اهتمام خاص توليه الدولة لمدينة العلمين الجديدة، التى تُمثل مشروعاً حضارياً مميزاً يُقبل عليه المستثمرون والسياح، وهو ما يتطلب جهوداً تسويقية مكثفة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، بفضل مقدمى المحتوى أو «البلوجرز» الذين يتولون مهمة تسليط الضوء على مميزات هذه المدينة الجديدة وعرضها بأفضل صورة عبر مختلف المنصات الرقمية مثل: «يوتيوب، إنستجرام، فيس بوك، وتيك توك».

«فرج»: «تنظيم المهرجان كان حلو»

البلوجر محمد فرج، الذى كانت له تجربة رائعة فى مدينة العلمين الجديدة من خلال التحليق بـ«الباراموتور»، لم يصدق ما رآه من سماء المدينة، فبجانب الأبراج الشاهقة، كان شكل المياه من الأعلى مذهلاً، وكل شىء يسرق القلب ويخطف الأنظار، بحسب وصفه: «أول مرة أروح مكان وأحس إنى مش فى مصر، بسبب كل الأنشطة الموجودة وشكل الأبراج، المدينة بالكامل مش زى ما الناس شايفينها من برة، ولما تدخل جوة هتلاقى تفاصيل كتير قوى».

المدينة الساحلية التى كانت قبل سنوات قليلة عبارة عن أكوام من الرمال، فوجئ «فرج» بأنّها تتمتع بجميع الخدمات، بدءاً من الشواطئ المجانية والخاصة، وحتى المولات الكبرى والشاليهات و«الكومباوندات» والفنادق التى أصبحت كاملة العدد بسبب إقبال زوار المدينة على فعاليات مهرجان العلمين: «3 شهور الصيف بيحصل إيفنتات كتير جداً تقريباً مش بتحصل فى مصر خالص بالكميات دى وبالتنظيم ده».

وخلال وجوده فى مدينة العلمين على مدار 3 أسابيع، حرص البلوجر محمد فرج، برفقة زوجته لينا الطهطاوى، على حضور العديد من الفعاليات والحفلات الغنائية التى يُقدمها مهرجان العلمين لزواره: «حضرت كذا حفلة لتامر حسنى وكاظم الساهر، وفوجئت إن التنظيم كان حلو، وكان لازم بصراحة إننا نروج للحاجات دى».

أما البلوجر محمد مكاوى، الذى كان من بين صانعى المحتوى فى مدينة العلمين الجديدة، فيرى أنّ المدينة قد اختلفت بالكامل مقارنة بالأعوام الماضية، ورفعت الفنادق المحيطة بها شعار «كامل العدد» بعد الإقبال الهائل الذى شهده مهرجان العلمين الجديدة فى نسخته الحالية: «الدولة اشتغلت كتير علشان توصل بالمدينة للشكل ده، خاصة إن فيه ناس كتير كانت ضدها، لكن المدينة أثبتت أنّها الرائدة دلوقتى، وكانت السبب فى كل التطور اللى بيحصل فى الساحل الشمالى».

«مكاوى»: الفنادق المحيطة ترفع شعار «كامل العدد» بسبب الإقبال الهائل

لم يغفل محمد مكاوى زيارة نورث سكوير مول؛ باعتباره أول وأكبر وجهة إقليمية سياحية وترفيهية متكاملة بمدينة العلمين الجديدة، كما استمتع بشكل المياه الفيروزى فى عدد من الشواطئ الخاصة هناك، ووثق لحظاته فى بعض مقاطع الفيديو المصورة التى شاركها مع متابعيه على تطبيق «سناب شات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلمين الجديدة مدينة الأحلام العلمین الجدیدة

إقرأ أيضاً:

