كيف تطور عالم صناعة البنوك والتمويل الإسلامي خلال 50 عاما؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
نشر موقع "أورواسيا ريفيو" تقريرًا تناول فيه تطور صناعة البنوك والتمويل الإسلامي على مدى الخمسين عامًا الماضية، حيث بدأت الصناعة لتلبية حاجات المسلمين بما يتفق مع الشريعة الإسلامية.
وأفاد الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن هذه الصناعة ولدت فقط لتلبية احتياجات المسلمين الذين كانوا يبحثون عن خدمات مالية تتوافق مع الشريعة الإسلامية وغيرها من مبادئ الحياة والقيم الإسلامية.
وأشار الموقع إلى أنه بعد تجاوز سنوات عاصفة جائحة كوفيد-19 العالمية، والعديد من الأزمات المالية العالمية، التي أثرت على التمويل العالمي على مر السنين، أثبتت صناعة الخدمات المصرفية الإسلامية مرونتها؛ حيث لا تزال تنمو، بل وتزدهر أيضًا.
وأوضح الموقع أنها استحوذت على أجزاء كبيرة من الصناعة المصرفية في دول مجلس التعاون الخليجي، والعديد من دول غرب آسيا مثل إيران وتركيا وغيرها، وأفريقيا، ودول جنوب آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا وأجزاء أخرى كثيرة من العالم. وتشير التقارير إلى أن هذه الصناعة تُمارس في أكثر من 80 دولة وفقًا لمجلس الخدمات المالية الإسلامية، أي ما يقرب من نصف دول العالم. وهذا إنجاز رائع لصناعة عمرها بالكاد خمسين سنة وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأموال وإدارة الأموال. إنها صناعة أخلاقية، وترتبط بالاقتصاد الحقيقي، وتلبي أهداف التنمية المستدامة، وهو ما قد يكون سر نجاحها.
وتشير مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف المالي والإبلاغ مثل موديز وستاندرد آند بورز إلى أن الصناعة تنمو بمعدل صحي يبلغ 10 بالمئة سنويًا وأنها تتوسع في أسواق جديدة مع المزيد من المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات الحكومات والشركات والأفراد والمجتمعات.
وقال الموقع إن دولًا مثل السعودية والإمارات والكويت تلعب أدوارُا محورية في تطوير الصناعة. ولا تتخلف ماليزيا وإندونيسيا ومصر كثيرًا عن الركب في المساهمة في نمو الصناعة. ففي ماليزيا وحدها، تشكل الصناعة حوالي 40 بالمئة من إجمالي النظام البيئي المالي.
ونقل الموقع عن محمد زبير مغل، الرئيس التنفيذي لمركز الهدى للمصارف الإسلامية والاقتصاد، وهي منظمة بحثية وتطويرية للتمويل الإسلامي مقرها دبي، إلى أنه "أثناء التعامل مع الاضطرابات الأولية، أظهرت الصناعة نقاط قوتها المتأصلة، وخرجت أقوى ومستعدة للنمو الكبير".
وذكر الموقع أن أسواق الصكوك والتحول الرقمي والاستدامة تبرز كموضوعات بالغة الأهمية للصناعة. وتسعى العديد من البلدان الآن إلى التمويل من خلال إصدار الصكوك (السندات الإسلامية) لتمويل مشاريع مختلفة، وخاصة مشاريع التنمية طويلة الأجل.
وكان الافتقار إلى التوحيد القياسي العالمي الداعم للأعمال، في وقت من الأوقات، عقبة رئيسية أمام نمو الصناعة، ولكن منذ ذلك الحين توصلت الصناعة إلى معايير عالمية بقيادة مؤسسات مثل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية ومقرها البحرين، والأسواق المالية الإسلامية الدولية ومقرها أيضًا البحرين، ومجلس الخدمات المالية الدولي ومقره كوالالمبور، ماليزيا.
كما لعبت مؤسسات مثل البنك الإسلامي للتنمية في جدة بالسعودية أدوارًا مهمة في تطوير الصناعة. وتم أيضًا إنشاء وكالة تصنيف إسلامية مقرها البحرين، وهي الوكالة الإسلامية الدولية للتصنيف لتقديم تقييمات مستقلة لمصدري الأوراق المالية في سوق رأس المال والإصدارات المتعلقة بها، والتي تتوافق مع مبادئ التمويل الإسلامي.
وبحسب الموقع، تعتبر التكنولوجيا شرطًا أساسيًا حاسمًا لأي صناعة في هذه الأوقات، كما كانت الخدمات المصرفية والمالية الإسلامية مرنة بما يكفي لتطوير نفسها وتجهيز نفسها بالتقنيات المناسبة لتقديم خدماتها. إنهم يقدمون لعملائهم منتجات سلسة موجهة نحو خدمة العملاء، مما مكن الصناعة من النمو.
وعلى الرغم من أن الصناعة مثل أي صناعة أخرى موجهة نحو الربح، إلا أنها تشارك أيضًا في التمويل الاجتماعي، فلقد طورت على مر السنين التمويل الجماعي خاصة في دول جنوب آسيا والمحيط الهادئ مثل إندونيسيا والهند وماليزيا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. كما يتم نشر التمويل الأصغر الإسلامي للتخفيف من حدة الفقر.
وبين الموقع أن التمويل الاجتماعي الذي يهدف إلى تقليل تكاليف الوساطة يقدم فرصًا جيدة للتمويل الإسلامي لأنه يوفر تمويلًا يمكن الوصول إليه للعديد من المجتمعات المحرومة في جميع أنحاء العالم. إضافة إلى أن هناك زيادة في استخدام الصكوك الخضراء المصممة لمعالجة آثار تغير المناخ على الحياة على الأرض، وبالتالي إظهار رغبة الصناعة في المساعدة في بناء عالم أكثر خضرة وأفضل.
وبالتالي، يساهم التمويل الإسلامي في الشمول المالي، ويدعم القطاعات الحقيقية للاقتصاد، ويعتمد على الأصول، وليس المضاربة. وهو مفيد بشكل عام للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي أكبر أرباب العمل في أي بلد.
وقال الموقع إن التمويل الإسلامي فعال بشكل خاص في تمويل ليس فقط التجارة ولكن أيضًا الزراعة والخدمات الصحية والتعليم والصناعات والتعدين والعقارات وأي عمل قائم على الأصول. ولا يمكن للتمويل الإسلامي الانخراط في الأعمال المضاربة، والتي تعتبر عمومًا مقامرة في الشريعة الإسلامية.
وتم أيضًا تطوير أسواق رأس المال المناسبة للخدمات المصرفية والتمويل الإسلامي حيث يمكن للمرء شراء وبيع أسهم الشركات التي لا تشارك في الأعمال المحظورة بموجب الشريعة الإسلامية. ويمكن أن تكون هذه الشركات هي الكحول ولحم الخنزير وغيرها.
