هاريس تبدأ جولة انتخابية في بنسيلفانيا
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
بدأت كامالا هاريس، اليوم الأحد، جولة انتخابية متنقلة في حافلة في ولاية بنسيلفانيا، عشية انطلاق المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي الذي سيسمّيها رسميا مرشحته للانتخابات الرئاسية الأميركية.
ومنحت هاريس زخما لحملة الحزب منذ إعلان الرئيس جو بايدن أواخر يوليو الماضي انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض.
تأمل نائبة الرئيس الأميركي تعزيز هذا الزخم بجولتها في إحدى الولايات المتأرجحة والحاسمة في نتيجة الانتخابات التي ستواجه فيها الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، الساعي للعودة إلى البيت الأبيض.
بعد هذه الجولة، تتوجّه هاريس إلى شيكاغو حيث يتوقع أن تلقى ترحيبا حارا من الديمقراطيين المستبشرين بالتقدم الذي تحققه في استطلاعات الرأي.
وأظهر استطلاع لصحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "إيه بي سي" ومركز "إيبسوس"، نُشرت نتائجه اليوم الأحد، تقدّما ضئيلا لهاريس على ترامب في صفوف الناخبين المسجلين، على مستوى البلاد، في حين كان استطلاع أجرته الجهات نفسها قبل شهر يشير إلى تنافس على أشده بين الرئيسين الحالي قبل انسحابه والسابق. أخبار ذات صلة بنسلفانيا تشهد تجمعات انتخابية لترامب وكامالا هاريس هاريس تتقدم على ترامب في استطلاعات الرأي المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كامالا هاريس حملة انتخابية
إقرأ أيضاً:
موجة انتخابية تطيح بزعماء بارزين في 2024.. ما الأسباب؟
قالت نغاير وودز، أستاذة الحوكمة في جامعة أكسفورد، إن عام 2024 شهد الإطاحة بسياسيين من مناصبهم في جميع أنحاء العالم، أو عزلهم قسراً من السلطة.
أصبح ميشال بارنييه أول رئيس وزراء فرنسي يُطاحُ به عن طريق تصويت بحجب الثقة
موجة إطاحات حول العالم
وأضافت وودز، في مقالها بموقع "معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي": "كانت موجة الإطاحة بالحُكام الراسخة أقدامهم على مستوى العالم مذهلةً. ففي مارس (آذار) الماضي، تَعرَّض الرئيس السنغالي ماكي سال لهزيمة ساحقة، بعد محاولته الفاشلة تأجيل الانتخابات الرئاسية.
وفي يونيو (حزيران)، فقدَ المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي حكم جنوب إفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري، أغلبيته لأول مرة منذ 3 عقود، مما أجبر الحزب على تشكيل حكومة ائتلافية. وفي الشهر ذاته، فقدَ حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أغلبيته البرلمانية أيضاً.
For the first time since WWII, every governing party facing election in a developed country this year lost vote share, via @jburnmurdoch
2024 Democrats are the red dot.
Absolutely critical context to any postmortem. pic.twitter.com/N6a6L0Pou8
واستمر هذا الاتجاه خلال فصلي الصيف والخريف. وفي يوليو (تموز) الماضي، فازَ حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية بفارقٍ كبير، فأسدلَ بذلك الستار على حكم حزب المحافظين الذي استمر 14 عاماً. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فقدَ الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الياباني إيشيبا شيجيرو، أغلبيته لأول مرة منذ عام 2009.
ومطلع الشهر الجاري، أصبح ميشال بارنييه أول رئيس وزراء فرنسي يُطاحُ به عن طريق تصويت بحجب الثقة منذ عام 1962. وبعدها بأيامٍ قليلة، خسر المستشار الألماني أولاف شولتس تصويتاً على الثقة، مما مهّد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة، في حين أقالَ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وزير ماليته، مما دفع بلده إلى حالة من عدم اليقين السياسي.
وأُطيحَ بقادة راسخين آخرين بسبب الانتفاضات الشعبية. ففي أغسطس (آب) الماضي، فرَّت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة من بلدها على متن مروحية عسكرية بينما اقتحم المتظاهرون مقر إقامتها الرسمي. وفي تلك الأثناء، اضطر الرئيس السوري بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا، بعد انهيار نظامه مع نهاية العام.
وتساءلت الكاتبة: لماذا يخسر أصحاب المناصب العليا مناصبهم؟ من بين التفسيرات المحتملة وسائل التواصل الاجتماعي. أثبتت الدراسات أن زيادة الوصول إلى شبكة الإنترنت غالباً ما تقوِّض الثقة في الحكومات وتُعمِّق الاستقطاب السياسي. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أصبح الناخبون المؤيدون للحزبين الديمقراطي والجمهوري أكثر استقطاباً، إذ أصبح كل طرف أكثر تشبثاً بمواقفه الحزبية.
