بوابة الوفد:
2024-09-17@09:29:55 GMT

وداعًا مؤسس مجلة «ماجد»

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

مدرستى الابتدائية كانت فى آخر شارع شامبليون فى منطقة وسط البلد.. كانت عبارة عن قصر تاريخى مكون من طابقين.. حينما كان التعليم مجانيا لأبناء القاع من الطبقة المتوسطة التى ينتمى والدى اليها بحكم عمله كموظف فى هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية وينتسب اليه ستة من الأبناء جميعهم دخلوا المدارس وتخرجوا فى الجامعات.

. أذكر ان فصلى الدراسى فى ستة ابتدائى كان فى الطابق الأول.. حجرة واسعة ذات نوافذ طولية رشيقة بزجاجها الفاتح المطل على حديقة القصر.. سقفها مرسوم باللون الأزرق السماوى وتحيط أركان الغرفة ملائكة بيضاء بأجنحة صغيرة.. ويجاور مدرستى القصر السفارة السويسرية.. فكنا فى فسحة المدرسة نصعد سطح القصر لأتناول إفطارى المكون من سندوتش الجبنة البيضاء أو الفول وهو المتاح، فلا يوجد فى بيتنا رفاهية سندوتشات المربى والبيض، أفطر وأنا أشاهد حمام السباحة الموجود فى حديقة السفارة المليئة بالزهور البديعة الألوان.. ويواجه مدرستى نادى القضاة وبجواره مبنى نقابة الصحفيين القديم بحديقته التى حضرت فيها وأنا فى تلك المرحلة عيد ميلاد جارى وأخى هشام طه الصحفى اللامع فى صحيفة الأهرام، وابن الدكتورة عواطف عبدالرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام التى تمثل لى أستاذتى ومعلمتى فى الحياة، وقبل كل ذلك جارتى الحبيبة فى عمارات معروف التى لا يفصل بين حجرتها وحجرتنا انا وأشقائى سوى جدار، وذلك قبل انتقالها بعد وفاة والدتها تيتة بهية كما كنا ننادى عليها إلى عمارات المانسترلى فى شارع البحر الأعظم بالجيزة.

العام كان 1978 حينما حصلت على الشهادة الابتدائية وبدأت أكتشف طريقى إلى مكتبة مدبولى بميدان طلعت حرب القريب من بيتنا بعدة أمتار.. حيث حصلت بمبلغ العيدية الضخم حينها وكان ثلاثة جنيهات ونصف على ما أذكر.. وأشتريت مجلدا يضم عددا وفيرا من مجلة ميكى.. فاتسعت عيناي لعالم من البهجة والمعرفة والمرح.

مرحلة الإعدادية كانت فى مدرسة الفلكى بباب اللوق وهى أيضًا قصر تاريخى رائع.. وكانت أبلة ليلى هى أمينة المكتبة وأنا وعدد كبير من التلميذات أصدقاء المكتبة.. وأذكر أننا دعونا باسم مكتبة مدرسة الفلكى الإعدادية الكاتب الكبير ثروت أباظة الذى جاء واستمع إلى أسئلتنا البريئة التى كانت على شكل: متى ولد الكاتب الكبير؟ وأين يعيش؟ ومن من أبناء جيله من الكتاب أصدقائه؟.. كما قامت أبلة ليلى أمينة المكتبة بعمل زيارة ميدانية لنا لدار الهلال ومقابلة رئيس تحرير مجلة «سمير» ماما «لبنى» بوجهها الأموى ورشاقتها وابتسامتها التى لم تفارقها طوال جولتنا معها لمعرفة كيف يتم طباعة المجلة وسألتنا عن أمنيتانا فى المستقبل ووزعت علينا هدايا المجلة التى كانت هدايا بلاستيكية مبهرة الألوان ومغلفة على شكل مقلمة أو لعبة.

كل ما سبق مر أمام عينى كشريط سينمائى سريع الإيقاع بالأبيض والأسود، ابتسمت لم تخُنِّى الذاكرة بعد على الرغم من بلوغى الثامنة والخمسين، ثم أغمضت عينى مرة أخرى فى محاولة بائسة لاستعادة بعض مما منحته لنا الحياة أنا وأبناء جيلى من السعادة والمعرفة وتشكيل الوعى بدون مقابل مادى على الرغم من حياتنا الأسرية المتواضعة، لكنى لم أستطع هذه المرة أن أقاوم الشعور بالفقد والحزن على وفاة الكاتب الصحفى أحمد عمر، مؤسس وأول رئيس تحرير لمجلة «ماجد» الإماراتية والموجه للأطفال من سن السابعة وحتى الرابعة عشرة، عن عمر يناهز الـ85 عامًا.

حيث استطاع الكاتب الصحفى «أحمد عمر» ومعه ماما «لبنى» من خلال صفحات مجلة «ماجد» ومجلة «سمير» ان يشكلا خيال وعقول أبناء جيلى منذ أيام البراءة الأولى.

حيث تولى أحمد عمر المولود فى 25 سبتمبر 1939، وتخرج فى كلية الآداب حاملًا ليسانس الصحافة، رئاسة تحرير مجلة «ماجد» الإنجاز الأكبر فى حياته المهنية، فأصبحت المجلة بقيادته أشهر مجلة للأطفال والأكثر توزيعًا فى العالم العربي، واستمر فى إدارة تحريرها لعقود عدة، وحصد جائزة أدب الطفل قبل أن يترجل من منصبه، ويستمر فى إثراء أعدادها بقصص الشخصيات التى اشتهرت بها، كشخصيّة زكية الذكية، والنقيب خلفان، وغيرهما من الشخصيات المحبوبة والمفضلة لديهم.

