«كيكو» تميمة حظ مهرجان نبتة.. طائر أبيض لجذب وتشجيع الأطفال بالعلمين الجديدة
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
شخصية كارتونية مبهجة ومليئة بالحيوية، أُطلق عليها اسم «كيكو»، وجرى اختيارها لتكون تميمة مهرجان «نبتة» للأطفال فى مدينة العلمين الجديدة، فلم يكُن هذا الاختيار عشوائياً، بل جاء نتيجة لرغبة المنظمين فى خلق شخصية تعكس روح المرح والإيجابية التى يتميز بها المهرجان، وتستطيع التواصل مع الأطفال وتشجيعهم على المشاركة فى فعالياته.
شخصية «كيكو» التى تستند فى تصميمها إلى طائر «أبوقردان» هى فى الأساس من اختيار الفنان أحمد أمين، رئيس مهرجان نبتة للأطفال، فهو الطائر الأبيض الهادئ الطيب، الذى يرفع عينه يرمُق الأشياء والعابرين دون أن يُفرِّط فى مراقبة دود الأرض، وهو المرسوم فى الكتب المدرسية بصفته صديقاً للفلاح المصرى لاشتراكه مع الهدهد وأبوفصادة فى تنقية الأرض الزراعية من الديدان والحشرات، ولهذا السبب أيضاً صدر القانون المصرى الذى يُجرِّم صيد هذه الطيور.
وبعد أن وقع الاختيار على أن تكون تميمة مهرجان نبتة مستوحاة من طائر أبوقردان، مرّت شخصية «كيكو» بالعديد من المراحل، بدءاً من التصميم والتنفيذ وصولاً بالتلوين والتحريك حتى ظهرت للأطفال فى شكلها النهائى، يقول هيثم شوقى، صاحب الـ42 عاماً، والذى يعمل فى مجال التصميم منذ 15 عاماً، إنّه تولى مسئولية تنفيذ رسم الشخصية حتى تظهر بشكل مجسم 3D، واستغرق فى هذه المرحلة نحو 4 أيام: «أنا كنت مسئول عن الجزء الخاص بالموديلينج والتكتشرينج عشان تطلع بالشكل اللى الناس شافته فى الفيديو، وشكل الألوان، وعدّلت شوية فى شكل الرسم 2D اللى كان فى بداية التصميم عشان يطلع الشخصية الكيوت دى». وقد لا يتخيل البعض أنّ هذه الشخصية يقف وراءها فريق عمل متكامل، واستغرق تصميمها وتنفيذها عدة أيام حتى تصل إلى شكلها النهائى، إذ يقول «هيثم»: «الموضوع يبدو إنّه معقد شوية، يعنى بيكون فيه تيم كامل قبل ما أنا أشتغل، وفيه حد بيستلم منى الشغل ده يكمل عليه لحد ما يوصل لمرحلة الفاينال اللى بيوصل بيه للـshape النهائى».
مرحلة أخرى مرّت بها شخصية «كيكو» لتصل إلى محمد درغام صاحب الـ34 عاماً، الذى تولى مسئولية التحريك أو ما يُعرف بـRigging، وفى هذه المرحلة يتم تصميم الشكل الهيكلى للشخصية حتى يُمكن تحريكها بسهولة: «المرحلة دى بنعمل زى سكيلتون جوه التصميم عشان يتحرك لأنّه مابيتحركش بشكل عشوائى، وده الجزء اللى أنا مسئول عنه، وبعدين حد يستلم منى ويكمل فى مرحلة تانية وهى التحريك، ودى عملها زميلنا فى التيم أحمد حكم».
مرحلة Rigging تأتى بعد التصميم النهائى للشخصية وقبل التحريك، وهى إحدى المراحل الهامة فى تنفيذ الشخصية، والتى استغرق فيها «درغام» نحو أسبوع أو 10 أيام، ويشرح الشاب الثلاثينى فى حديثه لـ«الوطن» قائلاً: «كيكو باختصار عشان يطلع بالشكل ده اترسم الأول 2D، وبعدين مرحلة التصملم الـ3D عشان تقدر تشوفه من كل الاتجاهات، بعدين بنحط جواه زى سكيلتون أو هيكل عظمى عشان يتحرك، وبعدين الـComposite ومرحلة الـLighting والـrender ودى كلها بتكون تفنيشات نهائية عشان يخرج بشكل مظبوط».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين الجديدة مدينة الأحلام
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: العلم والرحمة أساس بناء الشخصية الإسلامية
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن العلم في مضمونه وجوهره ليس مجرد تكديسٍ للمعلومات أو حفظٍ للمتون، بل هو منظومة متكاملة تهدي العقول إلى الرشاد، وتزكي النفوس، وتدفع الإنسان إلى إدراك الحق وتمييزه عن الباطل، مبينا نه إذا تجرد من أثره الأخلاقي والسلوكي، فقد جوهره وقدرته على البناء والإصلاح، مشيرا إلى أن الرحمة ليست طارئة على مسيرة العلم، بل هي ركن من أركانه، وميزان دقيق يحدد وجهته، إذ بها يستقيم أثره، ويتحقق مقصده، وتسمو غايته، فلا علم نافع ولا فقه سديد بلا قلب رحيم.
