الأسبوع:
2025-01-05@05:05:47 GMT

فتاوى التكفير الإخواني في ملف "اقتحام قسم حلوان"

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

فتاوى التكفير الإخواني في ملف 'اقتحام قسم حلوان'

في التاسعة من صباح الأربعاء الرابع عشر من أغسطس عام 2013، كانت هتافات المئات من أعضاء جماعة "الإخوان" الإرهابية وحلفائهم ترتفع في محيط ديوان قسم شرطة حلوان بالقاهرة وتصرخ بشعارات: "بالروح بالدم نفديك يا إسلام.. الله أكبر.. إسلامية إسلامية"، وصرخ أحدهم مبشرًا بنجاح مخططهم: "القسم وَلَّع.. القسم وَلَّع"، بينما صاح آخر: "يا جماعة، نحتاج ذخيرة آلي.

. اللي يعرف يجيب ذخيرة آلي يجيب".. وتكررت صيحات التهديد وأصوات طلقات نارية، كما ظهر في فيديوهات توثيق جرائم "الإخوان" المرفقة بملف القضية رقم 8280 لسنة 2014 جنايات حلوان، المقيدة برقم 888 لسنة 2014 جنايات كلي جنوب القاهرة.

كانت البداية بمعلومات وردت إلى أجهزة الأمن تفيد بأن قيادات التنظيم الإخواني عقدت لقاءات تنظيمية في الحادي عشر من أغسطس 2013، وتم الاتفاق خلالها على الإجراءات التصعيدية التي ستقوم بها جماعة "الإخوان" بعد فض اعتصاميْ "رابعة والنهضة". وصدرت تكليفات من تلك القيادات إلى مسؤولي الجماعة في العديد من المحافظات، ومن بينها القاهرة، بتنفيذ أعمال شغب في مختلف الميادين، واقتحام بعض أقسام الشرطة، وحصار المؤسسات العامة وتعطيلها، وإحداث حالة من الفوضى في البلاد.وكان قسم شرطة حلوان من بين الأهداف الرئيسية في المخطط الإرهابي.

بدأ تنفيذ التكليفات الإخوانية في التاسعة من صباح الرابع عشر من أغسطس، وأعلنت الجماعة الإرهابية وحلفاؤها في جنوب القاهرة النفير العام، وتدفق مئات المسلحين على محيط قسم شرطة حلوان، وسجلت كاميرات المراقبة وأجهزة الهاتف وقائع الأحداث الدامية، وكان عدد من أعضاء التنظيم الإرهابي يستخدمون أجهزة الهاتف لإرسال مشاهد "الجهاد" إلى إحدى القنوات لإذاعتها في تغطية حية لرفع الروح المعنوية في نفوس مجموعات أخرى تنفذ ذات المخطط في عدد من المحافظات، وشاركت أعداد كبيرة منهم في ترويج الصور والفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول هذه المشاهد فيما بعد إلى سطور في حيثيات الحكم بإعدام بعضهم وسجن آخرين.

أكد تقرير اللجنة الفنية، التي تشكلت بقرار من محكمة جنايات القاهرة لتفريغ الاسطوانات والفلاشات المرفقة بالتحقيقات، أن عددًا من المتهمين أقروا بأن الصور التي ظهرت في الفيديوهات تعود لهم. كما أثبتت اللجنة أن الفيديوهات والصور لم تتعرض لعمليات مونتاج تُغير من حقيقة محتواها.

وكشفت المشاهد الأولى المرفقة بملف القضية أن اثنين من العناصر الإخوانية كانا يركبان دراجة نارية، ويسير بجوارهما أشخاص يحملون أسلحة آلية، بينما كان أحدهم ملثمًا. وظهرت مجموعة أخرى تقوم بتكسير رصيف المشاة، وآخرون يعدون زجاجات المولوتوف للإشعال قبل إلقائها على قسم الشرطة.

وفي أحد المشاهد، يظهر شاب يطلق النار وسط مجموعة من المتظاهرين ثم يجري إلى الخلف، بينما يأتي صوت يقول: "الله أكبر عليك يا ولد". ويردد آخرون: "الله أكبر.. الله أكبر".

في مشهد آخر، يقف متظاهرون، بعضهم ملثم، خلف ساتر من الطوب يقذفون الحجارة والمولوتوف صوب ديوان القسم، ويطلقون الأعيرة النارية مرددين: "الله أكبر.. الله أكبر"، وظهر حريق في عدة أماكن، كما ظهر آخرون أعلى عمارات ومبانٍ قريبة من القسم.

ثم ظهر في مشاهد تالية عدد من رجال الشرطة وهم يحاولون منع الإرهابيين من اقتحام القسم، وكان أحدهم يقول: "بيضرب منين ده؟.. هم بيضربوا من أي عمارة؟". ويضيف آخر: "البرج ده هو اللي بيضربوا منه". في مشهد آخر، يظهر شخص يقف في بلكونة ويطلق النار على رجال الشرطة، ويقول صوت ثالث: "ده اللي بيضرب نار على قسم الشرطة". ويقاطعه صوت حزين: ".. وأصاب أربعة لحد دلوقت". في مشهد لاحق، يظهر مسلح يطلق النار، وآخر يستخدم الطوب في الهجوم على رجال الشرطة. ثم يتقدم آخرون ويشعلون النيران في إطارات السيارات.

وتتوالى مشاهد المتظاهرين في محيط القسم وهم يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا إسلام.. الله أكبر.. إسلامية إسلامية.. تكبير". ويقول أحدهم: "دول رجالة ميه ميه.. رجال الإخوان". وتنقطع الأصوات بأصوات أعيرة نارية.

وأكد التقرير الفني أن جميع الفيديوهات سُجلت في محيط قسم شرطة حلوان بتاريخ الرابع عشر من أغسطس 2013. وأثبت الفحص أن الاسطوانات والفلاشات تحتوي على سبع وسبعين صورة، جميعها من موقع الحادث، بعضها موجود في مشاهد الفيديوهات.

من جرائم الإخوان وحلفائهم

وبمعاينة الشوارع المؤدية إلى قسم حلوان، تبين أنها هي ذاتها التي شهدت الأحداث الدامية. كما أثبتت المعاينة آثار خلع الطوب وتكسير الأرصفة، بالإضافة إلى العمارة التي استخدمها أعضاء "الإخوان" في إطلاق الرصاص على رجال الشرطة. وأثبت التقرير أن جميع الأماكن مطابقة لما ظهر في مقاطع الفيديو.

وقال العقيد مصطفى أحمد علي ياسين، مأمور قسم شرطة حلوان في شهادته أمام النيابة العامة أنه أثناء تواجده بقسم شرطة حلوان وردت إليه معلومات بتوافد عناصر "الإخوان" للهجوم على القسم فأمر بتعيين الخدمات اللازمة لتأمينه وفوجئ بتجمهر ما يزيد على ألف شخص حاصروا القسم من جميع الاتجاهات وبدأوا في رشق القوات بالحجارة والزجاجات الحارقة وأطلقوا الأعيرة النارية فتعاملت معهم القوات بالقدر الملائم من القوة حتى وصل دعم من قوات الأمن والقوات المسلحة، وأكد شهود العيان والمصابون أن الاشتباكات استمرت نحو اثنتيْ عشرة ساعة في إصرار من العناصر الإخوانية علي عدم مغادرة موقع الأحداث قبل تنفيذ مخططهم الإرهابي. وأسفر عن استشهاد ثلاثة من رجال الشرطة وثلاثة مواطنين تصادف وجودهم في مكان الحادث وإصابة تسعة عشر آخرين، بينهم حالات إصابة بعاهات مستديمة وبتر في الأطراف، وإتلاف وتخريب مكاتب ديوان القسم وعدد من سيارات الشرطة والمواطنين.

وفي جلسة الثلاثاء العاشر من أكتوبر 2017، أصدرت محكمة جنايات القاهرة أحكامًا بالإعدام شنقًا لسبعة من المتهمين بالإعدام والسجن المؤبد لخمسين آخرين، والسجن المشدد سبع سنوات لعشرة متهمين، وخمس سنوات لثلاثة آخرين، وفي جلسة السبت السادس من يونيو 2020، قضت محكمة النقض بتأييد حكم الجنايات ورفض الطعون المقدمة من المحكوم عليهم حضوريًا.

كان اقتحام قسم شرطة حلوان صفحة من آلاف الصفحات السوداء في تاريخ جماعة إرهابية غرست في عقول أعضائها وتابعيها فتاوى دفعتهم إلى الاعتقاد بأنهم "فئة مؤمنة خرجت لقتال جنود فرعون وأولياء الطاغوت". وخُيل إليهم من ضلالهم أن القتل وسفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة ونشر الفوضى والرعب بين الناس هو "عين الجهاد في سبيل الله". وما زلنا نسمع مظلومياتهم الموسمية الكاذبة المتكررة في شهر أغسطس من كل عام، وهي خيرُ شاهد على أنهم فئة مارقة ضَلَّ سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قسم شرطة حلوان رجال الشرطة الله أکبر عدد من

إقرأ أيضاً:

كلنا شرطة.. أهمية الدور وتميز الأداء

«إن مهمة الشرطي صعبة ولكنها مفخرة»... لقد كانت هذه الكلمات الخالدة للسلطان الراحل - طيب الله ثراه- بمثابة تعبير عن أهمية العمل الشرطي وساهمت في تشكيل شرطة عمان السلطانية كقطاع أمني حيوي يصون مقدرات البلد ويحافظ على النسيج الأمني الداخلي، وبعد مرور 54 عاما على عمر النهضة المباركة يتضح جليا أهمية الدور الأمني المناط بهذه المؤسسة الشرطية الفتية والذي لم تقتصر أبعاده على الأدوار القانونية (الضبط الإداري والقضائي).

وقد ساهم الاهتمام السامي لجلالة القائد الأعلى السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - بشرطة عمان السلطانية من خلال الدعم المتواصل والمستمر بتطوير وتحديث إمكانيتها وقدراتها البشرية والتجهيزية في تمكين جهاز الشرطة من تحقيق التوازن المطلوب لمعادلة الأمن والتنمية عبر مسارات النهضة العمانية، وذلك إيمانا من القائد الأعلى بأن الأمن هو المحرك الحقيقي للتنمية والداعم لها والمؤكد على استقرارها وازدهارها وديمومتها. لذلك يتضح للمتابع لأدوار شرطة عمان السلطانية (من مواطن أو مقيم) أن العمل الشرطي متنوع في أنشطته ومجالاته وأن تميز الأداء الشرطي كان نتيجة لعمل قيادي منهجي يرتكز على أسس ومحاور متعددة من بينها:

أولا: الإخلاص لله والوطن والسلطان كشعار حياة وعمل يحفز على أداء محترف ومنضبط يركز على إدارة وتوظيف الموارد بشكل يحقق النتائج والغايات والأهداف المنشودة في مختلف قطاعات العمل الشرطي، فرجل الشرطة هو واجهة مشرقة لدولة القانون وتفاعله مع الجمهور يجعله تحت المجهر أثناء أدائه لواجبه أو في حياته الشخصية، ما يتطلب منه أن يكون قدوة حسنة في تقيده والتزامه وبعده عن مواطن الشبهات والمحظورات بما يمكنه من استخدام الصلاحيات التي منحها له القانون في اتخاذ الإجراءات والتدابير لمنع وقوع الجريمة وضبط ما يقع منها وملاحقة مرتكبيها والخارجين عن القانون.

