صلالة «الوطن»:
وثائق تاريخية نادرة لتاريخ سلطنة عُمان ومحافظة ظفار بشكل خاص تجذب زوار المعرض الوثائقي (ذاكرة وطن في أرض اللبان) الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ضِمن فعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام، وذلك خلال الفترة 7-13 أغسطس الجاري. ويضم المعرض الذي يقام في المجمَّع التجاري (صلالة جاردنس مول) أكثر من 1300 وثيقة ومخطوط متنوع، توثق لمراحل تاريخية لسلطنة عُمان منها مجموعة من الوثائق التي تحكي تاريخ محافظة ظفار، كما يحتوي المعرض على مجموعة من المخطوطات، إضافة إلى عدد من الصور التراثية والإثارية، إلى جانب مجموعة من الصحف والمقالات.


كما يزخر المعرض الوثائقي بتراث حضاري وتاريخي عريق وثقافة متأصلة وموروثات أصيلة تعكس مدى العمق الحضاري والثقافي المتجذر في الشَّعب العُماني، وذلك من خلال التجوُّل عبر الوثائق المتنوعة.
وتسعى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لحفظ الذاكرة الوطنية لسلطنة عُمان بمختلف عناصرها التاريخية والثقافية، حيث تضم أكثر من ستة ملايين مخطوط بأنواعها الورقية والإلكترونية ومختلف أشكالها وأوعيتها، وهي في تزايد مستمر، تعكس الجهود المبذولة، فضلًا عن وثائق الجهات الرسمية في سلطنة عمان، ووثائق الأهالي والأسر، فهي بذلك تُعدُّ مرجعًا ومصدرًا للباحثين والمهتمين. ويعكس ذلك جهود واضحة لمساعي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية نحو تشجيع البحث العلمي والدفع قدمًا بالباحثين والدارسين إلى الاستفادة القصوى من الرصيد الوثائقي الذي تزخر به خزائن الهيئة، فهي متاحة أمام الباحثين وطلبة العلم للاستفادة منها، حسب الإجراءات التي نظمها قانون الوثائق والمحفوظات الوطنية الصادر بالمرسوم السُّلطاني رقم 60/‏‏2007. ومن بين الوثائق بالمعرض الوثائقي (ذاكرة وطن في أرض اللبان) رسالة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي إلى سعيد بن خلفان يوصيه فيها ببعض الوصايا الدينية، كما يطلب منه اطلاعه على أحوال منطقة الباطنة وأحوال صحار ونواحيها. ورسالة أخرى إلى السُّلطان علي بن حمود، سلطان زنجبار، يعلمه المرسل باكتشاف معدنَي الذهب والفحم في ظفار وعزم السُّلطان فيصل بن تركي للتعاقد مع الحكومة البريطانية لاستخراج هذين المعدنين وفقًا للقوانين الدولية المتبعة في هذا الشأن (1907م). وفي نفس القسم توجد رسالة من السُّلطان تيمور بن فيصل، سلطان مسقط وعُمان، إلى طومس وزير المالية، يوضح الأماكن المسموح لشركة التنقيب عن النفط التنقيب فيها ومن بينها ظفار من رخيوت إلى حاسك تحت إشراف الوالي القائم بها أو أثناء وجود السُّلطان شخصيًّا (1925م). وهناك صور وخرائط من بينها خريطة ألمانية للساحل من رأس فرتك (اليمن) إلى جزيرة مصيرة (عُمان)، نشرها المعهد الهيدروغرافي الألماني، طبعت عام 1977م، تحمل الرقم 345، تتضمن مجموعة خرائط مصغرة لخليج قشن، ميناء ريسوت، خليج مرباط، ومرسى رأس مدركة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«الخراريف».. ذاكرة الحكاية الإماراتية في «أبوظبي للكتاب»

أبوظبي (الاتحاد)
في مجلس ليالي الشعر بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، ووسط حشد من الأطفال، أعادت سلامة المزروعي إحياء تقليد «الخراريف»، أحد أقدم فنون الحكي في الموروث الشعبي الإماراتي.
في مجلس يحاكي المجالس الإماراتية التقليدية، جلست المزروعي بلباسها التراثي الأصيل، مرتدية البرقع لتروي قصصاً من الماضي القريب، بأسلوب شائق استحضر ذاكرة الجدات، وأعاد الأطفال إلى أجواء الحكاية الأولى.
قدّمت المزروعي شخصيات خرافية شهيرة في التراث المحلي، أبرزها «أم دويس»، بأسلوب سردي تفاعلي أثار حماسة الصغار، الذين لم يكونوا مجرد مستمعين، بل شاركوا في نقاشات وأسئلة حول مغزى الحكاية، وأسباب ما تعرّض له أبطال القصص من خطر.
وكان الأطفال يتسابقون للإجابة: «لأنهم لم يستمعوا إلى نصائح أهاليهم»، ما يُكرّس في أذهانهم قيمة طاعة الوالدين، ويزرع في نفوسهم أولى بذور الحكمة والسلوك القويم.
تقول المزروعي: «الخراريف ليست مجرد تسلية، بل وسيلة تربوية استخدمها الأجداد لتعليم أبنائهم السنع، والكلمات التراثية، وقيم الحياة».
وأشارت إلى أن هذه القصص نُقلت شفاهياً بين الأجيال، وشكّلت جزءاً من الذاكرة الثقافية التي تحمل في طيّاتها اللغة، والتاريخ، والهوية. وأضافت: «نحن نروي الخراريف اليوم لنحافظ على لهجتنا، ونُبقي تراثنا حيًّا في وجدان الصغار والكبار».
وتُعرف المزروعي بأسلوبها الخاص في التفاعل مع الأطفال، إذ تعتمد على قراءة شخصياتهم وتقديم القصص بما يناسب ميولهم. تقول: «أحرص على كسر حاجز الخجل لدى بعض الأطفال، وأشجعهم على التفاعل والمشاركة، مما يجعل التجربة تعليمية وترفيهية في آن معآً».
يأتي تنظيم فعالية الخراريف ضمن أنشطة هيئة أبوظبي للتراث، التي تتبنى هذا المشروع الثقافي الحي، وقد نجح في استقطاب جمهور واسع من الأطفال الذين يطلبون يومياً المزيد من القصص، على الرغم من أن البرنامج يحدد سرد خروفتين في اليوم.
تقول المزروعي: «في كثير من الأحيان، أستمر في الحكاية طوال اليوم، وهناك من يتابعني عبر يوتيوب ويزورني في المعرض ليستمع إليّ مباشرة». 

أخبار ذات صلة ركن الفنون.. إمتاع بصري ومساحة نابضة بالإبداع «أبوظبي الدولي للكتاب» يطلق إصدار «أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة» معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

مقالات مشابهة

  • صورة تاريخية توثق أجواء وليمة سعودية قبل 60 عامًا
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يطلق إصدارين يوثقان مراحل مهمة في تاريخ الإمارات
  • «الخراريف».. ذاكرة الحكاية الإماراتية في «أبوظبي للكتاب»
  • الوثائق والمحفوظات تدشن البوابة الإلكترونية ذاكرة
  • الحوثيون: واشنطن شنت 1300 غارة على اليمن منذ منتصف مارس الماضي
  • مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
  • بعد يوم دامٍ.. عدسة شفق نيوز توثق اشتباكات ريف دمشق (صور)
  • هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية توقع عقد إنشاء مختبر فحص وتقدير عمر الوثيقة
  • الإصدارات الرياضية تجذب اهتمام زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
  • «إقليم باثيريتيس في مصر».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب