عربي21:
2024-09-18@03:22:45 GMT

حلف الإبادة الجماعية

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

مرّت أكثر من عشرة أشهر على حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وكذلك الداخل المحتل، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف بين شهيد وجريح وأسير ومغيب ، جلهم من الأطفال والشيوخ والنساء.

ويُجمع متابعون أن الدولة المارقة إسرائيل تعتبر رأس حربة لحلف أوسع نطاقاً يشمل نظما غربية كبرى تتبنى فكرة الإبادة الجماعية وتمولها على كافة المستويات، وفي مقدمتها إدارة بايدن.


الرواية والتمويل

لم يقتصر دعم حلف الإبادة الجماعية للدولة المارقة على المنصات الإعلامية فقط ، بل تجلى بما تتلقاه إسرائيل، لا سيما خلال قتلها الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة، الضفة الغربية، والقدس، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إذ شهد العالم تصاعدا في العدوان الإسرائيلي وارتكاب المجازر المروعة، بينما هرولت أغلب الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا لتتبنى الرواية الإسرائيلية، وقدمت دعما عسكرياً ومالياً واسع النطاق، لتستمر إسرائيل في شن حربها الهمجية على الشعب الفلسطيني بغرض الإبادة والتهجير وتدمير البنى التحتية وكل ما يمكن أن يساعد على الحياة في غزة؛ مما يجعل هذه الدول شريكة في عمليات الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين على مدار الساعة.



ترسيخ الهيمنة
يسعى حلف الإبادة الجماعية إلى ترسيخ الهيمنة والمصالح الاستعمارية في المنطقة؛ جنبا إلى جنب مع دعم إسرائيل في المحافل الدولية، حيث استخدمت الدول الاستعمارية حق الفيتو لمنع أي قرار يدين السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتم تعزيز تلك السياسات الاستعمارية من خلال الضغط على المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة للتخلي عن مواقفها النقدية تجاه إسرائيل، كما حدث في تغيير موقف الأمم المتحدة تجاه الصهيونية في عام 1991.
الدعم العسكري والدبلوماسي ليس وليد اللحظة بل هو امتداد لنهج استعماري مستمر منذ عام 1948
وقد استخدمت إدارة بايدن الفيتو في مجلس الأمن أربع مرات خلال الشهور الأربعة الماضية وأجهضت خلالها مشاريع قرارات كانت ستدين المجازر وعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني واللافت أن الدعم العسكري والدبلوماسي، ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لنهج استعماري مستمر منذ عام 1948، ومتجذر.

زيف الإعلام
يستخدم حلف الإبادة الجماعية الإعلام كمنصة مزيفة تُظهر في كثير من الأحيان القضايا من منظور يدافع عن الموقف الإسرائيلي، ويتجاهل الضحايا الفلسطينيين.

و خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، برزت تقارير إعلامية في منابر مثل BBC و CNN تُظهر الصواريخ الآتية من غزة كتهديد رئيسي، بينما تُغفل أو تُقلل من شأن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بقصفها للمدنيين الفلسطينيين بطول وعرض غزة وسقط خلالها نحو (40) ألف شهيد من المدنيين العزل وضعفهم جرحى ومغيبين وجلهم من الأطفال.

تغطية مثل هذه الأحداث بطريقة غير متوازنة توضح السياسات التي تدفع تلك المنصات لتُظهر إسرائيل دائماً كضحية تدافع عن نفسها، متجاهلةً الواقع والحقائق والمآسي الإنسانية على الجانب الفلسطيني.

والجدير بالملاحظة الدور الحاسم الذي تلعبه تلك الدول الاستعمارية، وخصوصاً الولايات المتحدة، في دعم الجيش الإسرائيلي من خلال تزويده بالأسلحة والمعدات العسكرية من مستودعاتها الموجودة في الأراضي المحتلة للقيام بعمليات الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين؛ هذا الدعم لا يقتصر على التمويل اللوجستي بل يشمل أيضاً تحويل ملايين الدولارات لتعزيز نظام القبة الفولاذية الإسرائيلي، في مسعى لتأمين البنية الدفاعية لإسرائيل ضد صواريخ المقاومة الفلسطينية.

