موقع النيلين:
2024-09-17@07:38:04 GMT

رؤيا البرهان الأب: وثمة مسائل أخرى!!

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

ماذا لو لم يرزق حاج البرهان، القَروي الجعلي الشهم، بابن اختار له اسم “عبد الفتاح” ؟ ، إذن لكفى ابنه عبدالفتاح هذا الثِقل العظيم لحكم السودان في هذه الفترة الحرجة و الاستثنائية في آن واحد.

تواترات الأخبار من هنا و هناك تذكر أن – حاج البرهان – رأى رؤيا أن ابنه الضابط في القوات المسلحة سيحكم السودان يوماً ما، ولو كان يعلم أن رؤياه ستتحقق وأن ابنه سيواجه ما واجه من مخاطر وعنت، لتمنى أن تمر ليلته تلك بدون رؤى وأحلام، لكنها على كل حال هي الأقدار التي أتت بالفريق أول عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن لتولي هذه المهمة بعد التغيير الكبير في أبريل 2019 الذي حدث في البلاد و الذي نهضت معه شراكة بين الجيش الذي انحاز للحراك الجماهيري، في ذلك الوقت مع ثُلة من السياسيين الذين برزوا في المشهد و وضعوا أيديهم على كل مفاتيح التغيير من شباب و لجان المقاومة و مجتمع مدني و نقابات مهنية بشكل انتهازي محترف، وعلى طريقة القطيع مضت معهم تلك المجامبع الهادرة، تبتغي الحرية والسلام والعدالة.

التاريخ قريب جداً لدرجة أن ذاكرة السمك تتذكره بتفاصيل مملة، و لذا لا أود الخوض في الأحداث العاصفة التي أطاحت بحكومة حمدوك الأولى و الثانية بل أحاول أن أركز على استهداف أهم مؤسسات الدولة الوطنية، فقد اصطف المدنيون تحت لافتة قوى الحرية و التغيير التي وصفوها في ذلك الوقت بأنها أكبر تحالف سوداني ، و بعد برهة قليلة، تبخر هذا التحالف العريض ليستقر على أربعة أحزاب امتلكت ما شاء لها أن تمتلكه من قوى و سلطان من غير قضاء أو قانون، فأخذت السلطة باليد و حاولت أن تستعين بقوة شبه عسكرية انتهازية وجدت الفرصة كاملة في ذلك المناخ الفائض بالاستلاب و الفوضى.

صُممت أكبر حملة إعلامية و بتقنيات متقدمة لتثير الغبار الكثيف و تصف الجيش بالفلول – أذناب النظام السابق – و على رأس تلك القائمة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش متناسين تماماً تلك المؤسسة القومية الضاربة في القِدم و العميقة والراسخة في التقاليد المهنية الصارمة، من المؤكد أن هناك اختراقات لكل القوى الحديثة من اليسار لليمين داخل القوات المسلحة و لكن من المؤكد أيضاً أن قوام و سمت الجيش يعبر تعبيراً حاسماً عن الانضباط و الانتماء لتلك المؤسسة القومية، هذه الحملة قد أُنفق فيها مالٌ غزير، و عملت فيها غرف إعلامية متخصصة و محترفة حتى تؤتي أكلها لولا قيام الحرب في أبريل 2023 و تفرعت الحملة لترمي بقيادات عسكرية رفيعة على رأسهم البرهان الكباشي و العطا و إبراهيم جابر.

و بعد محاولة تصحيح المسار في اكتوبر 2021 أو ما سميّ من تلك القوى بالانقلاب على المسار الديمقراطي أو الفترة الانتقالية اشتد أوار تلك الحملة بواسطة الفئة التي حكمت بالمطلق وهي تدرك أنها لن تأتي عن طريق صناديق الاقتراع أو أي تدابير أخرى يجتمع حولها أهل السودان أو قياداته، لحين قيام الانتخابات العامة.

