«فشل في دخول كلية الطب التي كان يحلم بها منذ أن كان طفلًا لكنه لم ييأس فبعد عشر سنوات من العمل في تخصص بعيد عن ميوله، عقد العزم وعاد ليتخصص في مجال الطب الذي يحبه، التقيت به بعد سنوات من عمله كطبيب وسألته عن أحواله، وشعوره وهو يعمل في المجال الذي حلم به طوال حياته فجاءت إجابته: إنها مهنة فظيعة، بدأ محبطًا ومرهقًا».
جاءت هذه القصة على لسان مورجان هاوسل في كتابه (سيكولوجية المال)، ويبرر الكاتب ذلك بأن الناس لا يمكنهم التنبؤ بمستقبلهم، فهم يتخيلون هدفًا ممتعًا وسهلًا، لكنهم غالبا ما يصطدمون بالواقع المليء بالتحديات، لهذا فإن شابا في الثلاثين قد يفكر في أهداف بعيدة كل البعد عن أهدافه عندما كان طفلًا أو مراهقًا، ذلك أن البشر أنفسهم يتغيرون مع الوقت، تتغير ميولهم وأفكارهم وتوجهاتهم ونظرتهم للعالم من حولهم.
يستطرد الكاتب: «إن مقولة (المستقبل في علم الغيب) شيء، والاعتراف بأنك لا تعرف اليوم ما الذي ستريده في الغد شيء آخر تماما، فتغيير وجهة نظرك فيما تريد في المستقبل وارد. في مرحلة من مراحل حياتنا نتخذ قرارات مصيرية تؤثر في حياة الأشخاص الذين نمثلهم، وبعد أن نصبح هؤلاء الأشخاص لا نشعر بالسعادة للقرارات التي سبق واتخذناها». اليوم وكثير من الشباب على أعتاب حياة جامعية، لا شك أن الكثيرين اضطروا إلى قبول تخصص هم غير راضين عنه، ويشعرون بالأسى لأنهم عجزوا عن اختيار التخصص الذي يحبونه اليوم، والذي ليس بالضرورة أن يستمر حبهم له فترة طويلة، البعض سيغير التخصص في سنته الجامعية الأولى، والبعض قد يكابر ويستمر سنوات، حتى يمتلك الشجاعة الكافية ويعترف لنفسه بأن التخصص الذي (كان يحبه) لم يعد محبوبا، ويكون قد أضاع سنوات قبل أن يكتشف ذلك أو بالأحرى يملك الشجاعة للتغير.
لذا (رب ضارة نافعة) امنح نفسك فرصة لتكتشف التخصص الذي (لا تحبه اليوم) فقد يصبح محبوبًا بعد أن تبدأ في اكتشافه، لا تفسد على نفسك متعة التجربة، ففي الولايات المتحدة يعمل فقط 27% من خريجي الجامعات في وظيفة مرتبطة بتخصصاتهم، التخصص ليس نهاية المطاف.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
"النسيج مهنة الماضي وأمل المستقبل".. مؤتمر بفنون تطبيقية حلوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم قسم الغزل والنسيج بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان مؤتمراً علمياً تحت عنوان "النسيج مهنة الماضي وأمل المستقبل بين النظرية والتطبيق"، بالتزامن مع معرض لأعمال طلاب البكالوريوس من مختلف الفرق الدراسية.
أقيمت الفعالية تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، وشهد المؤتمر حضور الدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور شريف حسن عميد كلية الفنون التطبيقية، بالإضافة إلى وكلاء الكلية، الدكتورة إيمان أبو طالب وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا، الدكتورة مروة خفاجي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة نهلة عبد المحسن وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب. وأشرف على تنظيم المؤتمر الدكتور طارق عبد الرحمن رئيس قسم الغزل والنسيج.
كما حظي المؤتمر بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة في المجال الأكاديمي، منهم الدكتورة أماني شاكر نائب رئيس جامعة كفر الشيخ لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة سلوى الغريب أمين المجلس الأعلى للجامعات الأسبق، إلى جانب عمداء كليات الفنون التطبيقية بالجامعات المختلفة ورؤساء الأقسام المعنية.
وأكد رئيس جامعة حلوان على أهمية صناعة النسيج كرافد أساسي للاقتصاد المصري وتراث حضاري عريق، مشيراً إلى أن "الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بربط المخرجات التعليمية باحتياجات سوق العمل، وتعزيز روح الابتكار والإبداع لدى الطلاب في هذا المجال الحيوي.
من جانبه، أشار الدكتور شريف حسن عبد السلام عميد كلية الفنون التطبيقية إلى أن "المؤتمر يمثل فرصة مثالية للتواصل بين الأكاديميين والصناعيين لتبادل الخبرات والتجارب، واستشراف آفاق جديدة لتطوير صناعة النسيج في مصر، التي تشهد تحولات كبيرة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة."
وهدف المؤتمر إلى مناقشة أحدث التطورات في صناعة النسيج، واستعراض تاريخها العريق، مع التركيز على استشراف مستقبلها في ظل التحديات الراهنة والتطورات التكنولوجية المتسارعة. وتضمنت محاور المؤتمر الرئيسية: تاريخ صناعة النسيج ودورها في تشكيل الحضارات، والتقنيات الحديثة في صناعة النسيج، وفرص الابتكار وريادة الأعمال في مجال النسيج والتصميمات الحديثة، بالإضافة إلى سبل تحقيق التكامل بين الصناعة والجانب الأكاديمي لتعزيز جودة الإنتاج وتطوير المهارات.
وتميز المؤتمر بعرض إبداعات طلاب قسم الغزل والنسيج من مختلف الفرق الدراسية، مما أتاح للحضور الاطلاع على مستوى الإبداع والابتكار الذي وصل إليه طلاب الكلية، وقدرتهم على تقديم رؤى جديدة في مجال تصميم وإنتاج المنسوجات.