في خضم النزاع المتصاعد بين أوكرانيا وروسيا، ترفض المحاكم الأوروبية تسليم الأوكرانيين إلى وطنهم، عازيةً ذلك إلى الأوضاع المزرية في السجون الأوكرانية التي لا تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

اعلان

نيكولاي ، وهو مواطن أوكراني يدعو للنصر في ساحة المعركة، هو أحد هؤلاء الذين يخشون العودة إلى وطنهم.

فر نيكولاي من أوكرانيا قبل عام بسبب التهديدات المتعلقة بعمله، وهو الآن يعاني من مخاوف حقيقية من احتمال تسليمه إلى كييف .

الأوضاع المأساوية في السجون الأوكرانية

الأوضاع السيئة في السجون الأوكرانية هي السبب التي تدفع أوروبا لرفض تسليم الأوكرانيين.إذ تتحدث التقارير عن انتشار واسع لظاهرة التعذيب والإساءات، حيث يُعاني السجناء من سوء المعاملة والضرب المبرح. في مايو، كشفت الهيئة الفرعية للتنفيذ عن حالات تعذيب مروعة، مع تزايد الأدلة على الضرب والاعتداءات التي تُرتكب في السجون الأوكرانية.

على سبيل المثال، تم توثيق حالات تعرض السجناء للضرب المفرط، حيث أظهرت مقاطع الفيديو المعتقلين وهم يُضربون حتى تنكسر إرادتهم. وقد أثارت المشاهد المسرّبة ردود فعل قوية وأثرت على موقف المحاكم الأوروبية التي تعتبر أن الأوضاع في السجون الأوكرانية تشكل تهديداً حقيقياً لحياة وصحة الأفراد.

مركز بولتافا للحبس الاحتياطيمكتب المدعي العام في أوكرانيامن السجن إلى ساحة المعركة.. أوكرانيا تجنّد السجناء وسط نقص المقاتلينبعد تبرعها بـ 52 دولاراً لصالح جمعية أوكرانية..الحكم على مواطنة روسية – أميركية بالسجن 12 عاماً أوكرانيا تعرض على السجناء ثمنا باهظا لقاء الإفراج عنهم.. القتال ضد الجيش الروسي

أوروبا ترفض إذا تسليم الأوكرانيين إلى بلادهم لشعورها بالقلق من عدم توفر ظروف احتجاز ملائمة. ولذلك تسعى المحاكم إلى حماية الأفراد من مواجهة مصير غير إنساني نظرا للأوضاع السيئة في مراكز الاحتجاز مثل عدم وجود ملاجئ آمنة وتزايد حالات التعذيب.

توضح ميكولا جناتوفسكي، وهي قاضية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أن أوكرانيا تأتي في المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث عدد الدعاوى القضائية المتعلقة بظروف الاحتجاز السيئة.

جهود الإصلاح والمجتمع الدولي

في يوليو، شاركت إدارة تنفيذ الأحكام الأوكرانية في منتدى دولي حول إصلاح نظام السجون، حيث تم تسليط الضوء على ضرورة مكافحة التعذيب وتحسين الظروف. ومع ذلك، فإن التقدم بطيء، ولا تزال هناك مشاكل هيكلية مثل اكتظاظ السجون وسوء المعاملة.

