صحيفة الاتحاد:
2025-02-21@09:17:18 GMT

محمد كركوتي يكتب: ديون أفريقية هائلة

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

هناك بوادر أزمة متصاعدة بشأن ديون القارة الأفريقية التي بلغت في العام الماضي حوالي 2 تريليون دولار. ولا سيما أنها ارتفعت منذ العام 2010 بنسبة 183%. المسألة ليست جديدة، لكنها متفاقمة، ولا توجد حلول سريعة لها. كما أن الأمر ليس حكراً على دول القارة، بل يشمل أعداداً كبيراً من البلدان النامية وتلك التي توصف بالفقيرة.

 
لكن الديون الأفريقية وأعباءها تحمل معها بذور أزمة في المستقبل. فالتسويات بين الدول المدينة والجهات الدائنة، ليست واسعة، ولا نشطة بما يكفي لنزع فتيل الأزمة المشار إليها، في حين أن الفوائد المستحقة على هذه الديون، تتجاوز بمستويات عالية مخصصات الدول للصحة والتعليم والمناخ والإسكان، ما يرفع من حدة التوترات الداخلية هنا وهناك، التي من السهل أن تتحول إلى اضطرابات خطيرة.
والذي ساهم في ارتفاع ديون القارة الأفريقية الأعباء المالية الضخمة التي جلبتها جائحة «كورونا» على الساحة الدولية عموماً، مع الموجة التضخمية الطويلة. فإلى جانب توقف النمو في فترة انتشار الجائحة، اضطرت بلدان أفريقية للاقتراض بشدة من أجل الإنفاق على استيراد الأدوية ومواد الحماية واللقاحات. وهذه الأعباء لم تتراجع حتى في ظل سلسلة من المساعدات قدمتها الدول المانحة، بما في ذلك تخفيف تكلفة الديون، وإعادة جدولة بعضها من قبل بلدان «مجموعة العشرين». 
والجانب الأكثر حدة، ينحصر في الواقع بالقروض الممنوحة من دائنين تجاريين مستقلين، لا علاقة لهم بمنظومة الديون التي تقدمها المؤسسات العالمية المعروفة. فوفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تم «تكبيل» دول عديدة في القارة السمراء بديون ثقيلة من الجهات المشار إليها، ولاسيما أنها تفرض فوائد عالية، وشروطاً مشددة أيضاً.
ولا شك في أن العامل الأهم لمواجهة أي تداعيات لهذه الديون، يبقى منحصراً بقوة بتحقيق البلدان المدينة نسباً معقولةً من النمو الاقتصادي، فضلاً عن أنه يتوجب عليها ترشيد ما أمكن من الإنفاق العام، وعدم اللجوء إلى الجهات الدائنة الخاصة. إنها عملية ليست سهلة، وتتطلب تعاوناً دولياً، ومخططات اقتصادية أفريقية عالية الجودة، وبناء المزيد من العلاقات التجارية التي توفر لها تسهيلات تصديرية، ترفد النمو المطلوب. دون أن ننسى، أن الديون المتصاعدة، تتراكم حولها الفوائد المرتفعة، لدرجة أن بعض الدول الأفريقية زادت الفائدة على سنداتها 500% في الفترة الماضية.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «طابعات» تبني وتتوسع محمد كركوتي يكتب: اتفاق تاريخي في التجارة الرقمية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر

إقرأ أيضاً:

“غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب

20 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: أثار إعلان دونالد ترامب عن خطته لتهجير سكان غزة قسرًا ردود فعل أوروبية غاضبة، حيث اعتبرها العديد من القادة فضيحة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. ورغم أن الخطة لم تتجاوز مرحلة الاقتراح، فإنها وُجهت بإدانة واسعة من العواصم الأوروبية، التي رأت فيها تطهيرًا عرقيًا غير مقبول وخطوة تزيد من تفاقم الأزمة بدلاً من حلها.

المستشار الألماني أولاف شولتس وصف تصريحات ترامب بأنها “فضيحة وتعبير فظيع حقًا”، مؤكدًا أن “تهجير السكان أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”.

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فصرّحت بأن “غزة، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، أرض فلسطينية”، مشددة على أن أي محاولة لطرد سكانها ستؤدي إلى المزيد من الكراهية والمعاناة.

في بريطانيا، أعرب رئيس الوزراء كير ستارمر عن معارضته الصريحة للخطة، مؤكدًا في جلسة برلمانية أن “أهل غزة يجب أن يعودوا إلى ديارهم، ويُسمح لهم بإعادة البناء”، مشيرًا إلى أن دعم هذه العملية هو السبيل الوحيد لتحقيق حل الدولتين. كما شدد على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

إسبانيا، من جهتها، ردّت بحزم على المقترح الأميركي، إذ أكد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن بلاده “لن تسمح بتهجير الفلسطينيين”، معتبرًا أن “احترام القانون الدولي في غزة واجب كما هو في أي مكان آخر”. بينما شدد وزير الخارجية الإسباني على أن “غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.

وفي فرنسا، رفض الرئيس إيمانويل ماكرون خطة ترامب، معتبرًا أن “غزة ليست أرضًا فارغة بل يسكنها مليونا شخص، ولا يمكن ببساطة طردهم منها”، مضيفًا أن “الحل ليس في عمليات عقارية، بل عبر مقاربة سياسية”. كما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا أدانت فيه الخطة، مؤكدة أنها تشكل “خطورة على الاستقرار وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.

أما سلوفينيا، فقد وصفت وزيرة خارجيتها تانيا فايون تصريحات ترامب بأنها تعكس “جهلًا عميقًا بالتاريخ الفلسطيني”، بينما أكدت الحكومة الإيطالية أنها تدعم حل الدولتين، معربة عن استعدادها لإرسال قوات لحفظ الاستقرار في القطاع.

ورغم الرفض الأوروبي الواسع، كان هناك استثناء واحد، حيث رحب زعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز بالخطة، داعيًا إلى ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن. غير أن الحكومة الهولندية أكدت أن موقفه لا يمثلها، مجددة دعمها لحل الدولتين.

الرفض الشعبي للخطة كان قويًا أيضًا، إذ شهدت عواصم أوروبية مثل لندن وبرلين ودبلن وستوكهولم وأوسلو مظاهرات حاشدة، شارك فيها آلاف المتظاهرين رافعين شعارات مثل “لا للتطهير العرقي” و”غزة ليست للبيع”. كما عبرت الصحافة الأوروبية عن استنكارها، حيث وصفت مقالات عدة المقترح بأنه “مضي بأقصى سرعة نحو التطهير العرقي”، محذرة من أن ترامب يقوض ما تبقى من القانون الدولي.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
  • ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط
  • ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية وشريك استراتيجي بالشرق الأوسط
  • المركزي لمتبقيات المبيدات يستقبل وفداً يضم مبعوثين من 12 دولة أفريقية
  • متبقيات المبيدات يستقبل وفداً يضم مبعوثين من 12 دولة أفريقية
  • د. محمد بشاري يكتب: هل التعددية الثقافية والمذهبية عامل استقرار أم فتيل صراعات؟
  • غروندبرغ: اليمن يواجه تحديات هائلة بينها حملة الاعتقالات التي تشنها جماعة الحوثي
  • متبقيات المبيدات يشارك في السيمنار الأول لشبكة سلامة الغذاء الأفريقية
  • مدير «متبقيات المبيدات»: نعمل على تبادل الخبرات مع الدول الأفريقية