شيخة الجابري تكتب: أصواتهم ذاكرتنا
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
كنتُ أستمع إلى وردة الجزائرية «رحمها الله»، وهي تبدع في أغنيتها ذائعة الصيت «خليك هِنا» وتمعّنت كثيراً في صوتها الذي حمل كلمات الشاعر الغنائي محمد حمزة، وألحان ملحن الروائع بليغ حمدي، عبر أثير الإذاعات والحفلات. ونحو قلوبنا التي وجدت نفسها تدخل في ذاكرة قد لا تجد من يستثيرها في تلك اللحظة ليأتي صوت وردة ليحيل الذاكرة إلى جمرة متقدّة تعود للماضي، وتسترجع الذكريات وتعيش اللحظات، فتبكي تارة، وتسخرُ أخرى، كل ذلك تفعله كلمات أغنية وصوت قلمّا أن يجود الزمن بمثله دفئاً وأناقة وحضوراً جميلاً.
أقيس على ذلك الكثير من الأصوات التي تسكن في ذاكرتنا، ونسكن في أصواتها ليس بدءاً بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، أو انتهاءً بأصواتٍ جميلة قليلة ما زالت تُطربنا ببعض الأعمال الفنية الغنائية على الدقة التي تُرضي الذائقة ونتعايش معها، فيأخذنا بعضها نحو الزمن الذي عشناه حيث الأصوات الحقيقية التي كانت تلامس مستمعيها أو مشاهديها في ذاك الوقت بكثير من الود والجمال.
أحلى الأيام فعلاً هي تلك التي عشناها بتفاصيلها وشخصياتها ومواقفها التي كانت تؤثر فينا كثيراً ونتعامل معها بالوفير من الحب، والعميق من الامتنان، كانت هناك علاقة إنسانية تربطنا حتى بممثلي وممثلات الزمن القريب الماضي، فنحن نشعر بأنهم أصدقاؤنا الذين اختارتهم لنا مهنهم فكانوا الأقرب إلينا بما قدموا من أعمال من كثيرين حولنا، وإن كنّا لا نعرفهم ولا نُحبهم إلاّ من وراء الشاشات، حتى شاشات ذاك الزمن كانت غير، دافئة وهادئة، وتحترم أوقاتنا واحتياجاتنا الإنسانية البسيطة. حياة جميلة، وأدوار لعبناها وعشناها وأصواتهم ترافقنا حتى عند مراجعة الدروس كانوا يحضرون، أم كلثوم، عبدالحليم، صباح، أبوبكر سالم، محمد عبده، طلال مداح، فيروز، شريفة فاضل، لطفي بوشناق، علي بن روغة، ميحد حمد، وغيرهم ممن عاشوا معنا، وعشناهم أجمل الأصوات وأرق الأصدقاء، لم يشغلونا عن دراسة، ولم يسببوا ضوضاء، كانت هناك لغة تفاهم بيننا، لا يعرفها أحد غيرنا، تلك اللغة كانت الحب بأشكاله الجميلة الوهّاجة.
أعود إلى وردة الجزائرية والسؤال الذي استفزني في حضور صوتها الباقي في القلب، ترى ماذا سيحملُ الجيل الجديد في ذاكرته من أغنيات وأصوات هذا الزمن الذي اختلت فيه الكثير من المعايير والموازين الفنية التي كانت الضابط لكل شيء، من حيث الكلمات والألحان المتزنة الجميلة وأصوات المؤدين من مطربين كان لهم حضورهم الذي رافق شبابنا وما زال رفيق الذكريات، وصديق الأوقات الجميلة الوهّاجة. أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: متلازمة رقص المشاهير شيخة الجابري تكتب: أفكار صيفية
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
دولفين وحيد يحير العلماء.. هل يتحدث إلى نفسه؟
اكتشف باحثون في منطقة بحر البلطيق دولفيناً وحيداً يطفوا على سطح المياه ويصدر أصواتاً، كأنه يتحدث لنفسه، ونجحوا في الاقتراب منه بعناية حتى تمكنوا من زرع أجهزة استشعار على جسمه، ليتمكنوا من تتبع الأصوات التي يصدرها وتحليل حالته النفسية والصحية وفهم وضعه.
ووفقاً لموقع "أن دي تي في"، يعيش هذا الدولفين في تلك المنطقة البحرية المحاذية لجنوب شرق الدانمارك، وأطلق عليه السكان المحليون اسم "ديلا"، وهو من نوع "الدلافين قارورية الأنف" أي أنوفها تشبه القوارير.
نبرات أصوات استفزازية
ويتميّز الدولفين بأنه كائن اجتماعي ويعيش عادة في مجموعات، لذلك من الغريب العثور على واحد من هذه المخلوقات وحيداً أو العيش خارج النطاق المعتاد لبيئته الحيوانية.
وفيما لا يقوم العلماء عادةً بتسجيل الأصوات التي تصدرها الدلافين المنعزلة، حيث يُنظر إليها على أنها منبوذة، لأنها لا تنتج أي صوت يستحق التوثيق، لكن الباحثين المشاركين في الدراسة استفزتهم نبرات الصوت الصادرة عن "ديلا".
وضع الباحثون الدانماركيون أجهزة تسجيل تحت الماء لمعرفة كيف يتصرف الدولفين المنعزل، استمرت 69 يوماً في الفترة بين 8 ديسمبر (كانون الأول) 2022 و14 فبراير (شباط) 2023، ونُشرت قبل أسبوعين.
آلاف الأصوات
أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة أولغا فيلاتوفا عن أنّه بدافع الفضول، قرر الفريق العلمي إضافة جهاز تسجيل يلتقط الأصوات الفعلية، فاكشفوا أن "ديلا" أنتجت 10833 صوتاً.
تضمنت الأصوات 2291 صفارة، و2288 نبضة متقطعة، و5487 صوتاً نغمياً منخفض التردد، و767 صوتاً طرقياً، إضافة إلى اكتشاف 3 أنواع مختلفة من الصفارات، التي تميّز كل دولفين عن الآخر.
واعتبرت أنّ حديث ديلا مع نفسه لا يزال لغزاً تحت الدراسة.
بالمقابل، رجحت أنه كان يصدر أصواتاً لاإرادية، تشبه أصوات البشر الذين يضحكون عند قراءة شيء مضحك حين يكونوا بمفردهم.