الحرة:
2025-04-12@00:14:28 GMT

التوغل الأوكراني يكشف كيف يتجمد بوتين في الأزمات

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

التوغل الأوكراني يكشف كيف يتجمد بوتين في الأزمات

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" في تحليل أن الاستجابة العسكرية "البطيئة" من جانب موسكو لاحتلال أوكرانيا المفاجئ أجزاء من منطقة كورسك الروسية، دليل على فشل الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه يتجمد عند حدوث الأزمات، وفقا للصحيفة.

تشير الصحيفة إلى أن الاختراق الأوكراني الكبير يسلط على نقاط ضعف النظام الاستبدادي الذي تدار فيه الأمور من أعلى إلى أسفل "والذي يقوم حد كبير على الخوف والعقاب".

ويبدو أن معلومة الاختراق واحتلال أوكرانيا لـ28 قرية و1150 كيلومترا مربعا من الأراضي وصلت إلى بوتين متأخرة، إذ كذب رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف عندما أعلن في البداية أنه تم التصدي للهجوم وإفشاله.

وتقول الصحيفة "غالبا ما يتظاهر كبار المسؤولين لإخفاء إخفاقاتهم بدلا من المخاطرة بإغضاب الرئيس".

والحقيقة أن الهجوم الأوكراني الذي بدأ في السادس من أغسطس الجاري لا يزال مستمرا.

الخجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية

والأحد، أعلنت كييف أنها دمرت جسرا استراتيجيا ثانيا في منطقة كورسك الروسية حيث تشن قواتها منذ 12 يوما هجوما غير مسبوق، فيما يؤكد الجيش الروسي مواصلة تقدّمه في الشرق الأوكراني باتجاه مدينة بوكروفسك.

Another key bridge destroyed in #Kursk Oblast, #Ukraine claims #StandWithUkraine #RussiaAggression #RussianCrimes #Dictatorship #Surveillance #Censorship #RussianWarCrimes #PutinsWar #Muscovy #Russia https://t.co/ut7pcOU3Qn

— Oden (@Gjallarhornet) August 18, 2024

ويعتبر هذا التوغل الأوكراني في كورسك الروسية هو الضربة الرابعة الكبرى لبوتين منذ بدء غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022.

فقد فشل بوتين في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية في بداية الغزو كما كان يأمل، وقاد زعيم مرتزقة فاغنر يفجيني بريغوزين تمردا ضد القيادة العسكرية الروسية النظامية، وضرب المتطرفون قاعة حفلات موسيقية شهيرة في العاصمة موسكو.

وفي كل هذه المرات، كان بوتين ينتظر 24 ساعة على الأقل قبل أن يظهر علنا ويقدم أي تعليق.

وخلال اجتماع متلفز لمسؤولي الأمن الاثنين الماضي بعد ستة أيام من الهجوم الأوكراني، "بدا بوتن أكثر اضطرابا من المعتاد وهو يقرأ ملاحظات من دفتر ملاحظات سميك مكتوب بخط اليد باللون الأسود، كما قاطع بغضب حاكم كورسك بالإنابة أندريه سميرنوف عندما تجرأ على الكشف علنا عن حجم التوغل الأوكراني، وأن 28 قرية تم الاستيلاء عليها وما لا يقل عن ألفي روسي مفقود في الأراضي التي احتلتها أوكرانيا".

أمر بوتين حينها المسؤولين بطرد القوات الأوكرانية، ثم عاد إلى اجتماعاته المعدة مسبقا واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأيام التي تلت ذلك، دون الإشارة علنا إلى الأزمة.

في يوم الجمعة، عقد بوتين اجتماعا عاديا مع مجلس الأمن التابع له "للحديث عن حلول تقنية جديدة" للحرب في أوكرانيا، قبل أن يصل إلى العاصمة الأذربيجانية باكو الأحد في زيارة دولة، وكأن كل شيء على ما يرام في الوطن.

واعتبر الخبير الأمني الروسي في معهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن مارك جاليوتي أن بوتين ظهر في شكله الكلاسيكي "مختبئا من الأزمة".

وقال جاليوتي: "بوتسن يتوقع من الآخرين القيام بكل العمل الشاق، وسيزعم أنه يستحق الفضل في أي شيء يسير على ما يرام، وعلى نحو مماثل، سيلوم الآخرين على أي شيء يسير على نحو سيئ".

وبعد نحو أسبوع من تكليف بوتين للجيش بطرد القوات الأوكرانية، أصبح من الواضح أن الهجوم الذي نظر إليه الكرملين في البداية على أنه بمثابة إزعاج أو استفزاز قصير الأجل، من المرجح أن القوات الروسية ستستغرق أسابيع وربما شهورا لمعالجته.

في الأيام الأخيرة، أعلن الجيش الأوكراني تعزيز مواقعه في المنطقة الروسية محققا تقدما تدريجيا "وفق ما خططنا له بالضبط"، بحسب تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.

وقال زيلنسكي مساء الأحد إن أوكرانيا تريد "إنشاء منطقة عازلة على أراضي المعتدي".

