رحيل "عبد العزيز الرواس" منفذ نهضة عمان الإعلامية
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
شارك المستشار عبدالعزيز بن محمد الرواس
بعد مسيرة حافلة بالعطاء الإعلامي والثقافي والابداعي لخدمة سلطنة عمان، رحل مساء الأحد، وزير الاعلام العماني الأسبق المستشار عبد العزيز بن محمد بن عبدالعزيز الرواس، المستشار الثقافي للراحل السلطان قابوس بن سعيد، ووزير الاعلام العماني الأسبق، والذي رحل عن عمر يناهز 79 عاما.
وخلال مسيرته كان المستشار عبد العزيز بن محمد الرواس، من أبرز الشخصيات العمانية التي أسهمت في تطور الإعلام والثقافة في سلطنة عمان، وشكّلت حياته ومسيرته المهنية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة الوطن.
بين طبيعة صلالة الساحرة ومعالمها الشاهقة، وُلد الرواس عام 1945 وبدأ مشواره التعليمي في مدرسة السعيدية بصلالة قبل أن ينتقل إلى الكويت وينخرط في السلك الدبلوماسي، ومع تولي السلطان قابوس الحكم، عاد إلى البلاد ليبدأ مسيرة مهنية غنية بالإنجازات، متنقلًا بين مناصب مختلفة في القطاعين الإعلامي والثقافي.
تدرج الرواس في السلم الوظيفي، حيث شغل منصب مدير إعلام ظفار، ثم انتقل إلى مسقط ليصبح مديرًا عامًا للعلاقات العامة والاتصالات الخارجية بوزارة الإعلام، وفي 1 يناير 1976، تم تعيينه وكيلًا لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية، حيث استمر في هذا المنصب حتى تم تعيينه وزيرًا للإعلام والشباب في 22 مايو 1979، وقام خلال فترة توليه وزارة الإعلام بتطوير البنية الأساسية الإعلامية وأسهم في تحديث التشريعات المنظمة لعمل الإعلام.
انجازات الإعلام العماني في حقبة الرواس
وشهدت فترة توليه وزارة الإعلام العديد من الانجازات من بينها إنشاء دار جريدة عمان للصحافة وتأسيس دار للصحافة تحت إشراف وزارة الإعلام في عام 1980، وتأسيس الهيئة العمانية للإنتاج الفني التليفزيوني هيئة متخصصة في الإنتاج الفني التليفزيوني بين عامي 1983 و1997، وإصدار قانون ينظم المطبوعات والنشر في عام 1984، وتأسيس وكالة الأنباء العمانية في عام 1986 كمصدر رسمي للأخبار المحلية والعالمية.
كما شهدت فترة أولية وزارة الإعلام العمانية تأسيس نادي الصحافة، كمؤسسة تهدف إلى دعم الصحفيين وتطوير العمل الصحفي في السلطنة، وتأسيس مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان عام 1997 لتكون الجهة المشرفة على الصحافة والنشر.
وتقديرا لجهوده حصل المستشار الرواس على الدكتوراه الفخرية من اتحاد المؤرخين العرب تقديرًا لجهوده وإسهاماته، بعد تلقيه دورات تدريبية مكثفة في مجال الإعلام والاتصال الجماهيري.
الرواس مستشارا للسلطان قابوس
في عام 2001م عُيِّن عبدالعزيز الرواس مستشارًا للسلطان قابوس للشؤون الثقافية، وأشرف خلال توليه تلك المهمة على العديد من المشاريع الثقافية الكبرى، و بصفته رئيسًا للجنة الوطنية للحفاظ على الآثار في ظفار، فقد قاد جهودًا كبيرة للحفاظ على التراث العماني، وتمكن من إدراج العديد من المواقع التراثية ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي، كما قام بتنفيذ أعمال تطوير مهمة في مواقع تاريخية وتراثية في مختلف المحافظات، واستمر في عطائه حتى تقاعده في 1 أبريل 2020، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من خمسين عامًا حافلة بالعطاء لخدمة سلطنة عمان تاركا بصمة لا تُنسى في مجالي الإعلام والثقافة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نهضة عمان المستشار الثقافي وزارة الإعلام فی عام
إقرأ أيضاً:
المستشار جابر المري: عمان جسدت تاريخًا عريقًا من القيم الإنسانية النبيلة والتسامح
ألقى المستشار جابر المري، رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، خطابا في الدورة 26 للجنة الميثاق العربي لحقوق الانسان.
