محمد كركوتي يكتب: ديون أفريقية هائلة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
هناك بوادر أزمة متصاعدة بشأن ديون القارة الأفريقية التي بلغت في العام الماضي حوالي 2 تريليون دولار. ولا سيما أنها ارتفعت منذ العام 2010 بنسبة 183%. المسألة ليست جديدة، لكنها متفاقمة، ولا توجد حلول سريعة لها. كما أن الأمر ليس حكراً على دول القارة، بل يشمل أعداداً كبيراً من البلدان النامية وتلك التي توصف بالفقيرة.
لكن الديون الأفريقية وأعباءها تحمل معها بذور أزمة في المستقبل. فالتسويات بين الدول المدينة والجهات الدائنة، ليست واسعة، ولا نشطة بما يكفي لنزع فتيل الأزمة المشار إليها، في حين أن الفوائد المستحقة على هذه الديون، تتجاوز بمستويات عالية مخصصات الدول للصحة والتعليم والمناخ والإسكان، ما يرفع من حدة التوترات الداخلية هنا وهناك، التي من السهل أن تتحول إلى اضطرابات خطيرة.
والذي ساهم في ارتفاع ديون القارة الأفريقية الأعباء المالية الضخمة التي جلبتها جائحة «كورونا» على الساحة الدولية عموماً، مع الموجة التضخمية الطويلة. فإلى جانب توقف النمو في فترة انتشار الجائحة، اضطرت بلدان أفريقية للاقتراض بشدة من أجل الإنفاق على استيراد الأدوية ومواد الحماية واللقاحات. وهذه الأعباء لم تتراجع حتى في ظل سلسلة من المساعدات قدمتها الدول المانحة، بما في ذلك تخفيف تكلفة الديون، وإعادة جدولة بعضها من قبل بلدان «مجموعة العشرين».
والجانب الأكثر حدة، ينحصر في الواقع بالقروض الممنوحة من دائنين تجاريين مستقلين، لا علاقة لهم بمنظومة الديون التي تقدمها المؤسسات العالمية المعروفة. فوفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تم «تكبيل» دول عديدة في القارة السمراء بديون ثقيلة من الجهات المشار إليها، ولاسيما أنها تفرض فوائد عالية، وشروطاً مشددة أيضاً.
ولا شك في أن العامل الأهم لمواجهة أي تداعيات لهذه الديون، يبقى منحصراً بقوة بتحقيق البلدان المدينة نسباً معقولةً من النمو الاقتصادي، فضلاً عن أنه يتوجب عليها ترشيد ما أمكن من الإنفاق العام، وعدم اللجوء إلى الجهات الدائنة الخاصة. إنها عملية ليست سهلة، وتتطلب تعاوناً دولياً، ومخططات اقتصادية أفريقية عالية الجودة، وبناء المزيد من العلاقات التجارية التي توفر لها تسهيلات تصديرية، ترفد النمو المطلوب. دون أن ننسى، أن الديون المتصاعدة، تتراكم حولها الفوائد المرتفعة، لدرجة أن بعض الدول الأفريقية زادت الفائدة على سنداتها 500% في الفترة الماضية. أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «طابعات» تبني وتتوسع محمد كركوتي يكتب: اتفاق تاريخي في التجارة الرقمية
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
الشرع: ليست لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني
أكد أحمد الشرع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، أنهم ليست لديهم عداوات مع المجتمع الإيراني، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
الشرع: لن ندخل أي صراع في ظل وضع سوريا المنهك الشرع: ما حدث في سوريا ليس صدفة وحضرنا له منذ سنوات
وتابع الشرع أن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة.
يذكر أن لجنة الاتصال الوزارية العربية الخاصة بسوريا اجتمعت في مدينة العقبة الأردنية بهدف دعم الشعب السوري وتطلعاته الي مستقبل افضل.
وقال أحمد أبوالغيط، الامين العام لجامعة الدول العربية المرحلة الانتقالية هامة وحساسة ومن المهم ان تكون شاملة وتعكس تنوع المجتمع السوري.
وأكد عبر حسابه بموقع إكس "نتطلع الي العمل مع السوريين من اجل مرحلة انتقالية ناجحة ونشجع الجميع علي تبني الحوار واعلاء مصلحة الوطن. كما نؤكد علي محورية مبدأ وحدة سوريا وسيادتها وتكامل اراضيها.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الحكومة السورية المؤقتة طالبت مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974.
وفي رسالتين متطابقتين إلى المجلس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، بحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، إنه يتصرف «بناء على تعليمات من حكومته» لتقديم المطالب. ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة
وقد تم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول)، بعد إطاحة المعارضة السورية المسلحة بالرئيس بشار الأسد وإنهاء حكم عائلته الذي دام أكثر من 50 عاماً في سوريا.
وكتب السفير الضحاك: «في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية ومساواة وسيادة القانون وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة».
السيسى يشدد على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضى سوريا وأمن شعبها
وعلى صعيد آخر، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، "جيك سوليفان" مستشار الأمن القومي الأمريكي و"بريت ماكجورك" منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسيد حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة "هيرو مصطفى جارج".
وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، حيث تم استعراض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، حيث شدد الرئيس على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.