جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-15@15:00:05 GMT

بين العمل التطوعي والمنظم "2- 3"

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

بين العمل التطوعي والمنظم '2- 3'

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

ينطوي الحد من الآثار السلبية للاختلافات بين العمل التطوعي العفوي والمنظم على عدة مناهج استراتيجية. وفي وسع المنظمات غير الربحية معالجة هذه الاختلافات بفعالية من خلال:

1. تعزيز المرونة في العمل التطوعي المنظم:

•      تنفيذ فرق الاستجابة السريعة: يتحقق ذلك من خلال تطوير فرق متخصصة داخل هياكل منظمة يمكنها التعبئة بسرعة مثل المتطوعين العفويين.

وهذا يساعد على الحفاظ على سرعة الجهود التلقائية في بيئة منظمة.

•      تبسيط البيروقراطية: تبسيط الإجراءات للمتطوعين لتحفيز روح المشاركة في نفوسهم، وتقليل الأعمال الورقية، وإجراءات الموافقة لتشجيع المزيد من المشاركة الفورية.

2. تعزيز الهيكلة في العمل التطوعي العفوي:

•      إنشاء مجموعات أدوات المتطوعين: زود المتطوعين العفويين بمجموعات أدوات أو إرشادات توفر هيكلًا متماسكًا، دون أن يؤدي ذلك إلى إرباكهم. يمكن أن تشمل هذه أفضل الممارسات للسلامة والاتصالات وإدارة المهام.

•      إنشاء قيادة مؤقتة: تشجيع تشكيل أدوار قيادية مؤقتة داخل مجموعات عفوية لتنسيق الجهود بشكل أكثر فعالية، حتى بالنسبة للمشاريع قصيرة الأجل.

3. تحسين التنسيق بين كلا النوعين:

•      تطوير منصات تعاونية: استخدم المنصات الرقمية، التي تسمح للمتطوعين العفويين والمنظمين بتنسيق الأنشطة، والتشارك في الموارد، والتواصل الآني. وهذا يضمن أن تكون الجهود متكاملة وليست مزدوجة.

•      اجتماعات مشتركة منتظمة: جدولة اجتماعات أو منتديات منتظمة حيث يمكن لممثلي مجموعات المتطوعين العفوية والمنظمة، مناقشة الجهود الجارية والتحديات الطارئة، وتعزيز وفرص التعاون.

4. زيادة مشاركة الموارد:

•      إقراض الموارد: يمكن للمنظمات غير الربحية المنظمة إقراض موارد مثل الأدوات أو الإمدادات أو الخبرة للمجموعات العفوية لتعزيز فعاليتها دون مطالبتها باعتماد هيكل تنظيمي كامل.

•      التمويل والمنح: تقديم منح صغيرة أو فرص تمويل صغيرة لمجموعات المتطوعين العفوية لدعم أنشطتهم، ومساعدتهم على العمل بشكل أكثر فعالية مع الحفاظ على استقلاليتهم.

5. دمج التدريب والتعليم:

•      برامج التدريب المتبادل: يمكن للمجموعات المنظمة تدريب المتطوعين العفويين، ومساعدتهم على تطوير المهارات اللازمة لأدوارهم. هذا يقلل من المخاطر المرتبطة بالمتطوعين غير المدربين مع الحفاظ على الطبيعة التلقائية لعملهم.

•      فرص الإرشاد: الجمع بين المتطوعين ذوي الخبرة من المجموعات المنظمة والمتطوعين العفويين لتقديم التوجيه والدعم، مما يساعد على سد الفجوة بين الهيكل والمرونة.

6. التوازن بين المساءلة والمرونة:

•      آليات الإبلاغ المبسطة: تنفيذ أدوات إعداد تقارير سهلة الاستخدام للمتطوعين العفويين لتتبع التقدم دون فرض أعباء إدارية ثقيلة. يمكن أن يكون هذا بسيطا مثل إرسال تحديثات موجزة عبر تطبيق جوال.

•      أنظمة الاعتراف والتغذية الراجعة: تطوير برامج الاعتراف التي تعترف بمساهمات كل من المتطوعين العفويين والمنظمين، وتعزيز ثقافة المساءلة والتقدير.

7. تشجيع القيادة التكيفية:

•      برامج تطوير القيادة: توفير التدريب على القيادة مع التركيز على القدرة على التكيف والمرونة، وضمان أن القادة في المنظمات غير الربحية يمكنهم إدارة مجموعات تطوعية متنوعة، بما في ذلك المجموعات العفوية.

•      تمكين القادة العفويين: تحديد القادة الطبيعيين داخل مجموعات المتطوعين التلقائية ومنحهم فرصا لتطوير مهاراتهم القيادية، مما يساعد على استقرار وتوجيه الجهود التلقائية.

8. تعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين

•      مبادرات التبادل الثقافي: تشجيع التفاعل والتعلم المتبادل بين المتطوعين العفويين والمنظمين، وتعزيز الشعور بالاحترام والتفاهم لنهج كل مجموعة.

•      المشاريع المشتركة: تنظيم المشاريع التي تتطلب التعاون بين المتطوعين العفويين والمنظمين، مما يسمح لهم بالعمل معا، والتعلم من بعضهم البعض، ورؤية القيمة في الأساليب المختلفة.

دور الذكاء الاصطناعي في هذه العمليات

من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن للمنظمات غير الربحية التخفيف من الآثار السلبية للاختلافات بين العمل التطوعي العفوي والمنظم، مما يؤدي إلى جهود تطوعية أكثر فعالية وانسجاما. ويمكن من خلال الاستعانة بمنظومات الذكاء الاصطناعي في استخدام تلك التطبيقات، تقليص الاختلافات وتعزيز القواسم المشتركة بين العمل التطوعي العفوي والمنظم.  ويتم ذلك من خلال:

1. تعزيز التنسيق والاتصال:

•      المنصات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي: يمكن الذكاء الاصطناعي تشغيل المنصات الرقمية التي تركز التواصل والتنسيق للمتطوعين العفويين والمنظمين. يمكن لهذه الأنظمة الأساسية مطابقة المتطوعين مع المهام، وتوفير تحديثات في الوقت الفعلي، ومواءمة جميع الجهود.

•      روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين: يمكن لروبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التعامل مع الاستفسارات الروتينية وتقديم التوجيه وربط المتطوعين بالموارد المناسبة، مما يضمن حصول المتطوعين التلقائيين على نفس الدعم مثل أولئك الموجودين في المجموعات المنظمة.

2. اتخاذ القرارات القائمة على البيانات:

•      التحليلات التنبؤية: يمكن الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من جهود المتطوعين السابقة للتنبؤ بالأماكن التي ستكون فيها المساعدة في أمس الحاجة إليها؛ سواء في السياقات العفوية أو المنظمة. وهذا يساعد كلا النوعين من مجموعات المتطوعين على نشر الموارد بشكل أكثر فعالية.

•      تحسين الموارد: يمكن للخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحسين تخصيص الموارد (على سبيل المثال، الوقت والإمدادات والموظفين) لضمان دعم كل من الجهود التلقائية والمنظمة، مما يقلل من تفاوت الموارد بينهما.

باختصار، تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في سد الفجوة بين العمل التطوعي العفوي والمنظم من خلال توفير الأدوات التي تعزز التواصل والتنسيق وتخصيص الموارد. من خلال أتمتة العمليات وتحسينها، يسهل الذكاء الاصطناعي على كلا النوعين من المتطوعين العمل معا، والتركيز على أهدافهم المشتركة، وتقليل الاختلافات التي تفصل بينهما تقليديا.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقنين الذكاء الاصطناعي في الطب على مائدة قمة ويش بقطر

الدوحة- حظيت قضيتا الرعاية الصحية بمناطق النزاع، والتطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالتركيز الأكبر من قبل المشاركين في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش 2024″، الذي اختتم أعماله اليوم بالدوحة.

وطالب مشاركون في القمة بضرورة إنشاء تحالف عالمي لحماية الصحة بمناطق النزاعات، في ظل ارتفاع وتيرة الهجمات على مقدمي الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، كما دعوا إلى ضرورة وضع تشريعات لتقنين استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية للحفاظ على خصوصية بيانات ومعلومات المرضى.

