خصخصة بذور أوروبا: هل تهدد براءات الاختراع استقرارَ الأمن الغذائي وتنوّعَ الحياة النباتية؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
في قلب أوروبا، حيث تعتبر صناعة البذور من أكثر الصناعات تنوعًا، يواجه المربون الصغار في ألمانيا وهولندا وفرنسا تهديدًا متزايدًا بسبب خصخصة البذور من خلال براءات الاختراع. ويلعب هؤلاء المربون الذين يعتمدون على تقنيات تقليدية مثل التهجين، دورًا حيويًا في تحسين المحاصيل وتعزيز مقاومتها للأمراض.
رغم حظر الاتحاد الأوروبي تسجيل براءات اختراع للنباتات التي يتم تربيتها تقليديًا، إلا أن البذور التي تم إنشاؤها من خلال وسائل تكنولوجية متقدمة تُعتبر ابتكارات تقنية وبالتالي يمكن تسجيلها كبراءات اختراع.
وقد ألحقت براءات الاختراع الأوروبية ضررا نحو 1200 نوع من البذور التي يمكن تربيتها بشكل طبيعي، حيث تدعي شركات الكيماويات الزراعية أنها طورتها من خلال تقنيات مبتكرة.
يواجه المربون مثل فرانس كاري من شركة "De Bolster" الهولندية صعوبات كبيرة. كاري يعمل على تطوير طماطم مقاومة لفيروس فاكهة الروجوس البني، لكن جهوده تعرقلها طلبات براءات اختراع متعددة من الشركات الكبرى مثل "BASF" و"Bayer" و"Syngenta". حتى وإن لم يتم منح هذه البراءات بعد، فإنها تخلق حالة من عدم اليقين من الناية القانونية كما تزيد من التكاليف.
لكي يتجنب كاري انتهاك براءات الاختراع، يتعين عليه دراسة جميع طلبات البراءات المتعلقة بمقاومة الفيروسات بعناية وهي عملية معقدة ومكلفة تتطلب فحصًا دقيقًا للسمات المعلنة.
في السنوات الأخيرة، أتاح تطور تقنيات التحرير الجديدة المعروفة باسم تقنيات الجينوم الجديدة "NGTs" تحسين الجينات بشكل دقيق. توفر "NGTs" إمكانية تعزيز وظائف معينة في الجينات دون التأثير على بقية الجينوم. يعتقد المدافعون أن هذه التقنيات قد تؤدي إلى تقليل استخدام المبيدات والأسمدة، وزيادة مقاومة النباتات للأمراض والجفاف.
ومع ذلك، فإن بعض شركات الكيمياء الزراعية تدفع الاتحاد الأوروبي لتخفيف تنظيم "NGTs"، ما قد يؤدي إلى زيادة عدد براءات الاختراع على البذور.
ويمتد تأثير مكتب براءات الاختراع الأوروبي إلى 39 دولة، بما في ذلك دول خارج الاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة وتركيا وسويسرا. يشرف المكتب على منح براءات الاختراع. ورغم أن المكتب يدير العملية بكفاءة، إلا أنه يواجه انتقادات بسبب تشجيعه لمبادرات منح براءات اختراع كثيرة، ما أثار مخاوف بشأن نزاهته وتضارب المصالح، إذ تعتمد ميزانيته بالكامل على رسوم الشركات.
مع تزايد عدد براءات الاختراع على البذور، يتعرض الأمن الغذائي في أوروبا لتهديد متزايد. إذ أن الحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان استدامة الممارسات الزراعية يتطلبان إعادة تقييم سياسات براءات الاختراع وموازنة بين الابتكار وحماية البيئة. وقد تكون هذه التحديات الكبيرة بمثابة اختبار لالتزام أوروبا بأمنها الغذائي واستدامتها البيئية في المستقبل.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بوريل: ما تفعله إسرائيل في غزة يزرع بذور الكراهية تجاهها لأجيال ملك إسبانيا يدعو مواطنيه إلى رصّ الصفوف ويحذر من "بذور خلاف" في البلاد شاهد: مزارعو الأرز في فيتنام يستغلون برودة الليل لبدء غرس بذورهم نباتات تنوع بيولوجي الأمن الغذائي الزراعات المعدلة وراثيا : بذور الشقاقالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر نباتات تنوع بيولوجي الأمن الغذائي السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر أفريقيا فرنسا جو بايدن قطاع غزة أوكرانيا جدري القرود السياسة الأوروبية براءات الاختراع براءات اختراع یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
وزير التموين يناقش تطوير البنية التحتية لتخزين الحبوب لتحقيق الأمن الغذائي للدولة
ترأس الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، اجتماع الجمعية العامة للشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين عقب إعادة تشكيلها، بحضور أعضاء الجمعية العامة ومجلس الإدارة الجديد.
الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزينوأوضحت وزارة التموين في بيان قبل قليل، أنّ الاجتماع شهد مناقشة واعتماد القوائم المالية للشركة عن العام المالي المنتهي في 30 يونيو 2024، حيث جرى استعراض الأداء المالي والتشغيلي للشركة، والجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية لمنظومة تخزين الحبوب، بما يعزز كفاءة إدارة المخزون الاستراتيجي ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي للدولة.
منظومة تخزين القمحوأكد الدكتور شريف فاروق خلال كلمته، أهمية الدور الحيوي للشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين باعتبارها أحد الركائز الأساسية في منظومة تخزين القمح والحبوب الاستراتيجية، مشيرًا إلى أنّ الشركة تسهم بشكل مباشر في تأمين احتياطي البلاد من الحبوب من خلال إدارة وتشغيل شبكة حديثة من الصوامع وفق أحدث النظم التكنولوجية، ما يساهم في تقليل الفاقد والحفاظ على جودة المخزون.
كما شدد الوزير على أهمية التعاون والتنسيق بين مجلس الإدارة الجديد والجمعية العامة لتحقيق المستهدفات الاستراتيجية، وتعزيز كفاءة التشغيل والإدارة لضمان استدامة الأمن الغذائي، وتطوير البنية التحتية للقطاع بما يتماشى مع توجهات الدولة.
وأكدت الوزارة أن الاجتماع يأتي في إطار جهود وزارة التموين والتجارة الداخلية لتعزيز كفاءة تخزين وإدارة الحبوب، ودعم خطط الدولة في تطوير منظومة الصوامع والتخزين، بما يحقق أعلى معدلات الأمان والجودة في حفظ الحبوب الاستراتيجية.