة شمال قطاع غزة، ومن الجنوب حي الرمال، ومن الشرق حي التفاح، ومن الغرب مخيم الشاطئ للاجئين.

ويمر به شارع الجلاء، وهو أحد شوارع مدينة غزة الرئيسية.

حي الشيخ رضوان بني عام 1973 (مواقع التواصل الاجتماعي) السكان

تسكن في حي الشيخ رضوان عوائل هجّرت من قرى مختلفة، أبرزها المجادلة واليافوية واليبناوية والسدودية والهرباوية وقرى أخرى.

كما تقطن في الحي عائلات منها عائلة شبير والمدهون والغول وسالم وأبو عبيد وأبو ريالة والقوقا.

تسمية الحي

تروى عدة روايات عن سبب تسمية الحي، فيقول البعض إنه ينسب إلى الشهيد رضوان ابن الشيخ علي بن عليل، الذي يعود نسبه إلى الصحابي عمر بن الخطاب، وفق ما كتب على رخام في مزار الشيخ علي بن عليل.

وتقول رواية أخرى إن الاسم يعود إلى رجل يدعى رضوان عرف بصلاحه، امتلك أراضي في المنطقة وحظي بمكانة عالية بين الناس، ولذا سمي المكان باسمه تخليدا لذكراه.

تاريخ الحي

في أعقاب حرب 1967 عينت الحكومة الإسرائيلية لجنة من الاقتصاديين وعلماء الاجتماع وكلفتهم بإيجاد حلول لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، فقدمت اللجنة خطة رئيسية بعنوان "قطاع غزة وشمال سيناء" عام 1972.

وكان من ضمن الخطة إعادة رسم القضاء الإداري بالكامل، وهدم مخيمات اللاجئين خارج الولايات البلدية الجديدة، وإعادة توطين سكان هذه المخيمات في مدن القطاع.

قامت الخطة على فكرة استخدام المشروع أداة لتغيير البنية الاجتماعية والاقتصادية في غزة، وصمّمت الأحياء الجديدة ليرتبط بها اللاجئون وتنسيهم فكرة العودة إلى مدنهم الأصلية وقراهم التي هُجّروا منها.

ونتج عن الخطة قرار بناء مساكن جديدة للاجئين، وكان الشيخ رضوان جزءا من الخطة المقررة.

صمم المهندسون مشروع حي الشيخ رضوان ليكون مجمعا سكنيا يضم ألف وحدة سكنية تتسع لنحو 7 آلاف لاجئ. وأشرف على تطوير الوحدات السكنية وتصميمها وبنائها مهندس رئيسي يدعى دوف أيزنبرغ، الذي أخذ على عاتقه الإشراف على بناء البنية التحتية وتخطيط الحي وبنائه.

أحد أسواق حي الشيخ رضوان عام 2016 (غيتي)

بدأ تنفيذ المشروع عام 1973، وكان المخطط يتضمن أن يتم تنفيذ بناء الحي عبر عدة مراحل، وإجبار سكان المخيم على الانتقال إلى المشروع الجديد.

بعد الانتهاء من بناء الحي رفض لاجئو مخيم الشاطئ تركه والانتقال، فهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو ألفي بيت في المخيم لإجبار أصحابها على الانتقال، ورفضت إعطاءهم تصاريح لإعادة بناء منازلهم في المخيم، فاضطر نحو 8 آلاف لاجئ إلى النزوح من مخيم الشاطئ إلى حي الشيخ رضوان.

أعلام من الحي علي حسني عرفة

قائد قسامي ولد عام 1973 وانضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها كتائب عز الدين القسام، وأصبح قائدا فيها، أصيب بمرض عضال تسبب في موته عام 2022.

مشهد من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على حي الشيخ رضوان (الفرنسية) جهاد محيسن

قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة برتبة لواء، ولد عام 1970، شغل عددا من المناصب في وزارة الداخلية، استشهد خلال الحرب على غزة عام 2023، إذ استهدفت طائرات إسرائيلية منزله بقصف مباشر أدى إلى استشهاده مع عدد من أفراد أسرته.

أهم معالم الحي مقبرة الشيخ رضوان

وهي مقبرة يعود تاريخها إلى نهاية الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى، وتنسب إلى أول شخص دفن فيها وهو الشيخ رضوان، وتقع بين حي الرمال وحي النصر.

وفي بداية سبعينيات القرن الماضي شهدت تزايدا في عدد القبور نتيجة لإغلاق عدد من المقابر الصغيرة، ولتزايد المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

ومن أبرز شهداء المقبرة مجموعة من الفدائيين اغتالتهم إسرائيل وهم موسى السقاء، وحسين حماد وعدنان الحسني ومحمد جودة، إضافة إلى شهداء آخرين ارتقوا بمجازر متنوعة.

كما دفن في المقبرة الشهيد القائد محمود الأسود الذي لُقب بـ"جيفارا فلسطين"، ودفن في المقبرة عدد من قادة حركة حماس منهم الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والمهندس إسماعيل أبو شنب وصلاح شحادة وأحمد الجعبري وأبو يوسف القوقا، إضافة إلى عدد كبير من قادة فصائل المقاومة الأخرى.

وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 2008 إغلاق المقبرة نتيجة امتلائها، ودعت إلى دفن الموتى في مقبرة الشهداء شرقي مدينة غزة.

إلا أن الناس لم يستطيعوا الالتزام بالمنع، لأن مقبرة الشهداء تقع على الحدود المتاخمة لمناطق فلسطين المحتلة، التي يسيطر عليها الاحتلال، وتتعرض الجنائز إلى اعتداءات وإطلاق رصاص.

وقد تعرضت مقبرة الشيخ رضوان لاعتداءات وأضرار خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، لا سيما حرب 2023-2024 التي بدأها الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى.

مقبرة الشيخ رضوان لم يعد فيها مكان للدفن (رويترز) مساجد الشيخ رضوان

يضم الحي مجموعة من المساجد، من أهمها مسجد الرضوان وهو أقدمها، ومسجد التقوى ومسجد الأمان ومسجد بئر السبع ومسجد الراشد ومسجد الإسراء، ومسجد النور والإيمان ومسجد سعيد صيام ومسجد سيد الشهداء حمزة ومسجد الفرقان وغيرها من المساجد.

حرب 2023-2024

تعرض الحي كغيره من أحياء غزة إلى تدمير كبير وقصف وعمليات اجتياح خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى.

وأدى ذلك إلى تدمير الحي بحاراته وأسواقه ومدارسه ومساجده، وتشريد أهله ونزوحهم إلى مناطق أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حی الشیخ رضوان مخیم الشاطئ مدینة غزة قطاع غزة عام 1973

إقرأ أيضاً:

في ذكرى محمد عبد الحي (١/٢)

في ذكرى محمد عبد الحي (١/٢)
من الشعر إلى معالجة قضايا الفكر والثقافة السودانية
بقلم : تاج السر عثمان
1
كتبت هذه الدراسة عن الشاعر د. محمد عبد الحى، الذي رحل بعد صراع طويل مع المرض في يوم 23/ 8 / 1989م، بعد انقلاب الإنقاذ في 30 يونيو من العام نفسه، كنت وقتها مختفيا ومواصلا العمل السري لإسقاط الإنقلاب، كان ذلك عاما مشؤوما فقدنا فيه شعراء مع محمد عبد الحى مثل: صلاح أحمد إبراهيم وجيلي عبد الرحمن، وكتبت عنهما، وظلت تلك الكتابة حبيسة حتى إسقاط الانقلاب في ثورة ديسمبر 2018، وبعدها راجعت اوراقي القديمة، ووجدت هذه الدراسة عن محمد عبد الحى. وكانت مجلة حروف العدد (2 -3) مزدوج الصادرة في العام 1991 قد أنجزت ملفا توثيقيا حوله غطى مختلف جوانب حياته استندت إليه في إنجاز هذه الدراسة.
تُوفي الشاعر محمد عبد الحي في اوج عطائه، ولم يمنعه المرض اللعين من مواصلة العطاء، تخصص في الأدب الإنجليزي والأدب المقارن، ومن أهم أعماله الشعرية المعروفة: " العودة إلى سنار" ، " السمندل يغني"، " معلقة الإشارات" ، حديقة الورد الأخيرة"، إضافة لقصيدته الطويلة" حياة وموت إسماعيل صاحب الربابة غناء ورثاء"..الخ.
كما حقق مع بشير البكرى السفر الأول من أعمال التيجاني يوسف بشير، وحقق ديوان إشراقة.
وترجم في "أقنعة القبيلة " لمجموعة من الشعراء الأفارقة.
كما أصدر كتابا مشتركا مع حسين جمعان بعنوان " السياسة الثقافية في السودان"، وقامت بطباعته اليونسكو.
كما انضم للحزب الشيوعي السوداني ، وتخلى عنه في أوائل الستينيات من القرن الماضي.
2
وُلد محمد عبد الحى في 11 أبريل 1944 بالخرطوم، والده المهندس عبد الحى محمود كيلانى، عمل والده في تخطيط المشاريع الذي كان عملا ميدانيا شاقا، في مناطق مختلفة مثل: الشمالية، النيل الأبيض، مناطق جبال النوبا، مناطق النيل الأزرق، والشمالية.
لاشك أن لتجوال محمد مع والده أثره في تكوين شخصيته ، فقد عمل والده في مناطق جبال النوبا في جبال الداير ثم هيبان، ابوجبيهة، تلودى، جبال الليرى، وكل هذه المناطق مر عليها محمد وشهد فيها الطبيعة الخلابة وبساطة الناس البدائية، وكان لها الأثر في شعره، فقد شاهد محمد: الغزال، الفهد، السمندل، الطيور. الخ، كلها حيوانات وطيور شاهدها في جبال النوبا. وشاهد ايضا حيوانات مثل: القرنتية" فرس البحر"، وكان يرافق والده في عمليات الصيد ويصطاد والده الغزال والدجاج البري، و"الحبار" طائر كبير الحجم.
أما والدة محمد فأسمها عزيزة إسماعيل فوزي، وكان والدها إسماعيل فوزي مهندسا في المساحة، وكان شاعرا، وشقيقها هو الشاعر والاقتصادي سعد الدين إسماعيل فوزي، كان سعد الدين فوزي أول عميد لكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم، وله العديد من الكتب من بينها" السودان بين يدي كتشنر وغردون"، وقام بترجمة مسرحية" صلاح الدين الأيوبي" من العربية إلى الإنجليزية"، وله مؤلف آخر هو " تاريخ الحركة العمالية في السودان: 1942- 1957"، وديوان شعر " من وادى عبقر".
3
تقول والدة محمد عبد الحى عنه:
" إبنى محمد كان منذ نعومة أظافره مولعا بقراءة مجلة الصبيان ومجلات الأطفال التي ترد من الخارج، وكان أيضا يكتب في صحف الحائط، وفي مرحلة اخرى من حياته حينما كان صبيا كنت أرصد في كراسته المدرسية بعض الكتابات وأبيات الشعر التي لا تزيد عن بيتين أو ثلاثة، يكتب عن الحياة ، عن الطبيعة، وحاول والده أن يمنعه، ولكنه كان يكتب في الخفاء.
منذ الثانوى ( درس في حنتوب الثانوية)، بدأ يكتب محمد الشعر، كتب قصيدة في زفاف أخته آمال جاء في أبياتها:
