دخول عش الدبابير
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
الرأي اليوم
صلاح جلال
(١)
أعلن الفريق ياسر العطا قبل ثلاثة أسابيع في مقابلة تلفزيونية أنهم يعملون بجدية لنسج تحالف دولي جديد مناهض للغرب، وأن هذا التحالف سيقلب المعادلة الداخلية والإقليمية والدولية لصالح القوات المسلحة وكسب الحرب ضد الدعم السريع، معالم هذا التحالف التي اتضحت في عودة العلاقات مع إيران وتبادل السفراء بين الدولتين، وكذلك تطوير العلاقات مع جمهورية روسيا الاتحادية التي زارها الأسبوع الماضي وزير الدفاع اللواء ياسين إبراهيم وكذلك زيارة وفد روسي كبير لمدينة بورتسودان في ذات الوقت، وقد تحدثت مصادر عليمة عن زيادة عدد الوجود العسكري الروسي في مدينة بورتسودان، وتحدثت اليوم قناة الحدث التلفزيونية مع لواء بالقوات المسلحة الذي أكد أن قيادة الجيش ستمنح إيران وروسيا تسهيلات لوجستية على البحر الأحمر لخدمة القطع العسكرية البحرية للدولتين، هذه المؤشرات تؤكد ما ذهب إليه الفريق ياسر العطا في حديثه على تلفزيون السودان من بورتسودان بأنهم يعملون على خلق تحالف دولي جديد لمواجهة الغرب ودول الإقليم والحصول على السلاح والمعدات الحربية لدعم استمرار الحرب.
(٢)
واضح من هذه التطورات أن الجنرالات في مصيف بورتسودان بعلم أو بدونه يستقطبون الأزمات، ويستدعون التوترات لتوسيع النزاعات الإقليمية والدولية التي لا تخدم مصالح السودان.
البحر الأحمر ممر مائي عالمي مهم وخاصةً لكل دول الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية ولجمهورية مصر، ويرتبط بالأمن القومي لهم، وأن زيادة الوجود الإيراني والروسي يزيد التوتر الدولي خاصة مع نشاط جماعة الحوثي المدعومة من إيران لوقف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخلق بؤرة عدم استقرار وتشكيل تهديد للتجارة العالمية التي يكون من بين المتضررين منها جمهورية الصين والهند وتأثيرها البالغ على تجارتهم الدولية مع أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، يسعى جنرالات بورتسودان بقصور وضمور خيال في معرفتهم الإستراتيجية *لكسب إيران وروسيا مقابل خسارة بقية دول العالم.
(٣)
التاريخ يعيد نفسه في شكل ملهاة، لعبت قاعدة أم دافوق التي منحها نظام الإنقاذ لجماعة فاغنر الروسية بين العامين ٢٠١٧ إلى ٢٠١٩ والتنسيق مع جماعة سيلكا المسلحة لتغيير النظام في أفريقيا الوسطى لعبت هذه التطورات دوراً كبيراً في التعبئة الغربية ضد النظام خاصة من دول الترويكا بالإضافة ألمانيا وفرنسا نتيجة لها زادت حدة المقاطعة للبلاد، وبدأ تنسيق دولي لمواجهة التحديات لوقف مشاغبات نظام الإنقاذ على المسرح الإقليمي، فتشكل حلف دولي لوضع حد لهذه التهديدات، الآن التاريخ يعيد نفسه بسعي جنرالات بورتسودان للسير في ذات الحريق الخاسر متجسداً في عودة العلاقات الإيرانية وتطوير العلاقات الروسية ولعب كرة البحر الأحمر كتهديد للمصالح الغربية، مما يستدعي كل المخاوف الإقليمية والدولية.
حالة مرشحة للتصعيد والاشتعال ومزيد من اللعب الضاغط من المجتمع الدولي للحفاظ على التوازن الهش في البحر الأحمر.
(٤)
ختامة
عودة العلاقات الإيرانية وتطوير العلاقات الروسية والتهديد بكرت البحر الأحمر في هذا التوقيت مقدمات لدخول الفريق البرهان لعش الدبابير برِجِله اليمين A recipe For Disaster ، ذات الجحر الذي لُدغ منه الرئيس المخلوع عمر البشير السؤال من يفكر للعساكر في بورتسودان؟؟ لا مصيبة أعظم وأفدح من الجهل
لا يبلغ الأعداء من جاهل
ما يبلغ الجاهل من نفسه
الوسومصلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
الثورة نت / أحمد كنفاني
زار فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، اليوم، مواقع الآليات والمعدات التشغيلية بميناء الحديدة، التي استهدفها طيران العدوان الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، بعدد من الغارات.
واطلع الفريق الاممي وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، ومعهم وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية زيد أحمد الوشلي، ووكيل محافظة الحديدة لشؤون الثقافة والإعلام علي أحمد قشر، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي وتعرض البعض منها للخروج عن الخدمة، والغرق في البحر.
واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح مجمل حول كارثة هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي بالميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع لرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاثة دوريات ميدانية متواصلة.
وقال وزير النقل “ما وقع ويقع في اليمن يحصل اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا، والمجرم واحد”.. موضحًا أن القوانين والتشريعات الدولية في هذا الجانب واضحة في تجريمها لكل الأفعال التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية.
وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيل هذه البعثة، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للقيادات العليا في البعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.
وأكد الوزير قحيم، أن على الأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم القيام بدورها المنشود تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس الغاصب المحتل، لم يراعِ أي معاهدة او قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.. مؤكدا أن رسالتنا للمجتمع الدولي والامم المتحدة هي الثبات والصمود والاستمرار في موقفنا المبدئي الإيماني في نصرة فلسطين حتى وقف العدوان على غزة.
رافقهم خلال الزيارة، نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر نصر عبدالله النصيري، ومدير فرع شركة النفط عدنان محمد الجرموزي.