جاء دفاع رئيس الوزراء الدكتور «مصطفى مدبولى» عن اختيار السيد «محمد عبداللطيف» وزيراً للتربية والتعليم لينهى حالة الجدل التى أثيرت حول «حرف الدال» الذى سبق اسم سيادته بعد الإعلان عن التشكيل الوزارى، وقال الدكتور «مدبولى» إن معيار الاختيار هو قدرة الشخص على وضع رؤية لحل مشاكل الملف الذى سوف يكلف به، والأهم طبقاً للقانون أن يكون لديه مؤهل عالٍ ولديه خبرة، وأى شهادات أخرى تكون شيئاً إضافياً، مؤكداً أن وزير التربية التعليم الجديد لديه رؤية غير تقليدية، ويعرف جيداً الفجوة الموجودة بملف التعليم، مدركاً طبيعة التحديات فى هذا الملف.
ويبدو أن حالة الجدل لم تنتهِ بل زادت اشتعالاً بعد عرض رؤية الوزير«غير التقليدية» حسب ما أكده الدكتور «مدبولى» سابقاً وما أتبعها من قرارات لاحقة، ليس فقط لطبيعة وأهمية هذا الملف الذى يشغل بال أكثر من 25 مليون أسرة مصرية، بل لارتباط تلك القرارات الجديدة بأطراف العملية التعليمية ككل.
وقبل الخوض فى تسجيل بعض الملاحظات، أسجل إعجابى أولاً بتلك الثقة التى تحدث بها السيد «محمد عبداللطيف» أثناء عرض رؤيته لمعالجة التحديات التى تواجه العملية التعليمية والخاصة بالكثافات الطلابية وسد العجز فى المعلمين وإعادة هيكلة التعليم الثانوى، التى لم تختلف كثيراً عن تلك الثقة التى دافع بها الدكتور «مدبولى» عن سيادته فى جولة إثبات «حرف الدال» أو نفيه.
الملاحظة الأولى: أن رؤية سيادة الوزير لحل الكثافة الطلابية عن طريق طرح عدد من الأنماط، مثل نقل المدارس الثانوية بالفترة المسائية والاستفادة من هذه المدارس فى الفترة الصباحية بنقل المدارس الإعدادية لها، ومن ثم الاستفادة من تلك المدارس الإعدادية واستغلالها لصالح طلاب المرحلة الابتدائية، وتطبيق فكرة الفصل المتحرك، رؤية ليست بجديدة وليست خارج الصندوق ولا تتناسب مع ما أشار إليه الوزير بأن مصر لديها أكبر نظام للتعليم قبل الجامعى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تلك الرؤية للحل مجرد «مسكن» مؤقت يزول مفعوله سريعاً، وما ينطبق على تلك النقطة، ينطبق أيضاً على استراتيجية حل مشكلة العجز فى عدد المعلمين، ومن المؤكد أن رد سيادته المنطقى على هذا الانتقاد سيكون أنه يعمل وفقاً للموارد المتاحة وما هو ممكن، ليكون الرد الأكثر منطقية: وهل هناك أهم من ملف التعليم لتوجيه وتسخير موارد الدولة له؟، ويبقى بناء المدارس وزيادة ميزانية التعليم بما يتناسب مع تلك التحديات هو الحل الأمثل والدائم والعملى للقضاء على تلك الأزمات.
الملاحظة الثانية: كشفت لنا حالة الفرح المحفوفة بالقلق والارتياح الحذر لعدد كبير من أولياء الأمور فيما يتعلق بقرارات إعادة هيكلة المناهج، من دمج بعض المواد وتحويل أخرى إلى نجاح ورسوب «لا تضاف للمجموع»، مع تقليل عدد المواد التى يدرسها طالب الثانوية العامة، وما قابل ذلك من بعض أطراف العملية التعليمية سواء اعتراضاً بحرق شهادة التخرج، أو استخفافاً عن طريق التباهى بامتلاك مدارس «إنترناشونال»، أننا أمام عملية تجارية سيئة السمعة، وأن إصلاح العملية التعليمية والعودة بها إلى نصابها الصحيح يحتاج إلى سنوات طوال من العمل الجاد.
فى النهاية: لست ضد رؤية السيد الوزير ولست معها، فالتجارب السابقة تخبرنا بأن جميع القرارات تظل رؤى نظرية لا تقدم ولا تؤخر طالما لم تتغير النتائج، ستبقى الرؤى مجرد أطروحات «معسولة» إذا فشلت فى إنقاذ «حالة التقزم» الذى وصل إليها التعليم الحكومى أمام التعليم الخاص، ستبقى كل المبادئ التى تقوم عليها فلسفة التطوير من بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية وصولاً إلى تنمية المواهب وتشجيع الابتكار مجرد شعارات طالما هناك من يحمل أعلى الشهادات العلمية الحكومية واقفاً على «عربية فاكهة» «يسترزق» منها قوت يومه ويسد احتياجاته بعد أن أصابه اليأس والعجز فى الحصول على فرصة عمل تناسب ما يحمله من شهادات، ستظل الرؤى مجرد كلمات لا تقدم ولا تؤخر طالما «خبطت» مسامعنا بين الحين والآخر أخبار حالات الغش الجماعى ولجان الكبار وتسريب الامتحانات.
