متحف الآثار الإسلامية.. كنوز من تاريخ القدس والأقصى
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
واحد من أهم المتاحف الأثرية العريقة بمدينة القدس، وتحديدا في المسجد الأقصى، امتاز بالعديد من الصفات والخصائص التي جعلته ضمن قائمة أشهر المتاحف التاريخية والأثرية.
يعود للفترة الأيوبية، وكان مدينة سياحية يرتادها الزوار من مختلف بقاع الأرض.
التأسيس والتاريخيقع متحف الآثار الإسلامية في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى.
بُني المتحف الحديث بأمر من المجلس الإسلامي الأعلى عام 1922، وكان مقره في الرباط المنصوري، وفيما بعد تم نقله عام 1929 إلى الجهة الجنوبية الغربية، حيث يقع جامع المغاربة.
أهمية المتحفيتميز المتحف الإسلامي بأنه يحوي مجموعة من الكنوز الفنية التي قُدمت على شكل هدايا، وأخرى نُقلت من المسجد الأقصى وعمائره بعد إجراء الترميمات، أو من الحرم الإبراهيمي، رغبة في حفظ هذه التحف في مكان مناسب لتعرض على جمهور أوسع من الزوار والسائحين.
لذا فإن أغلب تحف المتحف لها علاقة مباشرة بتراث المسجد الأقصى والقدس وفلسطين.
وعليه فقطع المتحف نادرة، فالمصاحف القيمة مثلا كانت إلى فترة قريبة موضوعة في أيدي القراء والمعتكفين بالمسجد للقراءة فيها، والحشوات الخشبية كانت تزيّن سقف الجامع الأقصى والبلاطات الخزفية كانت تغشي جدران قبة الصخرة المشرفة.
يتمثل المتحف الإسلامي في بناء أثري قديم يتكون من قاعتين رئيسيتين:
الأولى جامع المغاربة قديما، وكان مسجدا لأتباع المذهب المالكي، وقاعة طولية تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتم ترميم مدخلها في أواخر العهد العثماني عام 18871م/1288هـ.
فقد أُضيف باب في الجهة الشرقية قبالة المصلى القبلي، فوقه نقش السلطان العثماني عبد العزيز.
الثانية جزء من مصلى النساء، وهي جزء من قاعة تمتد إلى حوالي 70 مترا، أصلها رواق في الفترة الفاطمية، ولاحقا رممها الصليبيون لتخدم أغراضهم العسكرية.
وفي العصر الأيوبي تم تخصيصها لتكون مسجدا للنساء فقط، أما في الوقت الحالي فتُستخدم القاعة الوسطى مكتبة رئيسية للمسجد الأقصى.
وهناك أيضا الزاوية الفخرية التي يعود تاريخها إلى عصر المماليك، وهي تُستخدم الآن جزءا من إدارة ومكاتب المتحف، وتقوم في جزء مما تبقى من منطقة مكشوفة تمتد بامتداد مسجد قاعة المغاربة.
وعُرفت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها القاضي فخر الدين بن فضل الله، ولاحقا عُرفت بـ "زواية أبو السعود".
يضم المتحف الإسلامي نماذج نادرة من التحف الفنية الإسلامية، تغطي فترة زمنية تقرب من 10 قرون، منها تحف من أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي مثل شمال أفريقيا، ومصر والشام وتركيا وإيران وشرق آسيا.
وفي المتحف مجموعة من الأخشاب الأموية وبقايا من منبر نور الدين، الذي أُحرق في حريق المسجد الأقصى عام 1969، وكنز من الوثائق المملوكية النادرة التي لا مثيل لها في المتاحف الأخرى.
وإضافة إلى ذلك يضم المتحف مجموعة من قِطع المعادن والرخام والبلاطات الخزفية، ولوحات من الكتابات بخطوط منوعة، أشهرها الخط الكوفي والنسخي وخط الثلث، ومن الأمثلة البارزة:
المصاحف:يحوي المتحف مجموعة نادرة من المصاحف الإسلامية المخطوطة والمذهبة والمجلدة تجليدا فاخرا، والتي تعود إلى فترات إسلامية مختلفة، وقد كُتبت بخطوط منوعة، منها الخط الكوفي والمغربي والنسخي والثلث والخط الفارسي.
