19 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في مسرح العبث السياسي، تتجلى “سرقة القرن” كرمزٍ لفوضى عارمة يتراقص فوقها اليأس وخيبة الأمل.
قضية سرقة القرن ليست مجرد ملف قضائي عابر، بل هي مأساة تراجيدية تضاف إلى سلسلة المسرحيات المظلمة التي تُعرض على خشبة السياسة العراقية، حيث تُسدل ستائر الغموض على الحقائق، وتتحول العدالة إلى أضغاث أحلام.
المتهم، بنبرته الواثقة وتحديه السافر، ظهر على الشاشات في حوار تلفزيوني مثير، لكنه غاب عن موعد محاكمته، فيما باتت القضية بمثابة لغزٍ محير، تتشابك فيه خيوط الفساد مع مصالح القوى المتنفذة، تاركة المواطن العراقي يتخبط في بحر من الشكوك والريبة.
تآكلت ثقة العراقيين حتى بتلك التصريحات الرسمية التي زعمت أن نور زهير تحت السيطرة، وإذا به يُفاجئ الجميع بظهوره خارج حدود الوطن. ما الذي حدث خلف الكواليس؟ كيف تسللت يداه عبر قضبان القانون ليهرب من قبضة العدالة؟.
مهزلة لا تحتمل الانتظار، فلماذا لا تتخذ الدولة موقفًا حاسمًا؟ لماذا لا تكشف عن كل الأوراق المخفية، قبل أن يكشفها المتهم وغيره؟.
هل تنتظر الجهات الرسمية أن يُملي عليها الفاسدون شروط اللعبة؟ أليس الأجدر بها أن تقطع الطريق على هؤلاء، وأن تعيد للشعب ثقته المنهوبة؟.
إن هذه القضية، كغيرها من الملفات الخطيرة، تُبرز عجزًا فاضحًا في القدرة على الحسم، وكأن البلاد محكومة بلعنة التأجيل والتسويف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تقرير عالمى: قرابة مليار طفل يعيشون فى دول تواجه مخاطر بيئية عالية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وفقًا للأمم المتحدة، سيواجه عدد من الأطفال حول العالم فى خمسينيات القرن الحالى موجات حر شديدة تعادل ثمانية أضعاف العدد الحالي، كما سيواجه ثلاثة أضعاف العدد الحالى فيضانات الأنهار، مقارنة بالأوضاع فى العقد الأول من الألفية الحالية إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
ويتوقع تقرير "حالة أطفال العالم السنوي" أن يتعرض ضعف عدد الأطفال تقريبًا لحرائق الغابات، بالإضافة إلى أن العديد منهم سيعانى من الجفاف والأعاصير المدارية.
على الصعيد العالمي، سيعيش عدد أكبر من الأطفال أزمات مناخية وبيئية شديدة فى خمسينيات القرن الحالي، لكن التأثير سيختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى.
من المتوقع أن تكون أكبر الزيادات فى تعرض الأطفال لموجات الحر الشديدة فى شرق وجنوب آسيا، والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط، وشمال وغرب ووسط أفريقيا. كما يُتوقع أن تؤثر فيضانات الأنهار على الأطفال فى المناطق نفسها، بالإضافة إلى شرق أفريقيا والمحيط الهادئ.
صدر التقرير، الموافق اليوم العالمى للطفل، ويستعرض توقعات حول كيفية تأثير أزمة المناخ، والتحولات الديموغرافية (حيث يُتوقع أن تسجل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا أكبر نسب لعدد الأطفال بحلول خمسينيات القرن الحالي)، والتقنيات الحديثة على حياة الأطفال فى المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن التقنيات مثل الذكاء الاصطناعى ستوفر فوائد ومخاطر للأطفال، الذين يتفاعلون بالفعل مع الذكاء الاصطناعى من خلال التطبيقات والألعاب وبرامج التعلم. ومع ذلك، يظل الفارق الرقمى واضحًا؛ ففى عام ٢٠٢٤، يتصل حوالى ٩٥٪ من سكان الدول ذات الدخل المرتفع بالإنترنت، مقارنة بحوالى ٢٥٪ فقط فى الدول ذات الدخل المنخفض.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "يواجه الأطفال عددًا كبيرًا من الأزمات، بدءًا من الصدمات المناخية إلى المخاطر الإلكترونية، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه التحديات فى السنوات المقبلة. القرارات التى يتخذها قادة العالم اليوم – أو يفشلون فى اتخاذها – تحدد العالم الذى سيرثه الأطفال... عقود من التقدم، خاصة للفتيات، أصبحت مهددة."
يركز التقرير بشكل كبير على تأثير أزمة المناخ على الأطفال، حيث يعيش حوالى نصفهم (ما يقرب من مليار طفل) فى دول تواجه مخاطر بيئية عالية. وحتى قبل ولادتهم، تتأثر أدمغة الأطفال ورئاتهم وأجهزتهم المناعية بالتلوث والأمراض والطقس القاسي. ومع نموهم، تتشكل حياتهم – تعليمهم، تغذيتهم، أمنهم، صحتهم العقلية، وسلامتهم – بفعل المناخ والبيئة.