حسن الجزولي: حينما ادعيت كاذبا أنني صاحب العربة وليس جمال محمد احمد

إعداد : عبد المنعم عجب الفَيا

فى بداية الثمانينات كنت راجلا، امشىي، من عند دار النشر بجامعة الخرطوم بعد ان اديت وجبة افطار الصباح مع كل من الصديق د. محمد المهدى بشرى واستاذنا الراحل على المك الذي كان وقتها على رأس تلك المؤسسة.
وبينما كنت سائرا بشارع الجمهورية وأنا امنى النفس بعربة صديق او (فضل ظهر) يرحم (فلسى) ويتفضل بتوصيى، وأنا الغادى والرائح من امدرمان الى هذه المنطقة ايابا وذهابا دون فلس حتى للركوب، وقبالة مكاتب ادارة سودانير، ان كنت ما ازال مستحضرا خريطة عاصمة الترك، طرقت احدى اذني كركبة حادث مرورى خلفى مباشرة.
وعندما التفت مذعورا اتضح لى بأن سائق عربة ملاكية اندفع بعربته من موقفها وهو يود الاسراع بها الى مشواره الذى يبدو فى غاية الاهمية لتصطدم مؤخرة عربته بعربة تاكسى جديده لنج كانت مقرشة بالقرب منه، فدشدشها دشدشة احدثت كثير خراب فى واجهتها.. حديدة التصادم والكشافات والزينة، وأظن من ضمنها (البوبينا) هذا ان كنت ملما بمعرفة اين يكمن موقع الآخيرة فى هيكل أى سيارة تمشى على الارض!
المهم خرجت من حالة الخلعة خوفا على بدنى الى حالة التعاطف مع سائق العربة التى صدمت للتو، ثم توقفت العربة الصادمة بفعل دخاخين مشعللة. ركضت ومعى نفر من المارة لنجدة السائق، والذى ترجل من العربة نحو ( السيارة ) الاخرى لفحص ما الم بها من خراب، وهو يتسائل عن صاحبها الذى ظنه انه من بين حشد المارة الذين تجمعوا، وبينما أنا مشغول بفحص عربة الآخر المدشدشه فأذا بنظرى يقع على السائق (الطائش) لأكتشف أنه استاذنا جمال محمد أحمد بشحمه ولحمه !
كانت هذه هى المرة الأولى التى اراه فيها عن قرب واحادثه ويحادثنى – المرة التى قبل ذلك كانت فى مأتم شيخ شعرائنا المغفور له محمد المهدى المجذوب، من بعيد، وكنت أجلس فى صيوان العزاء بقرب اشقائى كمال وعبد المنعم الجزولى يتوسطنا الاستاذ فاروق أبو عيسى، وأظن ان خامسنا كان استاذنا عبدالله بولا ولست بالمتأكد.
المهم فى اللحظة التى كان فيها الراحل جمال يسأل عن صاحب العربة، فإذا بى ودون اى لجلجة اقول له، وانا مازلت مبهورا بتلك القامة والابتسامة الودودة والتواضع الجم ووقار الشعر الناصع البياض وهيبة الديبلوماسية السودانية ( وسالى فو حمر) وحكايات مجلة الصبيان عندما كنا (يفعا)، (وروح افريقيا)، (ومطالعات الشئون الافريقة)، وملامح ابنته الأنيقة التى كنت أراها بين وقت وآخر تسير فى ردهات القانون بجامعة الخرطوم وفى النشاط سنوات النشاط وهى تحمل بعضا من ملامح وجهه البشوش( وسرة شرق) ! خرج صوتى من بين كل ذلك وانا اجاوب بتماسك اقنع من هب معى من المارة المتجمعين:
انا صاحب العربة.
فابتسم ثانية (استاذى) بكل جلال السودانيين الذين يودون فض المنازعات بالتى هى أحسن وهو يدخل احدى يديه ربما الى حافظة نقودة من جيبه الخلفى، حينها قلت له وبكل عفويه سودانية ما يعنى:
- حصل خير يا استاذ ومافى عوجه وانشاء الله جات سليمه، ونحوه من طيب الحديث فى سماحة السودانيين !
قلت كل ذلك وانا لا صاحب العربة المدشدشه ولا اى حاجة ! فقط موقف بتاع سلبطه اتخذت فيه موقفا افترضت ان صاحب العربة نفسه سيتخذه ان علم من هو الصادم !
وبعد اجاويد المارة الذين ازداد حشدهم وتعضيدهم لتنازلى الجم عن( كامل حقوقى )- أنا ابن الأكرمين – اقتنع جمال الا انه أصر ان يعطينى رقم هاتفه فى محاولة آخيرة منه لتغيير رأيى بعد فحصى الدقيق فيما بعد لما اصاب ( عربتى ) حقيقة من دشدشة وبشتنه!
غادر راحلنا جمال بعربته الى مشواره الذى حسبته لحظتها انه من الاهمية بمكان والا ما كان لرجل فى قامته ومكانته ان يفعل فعلته تلك! .
