الشيخ رضوان.. حي في غزة سمي على شخصية تاريخية
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
حي الشيخ رضوان أحد أحياء مدينة غزة يقع قرب مخيم الشاطئ، بناه الإسرائيليون عام 1973، وأجبر سكان المخيم على الانتقال إليه.
أنجب هذا الحي عددا من قادة المقاومة، كما شهد معارك وحروبا، وتعرض للهدم والدمار على يد الجيش الإسرائيلي في حرب عام 2023-2024.
الموقعيعدّ حي الشيخ رضوان أحد أهم أحياء مدينة غزة، تحده من الشمال محافظة شمال قطاع غزة، ومن الجنوب حي الرمال، ومن الشرق حي التفاح، ومن الغرب مخيم الشاطئ للاجئين.
ويمر به شارع الجلاء، وهو أحد شوارع مدينة غزة الرئيسية.
حي الشيخ رضوان بني عام 1973 (مواقع التواصل الاجتماعي) السكانتسكن في حي الشيخ رضوان عوائل هجّرت من قرى مختلفة، أبرزها المجادلة واليافوية واليبناوية والسدودية والهرباوية وقرى أخرى.
كما تقطن في الحي عائلات منها عائلة شبير والمدهون والغول وسالم وأبو عبيد وأبو ريالة والقوقا.
تسمية الحيتروى عدة روايات عن سبب تسمية الحي، فيقول البعض إنه ينسب إلى الشهيد رضوان ابن الشيخ علي بن عليل، الذي يعود نسبه إلى الصحابي عمر بن الخطاب، وفق ما كتب على رخام في مزار الشيخ علي بن عليل.
وتقول رواية أخرى إن الاسم يعود إلى رجل يدعى رضوان عرف بصلاحه، امتلك أراضي في المنطقة وحظي بمكانة عالية بين الناس، ولذا سمي المكان باسمه تخليدا لذكراه.
تاريخ الحيفي أعقاب حرب 1967 عينت الحكومة الإسرائيلية لجنة من الاقتصاديين وعلماء الاجتماع وكلفتهم بإيجاد حلول لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، فقدمت اللجنة خطة رئيسية بعنوان "قطاع غزة وشمال سيناء" عام 1972.
وكان من ضمن الخطة إعادة رسم القضاء الإداري بالكامل، وهدم مخيمات اللاجئين خارج الولايات البلدية الجديدة، وإعادة توطين سكان هذه المخيمات في مدن القطاع.
قامت الخطة على فكرة استخدام المشروع أداة لتغيير البنية الاجتماعية والاقتصادية في غزة، وصمّمت الأحياء الجديدة ليرتبط بها اللاجئون وتنسيهم فكرة العودة إلى مدنهم الأصلية وقراهم التي هُجّروا منها.
ونتج عن الخطة قرار بناء مساكن جديدة للاجئين، وكان الشيخ رضوان جزءا من الخطة المقررة.
صمم المهندسون مشروع حي الشيخ رضوان ليكون مجمعا سكنيا يضم ألف وحدة سكنية تتسع لنحو 7 آلاف لاجئ. وأشرف على تطوير الوحدات السكنية وتصميمها وبنائها مهندس رئيسي يدعى دوف أيزنبرغ، الذي أخذ على عاتقه الإشراف على بناء البنية التحتية وتخطيط الحي وبنائه.
أحد أسواق حي الشيخ رضوان عام 2016 (غيتي)بدأ تنفيذ المشروع عام 1973، وكان المخطط يتضمن أن يتم تنفيذ بناء الحي عبر عدة مراحل، وإجبار سكان المخيم على الانتقال إلى المشروع الجديد.
بعد الانتهاء من بناء الحي رفض لاجئو مخيم الشاطئ تركه والانتقال، فهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو ألفي بيت في المخيم لإجبار أصحابها على الانتقال، ورفضت إعطاءهم تصاريح لإعادة بناء منازلهم في المخيم، فاضطر نحو 8 آلاف لاجئ إلى النزوح من مخيم الشاطئ إلى حي الشيخ رضوان.
أعلام من الحي علي حسني عرفةقائد قسامي ولد عام 1973 وانضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها كتائب عز الدين القسام، وأصبح قائدا فيها، أصيب بمرض عضال تسبب في موته عام 2022.
مشهد من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على حي الشيخ رضوان (الفرنسية) جهاد محيسنقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة برتبة لواء، ولد عام 1970، شغل عددا من المناصب في وزارة الداخلية، استشهد خلال الحرب على غزة عام 2023، إذ استهدفت طائرات إسرائيلية منزله بقصف مباشر أدى إلى استشهاده مع عدد من أفراد أسرته.
أهم معالم الحي مقبرة الشيخ رضوانوهي مقبرة يعود تاريخها إلى نهاية الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى، وتنسب إلى أول شخص دفن فيها وهو الشيخ رضوان، وتقع بين حي الرمال وحي النصر.
وفي بداية سبعينيات القرن الماضي شهدت تزايدا في عدد القبور نتيجة لإغلاق عدد من المقابر الصغيرة، ولتزايد المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز شهداء المقبرة مجموعة من الفدائيين اغتالتهم إسرائيل وهم موسى السقاء، وحسين حماد وعدنان الحسني ومحمد جودة، إضافة إلى شهداء آخرين ارتقوا بمجازر متنوعة.
