إعلام عبري بريطاني: صنعاء نجحت في فرض معادلتها البحرية وأطبقت الحصار على “إسرائيل”
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
الثورة /
تتوالى التقارير العبرية والغربية المنبهرة من قدرات اليمن البحرية، وكيف استطاعت صنعاء -في إطار دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي – أن تفرض معادلتها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط، وتطبق الحصار الملاحي على الكيان الصهيوني ، وتعطيل ميناء إيلات الذي اعلن مؤخرا توقفه عن العمل كليا ، رغم وجود نحالف الازدهار في البحر الأحمر الذي تقوده الولايات المتحدة ، والذي اخفق بشكل مخز في مواجهة العمليات البحرية اليمنية التي أصبحت قوة استراتيجية لا يستهان بها في المنطقة .
وفي هذا الصدد أكّـدت تقاريرُ إعلامية صهيونية جديدةٌ، أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت أن تفرضَ قوتَها وسيطرتها على مسرح العمليات البحرية المساندة لغزة، برغم عدم تكافؤ القدرات في مواجهة جبهة العدوّ وحلفائه الغربيين الذين فشلوا حتى في الترويج لروايتهم المزيَّفة بشأن تهديد الملاحة الدولية.
ونشر موقعُ القناة العبرية الثانية عشرة تقريرًا، جاء فيه أن العملياتِ البحرية اليمنية التي بدأت في نوفمبر من العام الماضي “تعيدُ تشكيلَ الطريقة التي يتم التفكيرُ بها في الصراعات الجيوسياسية، وخَاصَّةً تلك الجيواقتصادية” مُشيراً إلى أن “القتالَ غيرَ المتكافئ الذي يخوضُه اليمنيون في البحر الأحمر، وُصُـولاً إلى البحر الأبيض المتوسط شمالًا وخليج وعدن وبحر العرب جنوبا، يمنحهم قوة كبيرة”.
ووصف التقرير الحملةَ الصهيونية الأمريكية البريطانية ضد اليمن بأنها كانت “حرب روايات”، حَيثُ “حاولت إسرائيل تصوير ما يجري في البحر الأحمر كقضية دولية لا تقتصر تكاليفها الباهظة على الجانب الاقتصادي فحسب لكنها واجهت صعوبة في حشد دعم واسع حتى عندما قادت الولايات المتحدة والدول الأُورُوبية الدعوة لهذا الدعم”.
في المقابل، أوضح التقرير أن صنعاء نجحت في فرض إطار “مشاركتها في الحرب بين إسرائيل وغزة” من منطلق “ممارسة أي ضغط ضروري على إسرائيل بشكل مباشر أَو غير مباشر لوقف عملياتها في غزة”.
وَأَضَـافَ أنه “حتى عندما وسَّع اليمنيون هجماتِهم تدريجيًّا فقد فعلوا ذلك انطلاقًا من تعريف متجدد أَو أكثر مرونة لفئات السفن الإسرائيلي، وقد شمل توسيع هذا التعريف السفن التي ترتبط بأيةِ علاقة بـ “إسرائيل” أَو تسعى إلى الرسو في الموانئ الإسرائيلية أَو تلك التي تساعد “إسرائيل” في الحملة العسكرية، بما في ذلك قوات التحالف البحرية التي تعمل ضد الحوثيين”، حسب تعبير التقرير.
واعتبر التقرير أن هذا الإطار الواضح عَزَّزَ “البُعد المناهض لأمريكا و”إسرائيل” بشكل أَسَاسي أمام العالم وأظهر التمسك بالقضية الفلسطينية، وكسب التعاطف داخل اليمن وفي العالم العربي والإسلامي
وَأَضَـافَ أن السياق المركز الذي أضفاه “الحوثيون” على هجماتهم، وقدرتهم على تطبيق عقوبات محدّدة في المعبر البحري، كان في صالحهم”.