وفي ختام القمة التي شارك فيها أكثر من 200 خبير عالمي، تم الإعلان عن تبني قطر مبادرة "كارديو فور سيتيز"، وهي مبادرة تتمحور حول تبني نهج قائم على البيانات لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية للسكّان، بحيث تصبح قطر مركزا إقليميا لتوسيع نطاق هذه المبادرة في منطقة الشرق الأوسط.

أبو سمرة يحذر من الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية (الجزيرة)  ارتفاع وتيرة الهجمات

وقال البروفيسير رئيس قسم الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية عبد البديع أبو سمرة، للجزيرة نت، إن المؤتمر سلط الضوء على الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية بشكل ينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، مطالبا بأهمية اتخاذ إجراءات محددة لحماية الصحة في مناطق النزاعات المسلحة.

وأضاف عبد البديع أن القانون الدولي الإنساني يحمي الرعاية الصحية في مناطق النزاع، ويضمن سلامة الكوادر الطبية والمنشآت ووسائل النقل لتقديم الرعاية دون تمييز، ولكن السنوات القليلة الماضية شهدت زيادة مروّعة في وتيرة وحجم وتأثير الهجمات على النظم الصحية، بما في ذلك البنى التحتية والعاملون في مجال الرعاية الصحية، في بلدان مثل السودان وغزة ولبنان وأوكرانيا وغيرها.

وشدد على أهمية أن تتعاون وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني مع مجتمع الرعاية الصحية لأجل تبني موقف أكثر قوة ضد الهجمات التي تستهدف الخدمات الصحية أو تؤثر عليها بشكل مباشر، واتخاذ خطوات حازمة لتعزيز القانون الدولي الإنساني واحترامه، وإدراج حماية الرعاية الصحية ضمن برامج الصحة والعمل الإنساني، وأهمية إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في النزاعات.

ولفت إلى أنه وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد وثقت منظمة الصحة العالمية، منذ عام 2018، أكثر من 7 آلاف حادثة هجوم على الرعاية الصحية، راح ضحيتها ما يزيد على 2200 من العاملين الصحيين والمرضى، وأصيب أكثر من 4600 شخص في 21 بلدا وإقليما يعاني من أزمات إنسانية معقّدة.

سليم سلامه: التطورات الرقمية أحدثت ثورة في الرعاية الصحية ولكن يجب مراعاة الاعتبارات الأخلاقية (الجزيرة)  ثورة في مجال الصحة

وفي إطار آخر، قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" سليم سلامه، في حديث للجزيرة نت، إن التطورات الرقمية أحدثت ثورة حقيقية في مجال الصحة مثل العديد من القطاعات الأخرى، لكن بالطبع هناك بعض الاعتبارات الأخلاقية التي يجب التوقف عندها ومراعاتها.

ويرى المتحدث ذاته أن لهذه التطورات الرقمية تأثيرات ضارة، رغم كونها مفيدة، مشددا على ضرورة التركيز على معرفة كيفية تناسبها مع الاتصال الثقافي والديني، وكيف يتم تكييفها ثقافيا مع بلداننا ومنطقتنا ومع المبادئ الإسلامية.

وتابع أن التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تحدث ثورة في مجال الطب من خلال تحسين دقة التشخيص وفعالية العلاج، وتعزيز الرعاية الصحية الشاملة، بالإضافة إلى الإسهام في البحوث الطبية الحيوية وتطوير الأدوية. واستدرك أنه مع التقدم السريع الذي يحققه الذكاء الاصطناعي، أصبحت القضايا الأخلاقية المرتبطة به في صدارة اهتمام الباحثين وواضعي السياسات، وكانت من أبرز القضايا التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر.

غالي يؤكد أهمية وضع تشريعات جديدة لحماية بيانات المرضى (الجزيرة) المسؤولية الطبية

ومن جانبه، قال أستاذ الإسلام والأخلاقيات البيولوجية في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة الدكتور محمد غالي، في حديث للجزيرة نت، إن أهم ركائز أخلاقيات الرعاية الصحية بشكل عام هي العلاقة بين الطبيب والمريض، وكلما كان الطبيب يشعر بالمسؤولية والمريض لديه حماية، باعتباره الطرف الأضعف، فإن العلاقة تكون مؤسسة على أخلاق مستقيمة.