وفي منشور على منصة أكس الجمعة، قال ميخائيل خودوركوفسكي، وهو قطب أعمال روسي منفي وشخصية معارضة سجنها بوتين 10 سنوات، "لقد كشف هجوم كورسك في الأسبوعين الماضيين عن الطبيعة الحقيقية لنظام بوتين، نظام مبني على الأكاذيب واللامبالاة والحفاظ على الذات على حساب أرواح مواطنيه وسلامتهم".

The Kursk offensive in the last two weeks exposed the Putin regime's true nature: a system built on lies, indifference, and self-preservation at the expense of its citizens' lives and safety.

— Mikhail Khodorkovsky (@khodorkovsky_en) August 16, 2024

من جهتها جدّدت موسكو الأحد التأكيد على "صد" هجمات أوكرانية بفضل تعزيزات أرسلت للمنطقة وتكبيد العدو خسائر فادحة.

وتشدّد السلطات الأوكرانية على أن الهدف من الهجوم ليس "احتلال" جزء من الأراضي الروسية، بل الضغط على الجيش الروسي ودفع موسكو للانخراط في مفاوضات "عادلة"، في وقت تحتل روسيا حوالي 20 بالمئة من أوكرانيا.

ودفعت المعارك عشرات آلاف الأشخاص إلى النزوح من مناطق على جانبي الحدود وأسفرت عن عشرة قتلى على الأقل، وفق السلطات الروسية.

وتتعرض أوكرانيا لضغوط متزايدة للتفاوض على صفقة قد تتنازل فيها عن الأرض مقابل السلام، بعد الهجوم المضاد الفاشل في الصيف الماضي، والشكوك حول تسليم الأسلحة الغربية في المستقبل، والمخاوف من أنه إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا، فسوف يفرض اتفاق سلام لصالح روسيا.

كان رد بوتين على أزمة كورسك استبعاد أي تسوية جديدة، وظهر في الاجتماع الاثنين الماضي لرفض احتمال إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا.

لكن يبدو أن الروس المؤيدين للحرب في أوكرانيا تنخفض أعدادهم بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة.

ويشير استطلاع رأي أجراه مركز ليفادا، وهي وكالة استطلاع رأي مستقلة، في يوليو إلى أنه حتى مع إعلان وسائل الإعلام الروسية عن المكاسب الروسية في شرق أوكرانيا في ذلك الوقت، فإن 58 في المئة من الروس يؤيدون إنهاء الحرب، مقارنة بـ34٪ فقط يريدون الاستمرار في القتال.

انخفض عدد المؤيدين لمواصلة القتال بنسبة تسع نقاط مئوية بين يونيو ويوليو، من 43 إلى 34 في المئة، بحسب المركز.

وفي أمر نادر، أبدى بعض المعلقين المؤيدين للكرملين في وسائل الإعلام الحكومية في الأيام الأخيرة استياءهم من الدعاية التي يبثها المسؤولون التي تزعم تفوق روسيا على أوكرانيا، في ضوء التوغل المروع في كورسك.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: کورسک الروسیة

إقرأ أيضاً:

واشنطن: أوكرانيا ليست على جدول أعمال المفاوضات الروسية الأمريكية في إسطنبول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس أن التسوية السلمية في أوكرانيا ليست مدرجة على جدول أعمال المفاوضات الروسية الأمريكية في إسطنبول المقرر إجراؤها في 10 أبريل.

وقالت بروس: "لا توجد أي قضايا سياسية أو أمنية على جدول الأعمال، وأوكرانيا ليست، على الإطلاق، على جدول الأعمال، هذه المفاوضات تتعلق حصريا بأنشطة سفارتنا".

وأفادت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق بأن الوفدين الروسي والأمريكي في المفاوضات المقبلة في إسطنبول سيرأسهما السفير الروسي لدى الولايات المتحدة ألكسندر دارشيف ونائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون روسيا ووسط أوروبا سوناتا كولتر.

مقالات مشابهة

  • بوتين يلتقي في موسكو مبعوث ترامب ستيف ويتكوف لبحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • مبعوث ترامب يجري محادثات مع بوتين حول أوكرانيا
  • بوتين يبحث مع مبعوث الرئيس الأميركي تسوية في أوكرانيا
  • الكرملين: مبعوث ترامب في روسيا لإجراء محادثات مع بوتين بشأن أوكرانيا
  • بوتين: تطوير البحرية الروسية أولوية وهي تلعب دورًا مهما في ضمان أمن البلاد
  • السفيرة الأمريكية في أوكرانيا تستقيل بسبب تزايد الخلافات مع إدارة ترامب
  • السفيرة الأميركية في أوكرانيا تستقيل بسبب تزايد الخلافات مع إدارة ترامب
  • عودة خدمات العبارات في ميناء جورجي لأول مرة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا
  • شبكات صيد أوروبية لحماية القوات الأوكرانية من هجمات المسيرات الروسية
  • واشنطن: أوكرانيا ليست على جدول أعمال المفاوضات الروسية الأمريكية في إسطنبول