جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@22:00:14 GMT

انتقام إيران من إسرائيل

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

انتقام إيران من إسرائيل

 

 

صادق بن محمد سعيد اللواتي

 

كثر الحديث عن انتقام إيران من الكيان الصهيوني لجريمة انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران  المجاهد إسماعيل هنية، وتشير أغلب التحليلات إلى أنَّ ضربة إيران حتمية ووشيكة.

وقد سئم البعض من الانتظار وخلص إلى أن إيران ربما كانت تحسب حساب القوات البحرية العديدة بمُختلف أنواعها التي حشدتها أمريكا في المنطقة، بما في ذلك الغواصة النووية التي تحمل القنابل النووية.

وهناك من يقول إن إيران سترد على الكيان المحتل بضربة قوية في مواقع استراتيجية، لكنها لن تشن حربًا شاملة.

 

من قرأ العديد من مقالاتي عن حرب غزة، كما تنبأت في الأول بتاريخ 16 أكتوبر 2023، فإن حرب غزة ليست سوى مؤامرة كبرى تتألف من ثلاث مراحل، والدليل أن أمريكا استخدمت حق النقض ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النَّار في غزة، وأرسلت مئات الأطنان من القنابل منذ بداية الحرب ولم تتوقف حتى اليوم. وقد ثبت مؤخرًا من خلال الصحافة الإسرائيلية الأدلة على هذه المؤامرة، والتي يمكن تلخيصها في القضاء على حماس وكل حركات المقاومة الفلسطينية في المرحلة الأولى، وحزب الله اللبناني في المرحلة الثانية، وأخيرًا ضرب إيران في المرحلة الثالثة، وتدمير منشآتها النووية والصاروخية ومصانع الطائرات بدون طيار.

وتشير كل الدلائل إلى أن إسرائيل فشلت في مرحلتها الأولى في القضاء على حماس، ولست وحدي من يقول ذلك، بل إن  مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية ذكرت ذلك بتاريخ في 23 يونيو 2024، حيث ذكرت ما يلي:

 

"إنه بعد تسعة أشهر من العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تهزم حماس وليست قريبة من ذلك أيضًا". وأضافت  المجلة "إسرائيل غزت قطاع غزة بنحو 80 ألف جندي وهجرت 80% من السكان قسرًا، وقتلت أكثر من 38 ألف فلسطيني، وأسقطت ما لا يقل عن 80 ألف طن من القنابل على القطاع، والحقت أضرارًا بأكثر من نصف مبانيه، وقيدت وصول المياه والغذاء والكهرباء إلى المنطقة، ما ترك السكان بالكامل على حافة المجاعة".

نجح نيتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في إقناع بايدن ونائبته وأغلب أعضاء الكونجرس بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة، رغم فشله في حرب غزة. ووُعِد بايدن بأصوات اليهود والصهاينة له ولحزبه في الانتخابات التي ستجري نهاية العام الجاري، وهي ضرب إيران إلى الحد الذي تعود معه إلى حالتها ما قبل الثورة. ونظن أنه بموافقة أمريكية، قررت إسرائيل استفزاز إيران باغتيال هنية وانتهاك سيادتها، ولعل هذا يجعلها تبدأ بالانتقام بحرب شاملة. وهذا سيعطي أمريكا والغرب  مبررًا للبدء في المرحلة الثالثة من خطة الحرب بضرب منشآتها النووية والصاروخية ومصانع الطائرات بدون طيار، كجزء من الرد على الضربة بضربة أقوى، وبذلك يكونوا قد حققوا ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلال العقوبات القاسية.

صمت إيران يوحي بأنها كانت على علم بالخطة ومراحلها الثلاث منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، وهي اليوم تدرك تمامًا أن الكيان المحتل فشل في غزة وأنه لا يُريد مواجهة حزب الله. وأن اغتيال هنية في طهران ما هو إلا جزء من خطة الشياطين الكبار والصغار لتحريض إيران على شن حرب على إسرائيل.