وجاءت كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد سعادة الدكتور يحيي بن ناصر الخصيبي وكيل وزارة العدل والشئون القانونية رئيس وفد سلطنة عُمان، أعضاء الوفد الموقر،
السيدات والسادة الحضور الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
"أرحب بكم أجمل ترحيب في هذه الجلسة، التي تشرفني إدارتها بصفتي رئيسًا للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان. نجتمع اليوم كشركاء في مسيرة حقوق الإنسان، لمناقشة التقرير الأول لسلطنة عمان، تلك الدولة التي لطالما جسدت تاريخًا عريقًا من القيم الإنسانية النبيلة والتسامح، ونموذجًا يُحتذى به في الالتزام بمبادئ ميثاقنا العربي لحقوق الانسان
السيدات ةالسادة الحضور الآكارم
نحن اليوم أمام إنجاز جديد للجنة، إذ نناقش التقرير الرابع خلال عام واحد، وهو حدث غير مسبوق يبرز تكاتف الجهود المبذولة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وأعضاء اللجنة، إضافة إلى الدور البارز للأمانة الفنية في دعم هذا العمل المتواصل. إن هذا التقدم يعكس التزامنا جميعًا بمسيرة تعزيز العمل العربي المشترك في مجال حقوق الإنسان.
وأود أن أثني بشكل خاص على سلطنة عُمان، التي قدمت تقريرها في الموعد المحدد بدقة والتزام يُشهد له. إن هذا الالتزام لا يعبر فقط عن احترام عُمان لتعهداتها، بل أيضًا عن رؤيتها العميقة لأهمية الشفافية والحوار في تعزيز حقوق الإنسان وضمان الكرامة لكل فرد من أفراد المجتمع.
الحضور الكريم،
لطالما كانت عُمان، عبر تاريخها الطويل، منارة للإنسانية والتسامح وقبول الآخر. في صحار، مهد التجارة البحرية العريقة، كانت السفن العُمانية تبحر إلى أقاصي الأرض، حاملة معها ليس فقط البضائع، بل قيم الاحترام والتعاون التي نسجت روابط بين الشعوب. وفي ظفار، أرض اللبان والتاريخ العريق، استُقبل التجار والرحالة من كل أنحاء العالم، لتشهد تلك الأرض روح الانفتاح والضيافة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية العمانية.
إن الإرث الحضاري لعُمان يمتد ليشمل مناطق مثل نزوى، التي كانت عاصمة العلم والثقافة، ومسقط، المدينة التي جمعت بين الشرق والغرب في تناغم بديع. هذه المدن ليست مجرد أماكن على الخريطة، بل شواهد حية على قدرة عُمان على بناء جسور بين الثقافات وتعزيز قيم التسامح والتعايش.
السيدات والسادة الحضور الاكارم
إن عُمان لم تكتف بدورها الحضاري في الماضي، بل واصلت هذا النهج في الحاضر، حيث أصبحت وسيطًا حكيمًا لحل النزاعات ورأب الصدع بين المختلفين. لطالما لعبت السلطنة دورًا محوريًا في المصالحات الإقليمية، مستمدة قوتها من حكمتها التاريخية وقيمها الإنسانية الراسخة. إن التزام عُمان بالحوار والتهدئة يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب.
وفي هذا السياق، لا بد من الإشادة بجهود عُمان في دعم قيم التسامح الديني والمساواة، حيث تُظهر السلطنة، من خلال سياساتها ومبادراتها، التزامًا ثابتًا بنبذ الكراهية وتعزيز الاحترام المتبادل. هذه القيم ليست شعارات، بل واقع يُلمس في المجتمع العُماني الذي يعيش في تناغم يُلهم الجميع.
السيدات والسادة الحضور،
رغم إشادتنا بهذه الجهود المشرقة، يبقى الأفق العربي مثقلاً بغيوم المعاناة الإنسانية التي تخيم على مناطق عدة في وطننا الكبير. إن الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهلنا في غزة وجنوب لبنان، جراء العدوان والتدمير الممنهج، ليست مجرد أرقام أو أخبار عابرة؛ بل هي جراح نازفة تُمثل نداءً عاجلاً لكل ضمير حي. هذه المآسي تُذكرنا بواجبنا الأخلاقي والإنساني، وتدفعنا نحو تعزيز التضامن العربي، ليس فقط كشعارات، بل كأفعال ملموسة ترسخ قيم العدالة وتنقذ الأرواح وتعيد الأمل.
إن المسؤولية التي تقع على عاتقنا، حكوماتٍ ومؤسساتٍ وشعوبًا، لا تقتصر على تخفيف وطأة المعاناة، بل تمتد لتشمل العمل الدؤوب على دعم حقوق الإنسان، وصون الكرامة الإنسانية، وضمان أن تكون قيم العدل والمساواة أساسًا لمستقبل أكثر إنصافًا لكل عربي، في أي بقعة من أرضنا الممتدة.
ختامًا، أود أن أؤكد أن تقرير سلطنة عُمان يمثل خطوة جديدة نحو ترسيخ قيم الميثاق العربي لحقوق الإنسان. إن الالتزام الذي نراه اليوم هو دليل على أن العمل العربي المشترك يمكن أن يُثمر إذا ما أُعطي الدعم والتكاتف اللازمين.
كل الشكر والتقدير لسلطنة عُمان وللجميع على جهودهم وإسهاماتهم، راجيًا أن يكون هذا اللقاء إضافة قيمة لمسيرتنا المشتركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.