وأضاف غالي أن الطبيب لديه مسؤولية باعتباره يتحكم في الأدوات المستخدمة في الرعاية الطبية كأدوات الجراحة والأجهزة الطبية، ولكن الذكاء الاصطناعي ظهر ليحدث إشكالا في هذه العلاقة، مما يجعل تحكم الطبيب بهذه العلاقة ليس كاملا، لأن هناك أدوات ذكية تتعلم وتستوعب وتقرر وتضع النصائح أو القرارات في طريقة العلاج.

وأشار إلى أن الطبيب مع هذه التقنيات الجديدة لم يعد مسيطرا على العلاقة كما كان في السابق، لأنه بات يعتمد على الأدوات التي لا يستطيع السيطرة عليها، كما أنه لا يمكن أن نجعل الآلة هي المسؤولة، لأن المسؤولية نوع من التكليف ولا يوجد أي مكلف إلا الإنسان.

وأوضح أن المسؤول مع الطبيب في هذه الحالة يكون هو من قام بتجهيز وبرمجة وأتمتة هذه الآلة الذكية، لافتا إلى أن هذه إشكالية يجب حلها من خلال إدخال مسؤولين جدد لم يكونوا موجودين من قبل، مثل علماء الهندسة والحواسب وعلوم الكمبيوتر وغيرهم.

وأكد أن الأمر يحتاج لتشريعات جديدة أيضا لحماية بيانات المرضى والحفاظ على أخلاقيات الرعاية الصحية، مثل أهمية ترخيص أو اعتماد الآلات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي داخل المستشفيات، لأنها تختلف عن سابقتها وتحتاج لترخيص خاص بهيئات معينة من خلال لجان أخلاقية محددة.

أكثر من 200 خبير و3000 مندوب في مجال الصحة من مختلف دول العالم شاركوا في قمة ويش (الجزيرة) التنبؤ بالأمراض

من جهتها، قالت مديرة التطبيقات الجينومية في معهد قطر للطب الدقيق رجاء باجي، للجزيرة نت، إن الذكاء الاصطناعي له تأثيرات كبيرة في تطوير الخدمات الصحية، خاصة في مجال الطب الدقيق، فهذه التقنيات تسهم في التنبؤ بالأمراض، ومن ثم توفير الإجراءات أو الخدمات الوقائية لمنع حدوث هذه الإصابات.

وأوضحت الخبيرة أن الآليات الذكية تتطلب من أجل ذلك الحصول على معلومات وبيانات خاصة شاملة عن الإنسان.

ولفتت إلى أن من مزايا هذه التقنية الجديدة أيضا السرعة ودقة التشخيص من خلال المساعدة في قراءة الأشعة أو التقارير الطبية وإعطاء النتائج بطريقة مميزة، بالإضافة إلى أنها ستخفف الكثير من الأعباء الإدارية عن الطبيب، خاصة في مسألة إدخال البيانات، وبالتالي توفير الوقت للطبيب للتحدث أكثر مع المريض، وبناء علاقة إنسانية أقوى معه.

واستدركت المتحدثة ذاتها أن التحدي الأكبر لهذه التقنيات يكمن في مسألة تعريض الخصوصية للخطر، وكذلك الحفاظ على البيانات والمعلومات التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي في الأساس للتنبؤ بالأمراض، والتي يتم تزويد التطبيقات بها، موضحة أن هذا الخطورة تكمن في مسألة التعرض للاختراق وانتهاك هذه الخصوصية.

مقالات مشابهة

  • "تيك توك" تطلق أداة لإنشاء مقاطع تسويقية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • العمل التطوعي البيئي.. دور مجتمعي لزيادة المساحات الخضراء
  • تقنين الذكاء الاصطناعي في الطب على مائدة قمة ويش بقطر
  • باورسكول تصدر دراسة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في التعليم ومستقبل سوق العمل
  • جامعة خورفكان تناقش دور الذكاء الاصطناعي لتطوير الأداء
  • 25 مليار دولار حجم تمويلات الذكاء الاصطناعي بالربع الثاني
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يناقش دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل
  • الذكاء الاصطناعي: محور الإبداع في العصر الرقمي
  • ‏«عبد الغفار» يترأس مجموعة العمل المختصة بدراسة فرص ‏وتحديات الذكاء الاصطناعي
  • 4 وزراء يناقشون كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمواكبة التطور العالمي