نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع اجتياح قوات الدعم السريع لولاية سنار والسيطرة على عاصمتها سنجة فى نهاية يونيو الماضى، نزح 135 ألف شخص إلى ولاية القضارف وحدها، كما فر آخرون إلى إقليم النيل الأزرق وكسلا ونهر النيل شمالى البلاد، وجميعهم يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية، ويفاقمون محنة النزوح فى السودان، ومع تواتر تهديدات قوات الدعم السريع بالتقدم نحو ولايات أخرى واجتياحها، ترتفع المخاوف من تقلص المساحات الآمنة فى السودان مما يفاقم الوضع الإنسانى ويزيده صعوبة، لا سيما أن المدن التى يتوقع انتقال الحرب إليها تضم آلاف النازحين، وهى تضيق بهم فى الوقت الراهن، وهم فى ظروف بالغة التعقيد فى ظل نقص الغذاء والإيواء، وتوسعت قوات الدعم السريع شرقاً، وتجاوزت مدينة الدندر التى تضم جسر نهر الدندر وهو معبر رئيسى للمواطنين نحو ولايات شرق البلاد، وقطعت الطريق المؤدى إلى ولاية النيل الأبيض، وهى بذلك تعطى احتمالات كثيرة لهجماتها القادمة على قواعد الجيش التى صارت بمثابة جزر معزولة، الملاحظ هنا أن قوات الدعم السريع تخطط خلال المدى القريب للسيطرة على ولاية النيل الأبيض، والسؤال الذى يدور فى مخيلتى هل الجيش السودانى يعتمد على تشتيت جهود قوات الدعم السريع فى القرى والمناطق النائية التى ليست لها تأثيرات ميدانية، مع التركيز على حماية القواعد العسكرية المهمة، حيث تعزز القوات المسلحة وجودها وهل وهى جاهزة لمواجهة أى هجمات أو مغامرات جديدة للدعم السريع.

ترجح خطط وتكتيكات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، فرضية مزيد من التوسع فى نطاق الحرب، وسط مساع دولية وإقليمية لإنهاء الصراع المسلح فى السودان عبر التفاوض الذى يحظ بترحيب شعبى كبير، لكن تصطدم تلك الجهود برغبة كل من طرفى القتال فى الحسم العسكرى، حتى يتسن له تشكيل المشهد مفرداً، وأرى عزيزى القارئ إنه لا سبيل أمام الجيش السودانى غير تحقيق الانتصار على قوات الدعم السريع، التى تنتشر بشكل غير مؤثر حتى الآن، وتتوسع فى القرى والمناطق بصورة غير فعالة، ولا تعكس بأى نوع من التقدم الميدانى، وإنما هى تحركات الغرض منها النهب والحصول على أكبر قدر من الغنائم من المواطنين، ومهما توفر للجيش السودانى من قوات لا يمكن أن يغطى القرى كلها، ويلاحق الدعم السريع لكنه من الممكن أن يظل محافظاً على القواعد الاستراتيجية والمهمة، ويمكنه من إجراء عمليات نوعية للقضاء على الدعم السريع، والانتشار الكثيف لا يعنى الانتصار أو التفوق الميدانى، وهو غير مزعج حتى الآن على الأرض، ولا يغير فى ميزان قوة القوات المسلحة التى سوف تستمر فى محاولة ضرب خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع التى أصبحت من وجهة نظرى فاقدة للقيادة والسيطرة، وإن الحرب فى ولاية سنار لا يمكن قياسها بحسابات المعارك العادية، وقطع الطرق ومنع إمداد المواطنين، وهى محاولة لإيجاد منفذ حدودى ربما يؤمن الإمداد اللوجستى والبشرى، لكن من الملاحظ أن قوات الدعم السريع أصبحت تركز على المناطق الصغيرة بعد أن استعصت القواعد الكبيرة من أجل توسيع نطاق السيطرة، وتضييق الخناق على القواعد العسكرية الكبيرة، الهدف الرئيسى لقوات الدعم السريع توسيع عملياتها فى شرق البلاد والتركيز على الشريط الحدودى بعد السيطرة على إقليم دارفور، إلى إعلان حكومة موازية بعد تأمين خطوط إمداد لها، ولكن هذه التحركات عطلت الحركة على الطريق الرابط مع إقليم النيل الأزرق، والنيل الأبيض من اتجاه الشرق، فأصبح المواطن مهدداً فى معاشه، ويخشى التشريد القسرى.

عزيزى القارئ، إننى أحاول قدر استطاعتى شرح الأوضاع على الأرض لكى نعرف جميعاً كم المعاناة التى يعانيها المواطن السودانى، وكم التهديدات للأمن القومى المصرى من جراء الحرب فى السودان، وأن أطراف الحرب فى السودان ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فتقوم قوات الدعم السريع بانتهاكات شتى فى حق المواطنين، ويستهدف الجيش المدنيين بعمليات القصف العشوائى، فهو مخالف للقوانين الدولية والمحلية، كما تغلق المسارات، وتتفاقم المأساة الإنسانية، والمجتمع الدولى يدرك ذلك، ودعا إلى حل سلمى، لكن حكومة الأمر الواقع فى بورتسودان تتعنت وترفض التفاوض، وللحديث بقية

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية السودان قوات الدعم السريع إقليم النيل الأزرق قوات الدعم السریع فى السودان

إقرأ أيضاً:

الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي

كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.

وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.

وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.

وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".



وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين. 

وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان. 

وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.

كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019. 

وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية". 

فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في  حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا. 



وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.

أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017. 

ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.

مقالات مشابهة

  • السودان.. (القوة المشتركة) تحبط عملية تهريب أسلحة وعتاد لـ(الدعم السريع) من تشاد
  • الدعم السريع يستعيد السيطرة على مناطق بولاية النيل الأزرق
  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة اللكندي .. تجدد القصف المدفعي في الفاشر
  • نشطاء يكشفون مقتل العشرات رمياً بالرصاص على يد قوات الدعم السريع في السودان
  • 40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان  
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • 40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان
  • السودان: هجوم للدعم السريع يقتل 6 ويصيب 7 في النيل الأبيض”