مخاطر تواجد القواعد الأمريكية في المنطقة
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
تمكنت أمريكا خلال الثلاثين سنة الأخيرة من نشر قواعدها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تنتشر تلك القواعد في الكثير من البلدان العربية، فمنها ما هو شرعي عن طريق التنسيق بين أمريكا وتلك البلدان جرَّاء أحداث سياسية عارضة في المنطقة، ومنها ما هو غير شرعي على غرار القواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا وعلى رأسها قاعدة «التنف» التي تحتوي على منظومة صواريخ، وذلك عندما تمكنت أمريكا من دخول سوريا مع قوات التحالف الدولي بحجة مكافحة الدولة الإسلامية، وبدون موافقة من السلطات السورية.
إن وجود تلك القواعد في منطقتنا العربية بجانب القواعد الأمريكية الإقليمية المحيطة بالمنطقة كتلك الموجودة في كل من: قبرص، مالطا، اليونان، تركيا، وغيرها من الجزر بالبحر المتوسط، يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي العربي، وبسبب شعور بعض البلدان العربية بتلك المخاطر تقدَّم العراق بأكثر من مطالبة للسلطات الأمريكية بخروج قواتها من العراق دون جدوى. كما أن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا، يتنافى مع معاهدات الأمم المتحدة المتعلقة بمنع التدخل في شئون الدول وانتهاك سيادتها، وبالتالي فإن تدخلات أمريكا السافرة وغير المشروعة في تلك البلدان يمثل مخالفة من جانبها لهذه المعاهدات. وللتدليل على وجود تلك القواعد في البلدان العربية ومحيطها يمكن لأي فرد الدخول على برنامج «flight radar 24» ليُفاجأ بحركة طائرات التجسس التابعة للقوات الجوية الأمريكية التي لا ينقطع دورانها وطيرانها حول منطقتنا العربية وكشف كامل أجوائها وتحركاتها، كما يمكن أيضًا الدخول على «Google Earth» لمشاهدة حجم الترسانة العسكرية الأمريكية المتطورة داخل تلك القواعد.ولا يتوقف حجم القواعد والوجود العسكري الأمريكي عند هذا الحد، بل إنه يمتد لوجود أحدث الأساطيل والغواصات الحربية التي لا ينقطع وجودها وتزاورها في المياه المحيطة بدول المنطقة، وبخاصة بعد عملية طوفان الأقصى في غزة، ومدى ما قدمته أمريكا لإسرائيل في تلك الحرب الوحشية، واستعداد أمريكا للتدخل بحيلها وأباطيلها والدخول في حرب مع أي دولة من دول المنطقة.
إن هذا الوجود الأمريكي قد ضمن لأمريكا حق التنقل البري والبحري والجوي في منطقتنا، بل والقيام بالمناورات العسكرية وباستخدام المجال الجوي لبلداننا من خلال استخدام المطارات والموانئ، وحق التزود بالوقود وغيرها من الخدمات التي تضمن للقوات الأمريكية حرية التنقل والحركة، ومن ثمّ التجسس على المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية الغربية وعلى رأسها خدمة وحماية أمن إسرائيل.
ومع تلك المخاطر التي تحدق بالمنطقة العربية فلا بد من اتخاذ تلك البلدان الخطوات الجريئة انطلاقًا من حرصها على أمنها القومي وسيادتها لمطالبة أمريكا بالخروج من أراضيها وتفكيك تلك القواعد فورًا وعلى غرار الخطوات الجريئة التي قامت بها بلدان إفريقية مؤخرًا، حرصًا على سلامة الأمن القومي العربي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تلک القواعد
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: اتجاه كبير تقوده أمريكا لإنهاء وجود أذرع إيران في المنطقة
قال العميد خالد حمادة، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن التصعيد الإسرائيلي على لبنان، لم يعد في نطاق الجنوب، لكنه امتد إلى البقاع والطريق الذي يصل بيروت بالبقاع، وغيرها من الأهداف.
انتهاكات الاحتلال لا تتوقف| الكنيست يقر قانونا بترحيل الفلسطينيين واحتجاز الأطفال.. وخبير: إساءة لحقوق الإنسان 110 غارات وتوسيع عمليات.. جيش الاحتلال يواصل ارتكاب جرائمهم
وأضاف «حمادة» خلال مداخلة مع الإعلامية نهى درويش بقناة «القاهرة الإخبارية»: "هذا التصعيد لم يتغير وإن بدا أحيانا نوعا من الهدوء لبعض أيام أو ساعات، ولكن الهجمات الإسرائيلية أصبحت جزء من الحياة اليومية لللبنانيين".
وتابع، أن هناك اتجاه كبير تقوده أمريكا لإنهاء وجود أذرع إيران في المنطقة، وهناك التباس في الموقف الإيراني الذي يحاول الاختباء خلف جبهات تقودها بالوكالة.