باتت أوامر الإخلاء التي يصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي تشكل إرهاقا متكررا للفلسطينيين، لا سيما النازحين المتواجدين في "المناطق الآمنة" غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لكن جرائم الاحتلال امتدت إلى كافة الأماكن، ولا تبدو هذه المناطق آمنة أصلا.

ففي الأيام الأخيرة، قلصت قوات الاحتلال "المنطقة الآمنة" في مدينتي خانيونس ودير البلح، وبدأت عملية عسكرية برية وصلت خلال الساعات الأخيرة إلى محيط مدينة "حمد" غرب خانيونس.



وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إن 11 بالمئة فقط من غزة يمكن اعتبارها "منطقة إنسانية"، بعد أحدث أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت الأونروا، في منشور على منصة "إكس": "لا تزال آلاف العائلات نازحة في غزة، مع إصدار السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة.

وتقلصت المنطقة الإنسانية المزعومة إلى 11 بالمئة فقط من قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين النازحين".



وهددت نيران الاحتلال الإسرائيلي وقذائفه المدفعية النازحين المتواجدين في المناطق الملاصقة لأماكن الإخلاء، وتحديدا في المناطق الشمالية لمدينة خانيونس وفي محيط مدينة "أصداء" الترفيهية.

وذكر شهود عيان لـ"عربي21" أن رصاص الاحتلال وصل بالفعل إلى عدد من خيام النازحين، ما أجبرهم على المغادرة برفقة نسائهم وأطفالهم، إضافة إلى إصابة عدد من الصحفيين جراء استهداف مركبتهم في المنطقة.

وأشار الشهود إلى أن دبابات الاحتلال اعتلت مناطق كاشفة غرب مدينة "حمد"، ما شكّل خطرا كبيرا على مناطق واسعة في غرب مدينة خانيونس.

وخلال شهر آب/ أغسطس فقط، أصدر جيش الاحتلال عشرة أوامر إخلاء حتى الآن، أثرت على عشرات الآلاف من الناس في خانيونس، وبدرجة أقل في شمال غزة، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وأشار المكتب إلى أن النقص المستمر في إمدادات المأوى، بما فيها الخيام ولوازم النظافة، مثل عبوات المياه والشامبو، والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية في مواقع الوصول، يفاقم الظروف التي تواجه الأسر النازحة، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر، في حين تكافح من أجل تلبية احتياجاتها الأساسية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي دفع الفلسطينيين إلى النزوح من مكان إلى آخر، بزعم توجيهه إلى "مناطق آمنة"، وذلك على الرغم من تعمده استهداف النازحين ومراكز الإيواء، ما أسفر عن مجازر مروعة راح ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين.

وأمام هذه المعاناة المتفاقمة، يردد النازحون سؤال: "وين بدنا نروح؟"، تزامنا مع جرائم الاحتلال وقصفه المستمر الذي طال المدنيين في كافة أرجاء قطاع غزة.

وترصد "عربي21" تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا السؤال، الذي لا يجدون له إجابة، في ظل حرب الإبادة المتواصلة لأكثر من 10 أشهر في قطاع غزة.


"حسبنا الله في العرب اللي بتفرجوا علينا.. تعبنا، وين بدنا نروح؟".. أم فلسطينية تبكي بحرقة بعد إجبار الاحتلال سكان المخيمات على النزوح مجدداً من مواصي #خانيونس بغزة#فلسطين#جنوب_لبنان#النصر_الهلال pic.twitter.com/9zPzuzDGX5

— عايدة أحمد (@Eayida3) August 17, 2024

وين بدنا نروح؟
السؤال الأكثر تداولاً على لسان أهلنا في خان يونس بعد مطالبة جيش الاحتلال المواطنيين بالإخلاء والنزوح.
أما أبو سمير فقد عبّر كعادته عن الحدث بطريقته الساخرة.. pic.twitter.com/bupR4C8IxH

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) July 2, 2024

وين بدنا نروح يارب!!! pic.twitter.com/vfoz8kmSnT

— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) May 11, 2024

"وين بدنا نروح" pic.twitter.com/gUjue5d2mJ

— karam???????? (@karamomar96) May 11, 2024

وين بدنا نروح؟
سؤال النازحين بعد تهديد جيش الاحتلال النازحين في خان يونس وإجبارهم على النزوح إلى مناطق جديدة يدّعي أنها آمنة..
كل يوم نزوح جديد pic.twitter.com/R211eEWw2C

