افاد تقرير أمريكي باحتمالية استغلال الحوثيين لجهود المساعدات الإنسانية الدولية الضخمة المخصصة لمساعدة اليمنيين لدعم الميزانية العسكرية للجماعة، معتبرًا بأن المشكلة الأساسية المتعلقة بتقديم المساعدات في اليمن ــالمتمثلة بالافتقار إلى الشفافية والرقابة ــ لا تزال دون معالجة.

وتساءل تقرير لموقع counter extremism project, الأمريكي عن الطريقة التي مكنت منظمة مثل الحوثيين التي تحكم أكثر من 20 مليون يمني يقل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عن 500 دولار، أن تتمكن في الوقت نفسه من شراء أسلحة متطورة بعيدة المدى قد تكلف ملايين الدولارات لكل وحدة؟

وقال التقرير بأن أحد المصادر الرئيسية للإيرادات بالنسبة لمنظمة الحوثيين، التي تعطي الأولوية لآلتها الحربية على حساب رفاهية الشعب الخاضع لحكمها، هو جهود المساعدات الإنسانية الدولية الضخمة المخصصة لمساعدة اليمنيين.

فبقيمة 2 مليار دولار سنويًا، من المرجح أن تمثل المساعدات الدولية لليمن أكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي السنوي لليمن البالغ 17 مليار دولار (بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وتلك التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا اعتبارًا من عام 2024).

ويوجه ما يقرب من ثلاثة أرباع هذا المبلغ إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما يتناسب مع نسبة السكان اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم.

ولكن بحسب التقرير، فإن افتقار منظمات المساعدات الإنسانية إلى الشفافية والرقابة الكافية يعني أن المعلومات الموثوقة التي تشير إلى وصول المساعدات إلى أشد المحتاجين في اليمن ضئيلة، إن وجدت. وفي الوقت نفسه، يبذل نظام الحوثيين كل ما في وسعه لمراقبة مشاريع المساعدات والسيطرة عليها وتعطيلها وتحويلها لملء جيوب مسؤولي النظام وتمويل عملياته الخاصة.

وعلى الرغم من فرض عقوبات على عدد قليل من كبار المسؤولين الحوثيين لإرهاب عمال الإغاثة وابتزاز منظمات المساعدات الإنسانية، فإن المشكلة الأساسية المتمثلة في تقديم المساعدات في اليمن ــ الافتقار إلى الشفافية والرقابة ــ لا تزال دون معالجة.

وذهب التقرير إلى القول بأن بعض الأموال التي تجمعها المنظمات الإنسانية تدعم في الواقع هجمات الحوثيين على الدول المانحة. فعلى سبيل المثال، تنفق الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات سنويًا لدعم أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية. ومع ذلك، في تقاريرها السنوية وعمليات التدقيق، تقلل بعض هذه المنظمات نفسها من حقيقة أن آليات التقييم والمراقبة الخاصة بها لتسليم المساعدات في اليمن مختلة إلى حد كبير.

وهذا يعني عمليًا أن معظم (إن لم يكن كل) المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن لا يمكنها تقديم تقديرات لمقدار المساعدات التي تم تحويلها من قبل جماعة الحوثي .

في حين قد يجادل البعض بأنه سيكون من الصعب إعادة توجيه المساعدات لتمويل قضية الحوثيين، شدد التقرير على أهمية ملاحظة أن الغالبية العظمى من المساعدات المقدمة في اليمن تأخذ شكل تحويلات موارد غير مشروطة. إذ تهدف تحويلات الموارد إلى توفير النقد أو الضروريات لليمنيين على شفا الكارثة ولكنها أيضًا معرضة لخطر كبير لاحتمالية إعادة توجيهها نحو أهداف الحوثيين، حيث يمكن استخدام النقد بشكل مباشر ويمكن بيع الضروريات بسهولة وبهدوء لتوليد النقد. وتشكل هذه الأصول القابلة للاستبدال غالبية المساعدات المقدمة إلى اليمن.

