ديبلوماسي غربي : تنفيذ الـ 1701 شرط لازم لوقف مستدام لإطلاق النار
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
قال مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت لـ«الأنباء الكويتية » ان جبهة الجنوب «تعتبر نقطة توتر دائمة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث تحتفظ المقاومة اللبنانية بدور مهم في المعادلة الإقليمية، وإن استثناء هذه الجبهة من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد في جنوب لبنان، خصوصا إذا ما قررت الأطراف المتصارعة استغلال الفراغ الذي يتركه غياب التفاهمات الشاملة، والذهاب إلى مواصلة تبادل العمليات العسكرية».
وأضاف المصدر: «ان عدم شمول لبنان بأي اتفاق او تفاهم على وقف النار في غزة، قد يؤدي إلى تحويل الأنظار نحو لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي، ويهدد بفتح جبهة جديدة للصراع يمكن أن تتداخل مع الديناميكيات الداخلية اللبنانية المعقدة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن ينعكس هذا التصعيد على الداخل اللبناني من خلال تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».
وردا على سؤال حول السيناريوهات المتوقعة للجبهة اللبنانية، أجاب المصدر: «هناك ثلاثة سيناريوهات لا أربعة وهي:
أولا: توسع الصراع ليشمل جنوب لبنان، اذا ما استمرت الأطراف المتصارعة في تجاهل أهمية شمول جبهة جنوب لبنان بالتفاهمات المرتقبة، فإن ذلك قد يؤدي إلى توسع الصراع ليشمل لبنان بحيث يصبح ساحة المواجهة بدلا من غزة. وهذا السيناريو قد يجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من التصعيد العنيف، ما يتطلب تدخلات دولية عاجلة.
ثانيا: ممارسة ضغوط دولية لوقف التصعيد. ففي حال تصاعد التوترات، قد تتدخل الأطراف الدولية للضغط من أجل شمول لبنان في أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وهذا السيناريو يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على فرض إرادته على الأطراف المتصارعة، وإمكانية تفعيل الديبلوماسية بشكل عاجل، استنادا إلى مقترحات وورقة تفاوض حقيقية بعيدا من أفكار للنقاش.
ثالثا: تسوية شاملة تشمل لبنان وهذا السيناريو الأفضل، كونه يتمثل في الوصول إلى تسوية شاملة تضم كل الجبهات بما فيها جنوب لبنان، ما سيؤدي إلى تهدئة الأوضاع في شكل شامل ويمنح فرصة لاستقرار إقليمي أوسع. وهذا ما يعمل عليه من قبل الدول الشقيقة والصديقة للبنان».
وأكد المصدر انه «لا يمكن إغفال أهمية تطبيق القرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن في 2006، والذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان. ويهدف هذا القرار إلى تثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان، عبر تعزيز وجود قوات اليونيفيل ودعم الحكومة اللبنانية عبر الجيش اللبناني في بسط سلطتها على كامل أراضيها. وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته يعتبر خطوة أساسية للانتقال من حالة وقف الأعمال العدائية إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام، وهذا التحول ضروري لضمان عدم تفاقم الوضع الأمني في جنوب لبنان، ولمنع أي تصعيد محتمل يمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى. ومن شأن التنفيذ الكامل لهذا القرار أن يضع الأسس لحل سياسي طويل الأمد، ويقلل من احتمالات اندلاع مواجهات جديدة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية».
وختم المصدر: «تحمل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في طياتها الكثير من المخاطر، خصوصا إذا ما تم استثناء جبهة جنوب لبنان من هذه التفاهمات. لذا يتوجب على جميع الأطراف العمل بجدية من أجل تحقيق تسوية شاملة تضمن عدم امتداد الصراع إلى مناطق جديدة، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطلاق النار جنوب لبنان وقف إطلاق
إقرأ أيضاً:
جوتيريش: مساهمات «اليونيفيل» كانت حاسمة لاستعادة الاستقرار في جنوب لبنان
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، أن القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني «اليونيفيل» أظهرت قيمة الخوذ الزرقاء في ردع العنف ودعم التهدئة وتوفير الوصول الإنساني وحماية المدنيين، لافتا إلى أن مساهماتهم كانت حاسمة في دعم استعادة الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق.
وقال جوتيريش، في كلمة وجهها إلى قائد اليونيفيل العام الجنرال ارلدو لاثارو وقيادة البعثة، خلال زيارته إلى المقر العام لقوات «اليونيفيل»، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام في لبنان: «لقد أخبرت العالم أنكم جميعا لستم فقط على الخط الأزرق في لبنان، بل على خط المواجهة من أجل السلام»، لافتا إلى أن مهمة اليونيفيل هي البيئة الأكثر تحديا لقوات حفظ السلام في أي مكان.
وأضاف: «وقفتم بشجاعة وتفان ومرونة في وجه الضربات عبر الخط الأزرق، وكانت خدمتكم المستمرة بما يتماشى مع القرار الذي يقضي ببقاء قوات حفظ السلام في مواقعها لتنفيذ ولايتكم بموجب القرار 1701 ضرورية ورائعة»، مشيرا إلى أن قرار بقاء قوات اليونيفيل في مواقعها تم اتخاذه بعد دراسة معمقة لسلامتها وأمنها.
وقال جوتيريش، إنه يجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات، مؤكدا أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة على الإطلاق، وأنها تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جريمة حرب.
وأكد الأمين العام أنه سيواصل العمل بشكل وثيق مع الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل لضمان حصولها على القدرات المعززة، بما في ذلك إزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة، بغية تمكينها من استئناف الدوريات ومهام المراقبة الموكلة إليها.
ورأى جوتيريش، أن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويشكلان خطرا مستمرا على سلامة وأمن قوات اليونيفيل.. مؤكدا أن ذلك يجب أن يتوقف.
واعتبر أن دعم قوات اليونيفيل القوي وتنسيقها الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية سيكونان أساسيين لدعم وقف دائم للأعمال العدائية ولتحقيق الهدف المنشود من القرار 1701، مؤكدا أنه سيواصل حث المجتمع الدولي على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية.