ما الأهداف العسكرية والسياسية من ترقية صدام حفتر في ليبيا؟
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
طرحت خطوة قائد القيادة العامة في شرق ليبيا، خليفة حفتر بترقيه نجله صدام إلى رتبة فريق بعد أشهر قليلة من ترقيته لرتبة لواء، بعض الأسئلة حول دلالة الخطوة وأهدافها، وما إذا كان حفتر يجهز نجله لقيادة قواته في الشرق.
وأصدر حفتر قرارا بترقية رئيس أركان القوات البرية صدام خليفة حفتر من رتبة لواء إلى رتبة فريق، بعدما كلفه في يونيو الماضي برئاسة أركان القوات البرية، ضمن سلسلة تغييرات شملت عددًا من المناصب القيادية بالقوات التابعة لـ"حفتر".
مخالفة قانونية
وصل "صدام حفتر" إلى أعلى المناصب العسكرية بشكل سريع جدا حيث تقلد عدة رتب عسكرية خلال أشهر متقاربة انتهت برتبة "فريق" أمس السبت، وبالاطلاع على القانون العسكري نجد أن هذه الترقية جاءت مخالفة للقانون رقم (40) لسنة 1974 بشأن الخدمة في القوات المسلحة خاصة مادة (17)الخاصة بترقية الضباط والتي تضع شروطا للوصول إلى منصب فريق تتجاوز مدتها 20 عاما.
ومؤخرا قام خليفة حفتر بترقية صدام إلى رتبة "لواء ركن" ثم تعيينه آمرا لأهم الأسلحة في الجيش الليبي وهي "القوات البرية" بديلا عن الفريق أول، مراجع العمامي الذي شغل عدة مناصب عسكرية ويعد من أقدم العسكريين في القوات المسلحة الليبية.
وأكدت مجلة "أفريكا انتلجنس" أن تعيين صدام حفتر في منصب رئيس أركان القوات البرية يساعده في وضعه خلفا لوالده على رأس الجيش الليبي، قائلة "ستكون ترقيته ضمن خطة على المدى الطويل تؤطر لإضفاء شرعية على منصبه على رأس جيش موحد كما يأمل اللواء حفتر".
مراقبون للشأن العسكري رأوا أن "حفتر يريد تعزيز مكانة نجله في حياته حتى يضمن الولاء له من قبل قيادات القوات المسلحة في شرق البلاد من جانب وضمان ولاء القبائل الليبية في الشرق والتي ربما يرفض بعضها حكم صدام لصغر سنه وعدم معرفتهم به سابقا".
وظهر حفتر الابن في مناسبات سياسية واقتصادية وأمنية كثيرة وسافر لعدة دول إفريقية وأجنبية ممثلا لوالده ما جعل كثيرون يؤكدون أن صدام يتجهز لمهام أكبر ومنها قيادة الجيش خلفا لوالده أو الحصول على وزارة الدفاع في الحكومة الجديدة المرتقبة.
فماذا تحمل خطوة ترقية نجل حفتر لرتبة فريق الآن سياسيا وعسكريا؟ وهل يكرر حفتر نفس تجربة القذافي؟
تزوير وصدام
من جهته، قال المستشار السياسي السابق لحفتر والمحلل الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير إن "ليبيا تعيش أسوأ مراحلها الآن، وتعيش عصر من التزوير والكذب فنحن أمام نخبة حاكمة من المزورين، مهندس لم يدخل يوما كلية للهندسة ودكتور لم يسجل للدكتوراة في حياته ولواءات بدون كليات عسكرية وصدام حفتر نموذج لذلك".
وأكد في تصريحاته لـ"عربي21" أن "كل هذه الخطى هدفها السيطرة وممارسة النفوذ، وهنا نعيب على الجيش المصري العريق الذى يحارب منذ مائتي عام أن يمنح صدام حفتر درجة الدكتوراة وهو لم يحصل على الثانوية العامة حتى، ️وترك حفتر يمنح أبنائه الرتب العسكرية هو تعبير عن حنان الأب، وفق تعبيره.
وبخصوص تكرار حفتر لتجربة القذافي بتمكين أبنائه من المؤسسة العسكرية، قال بويصير: "الحقيقة حتى القذافي لم يصل لهذه الدرجة من السفه، ️ورغم كل ما سبق فإن المستقبل فى ليبيا لا يرسمه صدام ولا والده، لكن تحدده نتائج مواجهة نحن على أعتابها بين الغرب بقيادة أميركا وبين التحالف الذى تقوده روسيا"، وفق تقديراته.