ثانيا: الشراكة مع المجتمع من خلال إطلاق قيادة شرطة عمان السلطانية لشعار «كلنا شرطة» ليعكس فلسفة جهاز الشرطة في مشاركة المجتمع بأفراده وهيئاته ليقوموا بأدوارهم في تحقيق الأمن والاستقرار مع التركيز على المعالجة المشتركة لبعض الظواهر السلبية في السلوكيات والتصرفات التي تبرز مع التطور العمراني والمجتمعي والانفتاح على العالم، والتي لم تعد تستطيع مناهج التعليم وقدرات الأسر التعامل معها، ما يتطلب وضع رؤية اجتماعية مشتركة وهنا جاء اهتمام جهاز الشرطة بالمسؤولية الاجتماعية والانتقال من العمل الاجتماعي التطوعي البسيط إلى المسؤولية الاجتماعية المشتركة مع الأفراد ومؤسسات القطاعين العام والخاص، على سبيل المثال استراتيجية سلطنة عمان لتعزيز السلامة المرورية أكدت أهمية الترابط بين الشرطة والمجتمع للحد من حوادث المرور وأثبتت أهمية التعاضد والترابط بين الجميع لمواجهة أخطار الحوادث مجسدة قول المصطفى عليه الصلاة والسلام «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

ثالثا: تطوير موارد جهاز الشرطة البشرية بوضع خطط التدريب والتطوير لتحسين أدائها والارتقاء بمهاراتها وقدراتها، المبنية على وجود تحليل صحيح للاحتياجات التدريبية المرتبطة بالأداء ومتطلباته والعمل على وضع مسارات تدريبية لكافة المنتسبين وتنفيذها حسب الخطط الموضوعة.

رابعا: الالتزام بقيم الانضباط وروح العمل الجماعي والمبادرة، فهذه الجوانب تشكل أساس الأداء الشرطي ويعتبر الالتزام بها من عوامل نجاح منتسبي جهاز الشرطة في أداء مختلف المهام والواجبات، فالعمل الشرطي بطبيعته يحتاج إلى كوادر لديها خصائص وسمات شخصية وسلوكية متميزة يواكبها استعداد نفسي وذهني يدفع المنتسب إلى التميز في الأداء والسلوك، ما يمكنهم من خدمة الجمهور والاحتفاظ بعلاقة إيجابية وفاعلة معهم.

خامسا: الاستفادة من مخرجات التقنية وتكنولوجيا المعلومات في تمكين شرطة عمان السلطانية من التميز في تقديم خدمات متقنة وذات قيمة مضافة للجمهور، فقد شكلت النظم التقنية عاملا معززا في تحسين وتجويد مخرجات العمل الشرطي وتطوير إجراءاته مشكلة بذلك بنية إدارية وتنظيمية وتقنية قابلة للانسجام والتناغم في منظومة الحكومة الإلكترونية كتطبيق استراتيجي حكومي.

إن تجربة شرطة عمان السلطانية في التميز بالأداء الأمني وجودة خدماتها خلال العقود الماضية ساهمتا بتحقيق مفهوم متكامل للتنمية والأمن في سلطنة عُمان وكانتا عاملا مهما في نجاح التجربة التنموية العمانية بتحقيق أهدافها وغاياتها الإستراتيجية، وبلا شك فإن الاحتفال بيوم شرطة عمان السلطانية يشكل فرصة لقيادة هذه المؤسسة ومنتسبيها لمراجعة وتقييم المنجزات وتجديد العهد على المضي قدما في تطوير القدرات والإمكانيات كجنود أوفياء لقائدهم الأعلى - حفظه الله - ولعقيدتهم العسكرية العمانية الراسخة.

د. خالد بن سالم الحمداني كاتب عماني

مقالات مشابهة

  • قرار قضائي حول حريق محول كهربائى فى حلوان
  • كلنا شرطة.. أهمية الدور وتميز الأداء
  • واقعة مثيرة بدوري القسم الرابع.. اعتداء على حكم مباراة شرق حلوان والمصري
  • شرطة عُمان السلطانية.. درع الوطن وسراج الأمن
  • اتفقا على سهرة محرمة بـ 2000 جنيه.. تفاصيل تصوير وسرقة مراهق بالوراق
  • القبض على المتهم بتصوير طالب أثناء ممارسة الشذوذ معه في الوراق
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • «الداخلية» تكشف عن المتورطين في ترويج «فيديوهات خطف الأطفال»
  • شرطة كوريا الجنوبية تداهم مطار موان ضمن التحقيقات في أكبر كارثة جوية
  • تعز.. الشرطة تضبط متهما في جريمة قتل