موقع النيلين:
2024-11-22@17:05:08 GMT

رؤيا البرهان الأب: وثمة مسائل أخرى!!

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

ماذا لو لم يرزق حاج البرهان، القَروي الجعلي الشهم، بابن اختار له اسم “عبد الفتاح” ؟ ، إذن لكفى ابنه عبدالفتاح هذا الثِقل العظيم لحكم السودان في هذه الفترة الحرجة و الاستثنائية في آن واحد.

تواترات الأخبار من هنا و هناك تذكر أن – حاج البرهان – رأى رؤيا أن ابنه الضابط في القوات المسلحة سيحكم السودان يوماً ما، ولو كان يعلم أن رؤياه ستتحقق وأن ابنه سيواجه ما واجه من مخاطر وعنت، لتمنى أن تمر ليلته تلك بدون رؤى وأحلام، لكنها على كل حال هي الأقدار التي أتت بالفريق أول عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن لتولي هذه المهمة بعد التغيير الكبير في أبريل 2019 الذي حدث في البلاد و الذي نهضت معه شراكة بين الجيش الذي انحاز للحراك الجماهيري، في ذلك الوقت مع ثُلة من السياسيين الذين برزوا في المشهد و وضعوا أيديهم على كل مفاتيح التغيير من شباب و لجان المقاومة و مجتمع مدني و نقابات مهنية بشكل انتهازي محترف، وعلى طريقة القطيع مضت معهم تلك المجامبع الهادرة، تبتغي الحرية والسلام والعدالة.

التاريخ قريب جداً لدرجة أن ذاكرة السمك تتذكره بتفاصيل مملة، و لذا لا أود الخوض في الأحداث العاصفة التي أطاحت بحكومة حمدوك الأولى و الثانية بل أحاول أن أركز على استهداف أهم مؤسسات الدولة الوطنية، فقد اصطف المدنيون تحت لافتة قوى الحرية و التغيير التي وصفوها في ذلك الوقت بأنها أكبر تحالف سوداني ، و بعد برهة قليلة، تبخر هذا التحالف العريض ليستقر على أربعة أحزاب امتلكت ما شاء لها أن تمتلكه من قوى و سلطان من غير قضاء أو قانون، فأخذت السلطة باليد و حاولت أن تستعين بقوة شبه عسكرية انتهازية وجدت الفرصة كاملة في ذلك المناخ الفائض بالاستلاب و الفوضى.

صُممت أكبر حملة إعلامية و بتقنيات متقدمة لتثير الغبار الكثيف و تصف الجيش بالفلول – أذناب النظام السابق – و على رأس تلك القائمة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش متناسين تماماً تلك المؤسسة القومية الضاربة في القِدم و العميقة والراسخة في التقاليد المهنية الصارمة، من المؤكد أن هناك اختراقات لكل القوى الحديثة من اليسار لليمين داخل القوات المسلحة و لكن من المؤكد أيضاً أن قوام و سمت الجيش يعبر تعبيراً حاسماً عن الانضباط و الانتماء لتلك المؤسسة القومية، هذه الحملة قد أُنفق فيها مالٌ غزير، و عملت فيها غرف إعلامية متخصصة و محترفة حتى تؤتي أكلها لولا قيام الحرب في أبريل 2023 و تفرعت الحملة لترمي بقيادات عسكرية رفيعة على رأسهم البرهان الكباشي و العطا و إبراهيم جابر.

و بعد محاولة تصحيح المسار في اكتوبر 2021 أو ما سميّ من تلك القوى بالانقلاب على المسار الديمقراطي أو الفترة الانتقالية اشتد أوار تلك الحملة بواسطة الفئة التي حكمت بالمطلق وهي تدرك أنها لن تأتي عن طريق صناديق الاقتراع أو أي تدابير أخرى يجتمع حولها أهل السودان أو قياداته، لحين قيام الانتخابات العامة.

