جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-22@23:05:15 GMT

انتقام إيران من إسرائيل

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

انتقام إيران من إسرائيل

 

 

صادق بن محمد سعيد اللواتي

 

كثر الحديث عن انتقام إيران من الكيان الصهيوني لجريمة انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران  المجاهد إسماعيل هنية، وتشير أغلب التحليلات إلى أنَّ ضربة إيران حتمية ووشيكة.

وقد سئم البعض من الانتظار وخلص إلى أن إيران ربما كانت تحسب حساب القوات البحرية العديدة بمُختلف أنواعها التي حشدتها أمريكا في المنطقة، بما في ذلك الغواصة النووية التي تحمل القنابل النووية.

وهناك من يقول إن إيران سترد على الكيان المحتل بضربة قوية في مواقع استراتيجية، لكنها لن تشن حربًا شاملة.

 

من قرأ العديد من مقالاتي عن حرب غزة، كما تنبأت في الأول بتاريخ 16 أكتوبر 2023، فإن حرب غزة ليست سوى مؤامرة كبرى تتألف من ثلاث مراحل، والدليل أن أمريكا استخدمت حق النقض ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النَّار في غزة، وأرسلت مئات الأطنان من القنابل منذ بداية الحرب ولم تتوقف حتى اليوم. وقد ثبت مؤخرًا من خلال الصحافة الإسرائيلية الأدلة على هذه المؤامرة، والتي يمكن تلخيصها في القضاء على حماس وكل حركات المقاومة الفلسطينية في المرحلة الأولى، وحزب الله اللبناني في المرحلة الثانية، وأخيرًا ضرب إيران في المرحلة الثالثة، وتدمير منشآتها النووية والصاروخية ومصانع الطائرات بدون طيار.

وتشير كل الدلائل إلى أن إسرائيل فشلت في مرحلتها الأولى في القضاء على حماس، ولست وحدي من يقول ذلك، بل إن  مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية ذكرت ذلك بتاريخ في 23 يونيو 2024، حيث ذكرت ما يلي:

 

"إنه بعد تسعة أشهر من العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تهزم حماس وليست قريبة من ذلك أيضًا". وأضافت  المجلة "إسرائيل غزت قطاع غزة بنحو 80 ألف جندي وهجرت 80% من السكان قسرًا، وقتلت أكثر من 38 ألف فلسطيني، وأسقطت ما لا يقل عن 80 ألف طن من القنابل على القطاع، والحقت أضرارًا بأكثر من نصف مبانيه، وقيدت وصول المياه والغذاء والكهرباء إلى المنطقة، ما ترك السكان بالكامل على حافة المجاعة".

نجح نيتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في إقناع بايدن ونائبته وأغلب أعضاء الكونجرس بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة، رغم فشله في حرب غزة. ووُعِد بايدن بأصوات اليهود والصهاينة له ولحزبه في الانتخابات التي ستجري نهاية العام الجاري، وهي ضرب إيران إلى الحد الذي تعود معه إلى حالتها ما قبل الثورة. ونظن أنه بموافقة أمريكية، قررت إسرائيل استفزاز إيران باغتيال هنية وانتهاك سيادتها، ولعل هذا يجعلها تبدأ بالانتقام بحرب شاملة. وهذا سيعطي أمريكا والغرب  مبررًا للبدء في المرحلة الثالثة من خطة الحرب بضرب منشآتها النووية والصاروخية ومصانع الطائرات بدون طيار، كجزء من الرد على الضربة بضربة أقوى، وبذلك يكونوا قد حققوا ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلال العقوبات القاسية.

صمت إيران يوحي بأنها كانت على علم بالخطة ومراحلها الثلاث منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، وهي اليوم تدرك تمامًا أن الكيان المحتل فشل في غزة وأنه لا يُريد مواجهة حزب الله. وأن اغتيال هنية في طهران ما هو إلا جزء من خطة الشياطين الكبار والصغار لتحريض إيران على شن حرب على إسرائيل.

وهنا أريد أن أضيف بخصوص الانتقام الإيراني، أن إيران ستنتقم لا محالة  لاغتيال ضيفها في طهران وانتهاك سيادتها في الوقت والظرف المناسبين، وأتوقع ذلك بعد توقف القتال في غزة وانسحاب القوات الصهيونية منها، الانتقام حتمي ولكن قد يستغرق بعض الوقت.

 

إن بقاء إيران قوية يصب في مصلحة حركات المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، وقوتها الرادعة المتمثلة بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة تخيف الكيان الصهيوني وأمريكا والدول الغربية، وبالتالي فإن عدم خوضوعها للحرب يخدم أيضًا كل أحرار العالم، بما في ذلك دول أمريكا اللاتينية غير الخاضعة للهيمنة الأمريكية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجوده

أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تعوّل كثيرا على أحد كبار الضباط في القيادة العسكرية الأميركية وتنظر إليه كحليف رئيسي لها ولا تريد ضرب إيران من دون وجوده.