ولكن التقرير يتساءل عن كيف يمكن ضمان أن لا تدعم أموال دافعي الضرائب من مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا برنامج الأسلحة الحوثي الخطير على نحو متزايد؟

والإجابة على هذا السؤال، وفقا للتقرير، تتلخص في قدر أكبر في الشفافية من جانب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية فيما يتصل بمشكلة تحويل المساعدات في اليمن.

ولفت إلى أن المنظمات الإنسانية إذا كانت غير قادرة أو غير راغبة في تقديم المعلومات ذات الصلة، فيتعين على الدول المانحة أن تعيد النظر فيما إذا كانت أموالها تسبب ضرراً أكبر من نفعها عندما تتدفق بعيداً عن الأنظار إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة المنظمات الإنسانیة المساعدات فی الیمن الإنسانیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

عبدالملك الحوثي يكشف عن عدد الغارات الأمريكية - البريطانية على مواقع متمردي اليمن

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، السبت، عن عدد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على قوات ومواقع الحوثيين، حسبما نقلت عنه وكالة "سبأ" اليمنية التي يديرها الحوثيون.

وزعم عبدالملك الحوثي في كلمة، أن "أكثر من 700 غارة وقصف بحري لم تفد الأمريكيين في الحد من العمليات العسكرية لقوات الحوثيين في البحار أو تردعها وتوقفها، ولم تتمكن من فرض أي شيء، بل تستهدف منشآت مدنية، كان آخرها استهداف مكان بالقرب من مدرسة للبنات في تعز، نتج عنها مقتل فتاتين وإصابة 18 فتاة أخرى"، حسب قوله.

وأوضح عبدالملك الحوثي أن "الغارات المعادية خلال الأسبوع الماضي بلغت 24 غارة توزعت على الحديدة وتعز وإب وصعدة ومأرب، لكن الأضرار كانت في محافظة تعز"، طبقًا لما نقلت عنه وكالة "سبأ".

وأردف زعيم الحوثيين المدعومين من إيران أن "الدفاعات الجوية للحوثيين تمكنت خلال الأسبوع الماضي، من إسقاط طائرتين أمريكيتين من طراز MQ9 بدون طيار".

وأوضح أن من أهم ما يلفت النظر ويشهد على فاعلية ما أسماها بـ(جبهة اليمن) هو الإعلان الأمريكي عن عودة حاملة الطائرات (روزفلت) من موقعها في البحر الأحمر.

وأشار الحوثي في كلمته إلى أنه "وبعد 12 شهرًا من الحرب على غزة، لا يوجد تحرك لا تحت عناوين العروبة والقومية، ولا تحت العناوين السياسية واتفاقيات الدفاع المشترك".

وقال زعيم الحوثيين إن "العرب لم تحركهم التزامات جامعة الدول العربية ومقررات المؤتمرات الرسمية، ولم يحرك المسلمون شيءُ لموقف جماعي حازم لنصرة الفلسطينيين"، طبقًا لما ذكرت وكالة "سبأ".

مقالات مشابهة

  • اسوشيتد برس: حدثان يوضحان التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والعالم مع الحوثيين
  • كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية في غزة: يجب العمل لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن
  • لجنة العقوبات بشأن اليمن تناقش الخميس هذا التقرير
  • مجلس الأمن يناقش وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مركز دراسات أمريكي: مخاوف دول الخليج من هجمات الحوثيين تدفعها للابتعاد عن العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية
  • عبدالملك الحوثي يكشف عن عدد الغارات الأمريكية - البريطانية على مواقع متمردي اليمن
  • تقرير أمريكي: مساعدات الولايات المتحدة لليبيا تجاوزت 900 مليون دولار
  • قلق أمريكي من دعم روسي لـ “الحوثيين” في اليمن
  • تقرير أمريكي يكشف مخاوف واشنطن من دعم بوتين للحوثيين