هذه الخطوة ليست مجرد دعم عابر، بل تُعبر عن عمق الارتباط الاستعماري والدعم الصريح من جانب الإدارة الأمريكية لإسرائيل.



إدانة الحلف
إن الجرائم التي تُرتكب اليوم أمام الكاميرات، أزالت الستار عن الواقع المؤلم، إذ تبرز الآن، أكثر من أي وقت مضى، الضرورة الماسة للتحرك الدولي الحازم لوصم إسرائيل بالعنصرية والفاشية وكذلك الحلف الذي تعتبر الدولة المارقة ذراعه المتقدم، فلقد أظهرت هذه الحرب بجلاء أن الصمت أو اللامبالاة لم يعودا خياراً مقبولاً.

لذا، يجب الضغط على المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف صارم ضد حلف الإبادة، رداً على جرائمه وخرقه للقوانين الدولية.

إن العمل على عزل إسرائيل وداعميها يتجاوز كونه رد فعل على الظلم، إنه يمثل تحدياً مباشراً للبنية الاستعمارية التي سمحت بتفشي هذه الأعمال وتجاهلت معاناة الشعوب، لذلك، سيعد هذا الضغط خطوة جوهرية لكل دول الجنوب نحو إنهاء النفوذ الاستعماري الغربي في العالم.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة العدوان المقاومة غزة الاحتلال المقاومة العدوان مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التی ت

إقرأ أيضاً:

الحركة الصهيونية.. وأبعادها الاستعمارية

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

 

لا ريب أنّ الصهيونية العالمية مشروعٌ استعماريٌ من طراز مُختلف، بدأ بخلاف المشاريع الاستعمارية المُعاصرة، وأن النظر إليه خارج طبيعته الاستعمارية يُضعف مواجهته، ولعل تتبع مراحل تطوره منذ مطلع القرن العشرين الذي تزامن مع تحول الرأسمالية إلى المرحلة الإمبريالية مسألة مُهمَّة؛ حيث التقتْ مصالح البرجوازية اليهودية مع البرجوازية الغربية، ومن هنا أخذت الحركة الصهيونية بُعدها العملي التطبيقي.

ومع اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي بين الإمبرياليات الأوربية: البريطانية والفرنسية طبقاً لاتفاقية "سايكس- بيكو" عام 1916، أقدمت بريطانيا على إعطاء وعدها القاضي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين المعروف باسم "وعد بلفور سنة 1917". وفي ظل الانتداب البريطاني تدفقت الهجرة اليهودية المُنظَّمة إلى فلسطين ووفرت لهم الحماية في إقامة مستوطناتهم وبناء مؤسساتهم تحت سلطتها الانتدابية، رغم المقاومة الفلسطينية الباسلة آنذاك ضد الاحتلال البريطاني من جانب والعصابات الصهيونية من جانب آخر والتي لا تقل شراسة عن المقاومة اللاحقة والراهنة، الّا أنَّ موازين القوى كانت في غير صالحهم.

وبعد الحرب العالمية الثانية ازداد تأثير الولايات المتحدة الأمريكية وعلية انتقلت الحركة الصهيونية إلى الارتباط العضوي مع زعيمة الإمبريالية الجديدة، وهذا التبدُّل إن دل على شيء فإنما يدل على دورها الوظيفي في خدمة الاستراتيجية الكونية للإمبريالية العالمية، وبهذا المعنى فإنَّ الحركة الصهيونية نشأت كمشروع إمبريالي استعماري، دون أن نهمل الأبعاد الأخرى التوراتية وغيرها التي استندت إليها ووظفتها في إطار تكوين هوية قومية كما يزعمون. وفي ظل هذا التحالف صدر قرار التقسيم رقم 181 في 29 نوفمبر عام  1947. وتطبيقًا لهذا القرار سارعت الحركة الصهيونية إلى إعلان قيام كيانها المسخ المسمى إسرائيل في 14 مايو عام  1948، ويحتفل الكيان الصهيوني بهذا التاريخ سنويًا باعتباره عيدًا وطنيًا "عيد الاستقلال"!! في حين نسميه نحن عام النكبة، وسيبقى هذا التاريخ عنوانًا للظلم والعدوان وهو يوم أسود في تاريخ الأمة العربية كلها، وسيبقى كذلك حتى رحيل آخر مُستوطِن وتحرير كل فلسطين. وقد عبَّرت الأمة العربية عن رفضها لهذا القرار بدخول ستة جيوش عربية الحرب، ولكن بأسلحة تقليدية بدائية؛ حيث كانت كلها تقريبًا ترزح تحت الوصاية الاستعمارية البريطانية والفرنسية في المشرق العربي والاستعمار الغربي في المغرب العربي.

