البيئة - أبوظبي تنفذ برنامجاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لتقييم حالة الموائل الطبيعية
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
نفّذت هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع شركة ديندرا، برنامجاً شاملاً لتقييم حالة الموائل الطبيعية البرية في أبوظبي، في إطار سعيها إلى تبني التقنيات الحديثة والمبتكرة ضمن برامجها الهادفة إلى تعزيز استدامة التنوع النباتي في الإمارة.
ويشمل هذا البرنامج على تقييم دقيق لحالة الغطاء النباتي الطبيعي للشجيرات في الموائل ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية وخارجها، وقياس مدى التغيرات التي تطرأ على تنوع النباتات المحلية وانتشارها عبر ربطها بالاستخدامات البشرية.
وتولى مهمة تنفيذ البرنامج ومتابعته فريقٌ متخصص من الكفاءات الوطنية الشابة من هيئة البيئة وشركة ديندرا المتخصصة في إجراء الدراسات البيئية باستخدام وسائل وتقنيات الذكاء الاصطناعي وبرامج جمع البيانات بطائرات من دون طيار مزودة بمستشعرات ذكية.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «تسعى الهيئة دائماً الى الارتقاء بأساليب البحث البيئي وبرامجه، وتنفيذ برامج تأهيل الموائل، ما يتناسب مع رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكد على أهمية ترسيخ الاستدامة وحماية النظم البيئية والطبيعية في الدولة والتي تمثلت بإعلان القيادة الرشيدة تمديد مبادرة (عام الاستدامة) لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي وذلك تأكيداً على التزام الدولة بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع».
وأشارت سعادتها إلى أن «هذا البرنامج يُعد أكبر برنامج بحثي ميداني ينفذ على مستوى المنطقة، حيث تمكنت الهيئة على مدى أكثر من 6 أشهر من العمل المتواصل، من تغطية مساحة إجمالية تبلغ 11,000 هكتار موزعة على مجموعة من المناطق كعينة مساحية ممثلة للغطاء النباتي الحرج والأكثر عرضة للتهديدات البيئية الناجمة عن الاستخدامات البشرية والتغيرات المناخية، وتسهم البيانات التفصيلية الناتجة من البرنامج بإعطاء تصور أكثر وضوحاً للقيادة، ما يدعم اتخاذ القرارات الاستباقية المناسبة للتعامل مع هذه الضغوطات».
أخبار ذات صلةوأكدت الدكتورة الظاهري أن التوسع في برامج الأبحاث البيئية المتخصصة من الهيئة يعكس التزامها بمواصلة حماية موروثنا الطبيعي، وتطوير قراراتها ومبادراتها الهادفة إلى زيادة تكيف ومقاومة الموائل الطبيعية للتغيرات المناخية انسجاماً مع استراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي، التي تسعى إلى خفض انبعاثات الكربون وتدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة - أبوظبي: «أثبتت التجربة أن توظيف التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك التقنيات المبتكرة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي واستخدام الطائرات من دون طيار، في مجال البحوث البيئية يُعدّ ذو فعالية كبيرة مكنت الهيئة من النجاح في تغطية مناطق يستحيل الوصول إليها بأساليب العمل التقليدية، فضلاً عن أن الأثر البيئي والمالي لهذه التقنيات يعد منخفضاً، مقارنة بما يترتب على أساليب العمل الميداني التقليدية من آثار سلبية على البيئة، والتي تنتج عن استخدام المركبات للوصول إلى مناطق البحث، فضلاً عن الترشيد الواضح في التكاليف الإدارية التشغيلية، حيث أظهرت المقارنة المعيارية أن هذا النهج أسهم بتوفير الوقت والتكاليف بنسبة تصل إلى 90%، مقارنةً بالأساليب التقليدية، ولهذا فإن هذا البرنامج يعد إضافة نوعية مهمة لطرق العمل المعتمدة في الهيئة».
وأضاف الهاشمي: «تمكنت فرق العمل المتخصصة في الهيئة وشركة ديندرا من تنفيذ المشروع وفق الخطة البحثية بشكل دقيق، ونجحنا بتحقيق هدفنا بجمع أكبر قدر من البيانات الميدانية وتحليلها، إذ تم تغطية مساحة بحث شاسعة من الموائل البرية، وقياس المؤشرات الحيوية لأنواع متعددة من النباتات المحلية فيها بدقة، ما يتيح تقييم صحة الغطاء النباتي وتحديد التأثيرات عليه بما في ذلك الرعي الجائر، والتأثيرات الناجمة عن النشاطات البشرية وخصوصاً استخدام المركبات ذات الدفع الرباعي. واشتمل البرنامج على توثيق تصويري لمناطق توزع الحياة البرية وتقييم مدى ارتباطها بأنواع النباتات البرية، لقد ساعدنا هذا بزيادة فهمنا لمعطيات الغطاء النباتي واستجابته للتأثيرات البشرية».