وتابع: “لقد نجحوا في إتقان وتقوية أساليب الحرب غير المتكافئة وتكتيكات حرب العصابات، وقد اعتمدوا أسلحةً تكنولوجيةً غير مكلفة نسبيًّا واستخدموها لتدمير السفن وفي بعض الحالات حتى إغراقها، وسيطروا فعلياً على شريان بحري دولي مهم وعلى باب المندب، مستخدمين عقوباتٍ اقتصادية مستهدفة على سفن معينة وفقاً للفئة التي حدّدوها فيما يتعلق باتصال كُـلّ سفينة بـ “إسرائيل” أَو بشعب “إسرائيل”، وهذا عملٌ انتقائي، ولكن له عواقب كبيرة وبعيدة المدى”.
واعتبر التقرير أنه “أصبح من الصعب إنشاء جبهة شاملة وواسعة ضد اليمنيين؛ لأَنَّ الإطار الذي قدموه لم يرفضه المجتمع الدولي بشكل كامل، على الأقل عمليًّا، وَأَيْـضاً؛ لأَنَّ هناك من لا يخضعون للعقوبات البحرية” في إشارة إلى أن العالم يرى أن المستهدف هو السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني ورعاته فقط؛ وهو ما يعني عدم جدوى كُـلّ محاولات التحشيد ضد اليمن تحت عناوين حماية الملاحة الدولية.
وتطرق التقرير إلى الاعتداء الأخير على اليمن، مؤكّـداً أن على العدوّ الصهيوني أن “يتعلم من تجربة الفشل السعوديّ”؛ لأَنَّ “استهداف شريان الحياة الرئيسي في اليمن يعني الإضرار بالشعب اليمني، والتجربة السابقة للتحالف الذي أسسته السعوديّة ضد مطلع عام 2015 والولايات المتحدة أَو المنظمات الدولية، تعلمنا أن الهجمات العسكرية في منطقة الميناء، وفرض حصار بحري (وجوي) بشكل متقطع، أَو عقوبات وقيود على إدخَال السلع والمنتجات، وحتى آلية التفتيش على البضائع التي تفرضها الأمم المتحدة وتشرف عليها السعوديّة، كُـلّ ذلك كانت إجراءات مؤقتة ولم تغير عمليًّا في ميزان القوى”.
مُشيراً إلى أن “إسرائيل تواجه صعوبة كبيرة في حشد دول العالم، باستثناء الأمريكيين وعدد صغير من الدول الأعضاء في تحالف الدفاع البحري الذي يعمل ضد اليمن”.
وأضاف: “لا يمكن لإسرائيل أن تكون راضيةً عما يحدُثُ في ميناء إيلات الذي ظل خاليًا تماماً منذ عدة أشهر وتعرضه لأضرار اقتصادية مباشرة وغير مباشرة بالمليارات، وليس واضحًا على الإطلاق كيف تنوي “إسرائيل” التعامل مع ذلك الوضع أَو مع هذا التهديد”.
وتعكسُ هذه التقاريرُ إخفاقَ العدوّ في إبراز صورة الردع التي حاول رسمها من خلال استهداف خزانات الوقود في الحديدة، وَأَيْـضاً من خلال التكتم على نتائج وتأثيرات العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، حَيثُ أصبح من الواضح أن الداخلَ الصهيونيَّ بات يعلمُ أن الجبهة اليمنية تشكّل رقمًا صعبًا في الصراع سواء على مستوى عملياتها الخَاصَّة أَو على مستوى تنسيقها ودورها التكاملي مع بقية قوى محور المقاومة.
إلى ذلك تحدثت مجلة “لويدز ليست” البريطانية، والمهتمة بالتجارة البحرية العالمية عن حجم نجاح عمليات اليمن في فرض حصارها على الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.
وقالت المجلة في تقرير إنه “لا يوجد مسار محدد بوضوح لعودة السفن إلى مضيق باب المندب.. مشيرةً إلى أن “هذا أمر جديد تمامًا، ومرعب تمامًا وخطير للغاية” في إشارة واضحة إلى نجاح معادلة اليمن البحرية.
وكانت وسائل إعلام غربية، قد نشرت تقارير عديدة عن انعدام الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي خوفاً من الهجمات اليمنية.