قصصٌ كثيرة وأليمة تجدونها أثناء استعادة تلك الأحداث، وعلى الذين ينتقدون الدور العربي العسكري والسياسي في تلك المرحلة، أن يتحلوا بالموضوعية في تناول الوقائع التاريخية، حتى لا نقسو على تلك الأجيال التي قاتلت، رغم قساوة الظروف الذاتية والموضوعية. وإذا أخذ العامل الذاتي في التقدير والذي يُتهم على الدوام بالقصور والتقاعس، يجب أن ندرك- وبصرف النظر عن أية اعتبارات- قضيتين رئيسيتين: الأولى حجم الفجوة الحضارية القائمة آنذاك، والثانية: طبيعة العلاقة بين الحركة الصهيونية والإمبريالية البريطانية التي انتدبت نفسها على أكثر من بلد عربي ومنها فلسطين، وتعمل على تجسيد وعدها المشؤوم على أرض الواقع لم تكن بهذا الوضوح الذي هو عليه الآن، وهذا ليس تبريرًا بقدر ما هو تفسير. بيد أنَّ تلك المعركة بنتائجها العسكرية والسياسية قدمت درسًا مهمًا جوهره ومضمونه أن لا نصرَ عسكرياً بدون استقلال سياسي واقتصادي. ومن المؤسف أن هذا الواقع بكل ما فيه من ثغرات وعيوب ما زال ممتدًا إلى يومنا في الحالة العربية الراهنة، وواصلت إسرائيل عدوانها التوسعي. وفي عام 1967، احتلت- وبدعم غربي كامل- ما تبقى من فلسطين وأجزاء أخرى من الأراضي العربية، وقد أكدت الأحداث- وبما لا يقبل الشك- أن الكيان الصهيوني بعيدٌ عن طموحه الذاتي والسردية التاريخية المُفتَعلة التي يحاول من خلالها ستر المطامع الاستعمارية؛ لأنه في التحليل النهائي مجرد ذراع عسكري وأداة رخيصة في خدمة المشروع الإمبريالي الأكبر، وأن غياب أو تغييب هذه الحقيقة من أهم الأسباب- إن لم تكن أهمها على الإطلاق- التي أدت إلى الهزائم المتتالية حتى الآن.

وأخيرًا.. نؤكد أنَّه لا يستطيع عقلٌ أو منطق تبرير هزيمة أُمّة تعدادها 400 مليون نسمة، وبكل هذه الطاقات والعمق التاريخي والحضاري أمام كيان استعماري عنصري لقيط تعداده لا يتجاوز 10 ملايين مُستوطِن أتوا من كل أصقاع الأرض، مهما كان حجم الدعم الذي يتلقاه، وإذا كانت كل هذه التطورات قامت على أرضية نتائج الحرب العالمية الثانية التي أثَّرت في تكوين وتركيب النظام الدولي وتحديد ملامحه أكثر من أي حدث آخر، فإنَّ التحولات الحالية السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين العربي والدولي تُعطي إمكانية واسعة لهزيمته.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الحركة الصهيونية.. وأبعادها الاستعمارية
  • وكأن المحن التي تعصف بهم ليست كافية: انتشار القوارض والحشرات يهدد صحة الفلسطينيين في غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41252
  • مقررة أممية: شاهدنا رعب الإبادة الجماعية في غزة منذ أكتوبر
  • مقررة أممية: شاهدنا رعب الإبادة الجماعية في غزة
  • قائمة بأسماء شهداء الإبادة الجماعية بغزة ضمت أكثر من 34 ألفا
  • كاتب بريطاني: الإبادة الجماعية في غزة فضحت الفاشية الإسرائيلية والغربية
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 41206 شهداء
  • ضربة للغرب.. دولة جديدة تنضم لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • ضربة للغرب.. تشيلي تنضم لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل