هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تواجد لافت للشعراء الشباب في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، سواء في «x»، أو «إنستغرام»، أو «فيسبوك»، أو «اليوتيوب»، حيث نجد في المقابل هناك اهتماماً كبيراً من قبل الجمهور لمتابعة كل ما يقدمه الشعراء من جديد، ومن محتوى شعري حديث يشد الانتباه، ويعكس هذا الزخم والحضور الشبابي في الفضاء الافتراضي دوافع وأسباباً عدة.

بدايةً، تقول الشاعرة شيخة المطيري: منذ أن عرف الإنسان لغات التواصل أدرك الطرق التي تؤدي بصوته إلى الحياة والبقاء، وقد مارس الشاعر فن التواصل الاجتماعي منذ التاريخ القديم حين وقف في الساحات منشداً شعره. وما كانت المدرجات والأسواق إلا مساحة إنسانية وبلاغية ارتفعت فيها صوت القصيدة وعلا في أثيرها صوت الشاعر، وقد استمر الشعراء في التواصل مع المتلقي عبر الوسائل على اختلافها وتطورها. وما نراه اليوم من وجود أدوات التواصل الاجتماعي الحديثة هو استمرار لثورة المعرفة والاتصال، وتنظيم التواصل، وإن بدا في بعض الأحيان عشوائياً. وقد توافد بعض الشعراء على منصات التواصل الاجتماعي للمشاركة والتفاعل عبر الكتابة أو الإلقاء في هذه المنصات، ونجد أن الشباب استطاعوا توظيف التواصل الاجتماعي من أجل إيصال صوتهم وقصيدتهم ومنحها البعد الجغرافي الكبير.
وتضيف المطيري: أرى الأمر إيجابياً وقابلاً لأن يؤسس قاعدة هائلة من بيانات الشعراء الشباب ورصد كتاباتهم، وهذا يُقرأ من خلاله المستوى الفكري والإبداعي للشباب. كما أن هذا الأمر يشجعهم على الكتابة والتواصل مع الشعراء الآخرين وصقل مواهبهم، شريطة ألا يظن وإن كثر عدد متابعيه أنه أكبر من الشعر فلا يقبل نصحاً أو إرشاداً.

سهولة الانتشار 
وتقول الشاعرة برديس فرحان خليفة: مشاركة الشعراء بشكل عام في مواقع التواصل الاجتماعي، بلا شك، هي مسألة إيجابية ومهمة ومطلوبة في الوقت نفسه لإظهار الشعر بالشكل الذي يستحقه، ولأن يصل إلى كل المتابعين والموجودين من الجمهور في مثل هذه المنصات الرقمية. وهناك كذلك بعض التجارب الشعرية تأثرت بالشكل الخاطئ عند دخولها إلى عالم «السوشيال ميديا»، فتشتت، ولم تقدم ما كان ينتظر منها. ومن الضروري أن يكون الشاعر ذكياً من خلال مشاركاته، ويستغل وجود هذه المنصات لصالحه وصالح إبداعاته الشعرية بالشكل الصحيح الذي يتناسب مع فكره وطموحه.

أخبار ذات صلة إحباط هجوم إرهابي لـ«الشباب» قرب مقديشو «على مقاس العطر» في «النادي الثقافي العربي»

من جانبه، يقول الشاعر حسن بن شرفا: هذه المواقع الإلكترونية جاءت في وقتها لأن يرى الشاعر نفسه، ويرى إبداعه بعين جمهوره ونشاطهم من خلال التعليقات والإعجابات، فجميعها تدل على نوعية الحضور والتواجد وكيفية إدارة حساباته في مثل هذه المواقع، حيث سهلت وصول الشاعر إلى جمهوره دون أية عوائق، وبكبسة زر يرى العالم ما يكتبه ويقوله الشاعر بصوتٍ وصورة و«فيديو».
وتابع ابن شرفا: صحيح أن هذه المواقع قللت من ثقل ما يُنشر من قصائد، لأنها تحتوي على الغث والسمين، ولكن بشكلٍ عام سهلت على الشاعر نشر قصائده، وعلى الجمهور أن يكون واعياً في ما يتابعه من قصيد، عكس ما كان ينشر سابقاً في الصحف والمجلات المعنية بالشعر، فهناك من يدقق ويراجع من مختصين في مجال الشعر. وأتمنى من جيل الشباب أن لا يعتمدوا علي سهولة نشر قصائدهم في مثل هذه المواقع فقط، وإنما يعززون مهاراتهم بالاطلاع الدائم والقراءات المستمرة، وتطوير ذواتهم حتى يتمكنوا من التألق والتميز والتفرد والإبداع في المجال الشعري.