تلك الفترة من أصعب الفترات التي مر بها السودان و ذلك من حيث الاختراق الأمني الكبير الذي مارسته بعض السفارات و تدخلها المباشر و غير المباشر في شأن السودان و الذي اتُهم على إثرها قادة الجيش بالضعف إلى درجة السيولة في ترك القوى الحزبية المحدودة في التمدد في المساحات الواسعة من غير تفويض ، فالأمثلة في ذلك كثيرة أبرزها لجنة التمكين و المناهج و ما جرى في وزارة العدل وحتى مؤسسة التعليم العالي لم تخل منها، هذا بخلاف مذبحة الخارجية الشهيرة.

انتقلت الحملة الاعلامية المحترفة من وسم الجيش بالفلول إلى الخيانة فبعد أكتوبر 2021 صار الفريق أول البرهان (خائناً بامتياز) للثورة التي انحازت لها المؤسسة العسكرية بكاملها، كل هذا العمل الإعلامي و السياسي والدبلوماسي مع بعض السفارات الأجنبية مهد بالضرورة للحرب التي اندلعت بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة (الفريق أول) حميدتي الذي نال الرتبة العظيمة هذه من غير تعليم أو دفعة أو انتماء للمؤسسة !!

بعد نشوب الحرب انتقلت غرف الحملة الإعلامية إلى تصويب مدفعيتها نحو التفريق بين قيادة الجيش بعمل كبير عمد إلى وصف البرهان بالبطء الشديد في مقابل تلميع ياسر العطا ووصفه بالاقدام و الشجاعة، و محاولة وجود ثغرات في شخصية ابراهيم جابر بوصفه ينتمى إلى قبيلة الرزيقات .. كل هذا محاولات لتفريق القيادة حتى ينفرط عقدها و تسود الفوضى الشاملة، و بذلت الحملة جهداً كبيراً لدق إسفين بين البرهان و الكباشي و العطا في التلاعب بتصريحاتهم المختلفة حول قضية الحرب و السلام مع المليشيا المتمردة، يحدث كل هذا في وسط غياب كامل لإعلام الدولة أو ضعف الإعلام لأسباب شتى.

اجتهدت تلك الغرف الإعلامية المناوئة الى تحويل الحفر بالإبرة على طريقة البرهان إلى اتهام بالتهاون و ااضعف و الاستهتار بأرواح المواطنين في كل من الجزيرة و سنار و غيرها، و لكن لم تأت الرياح بما تشتهي السُفن فانقلب الحال بعد الانتهاكات الواسعة و المروعة التي قامت بها المليشيا حيث التف الشعب كله وراء قواته المسلحة التي تنصره و تدافع عنه في ميدان القتال و اكتشفت الجماهير السودانية الخدعة الكبرى التي استهدفت وجود السودان نفسه فالسرقات و الانتهاكات و تدمير المنازل و القتل الجائر على الهوية و الاغتصاب كلها أفعال فضحت التمرد بعد سقوط هدفه الأول في انتزاع السلطة بالحديد و النار بعد استهداف قائد الجيش داخل منزله و استشهاد ثُلة من الجنود و الضباط من دون قائدهم.

و الآن و بعد أن انتهينا من الكثير من القصص التي حيكت بشياكة ضد الجيش و قائده وصلنا إلى محطة لا تقل خطورة عن المرحلة الأولى التي أُستُهدفت فيها الدولة السودانية في كيانها برمته و هو محاولة إحياء الموتى من الدعم السريع و إيجاد موضع قدم لهم في السودان بعد كل ما فعلوه في أهله من تشريد و نزوح و لجوء و ضياع للممتلكات العامة و الخاصة و ذلك عبر مفاوضات مخَططٌ لها مسبقاً كالحرب التي جرت مؤخراً وبتدبير إقليمي و دولي مخطط له بإحكام.

و بنظرة للمشوار الذي قطعته قيادة الدولة نطمئن قليلا أو كثيرا بأن هذه القيادة التي تخطت مصاعب جمّة أقدر لتجاوز العقبات الكؤود التي تواجه الوطن ،فهي تمتلك كل المعلومات التي تؤهلها لاتخاذ القرار الصائب برغم صعوبته و تعقيداته. فالفريق أول عبد الفتاح البرهان بعد محاولات عديدة لاغتياله نجا منها بأعجوبة، علّ الله مدّ في أجله ليشهد شيئاً ما ،على الأغلب الانتصار على تلك الطامة الكبرى التي أحاطت بالسودان و بأهله.

