فى النقد الساخر: إبراهيم المازنى وهنرى لويس مِنكِن
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
كان إبراهيم المازنى (1889–1949) وهنرى لويس مِنكِن Henry Louis Mencken (1880–1956) شخصيتين مؤثرتين فى ثقافتهما المختلفة، ومعروفين ببراعتهما فى السخرية وتحليلهما النقدى للمجتمع. على الرغم من أنهما جاءا من أجزاء مختلفة من العالم – المازنى من مصر ومِنكِن من الولايات المتحدة – فإن أعمالهما تتشارك فى تشابهات لافتة فى النهج تجاه النقد الاجتماعى والثقافي، والأسلوب الأدبى.
وُلد إبراهيم المازنى فى القاهرة فى وقت كانت فيه البلاد تحت الحكم الاستعمارى البريطانى. تلقى تعليمه الأولى فى جامعة الأزهر ثم فى دار المعلمين فى القاهرة، مما أتاح له التعرف على كل من التقاليد الأدبية الإسلامية والغربية. تأثرت أعمال المازنى بالنهضة الفكرية والثقافية فى مصر التى سعت إلى التوفيق بين التراث العربي-الإسلامى التقليدى والحداثة والتأثير الغربى.
أما هنرى لويس مِنكِن، فقد وُلد فى بالتيمور، ميريلاند، فى فترة ما بعد الحرب الأهلية الأمريكية. نشأ فى عائلة ألمانية-أمريكية وتأثر بشدة بالثقافة واللغة الألمانية. إزدهرت مسيرة مِنكِن كصحفى وكاتب مقال خلال عشرينيات القرن الماضي، وهى فترة شهدت تغيرات اجتماعية كبيرة فى أمريكا. غالباً ما كانت أعماله تعكس التوترات فى مجتمع يتجه بسرعة نحو الحداثة، لا سيما الصراعات بين القيم التقليدية والحركات الثقافية الجديدة.
يقول إبراهيم المازنى انّنا فى عالم الأدب والفنون، نجد تجليات عميقة للإنسانية تفوق بكثير ما يمكن أن تحققه السياسة من ضجيج وصخب وانّه لو كان بوسعه أن يملأ الدنيا سروراً لفعل، فهو يشعر برثاء عظيم للبشرية.
ومن خلال نافذته الأدبية، يرى المازنى أن قيمة الأمم تكمن فى الفرد البارز، وليس فى الكتلة البشرية الكبيرة. هذا الفرد هو الذى يضفى على أمّته قيمة ومعنى، بينما تظل الجماهير مجرد كتلة بدون روح إذا خلت من البارزين (هل يمكننا أن نرى فى نظرة المازنى هنا أثرا لأفكار الفيلسوف نيتشه عن «السوبرمان»؟)
وفى سياق مشابه، يتناول الكاتب الأمريكى هربرت لويس مِنكِن مواضيع الحب والسياسة والحياة بشكل ساخر ولاذع. فهو يصف الحب بأنه مثل الحرب، من السهل أن تبدأها ولكن من الصعب جداً إيقافها. وفى مجال السياسة، يرى مِنكِن أن الهدف الرئيسى للسياسيين هو إبقاء الشعب فى حالة خوف دائم، ما يدفعهم للمطالبة بالقيادة، وذلك عن طريق خلق تهديدات وهمية لا نهاية لها.
وفيما يتعلق بحل المشكلات، يذكر مِنكِن أن لكل مشكلة معقدة حلاً يبدو واضحاً وبسيطاً، لكنه فى النهاية غالباً ما يكون خاطئاً. هذه الرؤية تعكس نظرة عميقة وساخرة للواقع الذى نعيش فيه، حيث البساطة الظاهرة قد تكون خادعة، وتؤدى إلى نتائج غير مرغوبة.
بهذه الأفكار، تجسّد كتابات المازنى ومِنكِن رؤى متنوعة للحياة والسياسة، حيث تتقاطع الحكمة مع السخرية لتقديم صورة أوضح للعالم من حولنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شملت الصور الفائزة في مسابقة مصور السفر لعام 2024 مشهدًا لفتاة تحدق لمسافة بعيدة، وشخصين من الصين يمزحان أثناء استراحة من العمل في منجم للفحم، وقطة من فصيلة "بالاس" تستلقي على الثلج بمنغوليا.
وأفاد بيان صادر عن منظمي المسابقة الأحد أنّ مجموعة الصور الفائزة الرائعة تكشف عن "رحلة بصرية لا تصدق حول العالم".
وثقت المصورة، بايبر ماكاي، هذه الصورة بكينيا.Credit: Piper Mackay/Travel Photographer of the Yearفازت المصورة الأمريكية، بايبر ماكاي، بالجائزة الكبرى لصورها ذات اللون المميز، إذ تم التقاطها باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء.
وتضفي هذه التقنية جودة رائعة على صورها الشخصية للنساء الإفريقيات، إضافةً لتصويرها الزرافات التي تعبر السهول العشبية في كينيا.
لحظة استرخاء في منجم للفحم بالصين.Credit: Raymond Zhang/Travel Photographer of the Yearأكّدت ماكاي في بيان أنّ "هذه الجائزة مكملة لشغف حياتي وعملي في جميع أنحاء إفريقيا لأكثر من عقدين من الزمن".
وأضافت أنّ فلسفتها تكمن في "عدم السماح للصورة بإملاء التجربة على الشخص، بل السماح للتجربة بإملاء الصورة دائمًا".
ونظر الحكام إلى أكثر من 20 ألف صورة قدمها مصورون من أكثر من 150 دولة قبل تتويج ماكاي بالجائزة الكبرى.
وكافأت المسابقة المشاركات الأخرى ضمن فئات فردية أيضًا.
مشهد من توثيق المصورة ماريكروز ساينز دي أجا، لقبيلة في بابوا غينيا الجديدة. Credit: Maricruz Sainz de Aja/Travel Photographer of the Yearفازت المصورة المكسيكية، ماريكروز ساينز دي أجا، ضمن فئة "الوجوه، والأشخاص، والثقافات" عن صورها التي توثّق حياة قبيلة "واوجا" في بابوا غينيا الجديدة.
عين تمساح في كوبا.Credit: Jenny Stock/Travel Photographer of the Yearفي الوقت ذاته، حصلت جيني ستوك من المملكة المتحدة على المركز الأول ضمن فئة "الحياة البرية، والطبيعة، والصور تحت الماء" بفضل صورها التي تُظهر هيبة وقسوة التماسيح في كوبا.
قط بري في منغوليا.Credit: Joshua Holko/Travel Photographer of the Yearفاز المصور الصيني، رايموند تشانغ، بجائزة مصور السفر الشاب لهذا العام بفضل صوره المثيرة للدهشة عن العمال والقطارات في منجم فحم صيني، بينما فاز ليوناردو موراي البالغ من العمر 12 عامًا ضمن فئة "الأصغر من 14" عامًا لالتقاطه الأشكال المجردة للكثبان الرملية في صحراء ناميبيا.
صورة ساحرة لكثبان صحراء ناميبيا.Credit: Leonardo Murray/Travel Photographer of the Year