جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@00:03:27 GMT

إلى أفق أوسع

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

إلى أفق أوسع

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

نتطلع نحن كعُمانيين وكمجتمع عربي بحت إلى التطوير بكافة الأمور المهمة التي تحيط بنا من قطاع تعليمي وقطاع تشغيلي وثقافة وفن وأدب وتصوير ورسم، وقس على ذلك الكثير، لكننا في الوقت نفسه نبحث عن نقطة الانطلاق ونقطة التحول التي تلهمنا لنكمل ذلك الإلهام نحو مزيد من التقدم والرفعة في جو مليء بالتطلعات أن تصل أعمالنا وموهبتنا لأكبر شريحة يمكن أن تستفيد منها بشكل إيجابي، ويبعث في النفس التفاؤل والطموح لمواصلة المسير إلى الإمام، وإلى النظر بمنظور أن هناك جهة وأفرادا أو مؤسسة مهتمة، وتعير هذا التحدي وهذا الشغف وهذا الإنجاز الانتباه والتحفيز والتطوير والمساعدة لإجادة العمل، أيًا كان نوعه، وأيًا كان تخصصه، وأيًا كانت أهدافه.

التصوير عالم رحب والشعر عالم أرحب وقس على ذلك مواهب عديدة بحاجة للدعم وللوقوف بجانبها من خلال توفير المستلزمات الضرورية لها وأعني بذلك التشجيع والتحفيز كدولة تقف جنبًا إلى جنب مع أبنائها بالقول والفعل والعمل إذ لا يعقل أن تموت الموهبة الفذة في مهدها وإذ لا يعقل أن يموت الفنان الناشيء قبل موعده فكما نعلم جميعاً أن الدعم هنا يشكل الدافع المحفز لجيل الشباب ووجود مؤسسة أو هيئة تعنى بهذا الجانب والوقوف مع المبدعين الشباب يجعل للإبداع رونقاً وجمالاً آخر.

والاهتمام بجيل الشباب والحرص كل الحرص على توفير كل سبل النجاح لهذا الجيل هو مطلب مهم كي يسمو به الوطن، فلنكن دولة عصرية بكل المقاييس لصنع أفق أكبر وأوسع للجيل القادم، ولماذا لا يتم دعم الشباب العماني الباحث عن عمل من الوزارت أو الشركات والمؤسسات لضم هذا الشاب المنتج بأي تخصص كان لديهم؛ فالشاعر والكاتب مطلوب في وزارة الإعلام وفي مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات؛ كونه يملك موهبة فذة في صياغة وتحليل الأمور. أما الفنان وهو المطرب الصاعد إن لم يتم دعمه من مختلف الإذاعات والتلفزيونات المختلفة داخل البلد، فكيف سنرى إبداعه وسنستمع لما لديه.

الرسام والمصور أيضًا يحملان إبداعًا مختلفًا وبحاجة لتنمية هذه الموهبة واستغلالها الاستغلال الأمثل والوقوف إلى جانبها. والأستوديوهات التي أنشأها الشباب العماني المبدع بعد أن ضخوا أموالًا كبيرة من جهد سنينهم وكدهم، بحاجة للوقوف بجانبهم من خلال استغلالها الاستغلال الأمثل، من تسجيل وتصوير ودعم مختلف، ولا يجب أن نترك الشباب المجتهد يعمل بصمت، إنما نُشركه في أعمال البلد، لنوصل له رسالة أن عمان تقف جنبًا إلى جنب مع المبدعين وجيل الشباب الواعد الذي يملك الأفكار وتنقصه الإمكانيات.

إن التطور التي تشهده البلاد؛ سواءً في القطاع السياحي أو الترفيهي يجعل من عُمان قِبلة للسياحة في ظل أجواء المنطقة الحارة، وإن ما شهدناه من تطوير في أفكار الشباب الطموح في محافظة ظفار، ينصب في رفع اسم عمان عاليًا، وما افتتاح الحديقة المائية والسيرك العالمي الذي قام به الدكتور مصعب الهنائي- والذي يُشكر على هذه اللفتة منه- إلا نموذج من شباب عمان المبدعين الطموحين، ولو كانت الإمكانيات والسيولة المالية متاحة لرأينا من هذا الوطن وشبابه إبداعًا منقطع النظير.

نحن عندما نعمل نُنجز، وعندما نُنجز نُبهِر، ولكن كل ما ينقصنا هو الدعم، فهيا بنا يا عمان كوني داعمًا لفئة الشباب من خلال الأخذ بالأفكار وتطويرها ورعايتها حتى لا تُسرق كما سُرقت منا أغلب الأمور التي قد نرى أنها بسيطة.. لكن التراث العماني هو التراث الذي لا يمكن أن نستنسخه بأي طريقة.

من هنا.. أوجه دعوة لأصحاب الشأن الاهتمام والدعم الأكبر والرعاية لفئة الشباب المنتج المجتهد، كلٌ حسب ميوله واختصاصه؛ لنبني من وطننا بنية قوية متكاملة.. معًا بيد بعضنا نولي الشباب العماني كل الدعم والتكريم والانتباه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البحار العماني أحمد بن ماجد يلتقي الملكة حتشبسوت

 

 

◄ هذه العلاقة العميقة بين عُمان ومصر، التي تمتد من عهد الملكة حتشبسوت وصولًا إلى العصر الحديث، تجد اليوم تجسيدًا لها في مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

زائر جناح سلطنة عُمان، ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، يلمسُ منذ الوهلة الأولى عُمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، وهي علاقات مُتجذِّرة ومُتجدِّدة، وهي من أقدم وأعمق الروابط التي نشأت عبر العصور.

