تقرير أمريكي: استجابة الرياض لتهديدات الحوثيين تكشف عن مأزق التحالف السعودي الأمريكي في اليمن
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
الجديد برس:
قال معهد دول الخليج العربي في واشنطن، إن استجابة السعودية لتهديدات قائد “أنصار الله” بشأن إلغاء قرارات البنك المركزي في عدن، أظهرت أن الحوثيين متحدين لدرجة أنهم قادرون على قلب أعدائهم ضد بعضهم البعض، وسلطت الضوء على المأزق الذي تواجهه السعودية والولايات المتحدة، لأن التصعيد الاقتصادي ضد حكومة صنعاء يترتب عليه مخاطر كبيرة، لا يريد السعوديون والأمريكيون تحملها، بما في ذلك الحرب الشاملة، ومن ناحية أخرى فإن كل الإجراءات الأخرى لا يمكنها أن تلحق الضرر بقوات صنعاء.
ونشر المعهد الأمريكي، تقريراً جاء فيه أنه “في الأشهر الأخيرة، وبينما كانت الولايات المتحدة تكافح لردع الحوثيين وإضعافهم، عملت الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة على زيادة الضغوط الاقتصادية على الجماعة بشكل كبير، وخاصة الإيرادات والسيولة، هو نقطة ضعف الحوثيين”.
وقال التقرير إن “هذا النهج يحمل مخاطر كبيرة، فعلى مستوى الأمد القريب، من المرجح أن يدفع الضغط الاقتصادي المتزايد على الحوثيين إلى إعادة إشعال الهجمات على المملكة العربية السعودية، وفي الأمد البعيد قد يجعل إعادة توحيد اليمن في دولة واحدة مستحيلاً تقريباً”.
وأضاف أن “هذا هو السبب وراء مقاومة كل من السعودية والأمم المتحدة للهجوم الاقتصادي الذي تشنه الحكومة، وهذه هي المعضلة التي تواجه الصراع اليمني، فمثلما هو الحال في الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، يجد المجتمع الدولي نفسه محاصراً بين خيارين غير جذابين، فمن ناحية، تفتقر الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأمم المتحدة إلى الإرادة السياسية أو القدرة العسكرية اللازمة لخوض صراع مفتوح لإلحاق الهزيمة الحاسمة بالحوثيين وتدميرهم، وحتى لو امتلكت الولايات المتحدة الإرادة السياسية، فإن هزيمة الحوثيين بشكل حاسم لن تكون سهلة أو سريعة أو حتى مضمونة، بل من المرجح أن تكون حرباً طويلة ودموية وربما غير حاسمة”.
ومن ناحية أخرى، أوضح التقرير أن “التدابير الجزئية لم تنجح ضد الحوثيين، وهذا صحيح على الجانب العسكري، حيث فشلت الجهود الأمريكية لشن حملة قصف مدروسة، كما هو الحال على الجانب السياسي”.
وذكر التقرير أنه في يوليو الماضي “استجابت السعودية بسرعة” لتهديدات عبد الملك الحوثي، و”هددت بقطع المساعدات المالية عن الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات السعودية، وأشارت إلى أنه إذا هاجم الحوثيون الحكومة في عدن، فلن تتدخل السعودية لمساعدة الحكومة اليمنية، وفي الوقت نفسه، ضغطت الأمم المتحدة- التي تشعر بالقلق إزاء التأثير الإنساني لقطع المناطق الحوثية عن النظام المصرفي الدولي وكذلك محاولة الحفاظ على وهم اتفاق السلام الذي سيعيد توحيد اليمن- على الحكومة لعكس القرار”.
واعتبر التقرير أنه “ليس من المستغرب، نظراً لخطورة التهديدات، أن تتراجع الحكومة، ويتراجع البنك المركزي اليمني عن قراره، ويتم استعادة تراخيص البنوك”.
وأضاف: “من نواح عديدة، توضح المواجهة الاقتصادية المشكلة الرئيسية التي تواجهها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في محاولتهما هزيمة الحوثيين، فالحوثيون متحدون ويعملون نحو هدف مشترك، أما أعداؤهم فليسوا كذلك”.