أخيراً: العملية التعليمية هى انعكاس للمجتمع وما يريد تحقيقه وما يريد أن يكون عليه، التعليم يجب أن يكون هو المشروع القومى الأول والأخير فى هذه البلاد، نريد تعليماً يتميز بالجودة اليوم وغداً وبعد غد فى معادلة واحدة قابلة للتطور ومواكبة المستقبل، نريد الخروج من دوامة سياسات الإحلال والتبديل والإلغاء مع كل وزير، نريد الخروج الآمن من سرادق مفردات «سنوية التابلت» و«سنوية البابل شيت» وسنوية « الثانوية القديمة» و«سنوية التعليم» ككل.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أشرف عزب سنوية التعليم دفاع رئيس الوزراء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي محمد عبداللطيف وزيرا للتربية والتعليم التشكيل الوزاري العملیة التعلیمیة
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: انضباط حضور الطلاب بلغ 85%.. والتقييمات ساهمت في متابعة المعلمين لمعدل التحصيل
أجرى محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اليوم، جولة تفقدية مفاجئة بعدد من المدارس بمحافظة الغربية؛ لمتابعة المنظومة التعليمية بها، حيث رافقه في الزيارة وفد من محرري ملف التعليم بالصحف والمواقع.
كما رافق الوزير خلال جولته، الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة.
واستهل الوزير، جولته التفقدية بزيارة مدرسة "عبدالله شنيشن الإعدادية بنات" بإدارة قطور التعليمية، التي تضم عدد ٤١٣ طالبة، حيث اطلع على طبيعة الكثافات الطلابية بالمدرسة، كما حرص على متابعة تفعيل آليات التقييم الأسبوعي للمواد المختلفة، فضلًا عن متابعة كراسات الحصة والواجبات المدرسية للطالبات.
وحاور الوزير الطالبات حول تطلعاتهن المستقبلية، ومدى استيعابهن للمواد الدراسية واستفادتهن من التقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية.
كما اطمأن الوزير على انتظام الدراسة بالمدرسة، متمنيًا للطالبات التوفيق والنجاح، وموجهًا بضرورة بذل المزيد من الجهد والعطاء في تحصيل دروسهن والتسلح بالعلم.
وعقب ذلك، توجه الوزير لتفقد مدرسة "سجين الابتدائية الحديثة " بإدارة قطور التعليمية، والتى تضم عدد ٥٥٧ طالبا وطالبة، حيث حرص الوزير، على متابعة كراسات الحصة والواجبات المدرسية، ومدى الالتزام بالتقييمات الأسبوعية، مشيدًا بمستوى الطلاب فى اللغة العربية والرياضيات.
كما تفقد الوزير معملي (العلوم، والحاسب الآلي) حيث أشاد الوزير بمستوى الطلاب العلمي.
وفى ختام جولته للمدرسة، أجرى الوزير محمد عبد اللطيف حوارا مع وفد محرري ملف التعليم المرافق في الزيارة، ثمن خلاله دور معلمى مصر العظيم فى انضباط العام الدراسي الجاري، واصفا إياهم بـ"الأبطال"، كما أكد انضباط حضور الطلاب بالمدارس والتي تجاوزت ٨٥٪ العام الدراسي الحالي مقارنة بـ٩٪ العام الماضي، مشيرا إلى أن انضباط حضور الطلاب في المدارس ساهم في اعتمادهم على التحصيل الدراسي من المدارس بشكل رئيسي والابتعاد عن أي مصادر خارجية أخرى.
وأكد الوزير أن كافة المدارس على مستوى الجمهورية تشهد متابعة يومية من الوزارة من خلال لجان متابعة متواصلة للتأكد من انضباط العملية التعليمية وتطبيق كافة القرارات والآليات المعلنة.
كما تطرق الوزير، في تصريحاته للوفد الصحفي المرافق، إلى الحديث عن أعمال السنة التي ساهمت فى تحفيز الطلاب وجذبهم للمدرسة، بالإضافة إلى التقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية التي ساهمت فى الوقوف ومتابعة المعلمين لمعدل التحصيل الدراسي لديهم، مضيفا أيضا أن تطبيق لائحة الانضباط المدرسي وضعت المنظومة التعليمية داخل المدارس في إطار منضبط تحفظ حقوق وواجبات كل من المعلم والطالب.
وأشار الوزير أيضا إلى نجاح الوزارة فى التغلب على العجز في أعداد المعلمين، مؤكدًا على أنه حاليًا لا يوجد أي عجز بمعلمي المواد الأساسية بأي مدرسة على مستوى الجمهورية.
واختتم الوزير تصريحاته مؤكدا أن التغلب على التحديات التي كانت تواجه المنظومة التعليمية بالمدارس والمتعلقة بالكثافات والعجز في أعداد المعلمين تمثل خطوة على طريق الارتقاء بمختلف نواحي العملية التعليمية، مشيرا إلى أن الوزارة تكثف كافة جهودها لتقديم خدمة تعليمية حقيقية للطلاب بالمدارس لتنشئة أجيال تنهض بالوطن.