وأغلبها ربعات أُهديت إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأوقفت على قراءة القرآن الكريم من قِبل قراء مختصين، أشهرها ربعة ملك المغرب، وربعة السلطان سليمان القانوني، وربعة السلطان العثماني بايزيد، ومصحف السلطان المملوكي برسباي الضخم الحجم، ونسخة قديمة جدا يُعتقد أنها من نسخ حفيد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهي من أندر وأنفس المصاحف.
من ضمن مقتنيات المتحف حوالي 300 تحفة خشبية من عدة فترات إسلامية، ومن أجملها حشوات خشبية أموية كانت تغطي سقف الرواق الأوسط للمسجد الأقصى.
وقد أُزيلت أثناء ترميمات سنة 1940م، وزُينت هذه الحشوات بزخارف هندسية ونباتية بالحفر الغائر، ومن المجموعات الخشبية بعض قطع من منبر نور الدین محمود بن عماد الدين زنكي.
الوثائق والمخطوطات:تضم مقتنيات المتحف الإسلامي في القدس مجموعة وثائق مملوكية تعود إلى أوائل القرن الرابع عشر، يبلغ عددها حوالي 1000 وثيقة بحالة جيدة، جلها كتب باللغة العربية، وقلة لا تزيد عن 30 وثيقة كُتبت باللغة الفارسية.
النقوش الكتابية وتيجان الأعمدة:يحوي المتحف الإسلامي مجموعة من اللوحات الرخامية والحجرية، تعود إلى فترات زمنية مختلفة، وقد كُتبت بعدة خطوط تؤرخ لمجموعة من شواهد القبور والمباني المعمارية.
الزجاج:تعتبر مجموعة المتحف الإسلامي من الزجاج مجموعة متواضعة، وتعود إلى الفترة المملوكية والعثمانية خاصة، وجلها عبارة عن قوارير بأشكال متنوعة، منها المدامع والقناديل والمكاحل والصحون، ويضم المتحف مشكاة زجاجية تعتبر من أهم التحف الزجاجية التي يمتلكها.
يعتبر القاشاني من أغنى مجموعات المتحف الإسلامي، وأغلبه محفوظ في المخازن، وقلة من النماذج معروضة في المتحف، منها البلاطات التي نُقشت عليها سورة يس، والتي تعود إلى العصر العثماني واستُبدلت في منتصف القرن العشرين.
المعادن:في المتحف الإسلامي مجموعة قيّمة من التحف المعدنية، بعضها صُنع من الحديد، وبعضها من النحاس المطعم بالفضة والذهب.
تحف أخرى متفرقة:من النسيج والقماش وقِطع منوعة من السلاح والنقود الإسلامية مثل: مدفع رمضان، والبوابات العملاقة للصخرة المكسوة بالنحاس، والأهلة الضخمة للمسجد القبلي والصخرة، والشموع الضخمة التي كانت تُستعمل لإنارتهما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المتحف الإسلامی المسجد الأقصى مجموعة من تعود إلى
إقرأ أيضاً:
خالد بن محمد بن زايد يشهد إعادة افتتاح «متحف المقطع» بعد ترميمه
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إعادة افتتاح «متحف المقطع» بعد عملية تأهيل وتجديد شاملة، من خلال مبادرة مشتركة بين دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي وشرطة أبوظبي، تستهدف حماية الهوية التراثية وصون الإرث الثقافي للإمارة.
واستمع سموّه إلى شرح حول أبرز المراحل التي مر بها مشروع ترميم وإعادة تأهيل المتحف، واطّلع على مختلف الأقسام والمرافق وبعض المقتنيات التاريخية المتعلقة بشرطة إمارة أبوظبي منذ إنشائها، ومن أهمها البدلات الرسمية القديمة وسيارات الدوريات التي كانت تستخدم سابقاً.
وأشاد سموّه، خلال جولته التفقدية في المتحف، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية من أجل صون المعالم التاريخية ذات الرمزية الوطنية، والتي تعكس ثراء الإرث الثقافي والتراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولا سيما إمارة أبوظبي، مؤكداً سموّه على أهمية توثيق هذا الموروث الوطني وحمايته، لما له من دور محوري في تعريف أجيال الحاضر والمستقبل بقيمته التاريخية ورمزيته الوطنية، وفي ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية في وجدان أبناء وبنات الوطن.