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) August 16, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة النزوح وين بدنا نروح غزة الاحتلال النزوح حرب الابادة وين بدنا نروح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال قطاع غزة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

كيف رمضان بدون الأقصى؟ سؤال ينكأ جراح فلسطينيي الضفة

انتصف شهر رمضان المبارك، ومرت الجمعة الثانية في المسجد الأقصى بحضور 80 ألف مصل فقط، في انخفاض واضح مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجلّت الجمعة الثانية عام 2023 حضور 250 ألف مصل، وذلك بفعل تضييقات الاحتلال غير المسبوقة للعام الثاني على التوالي على دخول فلسطينيي الضفة الغربية المدينة الفلسطينية المقدسة المحتلة.

ورغم أن الدخول لم يكن متاحا وسهلا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه لم يكن بهذه الصعوبة، حيث حصر الاحتلال دخول فلسطينيي الضفة إلى القدس في رمضان بيوم الجمعة، وحدد عدد المسموح لهم أسبوعيا بـ10 آلاف فقط.

كما اشترط توفر تصريح دخول وبطاقة ممغنطة (بطاقة ذكية تصدرها سلطات الاحتلال) سارية المفعول، ومغادرة القدس قبل حلول المساء، وحدد أعمار الداخلين بمن تجاوزت أعمارهم 55 عاما للرجال و50 عاما للنساء وأقل من 12 عاما للأطفال، مما يعني حظرا تاما لدخول عنصر الشباب، وانتقاء 10 آلاف من أصل  نحو 3 ملايين و400 ألف نسمة هم سكان الضفة المحتلة.

#صابرون: اعتقال 11 شاباً من عمال الضفة الغربية غرب القدس المحتلة بحجة الدخول دون تصاريح. pic.twitter.com/76DgBkCn72

— صابرون (@SabronPS) February 25, 2025

إعلان من صعب إلى أصعب

خلال السنوات الماضية، كان السبيل أمام الممنوعين من دخول القدس عدة طرق للوصول إلى الأقصى: القفز من فوق جدار الفصل العنصري ، أو المرور من ثغرة فيه، أو دفع مبالغ كبيرة والاختباء داخل مركبة تمر من الحاجز العسكري وسط مخاطر عالية قد تصل حد الاعتقال والسجن أو الأذى الجسدي.

وحتى تلك الطرق الخطيرة لم تعد متاحة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث شدد الاحتلال إجراءاته على الحواجز ومحيطها، وصاعد من تنكيله بحق من يتم القبض عليهم خلال محاولتهم دخول القدس أو بعد نجاحهم في الدخول.

كما عمدت شرطة الاحتلال -في انتهاك غير مسبوق- إلى اقتحام المسجد الأقصى ومصلياته خلال ساعات الفجر أو صلاة القيام، والبحث بدقة عن أي مصل من الضفة يحمل الهوية الفلسطينية، الأمر الذي أنهى حالة الأمان التي كان يعيشها الفلسطيني داخل المسجد ممن استطاع الوصول بشق الأنفس.

شذى حسن: أكثر ما أشتاق إليه وأفتقده جدا هو اعتكاف العشر الأواخر بالمسجد الأقصى (الجزيرة) "خسرنا الفرصة الذهبية"

وفي ظل ذلك المنع والتقييد، سألت الجزيرة نت بعضا من فلسطينيي الضفة الذين اعتادوا الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وحرموا هذا العام. فأجابوا أن رمضان كان على الدوام فرصة ذهبية لوصال الأقصى الشريف، وسط تخوفات أن يصبح هذا المنع أمرا واقعا بسبب تمريره للعام الثاني، مستذكرين أهالي قطاع غزة الذين يحظرون تماما عن المسجد الأقصى.

"يوميا أشاهد الصور ومقاطع الفيديو التي كنت التقطتها في الأقصى، وأعيش على ذكرياتها، وأبكي شوقا" هذا ما قالته شذى حسن من مدينة رام الله شمال القدس، مضيفة أنها تنتظر رمضان سنويا بفارغ الصبر "لأنه كان الأمل الوحيد لدخول المسجد".

وتصف المواطنة رمضان الحالي والماضي بـ"الموحش" مضيفة أن المسجد الأقصى هو الدواء لقلبها. وأكملت "أكثر ما أشتاق إليه وأفتقده جدا هو اعتكاف العشر الأواخر، وبالرغم من كل التحديات التي كانت تواجهنا آنذاك إلا أن لتلك الأيام والليالي سعادة خاصة".