إضافة إيجابية 
يرى الشاعر عبدالله محمد النعيمي، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الإعلام الجديد والمتنفس الوحيد الذي يوصل الشاعر بشكل مباشر للناس دون أي تدخلات أو «واسطات» أو علاقات أو انتظار مناسبات معيّنه للظهور والمشاركة. وفي رأيي، هي إضافة إيجابية لتبادل الثقافات بين الشعراء وتوسيع شبكة المتابعين بإدارة فردية من الشاعر نفسه، وتلقي ردود وطلبات وإعجاب الجماهير بشكل مباشر دون أي حاجز، حيث كان في السابق، كما هو معلوم للجميع، فرصة الشاعر تقتصر على ظهوره في الندوات أو البرامج أو عن طريق النشر في بعض الإصدارات الأدبية، أما الآن فباستطاعة الشاعر الوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. والفترة الصعبة التي مرت بها البشرية أثناء انشار فيروس كورونا علمتنا مدى أهمية هذه المواقع الإلكترونية في تحقيق التواصل والحضور.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السوشيال ميديا الشباب الشعر عبدالله النعيمي مواقع التواصل الاجتماعی هذه المواقع

إقرأ أيضاً:

البرلمان يدعم قرارات الداخلية بشأن التعامل مع السوريين والمقيمين

بغداد اليوم -  بغداد

أكدت اللجنة الأمنية والدفاع النيابية، اليوم الخميس (13 آذار 2025)، دعمها لقرار وزارة الداخلية بشأن السوريين والمقيمين الذين يسيئون استخدام منصات التواصل الاجتماعي في تأجيج الأوضاع السلبية داخل البلاد، مشددة على ضرورة الانتباه إلى فقرة هامة في هذا السياق.

وقال عضو اللجنة النائب علي نعمة في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "منصات التواصل الاجتماعي أصبحت شريانًا حيويًا في نقل الأفكار والرؤى وإحياء المواضيع المختلفة في العراق وبقية دول العالم، وبالتالي هذه الماكينة الإعلامية التي تضم مليارات من مختلف الجنسيات يجب أن يُراعى فيها العديد من الأسس، خاصة فيما يتعلق بالأمن الداخلي".

وأشار إلى أن "العراق لا يزال يواجه تحديات للأمن، ولكن الأوضاع مستقرة وآمنة. ومع ذلك، استغلال منصات التواصل في ترويج قضايا من شأنها الإضرار بالأمن الداخلي أمر لا يمكن تجاوزه، وهذا يجب أن تأخذ وزارة الداخلية إجراءاتها من خلال تشكيلاتها وفق المسارات القانونية، عبر الاحتجاز وتقديم كل من يحاول الإضرار أو إثارة الفوضى على منصات التواصل الاجتماعي إلى القضاء، سواء من جميع الجنسيات".

وأضاف نعمة، "بعض السوريين استخدموا في الآونة الأخيرة منصات التواصل الاجتماعي في ترويج بعض الآراء والقضايا التي من شأنها الإضرار بالأمن، وعلى وزارة الداخلية أن تتابع ضبط الأمن الداخلي واتخاذ الإجراءات اللازمة. نحن ندعم بيان الوزارة الأخير، لكن يجب إذا كان هناك قرار بترحيل البعض ممن تجاوزوا على القوانين أن يختاروا البلد الذي سيتم ترحيلهم إليه، خاصة وأنهم من دولة تعيش أوضاعًا استثنائية منذ 8 كانون الأول الماضي".

وأشار إلى أنه "حتى هذه اللحظة، لم يصلنا في لجنة الأمن والدفاع قرار محدد من وزارة الداخلية بخصوص ترحيل السوريين، ولكن إذا تم ضبط واحتجاز أي سوريين ممن تجاوزوا على القوانين، سيتم اتخاذ القرارات اللازمة حيالهم. ومن المهم أن يتم ترحيلهم وفقًا لرغباتهم الى البلدان التي يختارونها، استجابة للوضع الاستثنائي في بلادهم، حيث قد يسبب ترحيل البعض إلى دمشق بعض الإشكاليات".

