«ميكرفون كاتم للصوت».. رواية الهروب والنهايات الغامضة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةمن الهجرة غير الشرعية، إلى غدر المهربين والتناقضات الداخلية، يناقش الكاتب اللبناني محمد طرزي قضايا المجتمع وأحواله في روايته «ميكروفون كاتم للصوت»، ويلقي الضوء على قضايا مهمة من خلال شاب عاش طفولته وشبابه بين القبور، ودَرَس المحاسبة، لكنه عانى من البطالة، بينما حصل زملاؤه الأقلّ اجتهاداً على وظائف، وتزوّجوا وأنجبوا.
يقول طرزي لـ «الاتحاد»: إن الرواية اجتماعية واقعية، وهدفها ليس منح الأمل أو سلبه، وإنما كي تصوّر الواقع عبر مدينة تمثّل الجزءَ المعبّرَ عن الكل، بمثابة وثيقة أدبية عن فترة زمنية حالكة.
وإذ كانت المدينة غارقة بكل ما وصفته من مآسٍ، تبدّى الهرب منها وسيلة النجاة الوحيدة ما دام إصلاحها مستحيلاً، ورغم هذه السوداوية والظروف المقيتة التي تلاحق حتى الهاربين، سواء في عرض البحر أو في المهجر، نسمع بين طيّات النصّ أصواتاً خافتة تصدح بالأمل، منها قول إحداهن في لحظة مصيرية بأن الحياة وليس الموت هي التي لا حدود لها.
البحر مقبرة
ويتحدث الكاتب عن شخصية سلطان، شاب عشريني ولد في بيت مطلّ على المقبرة في مدينة قاتمة تحاصرها الأزمات الاقتصادية وأصوات مكبرات الصوت تصدح بإنجازات زعيمها، فيتسلح الشاب بالأمل، انكبّ على كتابة رواية أرادها عالمية، ودرس المحاسبة حتى لا يرث عن أبيه مهنة نعي الموتى.
وداخل «ميكروفون كاتم للصوت»، لم يكتب سلطان الرواية ولم يستطع الحصول على وظيفة في مدينة يتطيّر الناس فيها ممن يعملون في المهن المرتبطة بالموت رغم احتفائهم به، فاعتقد أن خلاصه يكمن في الهجرة، وسرعان ما اكتشف أن الهرب من المقبرة ليس بهذه السهولة، فالبحر مقبرة أيضاً، حيث يتربّص المهربون وسماسرة الهجرة غير الشرعية بضحاياهم.
ويضيف طرزي: «حاول سلطان تغيير واقعه، فثار مع من ثاروا ضد قوى الأمر الواقع، تغلّب على جبنه وضعفه، وتمرّد على الميكروفون، ليجد نفسه في النهاية وحيداً، يدفع وعائلته ثمناً غالياً، يستحصل على تأشيرة إلى كندا وتظلّ النهاية غامضة، بحيث لا نعرف إذا ما كان خلاصه في الهجرة، أم أن قدره لن يختلف عن الذين هاجروا قبله، ولم يلقوا سوى الخيبة والموت، كأن من يخسر وطنه يظل خائباً أينما حل وارتحل».
رغم كل شيء
ويظهر الحب في أحلك الظروف وأعقدها، يوضح الكاتب، أن هناك قصتي حبّ، علاقة سلطان ووداد المنتميين إلى عالمين مختلفين، ولصغر سنّهما وقلّة تجاربهما لا يعرفان كيف يتعاملان مع تلك المشاعر، فالشابة تكنّ لصديقها عاطفة جليّة، وتساعده على الهجرة، وبدوره يودّ البقاء قربها، دون التخلّي عن فكرة الهروب من الوطن.
العلاقة مشوّهة فرضت إيقاعها المدينةُ المشوّهةُ بالصور واللافتات والمكبّرات مع إدراكهما حجم الهوة بينهما، فيكبتان مشاعرهما بقرارات متسرّعة، وغير مفهومة، حتى تنتهي حكايتهما بشكل درامي.
بالمقابل هناك علاقة ريتا بحسن، كلاهما في الستين من العمر، تحابا في شبابهما، كانا يلتقيان عند أشجار التين التي التهمتها المقبرة، فرّقتهما الحياة كعاشقين ثمّ جمعتهما المدينة بعد أكثر من عقدين كصديقين مسنّين اقترف كلٌّ منهما ما لا يحصى من الخطايا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهجرة غير الشرعية الهجرة الرواية الثقافة
إقرأ أيضاً:
مؤكداً فشل العدوان الأمريكي.. السيد القائد: حاملة الطائرات “فينسون” باتت تتدرب على عمليات الهروب أثناء المواجهة مع القوات اليمنية
يمانيون/ صنعاء جدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تأكيده على فشل العدوان الأمريكي وعجزه عن تحقيق انتصار ضد اليمن.
وأوضح السيد في خطاب له مساء اليوم الخميس أن القوات المسلحة اليمنية نفذت 7 عمليات خلال الأسبوع عن طريق القصف الصاروخي وبالطائرات المسيرة والتي وصلت إلى عمق كيان العدو، ومنها العملية الأخيرة التي وصلت إلى “حيفا” المحتلة والتي كانت مفاجئة للأعداء، مؤكداً أن العمليات اليمنية ووصولها إلى عمق كيان العدو دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي.