فمنذ اندلاع عملية ”طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر من العام الماضي وحتى اليوم استطاع الجيش اليمني المقاوم أن يفجر مفاجأة سياسية وميدانية كبرى، غيرت معادلات الحرب والصراع، من خلال السيطرة على البحر الأحمر بما يشكله من منطقة عبور وإمداد لكيان الاحتلال الإسرائيلي من الدول الداعمة خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أبطال اليمن يواصلون فضح أمريكا في البحر الأحمر
يمانيون || لطف البرطي
في واحدة من أكثر المواجهات الاستراتيجية حساسية في المنطقة، يواصل أبطال اليمن فضح الدور الأمريكي في البحر الأحمر، حيث أصبحت المعركة البحرية معركة شرف وسيادة، وملحمة وطنية تسطرها القوات اليمنية ببطولة نادرة.
رجال المواقف والبطولات
الأبطال الأوفياء الذين تحدّوا المخاطر وقسوة الظروف، وأصبحوا رمزًا للبطولة في البحر الأحمر، يقدّمون صورة ناصعة عن الشجاعة اليمنية. لقد أصبحوا مفخرة للشعب اليمني وأعجوبة للشعوب والجيوش العربية والدولية، بمواقفهم العظيمة وتضحياتهم الخالدة.
لم يتردد هؤلاء الأحرار في تقديم أرواحهم حين دقّت ساعة الواجب، فدافعوا عن مقدسات الأمة، ونصروا غزة وأهلها المظلومين، وفي الوقت نفسه وقفوا سدًا منيعًا في وجه العدوان الأمريكي، مدافعين عن سيادة وطنهم.
معركة بحرية شرسة وبوادر نصر
اليوم يخوض اليمنيون معركة بحرية شرسة، ولاح بارق النصر في سماء البحر الأحمر، حتى امتد أثره إلى المحيط الهندي. لقد أصبح البحر الأحمر، في زمن اليمن الجديد، محررًا من الهيمنة الأمريكية، وميدانًا لإثبات الحق واستعادة السيادة.نسأل الله أن يحفظ رجال البحر، ويسدّد ضرباتهم الصاروخية، ويحفظ السيد القائد، وشعبنا اليمني العظيم.
رغم التضليل.. اليمن يفضح أمريكا
على الرغم من الحملات الإعلامية التضليلية التي تشنها قنوات عربية وعبرية تابعة لأمريكا وإسرائيل، والتي تهدف لتقليل شأن عمليات القوات المسلحة اليمنية، فإن الواقع على الأرض – وفي البحر – يؤكد فشل تلك الحملات.
اعترف محللون أمريكيون من خلال منصاتهم، وكذلك قنوات عبرية، بحقيقة القدرات اليمنية. فقد ذكرت منصة 19FortyFive المتخصصة في الدفاع البحري أن الحوثيين يمتلكون صواريخ دقيقة قادرة على إبقاء القوات الأمريكية خارج نطاقها في البحر الأحمر.
وفي السياق ذاته، أشار موقع Maritime Executive المتخصص في الشحن البحري إلى أن الهجمات الأمريكية الأخيرة لم توقف العمليات اليمنية، بل أدت إلى نتائج عكسية، حيث استُهدفت حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” بعد ساعات من إحدى الضربات الأمريكية، ولا تزال المخاوف الأمريكية قائمة من احتمال غرق حاملة طائرات نتيجة تصاعد الضربات اليومية في البحر الأحمر.
مرحلة حاسمة والمستقبل لليمن
نحن اليوم أمام مرحلة حاسمة، واليمن هو من سيحسمها بإذن الله، في وجه كل المؤامرات الظالمة التي تستهدف مقدسات الأمة. وسيبقى اليمن سندًا لإخواننا في غزة، وسدًا منيعًا أمام كل التحديات، سواءٌ أكانت عسكرية أو إعلامية.
إن المعركة التي نخوضها اليوم هي معركة مقدسة، والعاقبة للمتقين.
ختامًا
مهما حاولوا أن يشوّهوا الحقيقة أو أن يُطفئوا نور اليمن، سيظل صوت الحق أعلى، وستظل سواعد الأحرار تُسطّر التاريخ من بحرٍ إلى بحر.
من أرض الإيمان والحكمة، ينهض اليمن من بين الركام ليعلّم العالم أن الشعوب الحية لا تُهزم، وأن الكرامة لا تُشترى.
ومن البحر الأحمر… يولد فجرُ النصر.