واختتم الموقع تقريره مشيرًا إلى أنه في الواقع يوجد بديل للتمويل التقليدي، والذي يعاني من انخفاضات خاصة به، وغالبًا ما تتميز بالتقلبات الناشئة عن التركيز المفرط على الأعمال المضاربة. إن أعمال الخدمات المصرفية والتمويل الإسلامي مفيدة بطبيعتها لمشاريع التنمية سواء كانت البنية الأساسية أو الصناعات وفي التنمية الاقتصادية بشكل عام، فهي تعمل من خلال عملياتها الأخلاقية والودية اجتماعيًا والتي تعزز تقاسم المخاطر، على الرغم من كونها موجهة نحو الربح.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البنوك التمويل البنوك البنوك الاسلامية التمويل سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشریعة الإسلامیة المالیة الإسلامیة والتمویل الإسلامی التمویل الإسلامی إلى أن
إقرأ أيضاً:
"قمة العرب الطيران 2025" ترسم تحول الصناعة في ظل رؤية "السعودية 2030"
الرياض- فايزة الكلبانية
أعلنت قمة العرب للطيران (AAS)، الحدث الرائد في صناعة الطيران والسياحة بالمنطقة، عن انعقاد نسختها الثانية عشرة يومي 17 و18 فبراير 2025 في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، تحت شعار " اتحاد القادة يبني مستقبل الطيران العالمي “، وذلك برعاية معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، في خطوة تعزز التعاون والابتكار في قطاع الطيران والنقل الجوي ، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
وتُعد القمة منصة استراتيجية تجمع قادة صناعة الطيران من كبار المسؤولين الحكوميين، وقادة القطاع الخاص، ورواد الأعمال والمبتكرين؛ لتبادل الأفكار وبناء شراكات استراتيجية. ويعكس انعقادها في مدينة الرياض الدور الذي تؤديه المملكة في دعم التكامل الاقتصادي وتطوير البنية التحتية لقطاع الطيران إقليميًا ودوليًا، مما يرسخ مكانتها كمركز عالمي للنقل الجوي والابتكار. كما تحظى "قمة العرب للطيران" بدعم ومشاركة المنظمات دولية مثل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) والاتحاد العربي للنقل الجوي(AACO)، إضافة إلى شركات التصنيع والتقنيات المتقدمة مثل "إيرباص"، و"CFM International"، و"كولينز إيروسبيس"، وبجانب شركات الاستثمار والخدمات الجوية مثل "AVILEASE"، و"THC"، وبرامج حكومية داعمة كـبرنامج الربط الجوي السعودي.
وفي هذا الإطار، صرّح غابرييل سيميلس رئيس شركة "إيرباص" لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط، قائلًا: "تعكس مشاركتنا وتعاوننا مع قمة العرب للطيران التزام إيرباص بدعم مستقبل صناعة الطيران في المملكة والمنطقة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. ونواصل التعاون مع شركائنا في القطاع؛ لبناء مستقبل أكثر استدامة، ودعم النمو المستدام طويل المدى للمنطقة".
ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، ماجد خان، قائلًا: "تُعد قمة العرب للطيران 2025 منصة استراتيجية لتعزيز النقل الجوي العالمي للمملكة، من خلال تعاون القطاعين العام والخاص، لإطلاق فرص جديدة تدعم السياحة وتعزز النمو الاقتصادي، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، وترسيخًا لموقع المملكة كمركز عالمي للطيران واللوجستيات".
وستُسهم القمة من خلال شركائها في تقديم أحدث الابتكارات في صناعة الطيران، وتشغيل المطارات، ,والتمويل، وتعزيز تجربة العملاء، وتطوير حلول النقل الجوي المتقدم، مع التركيز على أحدث الحلول المبتكرة لتعزيز الاستدامة البيئية في عبر أنظمة الطيران الذكية وتطوير الوقود النظيف؛ إلى جانب استعراض جهود الشركات العالمية في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة ، بما يعكس أهمية المؤتمر ودوره الريادي في دفع الابتكار. كما ستتضمن القمة جلسات حوارية وورش عمل متخصصة تناقش التحول الرقمي، والابتكار، وتطوير البنية التحتية للطيران.
وتأتي استضافة الرياض لقمة العرب للطيران 2025 ضمن إطار التزام المملكة العربية السعودية بتطوير قطاع الطيران وتعزيز دورها كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، مما يسهم في دعم أهداف النمو الاقتصادي وتنمية الكفاءات الوطنية في القطاع. وتواصل المملكة، من خلال استضافة هذا الحدث المرموق في قطاع لطيران، ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والاستدامة في صناعة الطيران.
يُشار إلى أن قمة العرب للطيران، مبادرة تهدف إلى تطوير قطاعي الطيران والسياحة في العالم العربي عبر تعزيز الحوار البنّاء والتعاون بين القطاعين العام والخاص. وتُعرف القمة بأنها "صوت القطاع"؛ إذ تجمع نخبة المدراء التنفيذيين وصنّاع القرار في مجالات الطيران والسياحة والإعلام لمناقشة التحديات واستكشاف الفرص. وتسعى القمة سنويًا في رفع الوعي والمساهمة في تسليط الضوء على التجربة الناجحة للنمو الاقتصادي في الدولة المستضيفة.