سجل توزيع المجلة رقمًا قياسيًا، لم تصل إليه مجلة مماثلة من قبل، وهو 176500 نسخة فى الأسبوع، وهو رقم قياسى فى تاريخ الصحافة الموجهة إلى الأولاد والبنات، وفقًا لتقرير مؤسسة التحقق من الانتشار الدولية. وقد أشار آخر استبيان للمجلة إلى أن متوسط عدد قراء النسخة الواحدة أربعة أشخاص، أى أن عدد قراء المجلة أسبوعيًا يصل إلى 600 ألف قارئ.

توجه المجلة رسالتها أساسًا إلى الأطفال من 7 إلى 14 سنة، لكن الاستبيان الذى أجرته المجلة مؤخرًا أشار إلى أن هناك حوالى 20% من القراء أكبر من 18 سنة، ويظهر هذا أيضا من خلال مشاركات الأطفال، والكبار، وطلبة الجامعات فى بعض الأبواب التى تتيح للقراء المشاركة فيها.

أما مولد «ماما لبنى» التى ارتبط اسمها فى الأذهان بـ«مجلة سمير»، التى صدر عددها الأول فى مارس 1956، كان بالقاهرة فى 19 سبتمبر 1936 لأسرة ميسورة الحال. أنهت دراستها الثانوية والتحقت بكلية الآداب قسم الدراسات الفلسفية والنفسية. فور تخرجها، عملت بـ«دار الهلال»، لتبدأ مرحلة جديدة فى مسيرتها، بتقديم مؤلفاتها الخاصة والتى التزمت بـ«تيمة» تجمع ما بين الخيال والحقائق الواقعية. وتزينت أعمالها بأسلوب بسيط ومفردات رشيقة، ونجحت فى تقديم رسالة، وهى التوضيح لجمهور الأطفال أن العالم من حولهم غير مثالى وأنه ليس بالضرورة أن ينتصر الخير فى كل مرة، ولكن عليهم التحلى بالصفات النبيلة.

ومع مولد فكرة مجلة سمير للأطفال بين جدران دار الهلال، اتخذت «ماما لبنى» مقعدها فى ريادة العمل الصحفى الموجه إلى الأطفال، لتكون سكرتير تحريرها، ثم تولت رئاسة تحرير «سمير» بين عامى 1966 و2002. ورفعت شعار «مجلة سمير من سن 8 إلى 88»، وأتاحت الفرصة للأطفال ليكونوا مراسلين للمجلة فى باب «مراسل سمير الصحفى الناشئ» والأهم، إقناعها كبار الكتاب بالمساهمة فى المجلة، وأبرزهم الأساتذة نجيب محفوظ، وعلى أمين، وتوفيق الحكيم، وسيد حجاب.

واستعانت بالفنان الفرنسى برنى لرسم شخصية «سمير» قبل أن تضم كوكبة من الرسامين المصريين، مثل بهجت عثمان، وإبراهيم حجازى، ووصل توزيع المجلة فى عهدها إلى 200 ألف نسخة وهو الأضخم فى تاريخها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدرستى الابتدائية

إقرأ أيضاً:

صدور عدد جديد من مجلة العين الساهرة وملحق الشرطي الصغير

مسقط- الرؤية

أصدرت إدارة العلاقات والإعلام الأمني بشرطة عمان السلطانية العدد  (167)  من مجلة العين الساهرة، والذي يتضمن عددًا من الأخبار الشرطية أبرزها احتفال شرطة عمان السلطانية بتخريج دفعة جديدة من الشرطة المستجدين، تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، واستقبالات معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، إضافة إلى تسليط الضوء على مشاركات شرطة عمان السلطانية على المستويين المحلي والدولي، كما يشتمل العدد إلى مجموعة من المواضيع الشُرطية المتنوعة منها تطور رُخَص السياقة في شرطة عمان السلطانية وجهود شرطة عمان السلطانية في حماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية.

وتزامنًا مع صدور العدد الجديد من مجلة العين الساهرة صدر العدد (65) من ملحق الشرطي الصغير، الذي يحتوي على عدد من الموضوعات الشيقة التي تخاطب عقل الطفل وتغرس في ذهنه مبادئ السلامة العامة.

مقالات مشابهة

  • صدور عدد جديد من مجلة العين الساهرة وملحق الشرطي الصغير
  • “المقاولون العرب” في المركز الـ91 ضمن أكبر شركات العالم
  • عدد جديد من مجلة العين الساهرة
  • من بينهم إيمان أبو طالب ولميس الحديدي.. إعلاميون وسياسيون وفنانون في حفل وداع متحدث الخارجية
  • في أسبوعها الثالث.. تامر عاشور يجتاز المليوني مشاهدة بـ "وداع وداع"
  • مجلة القافلة تحتفي بحضور الإبل الثقافي في حمى نجران
  • روائي الحرب..رحيل اللبناني إلياس خوري عن 76 عاماً
  • اتفاق أممي تونسي على ضرورة الاستقرار في ليبيا
  • 4 أسباب تدفع بايدن لتجاهل "الخطوط الحمراء" مع روسيا
  • مجلة منبر الدفاع الإفريقي: قرابة مليار دولار مساعدات أميركية إلى ليبيا