يقع المتحف داخل حصن المقطع، في قلب المنطقة المحمية التي تضم مباني ومنشآت تاريخية تعكس مختلف مراحل التطور العمراني التي شهدتها إمارة أبوظبي، حيث كان المبنى الحالي للمتحف يُستخدم في خمسينيات القرن الماضي كمقر لدائرة الجمارك ومركز للشرطة، حيث أدّى دوراً محورياً في مراقبة حركة المرور بين البر الرئيسي وجزيرة أبوظبي، وذلك قبل إنشاء «جسر المقطع» الذي يُعد أول جسر يربط الجزيرة بالمناطق الخارجية.
وقد جاء هذا الجسر ليكمل الدور الذي أدّاه «برج المقطع»، أول حصن شُيّد لحماية المعبر المائي، ولا يزال قائماً حتى اليوم شامخاً وسط خور المقطع كأول حصن يحرس المعبر المائي.
بهذه المناسبة، أكد الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مكتب المؤسس بديوان الرئاسة، أن إعادة افتتاح «متحف المقطع» بعد تأهيله وتجديده الشامل، تأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة الساعية إلى صون الموروث الثقافي والمعالم التاريخية لدولة الإمارات، لتبقى منارات شامخة تشهد على حكمة الأجداد، وتجسد القيم الإنسانية والمعرفية الأصيلة.
وأضاف: «يُعد المتحف صرحاً مهماً في مسيرة هذه الأرض الطيبة، ويروي سيرة تراث عريق، حيث إن إعادة افتتاح هذا الصرح الثقافي تمثل إضافة نوعية إلى المشهد السياحي والثقافي الغني في الدولة، إذ يُعد المتحف شاهداً أصيلاً على المسيرة الحضارية لإمارة أبوظبي، وتحولها من مركز تجاري نابض بالحياة إلى عاصمة عصرية تواكب تطلعات المستقبل، دون أن تنفصل عن جذورها الراسخة».
يُبرز المتحف، الذي تم تجديده، الجهود التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وشرطة أبوظبي في عرض تاريخ هذا الموقع والترويج له أمام المجتمع والزوار على نطاق واسع. فقد شمل مشروع الترميم كلاً من المبنى نفسه ومحتواه التفسيري. وللمرة لأولى، تم استبدال الجص بمادة أكثر تجانساً ومتانة، تُشبه إلى حد كبير المظهر الأصلي.
في أوائل عام 1761، قام الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان، الذي كان شيخ قبيلة بني ياس في واحة ليوا الداخلية، بزياراتٍ متكررة إلى جزيرة أبوظبي، ومع نموها أصبح من المهمّ تعزيز دفاعات أبوظبي، حيث أشرف الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان، على بناء «برج المقطع» في أواخر القرن الثامن عشر، والذي كان يحمي «معبر المقطع» بين جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي.
ولا يزال «برج المقطع» شامخاً في قلب المعبر المائي (الخور)، محافظاً على مكانته التاريخية، وقد خضع البرج لعملية ترميم دقيقة نفذتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عام 2022، بهدف معالجة الأضرار المتكررة التي لحقت به نتيجة التأثيرات الطبيعية للبيئة البحرية. وحتى خمسينيات القرن الماضي، شكل البرج علامة بارزة للمسافرين القادمين إلى جزيرة أبوظبي، حيث وقف حارساً صامداً يحمي المعبر ويدل على مشارف المدينة.
في أواخر خمسينيات القرن الماضي، تم تشييد جسر يربط البر الرئيسي بجزيرة أبوظبي، وعلى البر الرئيسي تم تشييد مركز شرطة لمراقبة حركة المرور من وإلى جزيرة أبوظبي. وأصبح هذا المبنى لاحقاً مركزاً لدائرة الجمارك، واستمرّ في العمل حتى تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971. وعقب هذه الفترة، لم تعد هناك حاجة لوجود دائرة للجمارك لتفتيش البضائع على الحدود المؤدية إلى جزيرة أبوظبي. وبناء عليه، خضع المبنى، الذي أُعيدت تسميته بحصن المقطع، لترميم شامل. وفي عام 2002، تم تحويله إلى متحف يُحتفى بأهميته الاجتماعية والثقافية والتاريخية العميقة لإمارة أبوظبي.
المصدر: وام