جاء ذلك خلال كلمته بالمعهد العالي للحديث النبوي وعلومه، بمدينة سمرقند على هامش مؤتمر «الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة» بجمهورية أوزبكستان.
وقال مفتي الجمهورية، إن السيرة النبوية المطهرة تمثل الأنموذج الأكمل لهذا المزج البديع بين العلم والرحمة، وقد تجلى ذلك في مواقف عديدة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه الصحابة الكرام عن الرجل الذي جاء يستأذنه في الزنا، فلم يواجهه النبي بالزجر أو التوبيخ، وإنما خاطبه بحكمة ورفق، مستنهضًا مشاعره الإنسانية، حتى عاد عن طلبه وقد امتلأ قلبه إيمانًا ونقاءً، كما تتجلى هذه الرحمة أيضًا في موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد، فبينما همّ بعض الصحابة بتعنيفه، نهى النبي عن ذلك وتعامل مع الموقف بحكمة بالغة، موضحًا للأعرابي بلطفٍ حرمة الأماكن الطاهرة، ليقدم بذلك درسًا خالدًا في التربية بالرحمة، والتعليم بالحكمة.
وأشار المفتي، إلى أن الكذب من أعظم الآفات التي تفسد على الإنسان دينه وعقله، وتهدم جسور الثقة بينه وبين مجتمعه، وهو من أبشع ما تُبتلى به القلوب، وأشد ما يُفسد به القول والعمل، إذ به تُطمس الحقائق، وتُلبّس المقاصد، وتضيع الحقوق، فهو ليس مجرد انحراف في اللسان، بل هو اعوجاج في الفهم، وخلل في الميزان الأخلاقي، وهو مفتاح لكل شر، كما جاء في الحديث النبوي «وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار» منبهًا إلى خطورة هذا الجرم لمن يشتغل بالسنة النبوية.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الكذب لا يقتصر على اختلاق الأقوال ونسبتها زورًا إلى مقامه الشريف فحسب بل يتسع ليشمل تحريف الفهم، وإخراج النصوص عن سياقها، وتحميلها ما لا تحتمل، وتوظيفها لخدمة أهواء وانحرافات فكرية وسلوكية، مبينًا أن المشتغل بالسنة النبوية يحمل أمانة عظيمة، لا تقف عند حدود الرواية، بل تمتد إلى صدق الفهم، وسداد التأويل، ومراعاة السياق والإخلاص في النقل والمقصد، فكل إساءة في التأويل، أو استدعاء للنصوص في غير موضعها، أو توظيفها في غير غاياتها، هي في حقيقتها صورة من صور الكذب، بل ربما كانت أشد خطرًا، لأن الكذب اللفظي قد يُكشف ويُرد، أما الكذب في الدلالة فقد يُضلَّل به الناس، وتُقلب به الموازين.
وحثَّ طلبة العلم والمشتغلين بالسنة النبوية على الإكثار من الذكر والاستغفار، إذ به تطمئن القلوب وتستنير العقول وتُحصَّن النفس، فهو السلاح الذي يعصم الإنسان من الفتن، ويُمدّه بالقوة الروحية والمعرفية التي تعينه على الحفاظ على الأمانة العلمية في فهم النصوص وتطبيقها، داعيًا إياهم إلى أن يجعلوا من الذكر حصنًا يحميهم من الزلل في القول والعمل.
وقد أعرب مفتي الجمهورية في ختام كلمته، عن خالص شكره وتقديره للقائمين على المعهد العالي للحديث النبوي وعلومه، وسعادته بهذا اللقاء العلمي المبارك، الذي حضره طلاب وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد، وعدد من ضيوف المؤتمر، كما ألقى في هذا اللقاء، كل من الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والأستاذ الدكتور أحمد الحسنات، مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، كلمات علمية أثرت الجلسة وأضافت أبعادًا فكرية ومعرفية عميقة حول مكانة السنة النبوية، وتأكيد منهج الاعتدال والرحمة في التعامل مع النصوص ومقاصدها.