تشكل هذه القضية أزمة إنسانية تعكس عمق التحديات التي تواجهها أوكرانيا، وتؤكد الحاجة إلى إصلاحات جذرية لضمان العدالة والكرامة الإنسانية لكل فرد.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: لحظة تدمير أوكرانيا جسرا حيويا في كورسك الروسية بصواريخ غربية سيارة تسلا مزودة بمدفع رشاش وجهتُها أوكرانيا.. آخرُ "ابتكارات" الزعيم الشيشاني رمضان قديروف بريطانيا تنتظر ضوءا أخضر أمريكيا يسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" لضرب عمق روسيا تسليم المجرمين أسرى أوكرانيا حقوق الإنسان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حرب غزة في يومها الـ317: قصف وضحايا بالعشرات وتقارير عن تبخر مئات الجثث بسبب أسلحة محرمة دوليا يعرض الآن Next لبنان يغرق مجدداً في العتمة الشاملة.. والجزائر تمدّ يد العون يعرض الآن Next حرائق مستعرة في إسبانيا والبرتغال تخلف دمارا هائلا وتستدعي إجلاء المئات من السكان يعرض الآن Next ضربة جديدة لموسكو في ظرف ثلاثة أيام.. الجيش الأوكراني يدمر جسراً رئيسيا ثانيا في منطقة كورسك الروسية يعرض الآن Next زلزال عنيف بقوة 7.0 وثوران بركان في أقصى الشرق الروسي دون تسجيل خسائر مادية أو بشرية اعلانالاكثر قراءة من الملاعب إلى اللجوء.. رياضيون يستغلون أولمبياد باريس للهروب من بلدانهم والبحث عن مستقبل جديد ضريح النبي أيوب: من بين الأماكن السياحية الأكثر زيارة في صلالة بسلطنة عمان هزة أرضية بقوة 5.2 تضرب سوريا والباحث الهولندي المثير للجدل يحذر كيف اغتالت إسرائيل فؤاد شكر؟ "وول ستريت جورنال" تكشف تفاصيل الواقعة مقتل 18 فلسطينياً بينهم عائلة كاملة في قصف إسرائيلي عشوائي على بلدة الزوايدة وسط غزة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر أفريقيا فرنسا جو بايدن قطاع غزة جدري القرود كامالا هاريس Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر تسليم المجرمين أسرى أوكرانيا حقوق الإنسان السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا الجزائر أفريقيا فرنسا جو بايدن قطاع غزة جدري القرود كامالا هاريس السياسة الأوروبية یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

لماذا تحررت حلب الآن؟

الهواجس والتحديات

سيسجل التاريخ يوم الجمعة 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يومًا هامًا في تاريخ سوريا والإقليم والأمة العربية والإسلامية، كيف لا وفيه تحررت حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية وأكبر مدينة فيها، والتي تعرضت لخنق شديد منذ استيلاء عائلة الأسد على السلطة عام 1970.

يطرح الجميع سؤالًا مهمًا: لماذا تحررت حلب وكيف؟ وما هي الهواجس والتحديات؟

أولًا: لماذا تحررت حلب؟ تحرير حلب ضروري لإعادة التوازن في طرح القضية السورية بعد أن شعر الأسد أن الأمور دانت له، وعاد إلى الانخراط النسبي عربيًا وإسلاميًا. تحرير حلب ضروري لعودة طرح الحل السياسي بجدية وليس مجرد شعارات؛ حيث تمثل حلب ربع سكان سوريا، وثلث الاقتصاد السوري. خروجها من سيطرة النظام يجعله مرتبكًا أمام السوريين كافة، وخاصة حاضنته، إذ إنه غير قادر على حكم سوريا رغم سيطرته النسبية عليها بعد عام 2020، مما يجعل التفكير بحلٍ لمعضلة استئثار عائلة الأسد بالسلطة ضرورة ملحة. تحرير حلب يكشف هشاشة محور إيران الذي تغلغل في سوريا وشكل دولة مستقلة داخلها، بل أصبح يتحكم في مفاصل الدولة السورية الهشة؛ بسبب ضعف الأسد وعدم امتلاكه القدرة على الحكم. تحول سوريا إلى دولة تسيطر عليها مكونات ما دون الدولة، يجعل تحرير حلب منطلقًا لفكرة إعادة بناء دولة وفق ضوابط سياسية تتماشى مع القانون الدولي ومعايير الأمم المتحدة. انشغال روسيا بغزوها أوكرانيا أدى إلى تراجع أولوية دعم الأسد. استياء روسيا وحتى إيران من ألاعيب الأسد بعد تواصله مع الدول العربية. شعور تركيا بأن مفاوضات أستانا لم تعد مجدية رغم كل محاولاتها مد يد القيادة التركية تجاه الأسد. عدم ممانعة أميركا، ويستدل على ذلك بعدم القيام بأي تحرك استباقي أو تحذير، كما تفعل عادة في مناطق أخرى مثل شمال شرق سوريا. ثانيًا: كيف تحررت؟ امتلاك إدارة العمليات العسكرية الفكرة والتحضير والخطط المناسبة منذ مدة ليست بالقصيرة. اختيار غرفة العمليات التوقيت المناسب بعد إصابة مليشيات إيران وحزب الله بحالة انهزام نفسي ومعنوي. امتلاك الثوار رغبة شديدة في تحقيق إنجاز بعد توقف طويل عن تحقيق الانتصارات، مما جعلهم متعطشين لتحقيق الانتصارات من جديد. شعور النظام بالأمان النسبي وعدم وجود تهديد حقيقي تجاهه منذ اتفاقية خفض التصعيد عام 2020، مما جعله يقوم بتسريح المجندين الاحتياط. ترهل جيش الأسد بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وتوقف حالات السلب والنهب التي اعتاش عليها منذ التدخل الروسي عام 2016. عدم الانسجام بين مليشيات النظام والمليشيات الإيرانية، التي أصبحت تتعامل معهم باستعلاء مما أفقدهم الرغبة في القتال إلى جانبها. عنصر المفاجأة، خاصة في اليوم الأول وسيطرة الثوار على مواقع إستراتيجية، مع عدم توقع النظام استهداف حلب. أهم الهواجس الانفلات الأمني والسرقات، خاصة أن مدينة حلب تمتلك ثروات وبنوكًا ومصانع وآثارًا. فرض نموذج قيمي لم يعتد عليه الحلبيون، حيث تتميز حلب بالانفتاح وتواجد مكونات عديدة، مثل: المسيحيين، والأرمن، والماردل، والأكراد. الانتقام، حيث يتواجد في حلب فئات مؤيدة بقوة للثورة وآخرون معادون بقوة من الشبيحة الذين عاثوا فسادًا خلال الفترة السابقة. التحديات تعقيد الحوكمة بانضمام حلب، إذ توجد داخلها مؤسسات مركزية: (صوامع الحبوب، إكثار البذار، الأقطان، السكك الحديدية، المصرف المركزي). إعادة تدوير العجلة الاقتصادية، حيث أصبح عدد السكان بانضمام حلب يقارب نصف سكان سوريا الحاليين. تأمين الخدمات الأساسية، مثل: الكهرباء، والمياه، والصحة، والتعليم، والمواد الأساسية. الأمن، حيث يتطلب انضمام هذا التجمع الكبير عددًا ومساحةً جهاز شرطة وقضاء محترفًا للتغلب على هذا التحدي الكبير. الافتقار إلى الموارد البشرية المدربة بسبب هجرة عدد كبير منها خلال الأعوام السابقة. الهجرة العائدة، إذ تمثل عودة أعداد كبيرة من أهالي حلب تحديًا ليس سهلًا، خاصة أن العديد من العائلات قامت بإسكان أقاربها من المناطق الشرقية الذين دمرت مساكنهم؛ بسبب النظام والروس. الهجرة المعاكسة تمثل تحديًا حقيقيًا، خاصة بشقيها؛ القطاع الخاص ورجال الأعمال، والقطاع العام، إذا لم يتم استيعاب الموظفين ذوي الخبرة في إدارة الدولة في ظل رواتب متناهية في الصغر. تأمين الموارد الخاصة بإدارة الدولة والمؤسسات. التمثيل السياسي للمناطق المحررة، إذ لم يعد ممكنًا تمثيل الائتلاف لها سياسيًا أو الانخراط في الحل السياسي. إقناع المجتمع الدولي بعدم تطرفها وأنها تمتلك خطابًا سياسيًا رصينًا. ختامًا

سوريا والمنطقة أمام منعطف هام يتطلب تعاونًا إقليميًا وعربيًا ودوليًا يساهم في فرض الاستقرار في المنطقة، ويعيد إيران إلى حدودها بعد أن تمددت وساهمت في خلق الفتن وتدمير سوريا، ولبنان، والعراق. فهل يكون تاريخ تحرير حلب موعدًا مع إعادة كتابة حضارة المنطقة من جديد؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «الأوروبي للدارسات»: كل المقاربات الآن بعيدة عن انضمام أوكرانيا للناتو
  • أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسرا باستخدام أموال وطائرات الرئاسة
  • الكرملين يصف حصول أوكرانيا على عضوية حلف الناتو بـ«التهديد الخطير»
  • أسماك مصر تعاود غزو أسواق أوروبا بعد توقف 3 سنوات.. فيديو
  • ألمانيا: حرب أوكرانيا ليست في مصلحة الصين
  • إعادة إتصال!!
  • خليفة بوريل تستهل يوم عملها الأول في كييف: الاتحاد الأوروبي يريد أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب
  • لماذا تحررت حلب الآن؟
  • الحرب الروسية دمرت 15 مطارا أوكرانيا وكييف تخطط لاستئناف الرحلات الجوية جزئيا
  • الإمام شامل الداغستاني.. لماذا أشاد به رئيس أوكرانيا واعتبره مصدر إلهام؟