تلك الفترة من أصعب الفترات التي مر بها السودان و ذلك من حيث الاختراق الأمني الكبير الذي مارسته بعض السفارات و تدخلها المباشر و غير المباشر في شأن السودان و الذي اتُهم على إثرها قادة الجيش بالضعف إلى درجة السيولة في ترك القوى الحزبية المحدودة في التمدد في المساحات الواسعة من غير تفويض ، فالأمثلة في ذلك كثيرة أبرزها لجنة التمكين و المناهج و ما جرى في وزارة العدل وحتى مؤسسة التعليم العالي لم تخل منها، هذا بخلاف مذبحة الخارجية الشهيرة.

انتقلت الحملة الاعلامية المحترفة من وسم الجيش بالفلول إلى الخيانة فبعد أكتوبر 2021 صار الفريق أول البرهان (خائناً بامتياز) للثورة التي انحازت لها المؤسسة العسكرية بكاملها، كل هذا العمل الإعلامي و السياسي والدبلوماسي مع بعض السفارات الأجنبية مهد بالضرورة للحرب التي اندلعت بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة (الفريق أول) حميدتي الذي نال الرتبة العظيمة هذه من غير تعليم أو دفعة أو انتماء للمؤسسة !!

بعد نشوب الحرب انتقلت غرف الحملة الإعلامية إلى تصويب مدفعيتها نحو التفريق بين قيادة الجيش بعمل كبير عمد إلى وصف البرهان بالبطء الشديد في مقابل تلميع ياسر العطا ووصفه بالاقدام و الشجاعة، و محاولة وجود ثغرات في شخصية ابراهيم جابر بوصفه ينتمى إلى قبيلة الرزيقات .. كل هذا محاولات لتفريق القيادة حتى ينفرط عقدها و تسود الفوضى الشاملة، و بذلت الحملة جهداً كبيراً لدق إسفين بين البرهان و الكباشي و العطا في التلاعب بتصريحاتهم المختلفة حول قضية الحرب و السلام مع المليشيا المتمردة، يحدث كل هذا في وسط غياب كامل لإعلام الدولة أو ضعف الإعلام لأسباب شتى.

اجتهدت تلك الغرف الإعلامية المناوئة الى تحويل الحفر بالإبرة على طريقة البرهان إلى اتهام بالتهاون و ااضعف و الاستهتار بأرواح المواطنين في كل من الجزيرة و سنار و غيرها، و لكن لم تأت الرياح بما تشتهي السُفن فانقلب الحال بعد الانتهاكات الواسعة و المروعة التي قامت بها المليشيا حيث التف الشعب كله وراء قواته المسلحة التي تنصره و تدافع عنه في ميدان القتال و اكتشفت الجماهير السودانية الخدعة الكبرى التي استهدفت وجود السودان نفسه فالسرقات و الانتهاكات و تدمير المنازل و القتل الجائر على الهوية و الاغتصاب كلها أفعال فضحت التمرد بعد سقوط هدفه الأول في انتزاع السلطة بالحديد و النار بعد استهداف قائد الجيش داخل منزله و استشهاد ثُلة من الجنود و الضباط من دون قائدهم.

و الآن و بعد أن انتهينا من الكثير من القصص التي حيكت بشياكة ضد الجيش و قائده وصلنا إلى محطة لا تقل خطورة عن المرحلة الأولى التي أُستُهدفت فيها الدولة السودانية في كيانها برمته و هو محاولة إحياء الموتى من الدعم السريع و إيجاد موضع قدم لهم في السودان بعد كل ما فعلوه في أهله من تشريد و نزوح و لجوء و ضياع للممتلكات العامة و الخاصة و ذلك عبر مفاوضات مخَططٌ لها مسبقاً كالحرب التي جرت مؤخراً وبتدبير إقليمي و دولي مخطط له بإحكام.

و بنظرة للمشوار الذي قطعته قيادة الدولة نطمئن قليلا أو كثيرا بأن هذه القيادة التي تخطت مصاعب جمّة أقدر لتجاوز العقبات الكؤود التي تواجه الوطن ،فهي تمتلك كل المعلومات التي تؤهلها لاتخاذ القرار الصائب برغم صعوبته و تعقيداته. فالفريق أول عبد الفتاح البرهان بعد محاولات عديدة لاغتياله نجا منها بأعجوبة، علّ الله مدّ في أجله ليشهد شيئاً ما ،على الأغلب الانتصار على تلك الطامة الكبرى التي أحاطت بالسودان و بأهله.

لا أدرى ماذا تبقى من تفاصيل رؤيا الحاج البرهان هل كان هنالك نور في نهاية النفق، أم إشراق كامل يبتهج له المرء ، أم إظلام شامل ، أم شيء في قدر الله مكتوب منذ الأزل، كل ما ندركه الآن عزم القيادة و التفاف الشعب حولها و الأمل في تغيير الممكن.

عادل عبد الرحمن عمر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عبد الفتاح فی ذلک

إقرأ أيضاً:

البرهان يؤكد عزمه تسليم السلطة بعد "تنظيف السودان" من المتمردين قربياً

الخرطوم - صرح رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بأنه لن يقبل بـ"أي عمل يهدد وحدة السودان أو المقاتلين في الميدان"، مؤكدًا عزمه تسليم السلطة بعد "تنظيف السودان" من المتمردين قريبا، بحسب قوله.

ووجّه البرهان انتقادات شديدة للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، في ظل الصراع الذي يدور داخلهما في الآونة الأخيرة، بعد تسمية رئيس جديد للمؤتمر الوطني المحلول، مشيرًا إلى أن "القوى السياسية لم تستطع التوحد من أجل مساندة القوات المسلحة في الحرب، ولازالت مستمرة في صراعاتها حتى الآن".

وقال البرهان، في كلمة ألقها فب المؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب: "سمعنا في الأيام الماضية أنّ المؤتمر الوطني يريد عمل شورى، نحن نرفض هذا الأمر، ولن نقبل بأي عمل يهدد وحدة السودان أو يهدد وحدة المقاتلين"، وفق موقع "سودان تربيون".

ونفى البرهان "وجود انتماءات حزبية داخل الجيش"، مضيفًا: "نحن لدينا هدف نريد أن نمشي له متماسكين، نمشي له موحدين، وهي هزيمة هؤلاء المتمردين والقضاء عليهم، بعد ذلك نجي نقعد نشوف. نحن رؤيتنا واضحة لأي زول يريد مساعدتنا، ونقول له يجب أن تتوقف الحرب أولاً وأن يخرج المتمردون من المناطق التي يحتلونها، ويذهبوا إلى مناطق تجمع متفق عليها، وتعود الحياة المدنية وعودة الناس لمنازلهم وفتح الممرات والطرق للإغاثة، ثم بعدها ننظر في الشأن السياسي".

وأكد البرهان أنه ليس لديه أي اعتراض على استكمال الفترة الانتقالية كما اتفق عليها سابقاً، من قبل حكومة مدنية من المستقلين يتوافق عليها السودانيون جميعاً، ويتشاركون فيها ليقرروا مصيرهم من خلال حوار سوداني – سوداني، يقررون فيه إدارة بلدهم.

وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني على أنه في ظل هذه الحرب، من المبكر الخوض في مسارين الأمني والسياسي مع بعضهما في وقت واحد.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • حسن إسماعيل: عزيزي البرهان.. الطريق من هنا !!
  • برغم فداحة المأساة البرهان يفيض حكمة وذكاء
  • الاتحاد الأفريقي يحذر من خطورة الوضع في السودان ويدعو لتحرك عاجل
  • على خلفية اشتداد المعارك بالسودان.. نزوح الآلاف من مدينة الفاشر
  • البرهان يؤكد عزمه تسليم السلطة بعد "تنظيف السودان" من المتمردين قربياً
  • وزير الدفاع التقى الاب بوعبود: شهداء الجيش ابطال
  • السودان.. هبوط أول رحلة تجارية منذ اندلاع الحرب في مطار كسلا
  • “بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
  • شاهد بالفيديو .. أهم ما ورد في خطاب البرهان أمام المؤتمر الاقتصادي
  • البرهان يشيد بـ«الفيتو» الروسي… ويتمسك بمحاربة «الدعم»