القرارات التى أصدرها وزير التربية والتعليم منذ أيام بين حذف مواد، وإضافة أخرى وتخصيص مقررات للنجاح والرسوب فقط، واعتماد خطة لإعادة هيكلة المرحلة الثانوية بداية من العام الدراسي المقبل والذى سيبدأ فى الحادى والعشرين من سبتمبر المقبل، هى قرارات أثارت الكثير من الجدل سواء بين المختصين بالعملية التعليمية، وغير المختصين، وكذلك أولياء الأمور.
الخطة تبدأ من الصف الأول الثانوي حيث يدرس الطلاب 6 مواد أساسية، وذلك بدلاً من 10 مواد بالعام الماضي، على أن تكون اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب، ولا يتم إضافتها للمجموع، ويطبق منهج العلوم المتكاملة للمرة الأولى بدلاً من منهجي الكيمياء والفيزياء، وإعادة تصميم مادة الجغرافيا لتلغي من الدراسة فى الصف الأول الثانوي، وتصبح مادة تخصص للشعبة الأدبية فى السنة التالية.
أما فى الصف الثاني الثانوي فيدرس الطلاب 6 مواد بداية من العام الدراسي القادم، وذلك بدلاً من 8 مواد بالعام الماضي، وفى الصف الثالث الثانوي يدرس الطلاب 5 مواد بداية من العام الدراسي المقبل، وذلك بدلاً من 7 مواد بالعام الماضي.
النظام الجديد للمرحلة الثانوية، الذى سيخفف بالطبع العبء على الطلاب وأولياء الأمور فتح الباب لـ"مناحة" نصبها أباطرة الدروس الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من المدرسين الذين تم حذف أو ضم المواد التى يدرسونها إلى المواد غير المضافة للمجموع، وتابعنا الجدل الكبير بين المتابعين والذين اعتبروها فرصة، لتفريغ شحنة الغضب من استنزاف جيوبهم خلال السنوات الماضية.
ولعلنا نتذكر ما قلناه من قبل وما كان يحدث من أن الإنفاق على الدروس الخصوصية لطالب الثانوية العامة، هو إنفاق من نوع خاص، وفى المتوسط ينفق الطالب حوالى أربعة آلاف جنيه شهريًا، وهو مبلغ لا يُستهان به بالنسبة لغالبية الأسر، ويستغل أباطرة الدروس الخصوصية سنويًا هذا الحدث لاستنزاف جيوب أولياء الأمور حتى تعدى إجمالي ما ينفق على الدروس الخصوصية خلال العام الدراسي الواحد ما يزيد على عشرة مليارات جنيه سنويًا، وبالطبع كلنا شاهدنا واقعة المدرس الذى استأجر صالة ألعاب رياضية وجمع فيها عددًا كبيرًا من الطلاب تجاوز الآلاف، قبل أن تلقي السلطات القبض عليه، وهو مشهد كنا نراه كل عام.
فى هذه المساحة قلت من قبل.. إلى السادة القائمين على أمر امتحانات الثانوية العامة.. رفقًا بأولياء الأمور وكفاكم تعقيدًا، وذلك لما كنت أتابعه من مشاعر خوف ولهفة وقلق على وجوه أولياء الأمور المنتظرين تحت أشعة شمس يوليو الحارقة خارج لجان امتحانات الثانوية العامة، وكذلك الانهيار والبكاء الذى يصيب الطلاب عقب كل امتحان صعب، ناهيك عن مشاعر الحزن عقب إعلان النتائج، والتى كثيرًا ما تأتي مخيبة للآمال وما يتبعها أحيانًا من حالات انتحار وفقدان لفلذات الأكباد.
نتمنى أن يخفف النظام الجديد عن الطلاب الحشو فى المناهج، والتشتيت بين مواد مكدسة بتفاصيل كثيرة لا يستفاد منها الطالب، كما نتمنى أن يكون طوق لنجاة لأولياء الأمور الذين استنزفتهم تكاليف الدروس الخصوصية، ونتمنى أيضًا أن يتم التركيز على المعلومات التى تساهم فى توسيع مدارك الطلاب وزيادة وعيهم.. ونتمنى أن يكون النظام الجديد ملاذًا لوداع هموم الثانوية العامة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدروس الخصوصیة الثانویة العامة العام الدراسی
إقرأ أيضاً:
معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يناقش الدروس والعبر من غزوة بدر
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة ثقافية بعنوان «يوم بدر: دروس وعبر»، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف.
شارك في الندوة فضيلة الشيخ يوسف عثمان، وأدارتها سهام عبد الحميد، مدير إدارة المتابعة بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
تناولت الندوة أهمية غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، باعتبارها أول مواجهة كبرى بين المسلمين بقيادة النبي محمد ﷺ وقريش. رغم قلة عدد المسلمين وضعف إمكانياتهم، فقد حققوا نصرًا عظيمًا بفضل الإيمان والتخطيط الجيد، مما جعلها محطة فارقة في التاريخ الإسلامي، تحمل الكثير من الدروس والعبر للأفراد والمجتمعات.
انطلق النبي ﷺ ومعه حوالي 313 صحابيًا لاعتراض قافلة تجارية لقريش، لكن المواجهة تحولت إلى معركة حاسمة ضد جيش قريش الذي بلغ عدده نحو 1000 مقاتل. رغم التفوق العددي للمشركين، حقق المسلمون انتصارًا ساحقًا، وقُتل عدد من كبار قادة قريش، من بينهم أبو جهل وأمية بن خلف، كما أُسر العديد من المشركين.
أبرز الدروس المستفادة من غزوة بدر، النصر لا يرتبط بالكثرة العددية، حيث أظهرت المعركة أن الإيمان والثقة بالله يمكن أن يكونا مفتاحًا للنجاح، حتى عند مواجهة خصم يفوق المسلمين في العدد والعدة.
وكذلك التخطيط الجيد والمشاورة، حيث اتخذ النبي ﷺ قرارات استراتيجية، منها اختيار موقع المعركة عند آبار بدر لحرمان العدو من الماء، كما استشار الصحابة، مما يعكس أهمية التخطيط والمشاركة في اتخاذ القرار، وأيضا التوازن بين التوكل على الله وبذل الجهد، فرغم دعاء النبي ﷺ المتواصل بالنصر، إلا أنه لم يكتفِ بالدعاء، بل أعد المسلمين جيدًا للمعركة، مما يؤكد ضرورة الجمع بين العمل والتوكل على الله، والقيادة الحكيمة في الأوقات الحرجة، حيث جسد النبي ﷺ نموذجًا للقائد الناجح الذي يجمع بين الحزم والرحمة، فكان قريبًا من جنوده وشاركهم المعركة، مما عزز روح الفريق بين المسلمين.
بالإضافة إلى الوحدة والانضباط قوة أساسية، والتزم الصحابة بالطاعة والانضباط تحت قيادة النبي ﷺ، مما جعلهم قوة متماسكة قادرة على مواجهة جيش قريش، والأخلاق والوفاء بالعهود في الحرب، فبعد النصر، تعامل النبي ﷺ برحمة مع الأسرى، حيث جعل فداء بعضهم تعليم المسلمين القراءة والكتابة، مما يعكس قيم الإسلام في التسامح حتى في أوقات الحرب.
أكدت الندوة أن غزوة بدر ليست مجرد معركة، بل مدرسة في الإيمان والتخطيط والتعاون والقيادة، وتبقى هذه المعركة مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق النجاح، بأن الإصرار والعمل الجماعي يمكن أن يصنعا الفارق في مواجهة التحديات.