بوابة الوفد:
2024-11-26@15:03:41 GMT

وداعًا مؤسس مجلة «ماجد»

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

مدرستى الابتدائية كانت فى آخر شارع شامبليون فى منطقة وسط البلد.. كانت عبارة عن قصر تاريخى مكون من طابقين.. حينما كان التعليم مجانيا لأبناء القاع من الطبقة المتوسطة التى ينتمى والدى اليها بحكم عمله كموظف فى هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية وينتسب اليه ستة من الأبناء جميعهم دخلوا المدارس وتخرجوا فى الجامعات.

. أذكر ان فصلى الدراسى فى ستة ابتدائى كان فى الطابق الأول.. حجرة واسعة ذات نوافذ طولية رشيقة بزجاجها الفاتح المطل على حديقة القصر.. سقفها مرسوم باللون الأزرق السماوى وتحيط أركان الغرفة ملائكة بيضاء بأجنحة صغيرة.. ويجاور مدرستى القصر السفارة السويسرية.. فكنا فى فسحة المدرسة نصعد سطح القصر لأتناول إفطارى المكون من سندوتش الجبنة البيضاء أو الفول وهو المتاح، فلا يوجد فى بيتنا رفاهية سندوتشات المربى والبيض، أفطر وأنا أشاهد حمام السباحة الموجود فى حديقة السفارة المليئة بالزهور البديعة الألوان.. ويواجه مدرستى نادى القضاة وبجواره مبنى نقابة الصحفيين القديم بحديقته التى حضرت فيها وأنا فى تلك المرحلة عيد ميلاد جارى وأخى هشام طه الصحفى اللامع فى صحيفة الأهرام، وابن الدكتورة عواطف عبدالرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام التى تمثل لى أستاذتى ومعلمتى فى الحياة، وقبل كل ذلك جارتى الحبيبة فى عمارات معروف التى لا يفصل بين حجرتها وحجرتنا انا وأشقائى سوى جدار، وذلك قبل انتقالها بعد وفاة والدتها تيتة بهية كما كنا ننادى عليها إلى عمارات المانسترلى فى شارع البحر الأعظم بالجيزة.

العام كان 1978 حينما حصلت على الشهادة الابتدائية وبدأت أكتشف طريقى إلى مكتبة مدبولى بميدان طلعت حرب القريب من بيتنا بعدة أمتار.. حيث حصلت بمبلغ العيدية الضخم حينها وكان ثلاثة جنيهات ونصف على ما أذكر.. وأشتريت مجلدا يضم عددا وفيرا من مجلة ميكى.. فاتسعت عيناي لعالم من البهجة والمعرفة والمرح.

مرحلة الإعدادية كانت فى مدرسة الفلكى بباب اللوق وهى أيضًا قصر تاريخى رائع.. وكانت أبلة ليلى هى أمينة المكتبة وأنا وعدد كبير من التلميذات أصدقاء المكتبة.. وأذكر أننا دعونا باسم مكتبة مدرسة الفلكى الإعدادية الكاتب الكبير ثروت أباظة الذى جاء واستمع إلى أسئلتنا البريئة التى كانت على شكل: متى ولد الكاتب الكبير؟ وأين يعيش؟ ومن من أبناء جيله من الكتاب أصدقائه؟.. كما قامت أبلة ليلى أمينة المكتبة بعمل زيارة ميدانية لنا لدار الهلال ومقابلة رئيس تحرير مجلة «سمير» ماما «لبنى» بوجهها الأموى ورشاقتها وابتسامتها التى لم تفارقها طوال جولتنا معها لمعرفة كيف يتم طباعة المجلة وسألتنا عن أمنيتانا فى المستقبل ووزعت علينا هدايا المجلة التى كانت هدايا بلاستيكية مبهرة الألوان ومغلفة على شكل مقلمة أو لعبة.

كل ما سبق مر أمام عينى كشريط سينمائى سريع الإيقاع بالأبيض والأسود، ابتسمت لم تخُنِّى الذاكرة بعد على الرغم من بلوغى الثامنة والخمسين، ثم أغمضت عينى مرة أخرى فى محاولة بائسة لاستعادة بعض مما منحته لنا الحياة أنا وأبناء جيلى من السعادة والمعرفة وتشكيل الوعى بدون مقابل مادى على الرغم من حياتنا الأسرية المتواضعة، لكنى لم أستطع هذه المرة أن أقاوم الشعور بالفقد والحزن على وفاة الكاتب الصحفى أحمد عمر، مؤسس وأول رئيس تحرير لمجلة «ماجد» الإماراتية والموجه للأطفال من سن السابعة وحتى الرابعة عشرة، عن عمر يناهز الـ85 عامًا.

حيث استطاع الكاتب الصحفى «أحمد عمر» ومعه ماما «لبنى» من خلال صفحات مجلة «ماجد» ومجلة «سمير» ان يشكلا خيال وعقول أبناء جيلى منذ أيام البراءة الأولى.

حيث تولى أحمد عمر المولود فى 25 سبتمبر 1939، وتخرج فى كلية الآداب حاملًا ليسانس الصحافة، رئاسة تحرير مجلة «ماجد» الإنجاز الأكبر فى حياته المهنية، فأصبحت المجلة بقيادته أشهر مجلة للأطفال والأكثر توزيعًا فى العالم العربي، واستمر فى إدارة تحريرها لعقود عدة، وحصد جائزة أدب الطفل قبل أن يترجل من منصبه، ويستمر فى إثراء أعدادها بقصص الشخصيات التى اشتهرت بها، كشخصيّة زكية الذكية، والنقيب خلفان، وغيرهما من الشخصيات المحبوبة والمفضلة لديهم.