هذه العلاقة تعود- كما تشير المصادر العُمانية والمصرية- إلى عهد المصريين القدماء (الفراعنة)؛ حيث تشير هذه المصادر إلى أن الملكة حتشبسوت، التي حكمت مصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كانت تستورد اللبان العُماني لاستخدامه في معابد الفراعنة؛ بهدف أغراض دينية وعلاجية. وقد كان اللبان العُماني يعد آنذاك من السلع الفاخرة والنادرة التي شكلت جزءًا مهمًا من الحضارة الفرعونية، وتُظهر هذه العلاقة التجارية المبكرة مدى تأثير عُمان على التجارة العالمية في تلك الحقبة. ومع مرور الزمن، استمرت هذه الروابط، وأصبحت عُمان شريكًا تجاريًا وثقافيًا هامًا لمصر، وهو ما تجسد بوضوح في مختلف العصور.

في العصر الإسلامي، يأتي دور الملاح والبحار العُماني المعروف أحمد بن ماجد، أحد أعظم البحارة العرب في العصور الوسطى، الذي ساهم بمهاراته الفائقة في الملاحة البحرية في ربط عُمان بالعالم الخارجي. من خلال رحلاته البحرية، تمكن بن ماجد من تعزيز التجارة البحرية بين عُمان ودول الشرق والغرب بالإضافة إلى الدول الأخرى عبر البحر الأحمر والمحيطات. ويُظهر هذا الترابط بين عُمان ومصر كيف أن البحر ليس فقط طريقًا للتجارة، بل جسرًا ثقافيًا بين الحضارات.

هذه العلاقة العميقة بين عُمان ومصر، التي تمتد من عهد الملكة حتشبسوت وصولًا إلى العصر الحديث، تجد اليوم تجسيدًا لها في مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب. هذه المشاركة تعتبر بمثابة جسر ثقافي يربط بين الماضي والحاضر، حيث قدمت عُمان من خلال جناحها المتميز لمحة عن تاريخها العريق، الذي يمتد عبر آلاف السنين، ويعكس الدور البارز الذي لعبته في التجارة والثقافة على مر العصور.

ومن خلال مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، استطاعت سلطنة عُمان أن تُبرز بشكل واضح هذه الروابط التاريخية والثقافية التي تجمعها بمصر، بداية من اللبان الذي كانت تستورده الملكة حتشبسوت في العصور القديمة، وصولًا إلى حضورها الثقافي اليوم الذي يعكس استمرارية هذا التراث. فقد لفت جناح عُمان الأنظار بتصميمه المتميز الذي يتيح للزوار التعرف على المقتنيات العُمانية القديمة والمخطوطات التي تعود لقرون من الزمن، تمامًا كما كانت عُمان تمثل مركزًا مهمًا للتجارة والثقافة في العصور القديمة.

كما تم عرض الموسوعة العُمانية ومطبوعات وزارة الإعلام ووزارة التراث والسياحة، إلى جانب أنشطة جامعة السلطان قابوس، التي تبرز التطور العلمي والثقافي في السلطنة. أما الضيافة العُمانية فقد كانت حاضرة أيضًا؛ حيث تم إعداد وتوزيع الحلوى العُمانية للزوار، وهي بمثابة امتداد للتقاليد العُمانية العريقة في حسن الضيافة، التي كانت جزءًا من تبادل العلاقات الثقافية والتجارية مع مصر منذ أيام الفراعنة.

وبذلك، يُمكن القول إنَّ مشاركة سلطنة عُمان في معرض القاهرة الدولي للكتاب تمثل تجسيدًا للعلاقات الثقافية والتجارية المستمرة بين البلدين على مر العصور، وقد استطاعت عُمان من خلال هذا الحدث الثقافي أن توصل رسالة فريدة عن تاريخها الغني، وتربط بين اللبان العُماني الذي كان محط اهتمام الفراعنة والتراث الثقافي الذي يعكسه جناح السلطنة؛ مما يُتيح للزوار فرصة التعرف على عمق تاريخ عُمان وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • باحث: السيسي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه بسبب تصدى لعملية تهجير (فيديو)
  • سلطنة عمان والهند تناقشان في نيودلهي فرص الاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات الحيوية
  • زيتوني : هذه هي التدابير التي تم اتخاذها لحماية القدرة الشرائية للمواطن
  • البنك المركزي العماني يكشف عن مجموعة من المبادرات الرقابية والتنظيمية المبتكرة
  • الشيخ خالد الجندي: يجب على الشباب الابتعاد عن الأمور التي تشتت التركيز وتضر بالعقل
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • البحار العماني أحمد بن ماجد يلتقي الملكة حتشبسوت
  • حرم السلطان العماني تستقبل الفنانة ماجدة رومي
  • القائمة النهاية لمنتخب الشباب في بطولة كأس آسيا التي تنطلق بعد أيام
  • دور الاتفاقيات التجارية في تنمية الاقتصاد العماني والتحديات المصاحبة