لا أدرى ماذا تبقى من تفاصيل رؤيا الحاج البرهان هل كان هنالك نور في نهاية النفق، أم إشراق كامل يبتهج له المرء ، أم إظلام شامل ، أم شيء في قدر الله مكتوب منذ الأزل، كل ما ندركه الآن عزم القيادة و التفاف الشعب حولها و الأمل في تغيير الممكن.

عادل عبد الرحمن عمر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عبد الفتاح فی ذلک

إقرأ أيضاً:

كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!

الصحفي عثمان ميرغني "كاتب الشرق الأوسط " كتب مقالاً بعنوان "إرسال قوات دولية ليس حلاً" وخلاصة مقاله هي: فليمت الناس في السودان من اجل الحفاظ على "سيادة " حكومة انقلاب البرهان..!
هذه هي والله القراءة التي نرى صحتها لمضمون مقال هذا الرجل الذي نشره على العالمين في هذه الصحيفة الوقورة..وبقية المقال تهجمٌ عشوائي على "تنسيقية تقدم" والقوى المدنية الداعية لإيقاف الحرب..ثم عبارات (من المقاس الكبير) عن السيادة الوطنية و"المقارنات العطوبة" بين حرب الفلول في السودان والحرب في غزة وحرب التيغراي في إثيوبيا والوضع في تايوان وأوكرانيا..!
الرجل يبكي على نهب متاحف السودان ويدعو في ذات الوقت إلى استمرار الحرب..! والحرب هي أطلقت عقال الفوضى وأفضت إلى موت الآلاف وتشريد الملايين ونهب المتاحف وتمكين المليشيات واللصوص والإرهابيين من القتل والترويع في وضح النهار..! أين المنطق في هذا الموقف..!
كل من يدافع عن الشرور ويتغاضي عن حماية الأبرياء ويصطف مع الكيزان يسلبه الله المنطق..ذلك (كان على ربك حتماً مقضياً)..!!
الرجل غاضب من أي اتجاه لحظر الأسلحة عن الأطراف المتقاتلة في السودان، وضد أي مشروع لحماية المدنيين..!! نعم والله..وهو يرى في ذلك إخلالاً بالسيادة الوطنية وانتزاعاً لحقوق حكومة البرهان التي لم يصفها بغير "السلطة الشرعية" في كل مقالاته السابقة واللاحقة..!
ألا يعلم كاتب الشرق الأوسط أن البرهان هوا لذي طلب تكوين لجنة تحقيق أممية في الانتهاكات..قبل أن يعلن رفضه ويروغ كما يروغ الثعلب ويهرب من تعهداته خوفاً على ذيله..؟!
نعم يرفض "كاتب الشرق الأوسط" رفضا قاطعاً أي مسعى لحماية المدنيين لأن ذلك حسبما يرى يناقض (السيادة الوطنية) ناكراً أي التزامات للأمم المتحدة تجاه حماية المدنيين المقررة في مواثيقها..وهو يعلم أن السودان لا يزال عضواً في الأمم المتحدة ومن الموقعين على مواثيقها ولم يعلن حتى الآن انسحابه من هذه العضوية..!
كاتب الشرق الأوسط عثمان ميرغني لم يتحدث يوماً واحداً عن عدم شرعية حكومة البرهان الانقلابية التي يدافع عنها..كما لم يقل مرة من باب الأمانة الفكرية (أو حتى من باب الموضوعية والنزاهة) أن رعاية وتقوية قوات الدعم السريع تمت في ذات "الفبريكة" التي ينتسب إليها البرهان..! وأن البرهان هو الذي أمد قوات الدعم السريع بالقوة الضاربة والمال والذهب والصلاحيات..وهو الذي أتاح لها التموضع في المواقع الإستراتيجية داخل المدن والمنشآت والحاميات والقواعد التي تنطلق منها الآن..وأن البرهان كان "حائط الصد" ضد المدنيين الذين كانوا يطالبون بحل مليشيات الدعم السريع..! لا يذكر الرجل ذلك ولو من باب الخلفية الأمينة والضرورية التي تجعل لتحليلاته مسحة من المصداقية...ولكنها عين الكيزان التي لا ترى..!