سجل توزيع المجلة رقمًا قياسيًا، لم تصل إليه مجلة مماثلة من قبل، وهو 176500 نسخة فى الأسبوع، وهو رقم قياسى فى تاريخ الصحافة الموجهة إلى الأولاد والبنات، وفقًا لتقرير مؤسسة التحقق من الانتشار الدولية. وقد أشار آخر استبيان للمجلة إلى أن متوسط عدد قراء النسخة الواحدة أربعة أشخاص، أى أن عدد قراء المجلة أسبوعيًا يصل إلى 600 ألف قارئ.

توجه المجلة رسالتها أساسًا إلى الأطفال من 7 إلى 14 سنة، لكن الاستبيان الذى أجرته المجلة مؤخرًا أشار إلى أن هناك حوالى 20% من القراء أكبر من 18 سنة، ويظهر هذا أيضا من خلال مشاركات الأطفال، والكبار، وطلبة الجامعات فى بعض الأبواب التى تتيح للقراء المشاركة فيها.

أما مولد «ماما لبنى» التى ارتبط اسمها فى الأذهان بـ«مجلة سمير»، التى صدر عددها الأول فى مارس 1956، كان بالقاهرة فى 19 سبتمبر 1936 لأسرة ميسورة الحال. أنهت دراستها الثانوية والتحقت بكلية الآداب قسم الدراسات الفلسفية والنفسية. فور تخرجها، عملت بـ«دار الهلال»، لتبدأ مرحلة جديدة فى مسيرتها، بتقديم مؤلفاتها الخاصة والتى التزمت بـ«تيمة» تجمع ما بين الخيال والحقائق الواقعية. وتزينت أعمالها بأسلوب بسيط ومفردات رشيقة، ونجحت فى تقديم رسالة، وهى التوضيح لجمهور الأطفال أن العالم من حولهم غير مثالى وأنه ليس بالضرورة أن ينتصر الخير فى كل مرة، ولكن عليهم التحلى بالصفات النبيلة.

ومع مولد فكرة مجلة سمير للأطفال بين جدران دار الهلال، اتخذت «ماما لبنى» مقعدها فى ريادة العمل الصحفى الموجه إلى الأطفال، لتكون سكرتير تحريرها، ثم تولت رئاسة تحرير «سمير» بين عامى 1966 و2002. ورفعت شعار «مجلة سمير من سن 8 إلى 88»، وأتاحت الفرصة للأطفال ليكونوا مراسلين للمجلة فى باب «مراسل سمير الصحفى الناشئ» والأهم، إقناعها كبار الكتاب بالمساهمة فى المجلة، وأبرزهم الأساتذة نجيب محفوظ، وعلى أمين، وتوفيق الحكيم، وسيد حجاب.

واستعانت بالفنان الفرنسى برنى لرسم شخصية «سمير» قبل أن تضم كوكبة من الرسامين المصريين، مثل بهجت عثمان، وإبراهيم حجازى، ووصل توزيع المجلة فى عهدها إلى 200 ألف نسخة وهو الأضخم فى تاريخها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدرستى الابتدائية

إقرأ أيضاً:

سمير فرج: نتنياهو لن يوقف إطلاق النار إلا بعد القضاء على قوة حزب الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يقبل وقف إطلاق النار إلا بعد القضاء على القوة العسكرية والنيرانية لحزب الله اللبناني، موضحا أن نتنياهو سيعمل على مماطلة الأمر، والضربات الأخيرة تعطي مبررات لنتنياهو لاستمرار الحرب.

وأشار "فرج"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، إلى أن إسرائيل هددت بضرب العراق بعد أن قامت قوات الحشد الشعبي بضرب إسرائيل، مؤكدًا أن الجيش العراقي ليس لديه القدرة على السيطرة على بلده وليس لديه القدرة على منع الميليشيات من القيام بعمليات عسكرية.

وتابع: "حتى الآن مازال الأمر في حرب محلية بين قوات الاحتلال والمقاومة في غزة وجنوب لبنان، وتتحول لحرب إقليمية حال تدخل إيران في الحرب وهذا الأمر مستبعد، وإسرائيل نفسها تضرب إيران"، مشددًا على أن أمريكا لا تريد دخول إيران في الحرب مع إسرائيل وأمريكا تمنع إسرائيل من تصعيد الحرب مع إيران.

مقالات مشابهة

  • وفيات الثلاثاء .. 26 / 11 / 2024
  • الزمالك يكشف تفاصيل المؤتمر الصحفى الخاص بمواجهة بلاك بولز
  • عدد جديد من «بانيبال» يسلط الضوء على «القضية الفلسطينية في قلب الأدب»
  • سمير فرج: نتنياهو لن يوقف إطلاق النار إلا بعد القضاء على قوة حزب الله
  • كيف سيؤثر برنامج إيلون ماسك الاقتصادي على العالم؟
  • كيف سيؤثر البرنامج الاقتصادي لإيلون ماسك على العالم؟
  • المخمل يعكس رشاقة نجوى كرم (صور)
  • الثلاثاء المقبل.. مكتبة الإسكندرية تنقب في سيرة العالم الآثار «بوتي» مؤسس المتحف اليوناني الروماني
  • راشد بن حميد يشهد جلسة عن «التعاون الهندي - الإماراتي»
  • راشد بن حميد يشهد جلسة حول التعاون الهندي – الإماراتي