تقرير أمريكي يكشف عن أحد المصادر الرئيسية التي تمول الميزانية العسكرية لمليشيات الحوثي
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
افاد تقرير أمريكي باحتمالية استغلال الحوثيين لجهود المساعدات الإنسانية الدولية الضخمة المخصصة لمساعدة اليمنيين لدعم الميزانية العسكرية للجماعة، معتبرًا بأن المشكلة الأساسية المتعلقة بتقديم المساعدات في اليمن ــالمتمثلة بالافتقار إلى الشفافية والرقابة ــ لا تزال دون معالجة.
وتساءل تقرير لموقع counter extremism project, الأمريكي عن الطريقة التي مكنت منظمة مثل الحوثيين التي تحكم أكثر من 20 مليون يمني يقل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عن 500 دولار، أن تتمكن في الوقت نفسه من شراء أسلحة متطورة بعيدة المدى قد تكلف ملايين الدولارات لكل وحدة؟
وقال التقرير بأن أحد المصادر الرئيسية للإيرادات بالنسبة لمنظمة الحوثيين، التي تعطي الأولوية لآلتها الحربية على حساب رفاهية الشعب الخاضع لحكمها، هو جهود المساعدات الإنسانية الدولية الضخمة المخصصة لمساعدة اليمنيين.
ويوجه ما يقرب من ثلاثة أرباع هذا المبلغ إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما يتناسب مع نسبة السكان اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم.
ولكن بحسب التقرير، فإن افتقار منظمات المساعدات الإنسانية إلى الشفافية والرقابة الكافية يعني أن المعلومات الموثوقة التي تشير إلى وصول المساعدات إلى أشد المحتاجين في اليمن ضئيلة، إن وجدت. وفي الوقت نفسه، يبذل نظام الحوثيين كل ما في وسعه لمراقبة مشاريع المساعدات والسيطرة عليها وتعطيلها وتحويلها لملء جيوب مسؤولي النظام وتمويل عملياته الخاصة.
وعلى الرغم من فرض عقوبات على عدد قليل من كبار المسؤولين الحوثيين لإرهاب عمال الإغاثة وابتزاز منظمات المساعدات الإنسانية، فإن المشكلة الأساسية المتمثلة في تقديم المساعدات في اليمن ــ الافتقار إلى الشفافية والرقابة ــ لا تزال دون معالجة.
وذهب التقرير إلى القول بأن بعض الأموال التي تجمعها المنظمات الإنسانية تدعم في الواقع هجمات الحوثيين على الدول المانحة. فعلى سبيل المثال، تنفق الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات سنويًا لدعم أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية. ومع ذلك، في تقاريرها السنوية وعمليات التدقيق، تقلل بعض هذه المنظمات نفسها من حقيقة أن آليات التقييم والمراقبة الخاصة بها لتسليم المساعدات في اليمن مختلة إلى حد كبير.
وهذا يعني عمليًا أن معظم (إن لم يكن كل) المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن لا يمكنها تقديم تقديرات لمقدار المساعدات التي تم تحويلها من قبل جماعة الحوثي .
في حين قد يجادل البعض بأنه سيكون من الصعب إعادة توجيه المساعدات لتمويل قضية الحوثيين، شدد التقرير على أهمية ملاحظة أن الغالبية العظمى من المساعدات المقدمة في اليمن تأخذ شكل تحويلات موارد غير مشروطة. إذ تهدف تحويلات الموارد إلى توفير النقد أو الضروريات لليمنيين على شفا الكارثة ولكنها أيضًا معرضة لخطر كبير لاحتمالية إعادة توجيهها نحو أهداف الحوثيين، حيث يمكن استخدام النقد بشكل مباشر ويمكن بيع الضروريات بسهولة وبهدوء لتوليد النقد. وتشكل هذه الأصول القابلة للاستبدال غالبية المساعدات المقدمة إلى اليمن.
ولكن التقرير يتساءل عن كيف يمكن ضمان أن لا تدعم أموال دافعي الضرائب من مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا برنامج الأسلحة الحوثي الخطير على نحو متزايد؟
والإجابة على هذا السؤال، وفقا للتقرير، تتلخص في قدر أكبر في الشفافية من جانب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية فيما يتصل بمشكلة تحويل المساعدات في اليمن.
ولفت إلى أن المنظمات الإنسانية إذا كانت غير قادرة أو غير راغبة في تقديم المعلومات ذات الصلة، فيتعين على الدول المانحة أن تعيد النظر فيما إذا كانت أموالها تسبب ضرراً أكبر من نفعها عندما تتدفق بعيداً عن الأنظار إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة المنظمات الإنسانیة المساعدات فی الیمن الإنسانیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
سي إن إن: مخاوف من تأثير الضربات ضد الحوثيين على جاهزية الجيش الأميركي
اعتبر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الجمعة بأن المخاوف من تأثير الضربات ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن على جاهزية الجيش الأميركي في المحيطين الهندي والهادي "مبالغة"، مشددا على أن الجيش يحتفظ بصلاحية استخدام كامل قدراته بالمنطقة ضد الجماعة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر لم تسمها بأن عسكريين أميركيين يخشون من تأثير ضربات اليمن سلبا على جاهزية الجيش بالمحيطين الهندي والهادي.
وقالت المصادر إن هؤلاء العسكريين مستاؤون من استخدام أسلحة معينة ضد الحوثيين لأهميتها عند الحرب مع الصين، كما اشتكوا من استخدام كم هائل من الأسلحة بعيدة المدى ضدهم.
ونقلت الشبكة عن المسؤول بوزارة الدفاع أنه من الصعب تحديد كمية الأسلحة المتبقية لدى الحوثيين.
لكنه استطرد قائلا "لا يساورنا أي قلق بشأن استخدام أسلحة بعيدة المدى عند الحاجة لتعزيز فعاليتنا".
من ناحية أخرى، قالت المصادر لـ"سي إن إن" إن تكلفة العملية الأميركية ضد الحوثيين تقارب مليار دولار في أقل من 3 أسابيع "رغم محدودية تأثيرها".
ورجحت أن يحتاج الجيش لطلب تمويل إضافي من الكونغرس لمواصلة الضربات، مشيرة إلى استخدام ذخائر بمئات ملايين الدولارات في الهجمات.
إعلانورغم الضربات، أقر المسؤولون الأميركيون بأن جماعة الحوثي ما زالت قادرة على التحصن والاحتفاظ بأسلحة تحت الأرض.
وأشارت المصادر إلى أنه تم تدمير بعض مواقع الجماعة لكن ذلك لم يؤثر في قدرتها على مواصلة الهجمات في البحر الأحمر.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في 15 مارس/آذار الماضي أنه أمر قواته بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".
ورد الحوثيون بأن تهديد ترامب لن يثنيهم عن "مواصلة مناصرة غزة" حيث استأنفوا منذ أيام قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن بالبحر الأحمر متوجهة إليها، بالتزامن مع استئناف الجيش الإسرائيلي منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني.