صحيفة الاتحاد:
2025-02-02@15:58:19 GMT

شيخة الجابري تكتب: أصواتهم ذاكرتنا

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

كنتُ أستمع إلى وردة الجزائرية «رحمها الله»، وهي تبدع في أغنيتها ذائعة الصيت «خليك هِنا» وتمعّنت كثيراً في صوتها الذي حمل كلمات الشاعر الغنائي محمد حمزة، وألحان ملحن الروائع بليغ حمدي، عبر أثير الإذاعات والحفلات. ونحو قلوبنا التي وجدت نفسها تدخل في ذاكرة قد لا تجد من يستثيرها في تلك اللحظة ليأتي صوت وردة ليحيل الذاكرة إلى جمرة متقدّة تعود للماضي، وتسترجع الذكريات وتعيش اللحظات، فتبكي تارة، وتسخرُ أخرى، كل ذلك تفعله كلمات أغنية وصوت قلمّا أن يجود الزمن بمثله دفئاً وأناقة وحضوراً جميلاً.


أقيس على ذلك الكثير من الأصوات التي تسكن في ذاكرتنا، ونسكن في أصواتها ليس بدءاً بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، أو انتهاءً بأصواتٍ جميلة قليلة ما زالت تُطربنا ببعض الأعمال الفنية الغنائية على الدقة التي تُرضي الذائقة ونتعايش معها، فيأخذنا بعضها نحو الزمن الذي عشناه حيث الأصوات الحقيقية التي كانت تلامس مستمعيها أو مشاهديها في ذاك الوقت بكثير من الود والجمال.
أحلى الأيام فعلاً هي تلك التي عشناها بتفاصيلها وشخصياتها ومواقفها التي كانت تؤثر فينا كثيراً ونتعامل معها بالوفير من الحب، والعميق من الامتنان، كانت هناك علاقة إنسانية تربطنا حتى بممثلي وممثلات الزمن القريب الماضي، فنحن نشعر بأنهم أصدقاؤنا الذين اختارتهم لنا مهنهم فكانوا الأقرب إلينا بما قدموا من أعمال من كثيرين حولنا، وإن كنّا لا نعرفهم ولا نُحبهم إلاّ من وراء الشاشات، حتى شاشات ذاك الزمن كانت غير، دافئة وهادئة، وتحترم أوقاتنا واحتياجاتنا الإنسانية البسيطة. حياة جميلة، وأدوار لعبناها وعشناها وأصواتهم ترافقنا حتى عند مراجعة الدروس كانوا يحضرون، أم كلثوم، عبدالحليم، صباح، أبوبكر سالم، محمد عبده، طلال مداح، فيروز، شريفة فاضل، لطفي بوشناق، علي بن روغة، ميحد حمد، وغيرهم ممن عاشوا معنا، وعشناهم أجمل الأصوات وأرق الأصدقاء، لم يشغلونا عن دراسة، ولم يسببوا ضوضاء، كانت هناك لغة تفاهم بيننا، لا يعرفها أحد غيرنا، تلك اللغة كانت الحب بأشكاله الجميلة الوهّاجة.
أعود إلى وردة الجزائرية والسؤال الذي استفزني في حضور صوتها الباقي في القلب، ترى ماذا سيحملُ الجيل الجديد في ذاكرته من أغنيات وأصوات هذا الزمن الذي اختلت فيه الكثير من المعايير والموازين الفنية التي كانت الضابط لكل شيء، من حيث الكلمات والألحان المتزنة الجميلة وأصوات المؤدين من مطربين كان لهم حضورهم الذي رافق شبابنا وما زال رفيق الذكريات، وصديق الأوقات الجميلة الوهّاجة.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: متلازمة رقص المشاهير شيخة الجابري تكتب: أفكار صيفية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

عائشة الماجدي تكتب: (جودات)

يقيني القاطع أن حواء الجيش أنجبت إبنها البار جودات بمواصفات خاصة وإن شعاع خيوط الصباح لأحت حينما زغردت أم جودات يوم تخريجه أن إبنها ضوء وسارية في جبال الحق والرجالة والفراسة ..