كما دفن في المقبرة الشهيد القائد محمود الأسود الذي لُقب بـ"جيفارا فلسطين"، ودفن في المقبرة عدد من قادة حركة حماس منهم الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والمهندس إسماعيل أبو شنب وصلاح شحادة وأحمد الجعبري وأبو يوسف القوقا، إضافة إلى عدد كبير من قادة فصائل المقاومة الأخرى.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 2008 إغلاق المقبرة نتيجة امتلائها، ودعت إلى دفن الموتى في مقبرة الشهداء شرقي مدينة غزة.
إلا أن الناس لم يستطيعوا الالتزام بالمنع، لأن مقبرة الشهداء تقع على الحدود المتاخمة لمناطق فلسطين المحتلة، التي يسيطر عليها الاحتلال، وتتعرض الجنائز إلى اعتداءات وإطلاق رصاص.
وقد تعرضت مقبرة الشيخ رضوان لاعتداءات وأضرار خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، لا سيما حرب 2023-2024 التي بدأها الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى.
مقبرة الشيخ رضوان لم يعد فيها مكان للدفن (رويترز) مساجد الشيخ رضوانيضم الحي مجموعة من المساجد، من أهمها مسجد الرضوان وهو أقدمها، ومسجد التقوى ومسجد الأمان ومسجد بئر السبع ومسجد الراشد ومسجد الإسراء، ومسجد النور والإيمان ومسجد سعيد صيام ومسجد سيد الشهداء حمزة ومسجد الفرقان وغيرها من المساجد.
حرب 2023-2024تعرض الحي كغيره من أحياء غزة إلى تدمير كبير وقصف وعمليات اجتياح خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى.
وأدى ذلك إلى تدمير الحي بحاراته وأسواقه ومدارسه ومساجده، وتشريد أهله ونزوحهم إلى مناطق أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حی الشیخ رضوان مخیم الشاطئ مدینة غزة قطاع غزة عام 1973
إقرأ أيضاً:
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة
الثورة نت/..
عثر علماء الآثار على أقدم كتابة أبجدية معروفة محفورة على أسطوانات طينية بطول الإصبع تم استخراجها من قبر في سوريا.
وقدر العلماء في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة تاريخ الكتابة إلى نحو 2400 قبل الميلاد، متقدمة على النصوص الأبجدية الأخرى المعروفة بنحو 500 عام.
وهذا الاكتشاف الذي سيتم تقديمه في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للأبحاث الخارجية، يقلب ما نعرفه عن أصل وتطور الأبجديات، وما تعنيه للحضارات المبكرة.
وقال عالم الآثار غلين شوارتز، الذي كان ضمن فريق اكتشاف الأسطوانات الطينية: “لقد غيرت الكتابة الأبجدية الطريقة التي يعيش بها الناس، وكيف يفكرون، وكيف يتواصلون”.
وقال العلماء إن هذا الشكل من الكتابة ربما أحدث ثورة في اللغة من خلال جعلها في متناول العامة، خارج إطار العائلة المالكة والنخبة الاجتماعية.
ويدرس الدكتور شوارتز وفريقه كيف تطورت المناطق الحضرية المبكرة في الشرق الأدنى القديم في جميع أنحاء سوريا، وكيف ظهرت مدن أصغر في المنطقة.
وشارك الفريق في أعمال حفر أثرية استمرت 16 عاما في تل أم المرا، أحد أول المراكز الحضرية القديمة متوسطة الحجم المعروفة التي ظهرت في غرب سوريا.
وفي هذا الموقع، اكتشف علماء الآثار سابقا مقابر يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر بين 3500 و2000 قبل الميلاد.
وعثر على أحد هذه المقابر المحفوظة جيدا والتي تحتوي على ستة هياكل عظمية ومجوهرات من الذهب والفضة وفخار سليم وأواني طبخ، وغيرها.
ووسط هذه القطع الأثرية، وجد العلماء أربع أسطوانات طينية مع ما يبدو أنه كتابة أبجدية محفورة عليها.
وقال الدكتور شوارتز: “يُظهر هذا الاكتشاف الجديد أن الناس كانوا يجربون تقنيات الاتصال الجديدة في وقت أبكر بكثير وفي مكان مختلف عما تخيلناه من قبل”.
واستنادا إلى الثقوب الصغيرة الموجودة على الأسطوانات الطينية، يشتبه العلماء في أنها كانت مربوطة على جسم آخر وتعمل كنوع من العلامة.
وأوضح الدكتور شوارتز: “ربما توضح هذه النصوص محتويات وعاء، أو ربما من أين جاء الوعاء، أو إلى من كان ينتمي. ودون وسيلة لترجمة الكتابة، لا يمكننا إلا التكهن”.
وأكد العلماء، باستخدام تقنيات تأريخ الكربون، أن المقابر والتحف والكتابة، جميعها تعود إلى نحو 2400 قبل الميلاد.
ويضع هذا أصل الأسطوانات قبل نحو 500 عام من أقدم كتابة أبجدية معروفة سابقا.
وأشار الدكتور شوارتز: “في السابق، اعتقد العلماء أن الأبجدية اخترعت في مصر أو حولها في وقت ما بعد عام 1900 قبل الميلاد. لكن التحف التي لدينا أقدم ومن منطقة مختلفة على الخريطة، ما يشير إلى أن الأبجدية قد يكون لها قصة أصل مختلفة تماما عما كنا نعتقد”.