وأكد نعمة في ختام حديثه، "نحن ندعم قرارات وزارة الداخلية تجاه السوريين أو أي مقيمين من جميع الجنسيات ممن يخالفون الأنظمة والتعليمات، وما تقوم به الوزارة ينسجم مع المبادئ التي حددها الدستور والقانون والنظام بشكل عام".

وأدانت وزارة الخارجية السورية يوم الأربعاء الاعتداءات التي طالت السوريين في العراق على يد مليشيا تطلق على نفسها "تشكيلات يا علي الشعبية".

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته عبر حسابها على منصة إكس "تدين الخارجية ما يتعرض له السوريون في العراق، إذ إن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي"، وطالبت الخارجية السورية الحكومة العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن السوريين المقيمين في العراق وسلامتهم، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

وأكد البيان أن الوزارة ستعمل على التواصل مع الحكومة العراقية للعمل من كثب لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة لمنع أي تجاوزات إضافية.

وفي أعقاب بيان الخارجية السورية، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء بيانا جاء فيه:

"تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أعمال عنف مشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قبل مجموعة ملثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم تشكيلات يا علي الشعبية".

وأضاف البيان أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة الجناة، مشددا على أن مثل هذه الأفعال لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة، وتمثل اعتداءً غير قانوني.

كما أكدت وزارة الداخلية العراقية، يوم الأربعاء، أن الحكومة الاتحادية ماضية في إجراءاتها القانونية بملاحقة عناصر فصيل مسلح قاموا بالاعتداء على عمال سوريين في العاصمة بغداد.

وقال المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي عقده اليوم في بغداد، إن "أمن العراق القومي والداخلي والخارجي وسمعة البلاد خط أحمر".

وأضاف أن "اللجنة التي شكلها القائد العام للقوات المسلحة بشأن الاعتداء على العمال السوريين ستتابع هذا الموضوع من اجل التوصل الى الفاعلين ومحاسبتهم"، مردفا بالقول: نحن جميعنا في هذه البلاد تحت سقف و طائلة القانون ولا خروج عن هذا الإطار اطلاقا".

وتابع العميد ميري، إنه "حتى من يتم القاء القبض عليهم من الاخوة السوريين وفق مخالفات قانونية"، مؤكدا أن "بكل تأكيد من يخالف يتعرض للإجراءات القانونية".

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية والدوائر الاستخبارية في وزارة الداخلية سجلت عدداً من الحالات غير القانونية ذات بعد طائفي ومؤيدة ومحرضة على العنف من قبل البعض وليس كل المقيمين، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً ويجب على المتواجدين على أرض العراق احترام القانون والقيم والعادات والتقاليد".

وحذر "كل من يتجاوز حدود القوانين العراقية ويقوم بأفعال تضعه تحت طائلة المساءلة والقانون، وسيتم ترحيل كل مقيم ينشر معلومات مسيئة لقيم مجتمعنا العراقي"، مبينا "نؤكد أن من يحاول الإنحراف عن جادة الصواب لا شك أنه مختلق للفتنة وهذا سيلاقي رداً قوي وفق القانون".

مقالات مشابهة

  • جلسة استماع بسبب بن شرقي
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. كيف أنهى الابتزاز الإلكترونى حياة ندى؟
  • 17 مارس.. جلسة استماع لـ إسلام صادق بسبب ما نشره عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي
  • الأعلى للإعلام: الاستماع لـ إسلام صادق بسبب ما نشره عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي ١٧ مارس
  • نقاش حول دور المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. مأساة مقتل طالب إمبابة بسبب هوس الترند
  • بالصور ... خطوبة طه وسماح من كواليس الحلانجي تشعل السوشيال ميديا
  • الغامدي يتبرع للسبيعي بكليته وينقذ حياته !
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. خط ساحل سليم من الضحية المزعومة للمجرم الحقيقى
  • البرلمان يدعم قرارات الداخلية بشأن التعامل مع السوريين والمقيمين