مساحات المعارف تُدرك مرات ومرات أن تقرأ وجه أحدهم لتتحسس من أي طينة وأي ديار يكون هذا الفتى لكن عند جودات تحتاج لزوايا شوف مختلفة وعدسات ملونة لتعرف أنه من رجال الكلية الحربية ( قوقو أخضر ) بس..

كلما تمعنت جودات في فيديو أو صورة وجدته ود بلد تربطه بكل السودانيين أمشاج دم وخليط محبة وعيون تشبه حرارة قلب الرجال الرجال..

وتغني ليهو حنان بلوبلو ود الغرب البسُر القلب ويرد هو بوجه وضاح مُحيا بإبتسامة مريحة بتلويحة ( أبشري ) هذا المشهد يمثل عندي جغرافية المكان ولطف المقام والمقال..
جودات الذي ظل صامداً في نيالاً شهور طوال كالأسد حارس عرينه لم تهزه شتائم ووعيد الجنجويد ولم تزحزحه إغراءات المجرم عبدالرحيم دقلو ظل يدافع عن الغربية بكل جسارة والشعب السوداني يشهد بل صنع عندهم أن جودات بطل وفوق الكل وفي مقام محترم …
عندما إلتقطت له صورة وهو في محطة العلاج تداولها الشعب السوداني بحب عجيب وحفاوه ودعوات صادقات ولطف خفي من الله رغم أمجاد الشهادة التي يبحث عنها ..
فإن كان للكلية الحربية أوسمة مبذولة يعطوها من محل الإحترام والفراسة لكان أقترحنا وسام يليق بعظمة الجنرال ( جودات ) ..

هذا الجنرال وهب نفسه ودمه رخيص من ضمن مزادات السودان العامة تضحية وبسالة وفدائية لتراب يعشق كتاحته وقت الكوع يحمي واللسان يبقى دقيق في وضع أقل ما يقال عنه أنه خطر ويتطلب مطلوبات التأمين الشخصي وإنقطاع لإمداد وأخيراً إصابات عميقة ولكنه في كل الثواني وهو مقبل يتوقع طِيب البشارات أو ثمة تفاصيل تحدث شئ ما غير متوقع ولكن بعد ذلك كعادة الضبط والربط فرسان الكلية الحربية

( لا الملايش ) إنتظر تعليمات قيادته وأصبح ضراعهم اليمين وسر قيادة المتحركات والمعارك في كل المعارك الحربية …

يبقي عندي ( جودات ) هو من الرجال الذين سطروا وخلدوا إسمهم في ذاكرة التاريخ بالدم والكسور والجبور والعرق فيظل عندنا الأمير ( جودات ) كالصيب النافع لم يخن ولن يبيع …
أبقي طيب أنت …
وكفي !!
( هذا المقال نشرته قبل تسعة أشهر والآن أُعيد نشره إعجاباً
بالبطل جودات ) ..

عائشة الماجدي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فعالية فنية للأطفال في طرطوس مادتها وحدة سوريا وجغرافيتها الجميلة
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • الزمالك يسابق الزمن لإنقاذ الميركاتو الشتوي
  • عائشة الماجدي تكتب: (جودات)
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • من الاخبار الجميلة .. ما حدث في جولة تعز وسط العاصمة صنعاء!
  • الأعلى حكما في “صفقة التبادل”.. من هو الأسير محمد أبو وردة؟
  • محمد شاهين.. من نجم "ستار أكاديمي" إلى أحد أبرز الأصوات في جيله
  • الأسير أبو وردة حرا بعد 48 مؤبدا.. كيف علّق على استشهاد الضيف؟ (شاهد)
  • رغم 48 حكما بالمؤبد .. الأسير الفلسطيني محمد أبو وردة حراً