وأوضحت، في تقرير لألون ستريملينغ رئيس مكتب الأخبار ليديعوت أحرونوت بمنطقة تل أبيب–حيفا، أن هذا الضابط هو الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية وهو أحد أقوى حلفاء إسرائيل في البنتاغون.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: غزة مدينة المذبحة الثانيةlist 2 of 2الجوع ألجأ الغزيين لأكل سلاحف البحرend of list

وأشار ستريملينغ إلى أن كوريلا أصبح الصوت الرائد داخل الجيش الأميركي الداعي لتنفيذ ضربة إسرائيلية-أميركية مشتركة ضد المنشآت النووية الإيرانية، ومع اقتراب نهاية فترة ولايته يتوق المسؤولون الإسرائيليون إلى التحرك.

وذكر التقرير أن كوريلا، بنى مظلة إقليمية من الروابط الدفاعية ولعب، منذ هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول دورا محوريا في تعزيز التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك الشروع في نشر حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة.

ترامب يختار الدبلوماسية

والآن، مع بقاء بضعة أشهر فقط في منصبه، يقود كوريلا مجموعة في واشنطن تضغط من أجل عمل عسكري منسق ضد إيران، وهو موقف يعارضه آخرون في البيت الأبيض، ويفضلون المشاركة الدبلوماسية فقط.

إعلان

ووفقا للتقرير، انقسم فريق المناقشات الداخلية الأميركية خلال الأشهر الأخيرة إلى معسكرين: أحدهما يدعو لضربة عسكرية مشتركة، والآخر يدعو إلى الدبلوماسية. وفي نهاية المطاف، وقف الرئيس دونالد ترامب إلى جانب الأخير، متجاهلا خطط إسرائيل العملياتية.

فشل نتنياهو

وبحسب ما ورد، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سافر إلى واشنطن في محاولة أخيرة لإقناع ترامب بإعطاء الضوء الأخضر للعملية، لكنه فشل.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي وضع خطة تتضمن ضربة جوية مشتركة وغارة كوماندوز لكنه لم يكن جاهزا عمليا قبل أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ونتيجة لذلك، ركزت إسرائيل في التخطيط لهجوم جوي منفرد، الأمر الذي يتطلب أيضا دعما أميركيا.

وقام كوريلا ومستشار الأمن القومي مايك والتز بتقييم كيفية مساعدة الولايات المتحدة في هجوم إسرائيل المنفرد، حيث نشر البنتاغون أصولا عسكرية في المنطقة، بما في ذلك حاملتا طائرات وبطاريات باتريوت وثاد وقاذفات القنابل بي-2، وهي خطوة فسرت على نطاق واسع على أنها إعداد لضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران.

فرص النجاح تضيق

ويقول محللون دفاعيون إسرائيليون إن نافذة الهجوم الناجح على البرنامج النووي الإيراني تغلق بسرعة. ووفقا لمصادر استخباراتية إسرائيلية وأميركية، فإن الجمع بين المكاسب العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة والاضطرابات الداخلية في إيران والتحالف الجيوسياسي الحالي يوفر فرصة نادرة لضربة فعالة.

وأضاف هؤلاء المحللون أنه من الممكن أن تضيق هذه النافذة بشكل كبير بمجرد تنحي كوريلا، حيث لا يزال موقف خليفته غير واضح.

علاقة عميقة

يُذكر أن علاقة كوريلا مع إسرائيل عميقة، إذ كانت زيارته الأولى لها كضابط شاب في العشرينيات من عمره، ومنذ ذلك الحين زارها عشرات المرات، وأكثر من 15 مرة في العامين الماضيين فقط.

وأكدت قيادة الجنرال للقيادة المركزية الأميركية على نهج عملي قائم على التكنولوجيا للتنسيق الدفاعي الإقليمي، وتجنب التحالفات الرسمية مثل حلف الناتو لصالح التكامل وراء الكواليس.

إعلان

ومن المعروف عن كوريلا أيضا اهتمامه الدقيق بالتفاصيل، "إنه يعرف نوع كل ذخيرة أطلقت على إسرائيل في هجوم إيران الفاشل أبريل/نيسان 2023، وأين تم وضع كل صاروخ اعتراضي".

مقالات مشابهة

  • مستشار سابق لـ بوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي
  • إعلام إسرائيلي: حماس تستعد للعودة إلى أساليبها القتالية القديمة
  • إيران تكشف عن هدفها الرئيسي من أي مفاوضات قادمة مع أمريكا
  • إيران تتهم إسرائيل بالسعي لتقويض المباحثات النووية مع الولايات المتحدة
  • إسرائيل ومحادثات إيران النووية.. غياب عن الطاولة وحضور في الكواليس
  • إيران: الجولة المقبلة من المفاوضات مع أمريكا ستعقد بحضور وسطاء في مسقط
  • الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجوده
  • إبراهيم شعبان يكتب: قصف إيران.. ترامب يتلاعب بالعالم من أجل إسرائيل
  • أمريكا: المحادثات النووية مع إيران في روما كانت "إيجابية"
  • كيف تلعب إسرائيل على حافة الهاوية بين إيران وواشنطن؟