قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن إعلان جيش الاحتلال تعميق عملياته العسكرية في بعض مناطق قطاع غزة يعني تنفيذ عمليات عسكرية جديدة في مناطق سبق اجتياحها ومحاولة التوغل فيها.

وأوضح الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن توجيه رئيس الأركان هرتسي هاليفي بتكثيف العمليات العسكرية في رفح يأتي متزامنا مع إعلان تعميق العمليات العسكرية في مناطق دير البلح وخان يونس، وهذا يعني عدم تحقيق أهداف الجيش خلال المدة الماضية.

وأشار إلى أن الجيش أعلن إنهاء عملياته الكبرى في تلك المناطق، لكن عودته مرة أخرى لتعميق عملياته العسكرية وتكثيفها يثير تساؤلات عن مدى هذه الحرب، إذ كانت رفح هي آخر المناطق التي بقيت ولم يتوغل فيها الجيش.

ويرى الخبير العسكري أن في ذلك دلالة واضحة على أن جيش الاحتلال في مأزق إستراتيجي حيث لم يحقق أهدافه، ومن ثم يحاول الاستمرار في عملياته العسكرية رغم معرفته بأنه لن يستطيع تحقيق إنجازات جديدة.

ويؤكد الفلاحي أن هذه التوغلات لن تغير شيئا في المعادلة العسكرية في غزة، مرجعا ذلك إلى عدم توفر القطاعات الكافية للسيطرة على هذه المناطق والبقاء فيها بشكل متزامن، كما أنه لا تتوفر رؤية سياسية لليوم التالي للحرب في القطاع.

ويضيف الخبير العسكري أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها جيش الاحتلال العودة إلى مناطق تم تنفيذ عمليات عسكرية سابقة فيها، كما أنه يتوقع ألا تكون المرة الأخيرة.

ويشير الفلاحي في هذا السياق إلى أن إستراتيجية جيش الاحتلال خلال هذه المرحلة تتمثل في محاولة الضغط على فصائل المقاومة، وذلك باستهداف الحاضنة الشعبية (المدنيين) وعمليات التوغل العسكري في جبهات متعددة بهدف إضعاف المقاومة.

لكنه أشار في المقابل إلى أن عمليات التوغل الإسرائيلية تجابه بعمليات تصدّ من قبل فصائل المقاومة التي لا توجد في نقاط محددة وتتنقل حسب طبيعة المعركة وتنجح في توظيف الأرض على نحو يحقق لها نجاحات في استنزاف قوات الاحتلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عملیاته العسکریة جیش الاحتلال العسکریة فی

إقرأ أيضاً:

دلالات تزامن العدوان على اليمن واستئناف الحرب على غزة

 

لا شك أن استئناف الحرب على غزة وتزامنه مع العدوان الغاشم على اليمن هو أمر منسق بين الكيان وراعيه الأمريكي، وهو تفسير لكل المماطلات الصهيونية للدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وتأكيد على القيادة الأمريكية للعدوان وعلى أن الأمر لا يقتصر على الدعم أو مجرد الانحياز للكيان، وهو ما بدا جليًا في كون الكيان يروع السكان في غزة بيد، بينما تقوم أمريكا بأيادٍ الأخرى بالعدوان على جبهات الإسناد لإتمام مخطط التهجير.

ورغم احتفاء بعض وسائل الإعلام العربية بما اعتبرته تراجعًا في تصريحات ترامب بشأن خطة التهجير لأهالي غزة، فإنه سرعان ما كشفت التقارير وكشفت الممارسات الأمريكية بالعدوان على اليمن، عن إصرار أمريكي على المضي في خطط التصفية للقضية والعبث بتوزانات القوى في المنطقة عبر حشر المقاومة في زاوية ضيقة ومحاولة إنهاء وحدة الساحات.

وهذه التصريحات التي أطلقها ترامب لم تكن بحاجة لدلائل لإثبات أنها مجرد خداع، حيث قالت التصريحات إنه لن يتم طرد أي فلسطيني من غزة، وهذا لا يعد تراجعًا لأن الخطة لم تطرح طرد الفلسطينيين وإخراجهم قسرًا، بل تحدثت عن (هجرة طوعية) بدعوى أن القطاع مدمر ولا يصلح للعيش، وهو ما حاولت مصر في خطتها التي تبنتها القمة العربية أن تثبت أن الإعمار وإعادة الحياة للقطاع ممكنة دون خروج أهل غزة من أرضهم.