في حين، قال الصحفي من الشرق الليبي محمد الصريط إن "صدام حفتر يمثل المشروع السياسي لمنطقة الرجمة (مقر قوات حفتر) وهو الخيار الذي سيقدم الابن للمشهد سياسيا ليكون بدلا عن والده الذي يدرك انه في صراع مع الزمن".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "وبالتالي أن يتصدر صدام المشهد العسكري والأمني ويحقق نجاحات هي في صالح المشروع السياسي للرجمة خاصة أن فكرة أن يكون "المشير حفتر" هو المرتكز لهذا المشروع هي فكرة في تضاءل مع حجم المعوقات التي تواجهه"، كما رأى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية ليبيا صدام حفتر الترقية الجيش ليبيا الجيش ترقية صدام حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات البریة صدام حفتر
إقرأ أيضاً:
الحضور الإسفيري ومواجهة التحديات الإعلامية والسياسية
في عصر يتسم بسيطرة الممارسات الحقيرة ضد الحق والقيم النبيلة، يتزايد التحدي أمام الأفراد الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الحقائق، ومواجهة التوجهات السطحية التي أصبحت سمة بارزة للخطاب السياسي والإعلامي في الميديا الحديثة. هذا الواقع يدفعني إلى الحضور بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، ليس فقط كمراقب، بل كفاعل يسعى لهزيمة تفاهة الطروحات السياسية والإعلامية التي تهيمن على المشهد.
منصات التواصل الاجتماعي اليوم ليست مجرد أدوات للتسلية أو التعبير العابر؛ بل أصبحت ميدانًا مفتوحًا لمعركة الأفكار والقيم. في ظل هذه الممارسات المنفلتة، حيث يتماهى التزييف مع الواقع، أجد نفسي أمام واجب أخلاقي يتمثل في الوقوف بصلابة لمواجهة محاولات التجهيل الممنهج الذي ينهض بقوة على أكتاف إعلام لا يُراعي المهنية، ويفضل الدعاية السطحية على الحقائق المعمقة.
هزيمة التفاهة أنه تحدٍ جماعي وليس فرديًا , رغم أنني أؤمن بدور الفرد، إلا أنني أدرك جيدًا أن مواجهة هذا الواقع تتطلب حراكًا جماعيًا. وهنا تأتي الحاجة إلى تفعيل دور الصامتين الذين يمثلون غالبية المستخدمين على هذه المنصات. هؤلاء الصامتون، الذين يحملون وعيًا ولكنه محاصر بصخب السجالات الفارغة، يمكنهم أن يكونوا قوة هائلة لإحداث التغيير. من خلال مشاركتهم، يمكن كسر هيمنة الأطروحات الأحادية التي تنشرها جهات أصولية تسعى لاحتكار الإعلام الرقمي وتوجيهه لخدمة أهدافها السياسية الضيقة.
مقارعة التجهيل في الميديا المنفلتة
التجهيل الذي تشهده الساحة الإعلامية ليس عفويًا، بل هو نتاج منظومة تعمل بخبث لاستغلال الميديا المنفلتة في صناعة وعي زائف. مهمتي هنا ليست فقط كشف هذا التجهيل، بل تقديم خطاب بديل يرتكز على المصداقية، والتحليل العميق، وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة.
دور الإعلام الرقمي المسؤول
الطموح الذي أسعى لتحقيقه يتجاوز مجرد الرد أو النقد إلى بناء منصات رقمية مسؤولة. منصات تُعطي الأولوية للمحتوى النزيه، وتفسح المجال للأصوات المتنوعة، بعيدًا عن الاستقطاب الحاد. كما أنني أرى في التكنولوجيا أداة يمكن تسخيرها بذكاء لخلق حوارات بنّاءة تُسهم في ترسيخ الوعي العام وإعادة بناء الثقة في الإعلام كوسيلة للتنوير لا التعتيم.
رؤية مستقبلية
في ظل التحولات التي يشهدها العالم الرقمي، يظل الحضور الإسفيري مسؤولية ملحة؛ لكن هذا الحضور يجب أن يكون واعيًا، منظمًا، ومبنيًا على رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة لتضع أسسًا لمستقبل إعلامي أكثر إنصافًا ومهنية. معًا، يمكننا تحويل هذه المنصات إلى أدوات للتغيير الإيجابي، وإعادة الاعتبار للقيم النبيلة التي يجب أن تقود المجتمعات نحو مستقبل أفضل.
إنها معركة تستحق أن تُخاض. ليس فقط من أجل الحاضر، بل من أجل الأجيال القادمة التي ستعيش في عالم تُشكّل فيه الحقائق والقيم النبيلة أساسًا للعيش المشترك.
zuhair.osman@aol.com