لجريدة عمان:
2024-12-22@06:23:00 GMT

إنها مهنة فظيعة!

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

«فشل في دخول كلية الطب التي كان يحلم بها منذ أن كان طفلًا لكنه لم ييأس فبعد عشر سنوات من العمل في تخصص بعيد عن ميوله، عقد العزم وعاد ليتخصص في مجال الطب الذي يحبه، التقيت به بعد سنوات من عمله كطبيب وسألته عن أحواله، وشعوره وهو يعمل في المجال الذي حلم به طوال حياته فجاءت إجابته: إنها مهنة فظيعة، بدأ محبطًا ومرهقًا».

جاءت هذه القصة على لسان مورجان هاوسل في كتابه (سيكولوجية المال)، ويبرر الكاتب ذلك بأن الناس لا يمكنهم التنبؤ بمستقبلهم، فهم يتخيلون هدفًا ممتعًا وسهلًا، لكنهم غالبا ما يصطدمون بالواقع المليء بالتحديات، لهذا فإن شابا في الثلاثين قد يفكر في أهداف بعيدة كل البعد عن أهدافه عندما كان طفلًا أو مراهقًا، ذلك أن البشر أنفسهم يتغيرون مع الوقت، تتغير ميولهم وأفكارهم وتوجهاتهم ونظرتهم للعالم من حولهم.

يستطرد الكاتب: «إن مقولة (المستقبل في علم الغيب) شيء، والاعتراف بأنك لا تعرف اليوم ما الذي ستريده في الغد شيء آخر تماما، فتغيير وجهة نظرك فيما تريد في المستقبل وارد. في مرحلة من مراحل حياتنا نتخذ قرارات مصيرية تؤثر في حياة الأشخاص الذين نمثلهم، وبعد أن نصبح هؤلاء الأشخاص لا نشعر بالسعادة للقرارات التي سبق واتخذناها». اليوم وكثير من الشباب على أعتاب حياة جامعية، لا شك أن الكثيرين اضطروا إلى قبول تخصص هم غير راضين عنه، ويشعرون بالأسى لأنهم عجزوا عن اختيار التخصص الذي يحبونه اليوم، والذي ليس بالضرورة أن يستمر حبهم له فترة طويلة، البعض سيغير التخصص في سنته الجامعية الأولى، والبعض قد يكابر ويستمر سنوات، حتى يمتلك الشجاعة الكافية ويعترف لنفسه بأن التخصص الذي (كان يحبه) لم يعد محبوبا، ويكون قد أضاع سنوات قبل أن يكتشف ذلك أو بالأحرى يملك الشجاعة للتغير.

لذا (رب ضارة نافعة) امنح نفسك فرصة لتكتشف التخصص الذي (لا تحبه اليوم) فقد يصبح محبوبًا بعد أن تبدأ في اكتشافه، لا تفسد على نفسك متعة التجربة، ففي الولايات المتحدة يعمل فقط 27% من خريجي الجامعات في وظيفة مرتبطة بتخصصاتهم، التخصص ليس نهاية المطاف.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

صيادو غزة أو مهنة الموت على بعد 300 متر من الشاطئ

في الثامنة صباحا من يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صيادين فلسطينيين كانوا يصطادون باستخدام قارب يدوي صغير يعمل دون محرك، وذلك على بعد 300 متر من الشاطئ الواقع غرب مخيم الشاطئ في ميناء القرارة وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد صياد وإصابة آخر، وهذا المشهد يلخص جانبا أساسيا من المعيش اليومي لصيادي القطاع جراء سياسة القتل والتجويع الإسرائيلية.

وهذا الاعتداء الإسرائيلي أدى لاستشهاد الصياد ماهر خليل أبو ريالة وإصابة صياد آخر أسفرت عن بتر يده، وقال ابن العم نايف أبو ريالة -وهو أيضا عضو في نقابة الصيادين- إن الشهيد (50 عاما) كان يصطاد لإعالة أسرته المكونة من 14 فردا، مضيفا أن الشهيد أراد توصيل رسالة للاحتلال مفادها أنه رغم منعه الصيادين من ارتياد البحر، فإن هذا البحر للصيادين وإنهم لن يتركوا مهنتهم.

ويضيف نايف أن ابن عمه كان يعرض نفسه للخطر، وأنه شعر بقرب استشهاده قبل أيام من الحادث، إذ طلب منه أن يعتني بأسرته التي نزحت إلى جنوب قطاع غزة، مما منعها من وداع معيلهم عندما قتل شهيدا.

الاحتلال يشن حربا ممنهجة لحرمان صيادي غزة من مورد رزقهم (الجزيرة)

ويتحدث رئيس لجان الصيادين في غزة زكريا بكر عن اليوم الذي استشهد فيه ماهر "كانت جمعة قاسية علينا، خاصة وأن زوارق الاحتلال والطائرات الحربية استهدفت منذ ساعات الفجر في حادث آخر بالقذائف الصاروخية شاطئ خان يونس" ويضيف أن مقدرات صيادي غزة تتعرض بشكل يومي للقصف والتدمير، مشيرا إلى أن عدد الشهداء من الصيادين ناهز 150، ضمنهم 40 صيادا استشهدوا أثناء ممارسة عملهم.

ويضيف رئيس لجان الصيادين في تصريحات للجزيرة نت "هذه مهنة ورثناها عن أجدادنا، وأنا حتى الآن أمارسها وأبنائي وأبناء عمي، ولن نتخلى عنها رغم المعوقات والضغوطات التي يفرضها الاحتلال علينا".