وهنا أريد أن أضيف بخصوص الانتقام الإيراني، أن إيران ستنتقم لا محالة  لاغتيال ضيفها في طهران وانتهاك سيادتها في الوقت والظرف المناسبين، وأتوقع ذلك بعد توقف القتال في غزة وانسحاب القوات الصهيونية منها، الانتقام حتمي ولكن قد يستغرق بعض الوقت.

 

إن بقاء إيران قوية يصب في مصلحة حركات المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، وقوتها الرادعة المتمثلة بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة تخيف الكيان الصهيوني وأمريكا والدول الغربية، وبالتالي فإن عدم خوضوعها للحرب يخدم أيضًا كل أحرار العالم، بما في ذلك دول أمريكا اللاتينية غير الخاضعة للهيمنة الأمريكية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال

واصل القادة الإيرانيين إطلاق تصريحاتهم ضد دولة الاحتلال، وتوعدوا بتدميرها عبر عملية الوعد الصادق 3 في إشارة إلى الهجمتين اللتين أطلقتهما طهران ضد تل أبيب خلال العام الماضي.

وخلال الأسبوع الماضي شن قادة الحرس الثوري الإيراني، هجوما ضد إسرائيل، كان آخرهم اللواء إبراهيم جباري الذي هدد بتدمير إسرائيل كجزء من عملية الوعد الصادق 3 في خطاب ألقاه أمام أعضاء الباسيج خلال مناورة تدريبية في بيرجند أمس الجمعة.

وقال جباري "إن عملية الوعد الحق 3 ستنفذ في الوقت المناسب، وبدقة، وعلى نطاق كافٍ لتدمير إسرائيل وقصف تل أبيب وحيفا".

وانضم جباري إلى العميد علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تهديداتهم بتدمير إسرائيل في عملية الوعد الصادق 3.

عملية الوعد الصادق 3 هو الاسم الذي أُطلق على الهجوم الإيراني الثالث المخطط له ضد إسرائيل، بعد الهجومين الأول والثاني في أبريل وأكتوبر 2024.

تهديدات الحرس الثوري الإيراني بتدمير إسرائيل

ارتبطت زيادة تهديدات الحرس الثوري الإيراني بزيادة إنتاج الحرس الثوري الإيراني للصواريخ خلال الشهر الماضي.

تلقت إيران شحنة من المواد الكيميائية الأولية لوقود الصواريخ تزن 1000 طن من الصين الأسبوع الماضي، بينما كشف الحرس الثوري الإيراني عن "مدينة صاروخية" جديدة تحت الأرض قبل أسبوع.

وقد تعزز هذا الأمر بتعليقات حاجي زاده يوم الثلاثاء، حيث أشاد بقدرة إيران على ضرب إسرائيل في "أكبر عملية صاروخية باليستية في العالم".

خلال بقية خطابه، أشاد جباري بحسن نصر الله، الزعيم السابق لحزب الله، الذي قُتل في غارة على الضاحية الجنوبية العاصمة اللبنانية بيروت العام الماضي.

وجاء الرد الإسرائيلي عبر وزير الخارجية جدعون ساعر، قائلا : "إذا كان الشعب اليهودي قد تعلم أي شيء من التاريخ، فهو هذا: إذا قال عدوك إن هدفه هو إبادتك – صدقه، نحن مستعدون".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤجل الإفراج عن أسرى فلسطينيين انتظاراً لمشاورات أمنية
  • إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال
  • إسرائيل تطلب الإفراج عن 22 أسيرا على قيد الحياة بالمرحلة الثانية
  • بعثة إيران ترد على العرض المتعمد لطائرة شاهد المسيّرة في أمريكا
  • أمريكا تحذر مواطنيها في إسرائيل من استخدام وسائل النقل العام
  • إيران: سنسوي إسرائيل بالأرض..هل اقتربت عملية الوعد الصادق3؟
  • حماس : ننتظر تنفيذ إسرائيل كل بنود البروتوكول الإنساني
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
  • أمين سر حركة فتح بهولندا: أمريكا تضغط على نتنياهو لتنفيذ خطتها في غزة