وأشار إلى إنه “عندما بدأت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قصف اليمن في عام 2015، كانت الولايات المتحدة، في أفضل الأحوال، شريكاً متردداً، والآن، تقصف الولايات المتحدة الحوثيين في حملة لا تريد المملكة العربية السعودية أن تكون جزءاً منها، والتحالف المحلي المناهض للحوثيين، المعروف باسم مجلس القيادة الرئاسي، ممزق بسبب القتال ومقوض بسبب ضغوط المجتمع الدولي للتراجع، ومن ناحية أخرى، فإن الحوثيين متحدون بطريقة تسمح لهم بقلب أعدائهم ضد بعضهم البعض”.
وخلص التقرير إلى أن “المخاطر والسلبيات المحتملة” المترتبة على الاستهداف الاقتصادي لحكومة صنعاء إلى جانب التهديد باستئناف الهجمات على السعودية “كبيرة لدرجة أن الرياض والأمم المتحدة أجبرت الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة على التراجع”.
واختتم بالقول إن “هذا هو التحدي الحوثي باختصار، فالمجتمع الدولي ليس مستعداً لحرب شاملة مع الحوثيين، ولكن أي شيء أقل من ذلك من غير المرجح أن ينجح، لذا، يحاول المجتمع الدولي اتخاذ تدابير نصفية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً لا تفعل شيئاً يذكر لإلحاق الضرر بالحوثيين، بينما يصبحون أقوى وأقوى، والدور الذي يمكن أن تلعبه القوى اليمنية غير المنحازة إلى الحوثيين في تشكيل مستقبل اليمن، يزداد بؤساً”.
المصدر: يمن إيكو
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة العربیة السعودیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
باحث مصري: من الصعب توجيه ضربات كافية لإنهاك الحوثيين في اليمن
قال الكاتب المصري الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية، بشير عبد الفتاح، من الصعب توجيه ضربات إسرائيلية كافية على جماعة الحوثي لإنهاك الجماعة في اليمن.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن عبدالفتاح قوله "من المنتظر أن تأتي إدارة ترمب الجديدة بتحولٍ كبيرٍ في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وهذا التحول سيحدث بناء على واقع فرضته إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، بعد توجيهها ضربات موجعة لأذرع إيران، بمشاركة من الولايات المتحدة نفسها، وشملت تلك الضربات مواقع الحوثيين في اليمن.
ويتوقع عبد الفتاح وهو رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية" أن يسعى ترمب إلى وقف العمليات العسكرية في المنطقة، لكن ليس بشروط إيران وأذرعها، بل بشروط إسرائيل، ليتم تخيير هذه الأذرع بين وقف إطلاق النار والتزامها بقواعد جديدة للتهدئة تضعها الولايات المتحدة وإسرائيل، أو أن يتم إطلاق يد الجيش الإسرائيلي للإجهاز عليها عسكرياً.
وقال "لن تكون إيران مستعدة للتضحية بأذرعها العسكرية في المنطقة إلا في حال توفر بدائل لها، وأن تتمثل هذه البدائل في إبرام صفقات مع الولايات المتحدة تُمكِّنها من التخلص من العقوبات، أو أن تتمكَّن من تطوير قدراتها النووية.
ويشير إلى أن وضع الجماعة الحوثية يختلف قليلاً عن باقي الأذرع العسكرية لإيران، وذلك لبعدها الجغرافي عن إسرائيل من جهة، ولسيطرتها على مؤسسات الدولة اليمنية، وهو ما يصعب من استهدافها المباشر وتوجيه ضربات كافية لإنهاكها من قبل إسرائيل، إلا أن السياسات الأميركية نحوها لن تختلف عن بقية الفصائل.
وفي وقت سابق اليوم حملت الولايات المتحدة الأمريكية، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت الخارجية الأمريكية "غير سياساتنا تجاه الحوثيين بعد مهاجمتهم لنا خارج اليمن".
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر أن "قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو - ضرب أصدقائنا - في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل".
وتابع "لقد أسقطنا كل شيء تقريبا أطلقوه في طريقنا". لكن هذا تهديد متطور. وقال إن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه "شيطاني".