إعلان

ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياد إن قرابة 5 آلاف صياد بالقطاع يعيلون نحو 50 ألف شخص من عائلاتهم، وهم في خوف دائم من الاستهداف الإسرائيلي أثناء عملهم. ونتيجة لذلك، "يمارس 200 صياد فقط من إجمالي الصيادين عملهم رغم المخاطر" ويذكر أن خسائر الصيادين قُدّرت بـ60 مليون دولار، علما بأن الصيد ثاني أهم مهنة في القطاع بعد الزراعة.

رئيس لجان الصيادين: لن نتخلى عن مهنتنا وأجدادنا رغم المعوقات والضغوط التي يمارسها الاحتلال (الجزيرة)

ويضيف نقيب الصيادين أن شاطئ رفح شهد تدمير قوات الاحتلال مراكب الصيادين الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى حرق معدات الصيد في المنطقة الوسطى من القطاع، كما دمرت إسرائيل ميناء غزة بالكامل، فضلا عن غرف الصيادين بالميناء، في حين حولت مقرات نقابة الصيادين في كل من خان يونس ودير البلح وشمال رفح والمنطقة الوسطى إلى مراكز إيواء للنازحين.

الأوضاع اليومية

ويقول عياد إن صيادي غزة يواجهون مخاطر يومية صباحا ومساء، إذ تطلق قوات الاحتلال النار عليهم بمجرد ابتعادهم مسافة 300 متر فقط عن شواطئ القطاع، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع الصيادين من ارتياد البحر منذ بداية الحرب عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو "ما يدفعهم للمغامرة بأرواحهم لتأمين قوت يومهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار".

ميناء غزة تعرض للقصف الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب (مواقع التواصل-أرشيف)

وأضاف نقيب الصيادين "هذه المهنة بحاجة إلى إعادة تأهيل شامل للصيادين للعودة إلى العمل. كما أثرت الحرب على التجار وبائعي الشباك ومعدات الصيد وصانعي المراكب وأماكن صيانتها، مما زاد من تأزم الوضع الاقتصادي في غزة".

تدمير الدعم الدولي

تفيد نقابة الصيادين في غزة أن الحرب الإسرائيلية دمرت الكثير من مقدرات قطاع الصيد البحري في القطاع، وفيما يلي أبرز هذه الخسائر:

إعلان تدمير مزارع سمك بقيمة مليوني دولار، جرى إنشاؤها قبل الحرب بأسبوعين، قبل أن تتعرض للتدمير الكلي بسبب القصف الإسرائيلي. قدم المركز الفلسطيني الاقتصادي والاجتماعي دعما ماليا قبل بدء الحرب بشهرين لفائدة مشروع مصنع ثلج لتبريد الأسماك، بالإضافة إلى تركيب ألواح طاقة شمسية لإنارة أحد موانئ غزة، وتشغيل المصنع والمحطة الثلجية، وكل ذلك كان بقيمة ناهزت ربع مليون يورو، إلا أن كل مكونات هذا المشروع ذهبت أدراج الرياح بنيران قوات الاحتلال. قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعما بقيمة 200 ألف دولار قبل اندلاع الحرب بشهرين لإنشاء جدار استنادي لحماية المراكب من الأمواج، وبناء 15 غرفة لحفظ ممتلكات الصيادين، وقد تم تدمير جميع هذه المنشآت أثناء الحرب. دعمت جمعية قطر الخيرية بناء غرف للصيادين، وتقديم مبالغ لهم، والمساهمة في إصلاح مراكبهم وذلك بقيمة 8.5 ملايين دولار. قدمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) دعما سنويا بقيمة 800 ألف دولار لتشغيل وصيانة المراكب، إلا أن هذه الأخيرة تعرضت أيضا للتدمير الكامل أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع. صيادو غزة يلجؤون لهياكل الثلاجات لاستخدامها جراء تدمير الاحتلال أدوات عملهم المعتادة (الجزيرة) ندرة التغطية الإعلامية

وينبه نقيب الصيادين في غزة إلى أن المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الصيادين لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، إذ يركز الإعلام غالبا على الأحداث التي تخلف أعدادا أكبر من الشهداء والجرحى. وذكر أن هناك شهيدا أو جريحا يوميا في صفوف الصيادين جراء الاستهداف المتواصل لهم.

وأضاف نزار عياد أن بعض الصيادين يضطرون لاستخدام وسائل بدائية، مثل الثلاجات المثبتة ببطاريات ومصابيح، لجذب الأسماك ليلاً بسبب نقص المعدات والأدوات اللازمة والتي تعرضت للتدمير بفعل القصف الإسرائيلي.

إعلان

وحسب عياد فإن ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في غزة وائل الداية قام بتوظيف أفراد لحصر خسائر قطاع الصيد البحري وتوثيقها، ودعا إلى حراك دولي لإعادة تأهيل الصيادين ومعداتهم بعد انتهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. نظر قضية وفاة زوجة الداعية عبدالله رشدي بأحد المستشفيات
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • بهجت العبيدي يدين الحادث الإرهابي المروع الذي وقع اليوم في ألمانيا
  • عبد النباوي: المغرب كان متقدما في السماح للمرأة بممارسة مهنة المحاماة
  • حكومة ـخنوش تتجه إلى خفض سنوات تكوين أطباء تخصص الطب الاستعجالي إلى 3 سنوات
  • الكاتب العمومي .. مهنة تأبى الزوال رغم التطور التكنولوجي
  • الصحافة..مهنة في محنة
  • صيادو غزة أو مهنة الموت على بعد 300 متر من الشاطئ
  • بعد جولاته المكوكية.. بغداد اليوم تستوضح الدور الذي يلعبه الحسّان حالياً في العراق
  • بعد جولاته المكوكية.. بغداد اليوم تستوضح الدور الذي يلعبه الحسّان حالياً في العراق - عاجل