حول محنته إلى منحة… جريح الوطن عامر سلوم: قررت ألا أستسلم
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
دمشق-سانا
من محنة إلى منحة تحولت حياة الجريح عامر سلوم بعد إصابته التي لم يرض أن تهزمه، واختار العزيمة طريقاً لإثبات نفسه ورسم حياته بالبطولات والإنجاز.
بوجه باسم وعينين ترمقان الأمل روى الجريح عامر سلوم 29 عاماً قصة كفاحه لنشرة سانا الشبابية قائلاً: تطوعت في الكلية الجوية بمطار كويرس وحوصرنا أنا وزملائي لمدة ثلاث سنوات، أصبت خلالها بشظايا، وبعد فك الحصار عن المطار وأسعفت إلى مشفى تشرين العسكري بدمشق وأجريت لي عملية استخراج الشظايا من جسدي مع أجزاء من البدلة العسكرية، ما تسبب بشلل في الأطراف السفلية، لتبدأ مرحلة العلاج.
واختار الجريح سلوم متابعة علاجه بكثير من العزيمة والإرادة، دفعه لذلك رفضه الجلوس على الكرسي لأنه كما يصفه “استسلاماً للحياة”: كنت أحلم بالتخلص منه نهائياً، وهذا ما جعلني أتحسن كثيراً في العلاج حتى نجحت في استخدام العكازات أثناء حركتي.
الإصابة والعلاج لم تنال من أهداف جريح الوطن سلوم الذي اعتبر تحقيقها تحدياً لإثبات قدرته وعزيمته، فقرر العمل ليثبت لنفسه وللآخرين أنه قادر على متابعة حياته بشكل طبيعي رغم إصابته، مضيفاً : كان والدي رحمه الله يحفزني إضافة إلى أمي وأخي حسن سلوم، هم قوتي وسندي.
لم يكن العمل فقط هدف سلوم الذي صوب إليه طموحه، بل اختار العلم أيضاً سبيلاً لتحدي الصعوبات وتحقيق المستحيل، فسجل بجامعة دمشق في كلية الحقوق لتحقيق حلمه بالمحاماة، لينشر رسالته التي بدأ بها منذ تطوعه وليترك بصمته في المجتمع، واستطاع تحقيق التفوق في سنوات الدراسة إلى جانب تعلم السباحة كمتابعة لرحلة العلاج، حيث قال: بدأت بالسباحة كعلاج، لم أكن أعرف كيف أمسك الدفة، ومن ثم أحببتها كهواية، وشعرت بقوة كبيرة عندما تعلمت التكنيك الصحيح بتشجيع من المدرب البطل العالمي صالح محمد، فأصبحت جزءاً من أهدافي لأمثل وطني خارجاً وأشارك بأكبر عدد من البطولات وأكون في المراكز الأولى.
ويتابع: كنت أشجع زملائي في المسبح لنعمل معاً ونتدرب جيداً ، وقد شاركت ببطولات عدة منها بطولة ألعاب جريح الوطن حرة فراشة، وحصلت على ذهبية، وبطولة ألعاب جريح الوطن الثانية وحصلت على الفضية، مشيراً إلى تحضيراته لبطولات خارج الوطن ورفع علم بلاده عالياً.
وأضاف : كل ما وصلت إليه من دعم في الدراسة أو الرياضة هو بفضل دعم قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد، لقد ساعدانا في تحقيق خطواتنا وفي الثبات برحلة الصمود من جديد.
متابعة حركة سلوم أثناء السباحة تبعث الدهشة والإعجاب، فشدة ثقته بنفسه وابتسامته الطاغية على حضوره تتغلبان على فكرة إصابته وعدم قدرته على المشي، حيث استطاع بتجربة أن يصنع من نفسه إنساناً متقناً لعمله ومؤثراً في رفاقه الذين أشاروا إلى حرصه الدائم على تشجيعهم على التدريب والسباحة وخوض البطولات.
لوالدة سلوم الأثر الكبير بدعمه وتحفيزه أيضاً ، حيث كرست نفسها في كل مراحل علاجه وتابعته بنصائحها واهتمامها، وكانت عباراتها ترافقه ويرددها كتعويذة تطرد الخيبة أو اليأس: كن قوياً ، انتصر على الإصابة، حول المحنة إلى منحة، وتختصر دورها بجملة: عامر عظيم وبطل في نظري ونظر عائلته ورفاقه.
مرام القباقلي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
إنقاذ بطولي لقافز مظلّي بعد إصابته بفقدان الوعي
في حادثة مروعة تم توثيقها بالفيديو، أصيب رجل بنوبة خلال قفزه بالمظلة، مما أدى إلى فقدانه السيطرة على نفسه أثناء سقوطه الحر، وبفضل سرعة بديهة زميله، أنقذ الرجل قبل فوات الأوان.
وفيما لم تكشف معلومات عن مكان الحادثة، يظهر في مقطع فيديو متداول اللاعب وهو يقفز بالمظلة، وما هي إلا لحظات ويفقد السيطرة على نفسه، ويبدو أنه فقد الوعي خلال هبوطه.
وفقاً لموقع "أن دي تي في" الهندي، حظي الفيديو بانتشار واسع بسبب الاهتمام المتجدّد بالحادثة، التي تسلط الضوء على مخاطر هذه الرياضات، خاصة القفز بالمظلات، وتظهر شجاعة المدرب وسرعة بديهته، التي أسهمت في إنقاذ حياة القافز المظلي.
Man has seizure while skydiving and gets saved by fellow skydiver during a free fall pic.twitter.com/1hZxj3nR8g
— Crazy Clips (@crazyclipsonly) February 7, 2025 المدرّب يشرح عملية الإنقاذتدّخل مدرّب الرجل الفاقد للوعي، وقام بالمناورة في الهواء للوصول إليه، حتى تمكّن من إمساكه، ونجح في تثبيت هبوطه وفتح مظلته بالوقت المناسب، ما أدى إلى تجنّب كارثة.
ماكفارلين، المدرب الذي كان يرافق المظلي في الحادثة، أوضح أنه لم يكن قلقاً بشأن احتمال سقوط الشخص المريض من السماء دون مظلة، حيث كان واثقًا من قدرته على الوصول إليه في الوقت المناسب.
لكنه أضاف أنه بالنظر إلى الظروف والارتفاع الذي كانوا فيه، كان من الأفضل فتح المظلة مبكرًا لضمان الأمان، بدلاً من الانتظار لحين الوصول إلى أقرب ارتفاع آمن، وفي محاولته الثانية، تمكن من اللحاق بالمصاب وفتح المظلة بنجاح، مما أنقذه من كارثة.