مَنْ الذي أعطى مليشيات حميدتي اسم "قوات الدعم السريع"..؟ هل هي يا ترى قوى الحرية والتغيير وتنسيقية تقدم..؟!
وما رأى الكاتب في وجود قوات الأمم المتحدة في لبنان منذ عشرات السنين وحتى الآن..؟! هل يرى أن ذلك مما يقدح في سيادة لبنان على أرضه..؟
قوات الأمم المتحدة "يونيفيل" موجودة في لبنان منذ 1978 وتم التجديد لها قبل أيام في 28 أغسطس 2024..!!
هل يريد الرجل أن يفنى كل السودانيين بالحرب حتى تتحقق (سيادة السودان)..؟!
ألا يعلم أن حرب السودان أصبحت مهدداً إقليمياً وعالمياً..؟! هل يرى أن المجتمع الدولي يمكن أن يتركه هو ودعاة الحرب والكيزان يرتعون في دماء الناس وزعزعة الأمن الإقليمي والعالمي..؟!
الرجل يتجرأ ليقول ما لم يقله الكيزان..ويفتي بأن تقرير بعثة تقصى الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة (تقرير مسيّس) تحكمه مصالح وحسابات سياسية..!! ويقول بالحرف "من حق الحكومة السودانية أن تنظر للدعوة لإرسال قوة دولية على أنها "مسيّسة"..!
هل هذا هو رأيك في "حكومة السجم والرماد" في بورتسودان التي تسرق أقوات السودانيين وتقتلهم بالمرض والجوع والقصف وتعذب الأبرياء في الحراسات حتى الموت ..؟!
طبعاً هو من أنصار حكومة البرهان الانقلابية..وحقيقة الأمر ليس هناك حكومة في السودان إنما هي سلطة غشوم.. فوضوية وتفتقر للشرعية وكأنها (عُصبة من المافيا) حيث تجمع بين البرهان وجنرالاته وقادة الحركات الفشنك والكيزان وكتائب البرّاء والإرهابيين والمتطرفين ولوردات الفساد ولجنة المخلوع الأمنية و"الولاة الطراطير" والنيابات الفاسدة التي تعتقل الناس بالشبهات وتصدر عليهم أحكام الإعدام ببساطة أهون من قتل الذباب..!
هل يعلم كاتب الشرق الأوسط ما يجري الآن في السودان..وعن التعذيب حتى الموت داخل السجون؟! أم أن له انشغالات أخرى تجعله يطمئن لحكومة البرهان التي يضفي عليها شرعية لا ندري من أين استجلبها..وأذناه صماء عن أنين القتلى والمشردين والنازحين في الفلوات..والجوعى والمرضى والعراة من أبناء شعبه..! إنها ضمائر وعيون الكيزان التي لا ترى ولا تسمع ..!
اللهم لا ترفع لهم راية..ولا تحقق لهم غاية..واجعلهم للعالمين عبرة وآية..هم ومن يدعو بدعواهم ويسير في ركابهم.. الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • كشف تفاصيل اتفاقات عن نفط جنوب السودان في مباحثات سلفاكير والبرهان بجوبا
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • جنوب السودان: البرهان يوافق على مبادرة سلفا كير لحل النزاع
  • قمة رئاسية ثلاثية تجمع البرهان مع رئيسي جنوب السودان وإريتريا في جوبا
  • البرهان يشارك بقمة ثلاثية في جوبا ومعارك في الخرطوم والفاشر
  • «البرهان» يغادر إلى جوبا في زيارة رسمية
  • كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • البرهان إلى جوبا لحضور قمة ثلاثية حول تداعيات الحرب بالسودان
  • أزمة السيادة الوطنية، الفيل الذي في الغرفة… (1)