وقبل ان اغادر أنا وبعض المحسنين من اجاويد الشارع، الذين (غطسوا حجرى) عندما أصروا على الرجل بقبول (تنازلى)، فاذا بشخص عريض المنكبين, بارز العضلات ويتدلى الشرر من احدى عينيه كما خيل لي من هيئته، وهو يركض نحو العربة المدشدشة سابَّاً لاعناً! وبين لازمات هيئته تلك وفحصه لمقدمة عربته المدهوسة وشرور النظرات المتدفقة من محجريه وهو يعاين فى المتجمعين حوله، وتبرع بعض اؤلئك الذين كانوا قبل لحظات من (المقرظين) لموقفى المتخذ بكل سماحة وشهامة تجاة التصادم، وتحولهم لشهود (ملك) ضدى. ودون أن اتهيأ للحظة انقضاض المفترس على فريسته فاذا بى احس بقبضة (القبضايا) على رقبتى التى كادت أن تنكسر (كش). بدأت فورا وبهدوء نسبى كثيرا ما توفر لدي فى مثل هذه الظروف ان اقلل نفسيا من غضبة (سائق التاكسى) المشروعة !!
وبعد ان احسست بأن قبضاته واعصابه قد ارتختا رويدا، ثم رويداو رويدا وبمساعدة نفس شهود الاثبات بدأنا فى المضى قدما من أجل انعتاقى النهائى من بين قبضاته المميتة. حمدا لله الآن قد تم فض اشتباكه معى بحسن تدبيرى وتدبير الاجاويد الذين ازدادت اعدادهم حولى وحول الفتوة بينما اختفى تماما أستاذى جمال غفر الله له !
قال لى: ممكن بس تورينى انت عملت كده عشان شنو؟
قلت له : – اوريك جدا!
قال لى طبعا عاوز اعرف البخليك تتكلم وتقرر فى موضوع مابخصك شنو؟
قلت له :- يا ابن العم والله العظيم انا غلطان وعارف نفسى غلطان وما كان مفروض اعمل كده ولو كان الصدمك ده اى واحد تانى ماكنت مشغول بالموضوع ده للدرجه دى, لكين ياخ الصدمك واحد من معارفى وامكن انت زاتك بتعرفو!
هنا تدخل احد المتجمهرين مؤكدا ان الصادم كان هو الاستاذ جمال محمد احمد !
شعرت بأن المصدوم وكأنه قد تخلص نهائيا من بقايا غضبه المشروع ذاك فانفرجت شفتاه عن ابتسامة بدت خجولة كعادة السودانيين الطيبين ساعة البدء فى المغفرة والانشراح وهو يقول:
جمال محمد احمد ؟ صدمنى ؟
بعد نحو من نصف الساعة على ذلك المشهد , وبينما أنا امتطى عربته التاكسى الفارهة تلك وهى مدشدشة وهو ماخاصيهو أى شى.. وبينما نحن نتخطى الكبرى فى تلك الظهيرة الغائظة متوجهين من الخرطوم الى امدرمان قلت لصاحبى مالك (التاكسى) بعد ان تنازل بكل خشوع وجلال عن الموضوع بكامله وهو قد عرف ان (جمال محمد احمد) هو الصادم :
– ايه رأيك تمشى تتغدى معاى فى البيت، واهو بالمره ممكن نتعرف اكتر ببعض.
فرد علي بكل طيبة السودانيين وتقديرهم وتمييزهم للصالح من الطالح والاسود من الأبيض والتعيس من خايب الرجا، وجمال محمد أحمد من فلتكان محمد أحمد :
عايزنا نتعارف اكتر من كده ؟ !
ثم غادر حلتنا فى حى السوق بأمدرمان بعد ان اوصلنى وهو لا يلوى على شئ !
عندما دلفت الى داخل منزلنا المتواضع استقبلتنى شقيقتى ( مها) وهى تقول لي :
- هسع دى (جمال) جانا بسأل عنك وقال ماشى وراجع وداير يتغدى معانا
قلت لها دون ان أدرى : جمال محمد احمد ؟!
فردت قائلة : ابدا .. جمال عبدالرحيم..

*نشر د. حسن الجزولي هذا المقال بسودانايل، ٧ نوفمبر ٢٠١٠، تحت عنوان (في ذكرى جمال محمد أحمد).

abusara21@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الصدر يلغي مظاهرة مليونية بعد انفجارات لبنان
  • ما عادت تجدي نفعا.. الصدر يلغي مظاهرات مليونية مرتقبة في بغداد
  • باولو فونسيكا: مواجهة صلاح كانت صعبة للغاية
  • محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني
  • وزير التعليم: نسبة حضور طلاب المرحلة الثانوية كانت بين 10 إلى 20%
  • وزير السياحة والآثار عن الساحل الشمالي: نفكر في توسعة مطار العلمين
  • معتصم النهار يكشف كواليس تعاونه مع نور علي بـ «لعبة حب»: كنت بحب استفزها كتير لهذا السبب
  • "بتشتكي كتير".. قرار النيابة ضد المتهم بقتل زوجته في المرج
  • بعد القرارات الجديدة لـ «التربية والتعليم».. أصحاب ‏المكتبات: الإقبال ضعيف على الكتب الخارجية والخاسر دور ‏النشر
  • حسن الجزولي: حينما ادعيت كاذبا أنني صاحب العربة وليس جمال محمد احمد