العلاقة بين الآباء والأبناء، يجب أن تكون مبنية على المحبة والود والاحترام والتفاهم، حتى لا تنشأ الفجوة بين الأجيال؛ لعدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار، يهدف لزيادة التواصل بين الجيلين. وقد تكون العلاقة متوترة ومتأزمة إذا لم نضع الأسس لبناء قاعدة تناغم بين المثلث” الأب والأم والأولاد”. إنها معادلة صعبة دقيقة تحتاج لمهارة في التعامل.
إن مظاهر الحب التي يقدمها الآباء من توفير المسكن والملبس والتعليم بالمدارس وألعاب التسلية، لا تغني عن وجود الوالدين الدائم مع الأبناء، والجلوس معهم وحمايتهم عبر التحاور والتشاور، ومحاولة معرفة ما يجول بأفكارهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم الخاصة، وتشجيعهم والتقرب والتودد إليهم بدون فرض الرأي.
وأجزم أن لجوء الأبناء للتقنية الجديدة في أوقات الفراغ، يمكن أن توجد فجوة، قد تؤثر في تشكيلهم الفكري.
ويمكن تعزيز الروابط العائلية من خلال تخصيص وقت لهم، كما يمكن التواصل بين أفراد العائلة عن طريق مشاركة الأحداث اليومية أو الأفكار.
الهوة بين فكر الأبناء والوالدين، قد تكون نتيجة لاختلاف الأجيال والثقافات. ومن المهم تبادل الآراء والأفكار بصدر رحب بين الأبناء والوالدين لتقليل هذه الفجوة، وتعزيز التفاهم المتبادل. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستماع بعناية، والتحدث بصراحة والبحث عن نقاط التواصل المشتركة. ويجب على الأبناء والوالدين العمل سويًا؛ لتجاوز هذه الهوة من خلال الاحترام المتبادل والتواصل الفعال.
وغياب الجلسات على وجبة واحدة، لا شك أن لها تأثيرًا على الروابط العائلية. جميل أن تظهر أفكار جديدة بتحديد يوم في الأسبوع لتناول وجبة معًا، حتى لو كانت بسيطة؛ الهدف هو الالتقاء والحوار بعيدًا عن حجم مأدبة الأكل ونوعها، ويمكن أن يكون ذلك فرصة للتواصل والاستمتاع بوقت جميل مع العائلة، وتغيير في عادات الطعام؛ نتيجة للتطورات الاجتماعية والثقافية. من المهم فهم هذه التغييرات، والبحث عن طرق للحفاظ على الروابط العائلية.
أوقات العمل الطويلة قد تكون سببًا آخر في الابتعاد عن العائلة. ومن المهم تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ حيث يمكن للأب أو الأم تخصيص بعض الوقت خلال الأسبوع؛ ليكونا مع الأولاد، لتعزيز الروابط العائلية.
ونجزم أن نوم كل فرد بمفرده يمكن أن يؤثر على الروابط العائلية. لكن لدرء ذلك، يجب تعزيز التواصل والتقارب عن طريق الجلوس معًا قبل النوم للمشاركة في تبادل الرأي حول أحداث اليوم. هذا الوقت المشترك يمكن أن يعزز من الروابط بين أفراد العائلة، ويجلب لمسة من الدفء والتواصل بين القالب العائلي. ومن المهم إعادة إحياء هذا الأمر بأي طريقة ممكنة، سواء كان ذلك من خلال تخصيص وقت محدد في الأسبوع للتجمع، أو القيام برحلة جماعية، فهذا كفيل لتعزيز التواصل والروابط بين أفراد العائلة.
والصداقات تلعب دورًا هامًا في بناء حياة الإنسان، فهي تساعد على تمدد العلاقات الاجتماعية القوية، وتبادل الدعم والفائدة بين الأشخاص. ويمكن أن يكون الاهتمام بها أمرًا طبيعيًا؛ لأنها تمنح الفرد الفرصة للتواصل والتعلم من الآخرين. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك توازن بين الاهتمام بالصداقات والترابط مع العائلة والأبناء؛ لضمان الاستقرار والتوازن في الحياة الاجتماعية والعائلية.
– وقفات..
لا تكسر خاطرًا، فقد وعد الله بنفس الشعور في كسر الخاطر.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الروابط العائلیة من المهم یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
مقارنة الأبناء بالآخرين.. طريق للإحباط وحساسية مفرطة وعدوانية غير مبررة
مقارنة الأبناء بالآخرين تُشعرهم بأنهم غير كافيين وأن ذويهم يفضلون غيرهم عليهم، إذ يحاول الابن أحيانا تحقيق إنجاز ما فيأتي الرد بالمقارنة مع آخرين، لتكون النتيجة شعورًا بالإحباط، وهذا ما كشف عنه الدكتور هشام رامي، استشاري الطب النفسي، الذي أكد أن الحل الأمثل لتحفيز الأبناء هو الاعتماد على التشجيع الإيجابي، من خلال مدح إنجازاتهم ومقارنتهم بأنفسهم في محاولاتهم السابقة، ليصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم.
أعراض نفسية خطيرة نتيجة مقارنة الابن بالغيراستشاري الطب النفسي، كشف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية آية جمال الدين، ببرنامج «8الصبح»، المذاع على قناة «dmc»، أنّ هناك بعض الأعراض التي تدل على وجود مشكلات نفسية لدى الابن نتيجة مقارنته بالآخرين، مثل الحساسية المفرطة وردود الفعل المبالغ فيها تجاه مواقف بسيطة والعدوانية غير المبررة، فضلا عن الاكتئاب، أو «جلد الذات» بشدة غير منطقية.
طرق التغلب على المشكلات النفسية لدى الابنوتابع: «المعرفة والإدراك للمشكلات النفسية التي يتعرض لها الابن نتيجة مقارنته بالغير هي أول خطوة للتغلب عليها، من ثم يجب الفضفضة مع الابن وبناء علاقات ودية، أو اللجوء إلى متخصص للمساعدة في حل هذه المشكلات».