وإضافة إلى عمليات المراقبة والبحوث الميدانية، طُورت منصة ذكية لقاعدة البيانات الجغرافية لتوثيق جميع معلومات المشروع. وتتيح هذه المنصة القدرة على إصدار تقارير فورية وتحليلات إحصائية دقيقة.
ونفذت الهيئة بناءً على تصميم الدراسات الأولي، إجراءات لنثر بذور من أنواع النباتات المحلية باستخدام الطائرات من دون طيار قادرة على حمل وزن يبلغ 70 كيلوغراماً، ونشرها في 3 مناطق في إمارة أبوظبي تبلغ مساحة كل منها 380 هكتاراً بهدف مراقبة مدى استجابة هذه البذور للتجدد الطبيعي المرتبط بمعدلات هطول الأمطار ونوع التربة. وتجرى دراسة سنوية لمناطق نثر البذور لقياس مدى نجاح الإنبات الطبيعي فيها.
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة البيئة في أبوظبي المحميات الطبيعية
إقرأ أيضاً:
أول مزاد مخصص لأعمال فنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
افتتحت دار "كريستيز" الخميس أول مزاد مخصص للأعمال الفنية التي أُنشئت بمساعدة الذكاء الاصطناعي، لكنّ ركوب الدار موجة هذه الثورة التكنولوجية أثار غضب جزء من الوسط الفني.
وعرضت الدار نحو عشرين قطعة للبيع في المزاد الذي يحمل عنوان "أوغمنتد إنتليجينس" (أي "الذكاء المعزز") ويقام عبر الإنترنت إلى الخامس من مارس المقبل.
وسبق لدار "كريستيز"، وكذلك لمنافستها "سوذبيز"، أن عرضتا قطعا مصممة باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنهما لم تخصصا قبل الآن مزاداً كاملاً لهذا النوع من الأعمال.
وقالت مديرة مبيعات الفن الرقمي في "كريستيز" نيكول سيلز غايلز "لقد أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر حضوراً في حياتنا اليومية". ولاحظت أن "المزيد من الأشخاص باتوا يدركون طريقة عمل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الكامنة وراءه وبالتالي من المرجح أن يقدروه في سياق إبداعي".
وأحدث إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي" في نوفمبر 2022 ثورة في نظرة عامة الناس إلى الذكاء الاصطناعي وفتح إمكانات جديدة لاستخدامه لأكبر عدد من الناس.
وباتت نماذج ذكاء اصطناعي عدة اليوم تتيح للمستخدمين إنشاء رسم أو صورة متحركة أو صورة تشبه الصورة الفوتوغرافية، بناءً على استعلام بسيط باللغة اليومية.
لكنّ استخدام الخوارزميات في العالم الفني ليس جديدا في الواقع، بل يعود إلى عمر المعلوماتية الحديثة تقريبا.
فبين الأعمال المعروضة للبيع مثلا في مزاد "كريستيز" واحد للفنان الأميركي تشارلز سوري (1922-2022) يعود تاريخه إلى عام 1966.
وتميّز تشارلز سوري الذي كان أحد رواد "الفن الحاسوبي" باستخدامه برنامجاً لتشويه أحد أعماله المرسومة يدويا.
وأوضحت نيكول سيلز غايلز أن "الفنانين المعروضة أعمالهم في هذا المزاد يستخدمون الذكاء الاصطناعي كمكمّل لعملهم الفني الحالي"، وتتضمن المجموعة المطروحة لوحات قماشية ومنحوتات وصوراً وحتى شاشات عملاقة تعرض أعمالا نُفذت بالكامل رقمياً.
ومن بين أبرز المعروضات في المزاد عمل بعنوان "إيميرجينغ فيسز" Emerging Faces للفنان الأميركي بيندار فان أرمان، خُمِّن سعره بنحو 250 ألف دولار، وهو عبارة عن سلسلة من تسع لوحات نتجت عن "محادثة" بين نموذجين للذكاء الاصطناعي.
الأول يرسم وجها على قماش والثاني يوقفه عندما يتعرف على شكل بشري.
"جدالات وانتقادات"
إلاّ أن هذا المزاد لا يروق للجميع، وأُطلِقَت عريضة عبر الإنترنت للمطالبة بإلغائه، ولكن دون جدوى.
ولاحظ معدّو العريضة التي جمعت أكثر من 6300 توقيع أن "عددا من الأعمال المطروحة أُنشئت باستخدام نماذج ذكاء اصطناعي معروفة بأنها استخدمت من دون إذن أعمالاً محمية بموجب قانون الملكية الفكرية".
ورأوا أن المزاد يعطي قيمة لهذه الطريقة في المل التي شبهوها بـ "السرقة الجماعية لأعمال الفنانين البشريين".
ورفع عدد من الفنانين عام 2023 دعاوى قضائية ضد شركات ذكاء اصطناعي ناشئة، من بينها المنصتان الشهيرتان "ميدجورني" Midjourney و"ستابيليتي إيه آي" Stability AI، متهمين إياها بمخالفة قوانين الملكية الفكرية.