حين تستريح الخلايا.. هذا ما يفعله الصوم الليلي بالجسم
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
تزايد في السنوات الماضية الاتجاه نحو الصيام المتقطع، بأشكاله المختلفة، من أجل فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة وفوائد أخرى.
ويشير موقع إيه بي سي إلى تجربة الصيام الليلي، وهي الانقطاع عن تناول الطعام أثناء فترة الليل والاكتفاء بالمياه والسوائل التي لا تحتوي على الكثير السعرات الحرارية مثل الشاي والقهوة.
ويشير تقرير الموقع إلى تجربة ديزيريه فالديز، معلمة الرياضيات التي زاد وزنها وارتفع ضغط دمها قبل أن تخوض تجربة الصيام 16 ساعة في فترة المساء، وتتناول الطعام لمدة ثماني ساعات في النهار.
وكانت أخصائية ارتفاع ضغط الدم، الدكتورة ماريا ديلغادو، من مركز ارتفاع ضغط الدم الشامل بجامعة ميامي، نصحت فالديز بتجربة الصيام الليلي للمساعدة في إعادة ضبط جسمها بشكل طبيعي.
وقالت الطبيبة إن الصيام الليلي يحسن التمثيل الغذائي، ويمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم في وقت متأخر من الليل، ويقلل الالتهاب.
وقالت ديلغادو: "الليل هو الوقت الذي تستريح فيه الخلايا وتتجدد، لذلك، يمكنك تنظيف جسمك خلال ذلك الوقت الذي لا تأكل فيه".
وخلال فترة الصيام 16 ساعة، تلتزم فالديز بشرب الماء والشاي الأخضر والقهوة السوداء فقط، وخلال الثماني ساعات الأخرى، تأكل ما تريد.
وبعد 6 أشهر، فقدت ما يقرب من 30 كيلوغراما، وبات ضغط دمها طبيعيا.
وهذا الصيام يعتمد على الإيقاعات اليومية للساعة البيولوجية للجسم.
وقال كارل جونسون، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة فاندربيلت، الذي قاد بحثا بهذا الشأن: "هناك الكثير من الدراسات على كل من الحيوانات والبشر تشير إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بكمية ما تأكله، بل بالأحرى متى تأكله".
ويضيف أن تناول الوجبات في وقت متأخر من المساء يؤخر قدرة الجسم على استهداف مخازن الدهون للحصول على الطاقة، ويستهدف بدلا من ذلك للكربوهيدرات التي يمكن الوصول إليها بسهولة، التي تم إدخالها حديثا إلى الجسم.
وقال: "ما وجدناه أن إيقاعات الجسم اليومية تنظم حرق الدهون في الليل".
ولا يساعد الصوم الليلي فقط على خسارة الوزن، بل قد يساعد الأشخاص المصابين ببعض الحالات المرضية مثل الزهايمر.
ووجدت دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا أن الفئران التي تم تغذيتها وفقا لجدول زمني مقيد بالوقت أظهرت تحسنا في الذاكرة والنوم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ابتُلي العالم الإسلامي بفتنٍ كقطع الليل المظلم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العالم الإسلامي ابتُلي في العصر الحديث بفتنٍ كقطع الليل المظلم، وكان غالب سببها الغلو وسوء الفهم للنصوص الشرعية، فاستسهل بعض الناس قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل، في مسائل خلافية قد قال بها أئمة الإسلام وعلماؤه. ولم يُدرك هؤلاء أن سرَّ خلود هذا الدين إنما هو في الاختلاف المحمود، الذي دعا إليه الإسلام، وتمثل فيه علماء الأمة منذ نشأة حضارتها.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الداء الذي تغذّى به دعاة الفتنة هو غياب آداب الحوار وضوابط الاختلاف، وهي التي تعصم طالب العلم من التهور والغلو، إذا كان مطلبه الوصول إلى الحق، لا الانتصار لهوى أو تعصّب، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾.
وقد كانت سنة السلف في اختلافهم استعمال اللين والقول الحسن، لأن ذلك أقرب إلى تهذيب النفوس وكسر العناد، مصداقًا لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ، وقوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.
وكان رسول الله ﷺ في غاية الخلق، لم يكن فاحشًا، ولا سبابًا، ولا لعّانًا، فاستمسك العلماء بهديه ﷺ حتى في اختلافهم؛ فنرى الإمام الذهبي يثني ثناءً عطِرًا على الإمام تقي الدين السبكي، مع أنه من أئمة الأشاعرة، الذين كان بينه وبين شيخ الذهبي – ابن تيمية – من الخلاف ما هو معروف.
ولم يكن علماء الأمة يتبعون الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل أو الخيانة، بل قرروا أن الأصل في عموم المسلمين العدالة وحسن الظن، وأن كلام المسلم – لا سيما العالم – يُحمل على أحسن المحامل، متى أمكن ذلك. فالاحتياط في الاتهام أولى، والتمهل في الفهم أجدى؛ لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي، وإن لم يُصرّحوا به، وهذا هو المعتمد في كتب الفقهاء حين يذكرون المسائل دون ذكر أدلتها.
وكذلك كان دأب المحدثين، فلم يجرّحوا أحدًا إلا في مقام الرواية، أما في غير ذلك فكانوا أحرص الناس على حسن الظن، والأدب، وستر الجاهل، وبسط الوجه. ولم يكن من شيمهم السباب، ولا التحقير.
ومن الشغب الذي ظهر في الأزمنة المتأخرة أن تشبّه بعض الناس بالعلماء دون أن يتحلّوا بأخلاقهم، فخدعوا الناس بصخب الكلام، وحماسة الخطاب، وتزيّنوا بلباس العلم دون جوهره.
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: "ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين، وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكلٌّ منهم يظن أنه يُبغض لله..."،
ثم يقول: "وها هنا أمرٌ خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحًا، ويكون فيه مجتهدًا مأجورًا، موضوعًا عنه الخطأ فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك في درجته، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله. وأما هذا التابع، فقد شاب انتصاره لما يظنه حقًا إرادةُ تعظيم متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا يُنسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه أمرٌ عظيمٌ مهم". [جامع العلوم والحكم].
إن الصحابة والتابعين وسائر أئمة الإسلام لم يجعلوا الهوى مطيتهم، بل قصدوا وجه الحق، وحافظوا على أخوة الإسلام فوق كل خلاف، لأنها أصل لا قيام للدين بدونه، ولو تباينت الآراء، وتعددت الاجتهادات.