ماذا أرى في يومك الذهبي
داعى السرور يطوف بالطرب
ليل به الأنوار ساطعة
والقلب يقفز من بشرى ومن طرب
دومى على الأيام هانئة
وتدخلى في العز والنسب يازينة النسب.
خلال دراسته في الجامعة كان يكتب شعرا ويرسله للمجلات في لبنان.
تواصل والدته وتقول عنه: "من سماته كان لا يتدخل في شؤون الآخرين، ويكره النميمة، ولم يكن مشاكسا كما يفعل عادة الأطفال، كانت أهم صفاته الهدوء والحنان، كان حنينا بأهله وأصدقائه، ولم يكن يسهر الا في القراءة".
من صفاته أيضا أنه كان قوى الإرادة، حينما يصمم على تنفيذ شئ لا بد أن يفعله. وفي ايامه الأخيرة بعد مرضه في عام 1980 كان يردد دائما " البلايا هدايا".
يقول شقيقه سعد عنه " وكنا حينما نذهب إليه في مستشفى سوبا، كان يخفف عنا حزننا عليه فيقول: من نعم الله على أن عيونى ترى وعقلى يفكر، كل ما عداها يُعتبر (عطل فني) " وقعت يدى سأحرك الثانية، وهكذا كان لمحمد قدرة كبيرة على امتصاص أحزان الآخرين".
4
نواصل توثيق حياة شاعرنا محمد عبد الحى كما جاء في مجلة حروف، بعد وفاته يقول شقيقه سعد عنه: " في الفترة الأخيرة من حياته لم يكن محمد يهتم بكتابة الشعر، وكان جل اهتمامه قد تحول إلى معالجة قضايا الثقافة والفكر في السودان، وكان يردد دوما بأن الثقافة في السودان لن تعد بكثير حاجة إلى الشعر بقدر حاجتها إلى الفكر، وكان يقول لي: نحن لم نكتب الشعر من أجل الشعر، الشعر كتبناه من أجل قضية ومن أجل هدف، ولكن نحن بحاجة الآن إلى فكر ومفكرين"
يواصل شقيقه ويقول:
" ولكن في السنوات الأخيرة أصبح يضيق ببعض الناس الذين يدعون الثقافة والشعر، وكان يرى أن الصراع الثقافي والفكري في السودان هامشي وعلى ورق الصحف،ولكن بعد هذا يجب أن يأخذ هذا الصراع أبعاده الفكرية والثقافية".
يواصل سعد ويقول: " وكان يردد دائما: المثقفون في السودان( ملكلكين) يقصد أنهم مترددون أو غير ممنهجين، كان يقول: للمثقف أكثر من رأى في قضية واحدة، ويمكن أن يستبدل رايه إذا خرج من هذا الباب".
يواصل شقيقه ويقول: وكان في الفترة الأخيرة يرى أن المراة السودانية لازالت تعانى القهر وكان يقول: إن الطالبة في الجامعة الآن والتي لم تكن جدتها لترى زوجها هي الطالبة التي تصل إلى أرقى درجات العلم، وتكافح كثيرا في هذا المجال وتصل إلى مستوى جيد، ولكنها حينما تتزوج تجد نفسها مشدودة إلى تقاليد تحد من حركتها، بل أنها تقود إلى المجتمع الذي قهرها، وهذا يماثل عنده القمع في حياتنا. ويحكى قصة الشاعر السوري عبد الباسط الصوفي والذي يقول عنه من أعظم الشعراء وأنه لو كان حيا حتى اليوم لأصبح شاعرا مهولا، وكان قد هرب من سوريا إلى نيجيريا، وحينما عاد أعُتقل ووضعت يده التي كتبت الشعر في الزيت الساخن، فلا يزال الشاعر مقموعا ، والمرأة أيضا تكافح القمع".
٥
محمد عبد الحي والعودة لسنار وهويّة السودان الثقافية:
كتب محمد عبد الحي " إن تاريخ الثقافة السودانية بدأ بقيام ممالك التلاقح الإسلامية العربية الإفريقية ومن بينها الفونج بسنار، فترة تلك الممالك ممتدة التي بدأت إنتاج ثقافة سودانية – وأعنى بكلمة ثقافة كل طرائق حياة مجموعة ما – لقد امتزج العنصران الإفريقي والعربي وكونا عنصرا ( آفروعربيا). وفي هذا الاتجاه كانت العودة لسنار عاصمة السلطنة الزرقاء تعبيرا عن التمازج العربي الأفريقي، فكانت بوتقة انصهرت فيها مكونات السودان الثقافة السودانية، كما عبر عن ذلك محمد عبد الحي في ديوانه المشهور (العودة إلى سنار).
يقول في ديوانه العودة لسنار:
الليلة يستقبلني أهلي
أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
إبريقا جمجمةً
مصلاه من جلد الجاموس
رمزا يلمع بين النخلة والأبنوس
رغم أن (الغابة والصحراء) التي برزت في الستينيات ليست مدرسة متكاملة الأركان ، لكنها كانت تعبيرا عن التمازج العربي الأفريقي في ثقافتنا وأدبنا السوداني ، يقول محمد المكى إبراهيم : الغابة والصحراء حركة عربية في الأساس، أما عبد الله على إبراهيم فيرى الأفرو عربية صورة من صور الخطاب العربي الإسلامي الغالب في السودان على مايبدو عليها من سيما النطفة للمكون الأفريقي في ثقافة شمال السودان، فهى تتفق مع أكثر قسمات ذلك الخطاب محافظة وتبشيرية وهي نظرية السودان البوتقة التي تنصهر فيها كل المفردات الثقافية في ثقافة جامعة ( عبد الله على إبراهيم: الآفروعروبية أو تحالف الهاربين ، مجلة المستقبل العربي عدد 19 يناير 1989 ، هامش ص، 112).
وكان من رموز(الغابة والصحراء) الشعراء : محمد عبدالحي ،محمد المكي إبراهيم، والنور عثمان أبكر، . الخ، وكانت رمزية ( الغابة والصحراء) تعبيرا عن الهوّية السودانية التي نتاج تفاعل بين المكونات الثقافية المتنوعة في البلاد ( عربية وأفريقية). وكان ذلك في مواصلة لما طرحه ثوار 1924 حول الهويّة السودانية، ودعوة حمزة الملك طمبل لاستنباط أدب يعبر عن السودان وخصائصه المحلية ، في مناقشته لشعراء أمثال: محمد سعيد العباسي الذين حلقوا في بيئات عربية خارج السودان، واستمرار لطرح جماعة الفجر ( مجلة الفجر) في الثلاثينيات من القرن الماضي ومن ابرزهم كما أشرنا سابقا: معاوية محمد نور،عرفات محمد عبدالله، محمد أحمد المحجوب ، ويوسف مصطفي التني . الخ ودعوتهم لقيام أدب قومي سوداني يعبر عن الذات السودانية ببعديها العربي والإفريقي.
تأثر محمد ايضا بالأجواء الثقافية والصراع بين القديم والجديد في الشعر الذي كان سائدا في ستينيات القرن الماضي.
يقول صديق محمد عبد الحي الشاعر عمر عبد الماجد عن تلك الأجواء " حينما كنا طلابا في الجامعة كانت الأجواء الثقافية حينها تتركز في قضية الصراع بين القديم والجديد، بين المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة، كانت المنطقة العربية كلها تعج بهذا الصراع، كان يقوده في العراق السياب، وفي فلسطين نازك الملائكة، وفي مصر صلاح عبد الصبور وعبد المعطى حجازى، ومن السودان كان محمد الفيتوري.
وفي الخرطوم كانت "ندوة الأربعاء" التي يرأسها الدكتور محمد إبراهيم الشوش ومن أبرز عضويتها يوسف نور عوض، يوسف عايدابي، عبد الله على إبراهيم، عمر عبد الماجد، محمد المكى إبراهيم وغيرهم. أما التيار الكلاسيكي وهم: د. عبد الله الطيب، عبد الله الشيخ البشير، مصطفى طيب الأسماء، هذه هى الأجواء الثقافية التي كانت سائدة في تلك الفترة من ستنيات القرن الماضي..
نواصل

 

alsirbabo@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • "الأوقاف" تعلن افتتاح 41 مسجدا جديدا الجمعة المقبل
  • مدير المتحف المصري يكشف تفاصيل وأسرار "مقبرة بيتوزيريس" في معرض الكتاب
  • مدير المتحف المصري يكشف أسرار مقبرة «بيتوزيريس» في معرض الكتاب
  • ضمن خطتها لإعمار بيوت الله.. الأوقاف تفتتح 41 مسجدًا جديدًا الجمعة المقبل
  • الأوقاف تفتتح 41 مسجدًا جديدًا الجمعة القادمة
  • في ذكرى محمد عبد الحي (١/٢)
  • محمد القس يشارك صور من كواليس "موضوع عائلي"
  • مسلسلات رمضان 2025.. محمد رضوان يبدأ تصوير «أهل الخطايا» | صورة
  • ليبيا تتجه نحو استقرار اقتصادي واعد
  • فعالية ثقافية في تعز بذكرى الشهيد القائد