وبين أن وصول حاملة طائرات أمريكية جديدة إلى ساحة المواجهة لم يغير في موازين المعركة، ولم يحقق العدو الأمريكي أي انجاز في تحقيق أهدافه العدوانية، بل جعلها تتمركز بعيداً في أقصى البحر العربي.
وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفذت 9 عمليات اشتباك خلال هذا الأسبوع مع حاملتي الطائرات الأمريكية [هاري ترومان] و[فينسون] والقطع الحربية الأمريكية التابعة لهما، وكانت الحصيلة 27 صاروخاً مجنحاً وطائرة مسيرة.
ولفت إلى أن “عمليات الاشتباك البحرية استمرت لساعات طويلة وفي إحداها كما ذكر موقع صيني هروب حاملة الطائرات لأقصى البحر العربي”، موضحاً أن الحاملة [فينسون] التي أتت مؤخراً هربت مئات الأميال أثناء الاشتباك مع القوات المسلحة اليمنية، وباتت أيضاً تتدرب على عمليات الهروب أثناء المناورة والاشتباك.
وأكد أن قواتنا المسلحة مستمرة في منع ملاحة كيان العدو في البحر الأحمر، وأن سفنه ومعه الأمريكي منعدمة تماماً في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وأنه ليس هناك أي نشاط ملاحي للعدو الإسرائيلي والأمريكي على الإطلاق، بل توقف تام.
وفيما يتعلق بقوات الدفاع الجوي، أكد السيد القائد -يحفظه الله- أن هناك نتائج ملموسة في إمكاناتها وفاعلية عملياتها، وأنها مستمرة في اصطياد طائرات الاستطلاع الأمريكية، وعلى رأسها [ام كيو 9]، حيث تمكنت القوات المسلحة خلال هذا الأسبوع من إسقاط 3 طائرات استطلاع من هذا النوع في أجواء محافظات صنعاء والحديدة وحجة، ليبلغ عدد الطائرات التي تم اسقاطها خلال شهر 7 طائرات، و22 طائرة منذ بدء العدوان الأمريكي الأخير على اليمن في 15 مارس الفائت.
وتطرق السيد القائد إلى انزعاج المجرم نتنياهو من استخدام المفردات والمصطلحات الإعلامية خلال بيان القوات المسلحة، فيما يتعلق بطائرة “يافا” ومصطلح كلمة “المحتلة”، مؤكداً أن العدو ينزعج حتى على مستوى التركيز في الأداء الإعلامي على الأسماء الحقيقية لفلسطين والمدن والبلدات الفلسطينية.
وأكد السيد القائد أن هذا الانزعاج درس مهم، لأنه يذكره دائماً بأنه كيان غاصب ومحتل ومجرم وكيان مؤقت حتمي الزوال، وأنه عندما تذكر أسماء المدن والبلدات الفلسطينية بأسمائها الحقيقية فلذلك أهمية كبيرة جداً.
وقال : “انزعاج العدو الإسرائيلي من تسمية الطائرة المسيرة يافا بالاسم الحقيقي وكذلك عبارة “المحتلة” درس مهم للجانب الإعلامي على المستوى العربي والإسلامي“، لأن هذا الانزعاج كما يقول -السيد القائد- يعكس الأهمية الكبيرة جداً للمصطلحات والأسماء وما يتعلق بها في الأداء الإعلامي.
وأوضح السيد القائد أنه وخلال هذا الأسبوع هناك أكثر من 260 غارة بقاذفات القنابل وبغيرها يستهدف العدو الأمريكي الأعيان المدنية كما فعل في جريمته بالاعتداء على سوق فروة بالعاصمة صنعاء، كما أن العدو وصل به الحال إلى استهداف
المقابر، كما استهدف مقبرة ماجل الدمة في صنعاء، واستهداف العابرين في الطرقات، ويستهدف الشارع العام كما يستهدف الأحواش، مؤكداً أن هذه الجرائم كلها تشهد على فشل الأمريكي وتخبطه، متسائلاً: الاعتداء على سوق شعبي هل يحد من القدرات العسكرية؟.. وواصل قائلاً: ” على الرغم من بلوغ عدد غارات العدوان الأمريكي وقصفه البحري منذ استئناف عدوانه المساند للإسرائيلي ضد اليمن أكثر من 1200 غارة وقصف بحري إلا أن فشله واضح تماماً”، مؤكداً أن العدو الأمريكي يعترف بالفشل، والواقع يثبت فشله، فمضيق باب المندب والبحر الأحمر مغلق على السفن الإسرائيلية والملاحة الإسرائيلية، وأن الأمريكي حتى بقدراته العسكرية البحرية يبتعد بسفنه على مسافات بعيدة بمئات الأميال أكثر من ألف كيلو، منوهاً بقوله : “لا جدوى من العدوان الأمريكي في الحد من القدرات والضغط على الإرادة في الموقف ولا في منع عملياتنا”.
ولفت إلى أن هناك اعترافات أمريكية بأن علميات اليمن هي ردة فعل على جرائم العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.