نحو 80 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الثانية في رمضان هذا العام بالمسجد الأقصى (الجزيرة) أول رمضان بدون الأقصى

أما إباء شريدة من مدينة نابلس شمال الضفة، فقالت إنها تذهب إلى المسجد الأقصى برفقة عائلتها منذ عمر السادسة، ومنذ ذلك الحين حتى عمر الـ23 لم تقطع الصلاة في المسجد الأقصى في رمضان أبدا.

إعلان

وأضافت بتأثر "بالنسبة لي رمضان هو المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى هو رمضان، أنا بدون المسجد الأقصى حرفيا كالسمكة بدون ماء، وهذا أول رمضان يمر عليّ بدون الأقصى".

واختنقت العبرات في عيني براءة وأثرت على صوتها الذي ارتجف قائلا "أحاول أن أتناسى، وألا أشاهد أي مقطع متعلق بالأقصى.. لقد كان رمضان يشحننا لسنة كاملة، فوجودنا في الأقصى المبارك كان يشعرنا بقيمة الرباط ، كنا نُذل في الطريق ونتعب كثيرا لكن ذلك كان يزول بمجرد رؤية القبة الذهبية".

#شاهد | مسن فلسطيني يتحدث بحرقة عن منع الاحتلال دخوله إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان pic.twitter.com/BE1ONss4jz

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 14, 2025

الأقصى حياة كاملة

يستذكر محمد النتشة من مدينة الخليل (جنوب الضفة) رفقاءه في الاعتكاف وشد الرحال إلى الأقصى والذين غيّبتهم سجون الاحتلال أو استشهدوا برصاصه خلال الأشهر الماضية، ويقول "لم تكن الطريق يوما معبّدة إلى الأقصى، ومهما ضاعفوا العقبات سنحاول بعون الله ونأمل أن نصله ونعتكف فيه، كلما ذهبنا إلى الأقصى ازداد الشوق.. إنه حياة كاملة".

وفور أن سألنا "ب ش" التي فضلت عدم نشر اسمها: ماذا يعني رمضان بدون الأقصى؟ وانهمرت دموعها ودعت "يارب لا تحرمنا، يا رب رُدّنا إليه وأكرمنا" وكان التأثر واضحا على الشابة وهي ترى المستوطنين من جميع أنحاء الضفة يقتحمون المسجد الأقصى بكل سهولة، بينما تمنع هي بشكل كامل منذ عامين.

وقد وصفت صعوبة الوصول قائلة" كنا نتعرض لأعلى درجات القهر والذل والإهانة أثناء محاولتنا الوصول إلى المسجد الأقصى سابقا، وكنا ندفع مبالغ مالية وصلت إلى 140 دولارا على الفرد لقطع مسافة قصيرة نحو القدس".

وختمت قائلة "الأقصى بوصلة الأمة، فإذا ضاعت البوصلة ضاعت الأمة، كل الطوفان قام لأجل الأقصى، ووفاء للدماء النازفة يجب أن نحافظ عليه، وكلنا يقين بأن الله سيردنا إلى المسجد الشريف قائمين معتكفين بصحبة إخواننا في غزة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • ماهو لون عباية فيفي عبده؟.. إجابة سؤال حلقة رامز إيلون مصر
  • أعاصير تجتاح الغرب الأوسط الأمريكي وتُخلف 37 قتيلا وأضرارا جسيمة (شاهد)
  • شاهد | ردود فعل الفلسطينيين على العدوان الأمريكي على اليمن
  • إجابة سؤال برنامج مدفع رمضان الحلقة 16
  • 27 قتيلا على الأقل إثر عواصف وأعاصير ضربت الولايات المتحدة (شاهد)
  • 50 قتيلا في حريق داخل ملهى ليلي بمقدونيا الشمالية (شاهد)
  • كيف رمضان بدون الأقصى؟ سؤال ينكأ جراح فلسطينيي الضفة
  • قتلى وجرحى في انفجار باللاذقية / شاهد
  • مقاتل يسقط بضربة قوية وينهض ليسحق خصمه بالقاضية (شاهد)
  • السوريون يحيون ذكرى الثورة لأول مرة في دمشق.. ومروحيات الجيش تلقي الورود (شاهد)