In 2024, a global anti-incumbent election wave | @NgaireWoods | https://t.co/A3wqM7wSSL pic.twitter.com/lfIMTygRb8
— ASPI (@ASPI_org) January 7, 2025
تُعزِّز وسائل التواصل الاجتماعي الروابط بين الذين يستهلكون محتوى متشابهاً، مما يُعزِّز بدوره وجهات نظرهم العالمية ويُضخِّم التأثير النفسي المعروف باسم "الامتثال" أو "التوافق الاجتماعي". وتعمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي عمل مكبرات الصوت القوية للرسائل البسيطة والمشحونة عاطفياً، مما يجعل هذه المنصات أرضاً خصبة لنظريات المؤامرة وبث الخوف.
ولكن، في حين أنّ الأدلة الأولية تشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز الدعم للشعبويين اليمينيين المتطرفين، تُظهر نتائج الانتخابات الأخيرة أن هذا ليس كافياً دائماً للوصول إلى السلطة. ففي المكسيك وإسبانيا واليونان وأيرلندا وبريطانيا واليابان وجنوب إفريقيا، كان الفوز حليفَ الحكام أو الأحزاب الرئيسة الأخرى، ولو أن الضعف نالها إلى حدٍ كبير.
ولذلك، فإن أحد الدروس المُستفادة من هذا العام الانتخابي التاريخي هو أنَّه على الحكومات أن تتعلم كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ أكثر فعالية وتأثيراً. ومن المنطلقات الممتازة التعاطي مباشرةً مع مخاوف الناخبين.
ومن النقاط الرئيسة الأخرى أنه لاستعادة الثقة، يتعين على القادة التركيز على النمو الاقتصادي وتمكين المواطنين. وتسلط دراسة شاملة أجريت عام 2022 حول الاقتصاد السياسي للشعبوية الضوء على أدلة قوية تُثبت أنَّ الظروف الاقتصادية، مثل ارتفاع معدلات البطالة وخفض الإنفاق الاجتماعي، لها تأثير عميق في نظرة الناس إلى الحكومة.
ويساعد ذلك على تفسير السبب وراء قرار الناخبين في إسبانيا واليونان في عام 2023، وفي أيرلندا هذا العام إعادة انتخاب القادة الحاليين، في حين نبذ الناخبون الفرنسيون الحزب الحاكم. في عام 2022، شهدَ اقتصاد إسبانيا نمواً بنسبة 5.7% ونما اقتصاد اليونان بنسبة 6.2%.
وعلى النقيض من ذلك، ففي ألمانيا، حيث ستُجرَى انتخابات مبكرة، بعد أن خسرت الحكومة تصويتاً في البرلمان، تقلَّصَ الاقتصاد بنسبة 0.3% عام 2023 ومن المتوقع أن يتراجع بنسبة 0.1% عام 2024. وقد كان أداء فرنسا أفضل قليلاً، إذ من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.1% العام الجاري، بعد أن نما بنسبة 0.9% في عام 2023.
وإلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي على المدى القصير، يتعين على القادة السياسيين النظر في المستقبل الذي يقدمونه لمواطنيهم. وتقتصر خطط كثير من السياسيين وصناع السياسات على دورات الميزانية السنوية وينصب تركيزها إلى حدٍ كبير على التخفيضات والاقتطاعات.
وفي الوقت ذاته، تضف الكاتبة، يحتاج الناخبون—الذين يواجهون ارتفاع تكاليف المعيشة، وترشيد الإنفاق في أعقاب الجائحة، وشعوراً واسع النطاق بأنهم فقدوا السيطرة على حياتهم—إلى قادة يمنحونهم أسباباً تدعوهم للأمل.
وتابعت الكاتبة: لا ينبغي أن تكون القيود المالية عذراً للعجز عن تصور مستقبلٍ أفضل. لقد وُضِعَت الخطوط العريضة لبعض المبادرات الحكومية الأكثر جرأة في أوقات الضائقة الاقتصادية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك "الصفقة الجديدة" للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في ثلاثينات القرن الماضي، ودولة الرفاهية في بريطانيا بعد الحرب العالمية، والطفرة في البنية التحتية التي شهدتها دبي بعد عام 1958، والتطور السريع لسنغافورة بعد عام 1959.
وأكدت الكاتبة ضرورة أن يستلهم القادة السياسيون أفكارهم من هذه البرامج الجريئة، وأن يكونوا أكثر طموحاً في معالجة الأسباب الجذرية لأسباب خيبة أمل مواطنيهم.