والإصرار الأمريكي يتبين جليًا في رفض الخطة وعدم إعطائها حتى فرصة المناقشة بشكل أقرب إلى التجاهل المسبق العمدي، كما يتبين في حصار القطاع واستمرار تحويله لمكان غير صالح للعيش عبر منع المساعدات وتجويع وتعطيش الأهالي واستمرار العدوان “الإسرائيلي” ولو بشكل متقطع، ولكنه يكفي لنزع الأمان، وبالتالي يستمر القطاع مكانًا طاردًا للسكان وقابلًا لنجاح خطة (الهجرة الطوعية).

ولم تكتفِ أمريكا بدعم انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار ودعم استمرار الحصار والتجويع في غزة، بل سارت في مسارين، سياسي وعسكري، لإطباق الحصار على غزة وإنجاح خطتها الشيطانية.

ويتمثل المسار السياسي في الاتصالات التي كشفتها وسائل الإعلام، وتحديدًا وكالة “آسوشيتد” برس عن اتصالات أمريكية شملت كلًّا من السودان، والصومال، وإقليم أرض الصومال الانفصالي، لعقد صفقات بموجبها يتم استقبال من يرغب في الخروج طوعًا من غزة مقابل حوافز مالية وسياسية وعسكرية، تشمل الدعم الاقتصادي والعسكري والاعتراف الدولي في حالة إقليم أرض الصومال الانفصالي.

ويتمثل المسار العسكري في العدوان على كل من يعرقل الحصار الصهيوني، وهو ما حدث مع اليمن بعد أن انبرى اليمن لكسر الحصار بفرض حصار مضاد على الكيان الصهيوني عبر عودة استهداف السفن المتجهة إلى الكيان.

هنا تحارب أمريكا بنفسها من يقاوم الكيان ومن يفك الحصار عن غزة ويساندها، وهو ما يدل على أمرين في غاية الأهمية:

الأول: هو أن الكيان فاشل في المواجهة مع اليمن ولا يستطيع الحرب بمفرده معها وأنه يخشى مواجهة مباشرة مع أنصار الله وعودة استهداف العمق الصهيوني وهو ما يؤكد هشاشة هذا الكيان الذي لا يستقوي إلا على المدنيين العزل ولا يجيد إلا خرق الاتفاقيات والعهود واستغلال التفاهمات السياسية لاقتناص مكاسبه التكتيكية.

الثاني: هو أن أمريكا هي القائد الفعلي للعدوان وأن خطة التهجير هي مشروع “جيوسياسي” أمريكي بامتياز، ولكنه يستخدم القناع الصهيوني ويوظف الكيان كخادم لمشاريعه الاستراتيجية.

والمتابع للتقارير والتصريحات الصهيونية، يكتشف أن الكيان يستهلك الوقت لتمرير خطة التهجير التي تتلاقى مع أشواق المتطرفين المهووسين في الكيان، فقد شدد وزير المالية الصهيوني، “بتسلئيل سموتريتش”، على أن العمل جارٍ من أجل تنفيذ خطة ترامب للاستيلاء على غزة وترحيل أهلها، مع إجراء عملية توسيع ضخمة للاستيطان في الضفة الغربية أيضاً.

كما أكد مسؤولون أمريكيون و”إسرائيليون”، وجود اتصالات بالفعل مع الصومال وأرض الصومال الانفصالية، وأكد الأمريكيون وجود اتصالات مع السودان أيضًا، وقالوا إنه لم يتضح مدى التقدم الذي أحرزته الجهود أو مستوى المناقشات، وأشاروا إلى أن “إسرائيل” وأمريكا لديهما مجموعة من الحوافز المالية والدبلوماسية لتقديمها لـ “الشركاء المحتملين”.

لا شك أن حشر اسم إيران في عناوين الإعلان الأمريكية عن استهداف اليمن هو توظيف سياسي للعدوان يهدف إلى ردع إيران عن التدخل أو مساندة غزة وتهديد مبطن مفاده أن أمريكا جادة في التحرك العسكري، كما أن الصمت العربي يشي باكتفاء العرب بمنع التهجير لمصر والأردن وأن لا مانع من الخروج إلى أماكن أخرى وبالشكل (الطوعي) الذي يحفظ ماء وجوههم.

كما أن تزامن العدوان الأمريكي على اليمن واستئناف الحرب على غزة هو إعلان عن الاصطفاف الصهيو-أمريكي في قراءة متوهمة بأن الإسناد لغزة لم يعد موجودًا بعد وجود اتفاق مع لبنان واستعراض العضلات الأمريكية باليمن، وبعد ثبات الضعف والعجز العربي الرسمي.

ولكن الأمور لا تسير بهذا الشكل، حيث أعلن اليمن عن التصعيد وقام باستهداف حاملات الطائرات الأمريكية وأعلن عن مزيد من التصعيد في تلويح بأنه استئناف لاستهداف الكيان، ولم تصدر أي إشارة للتراجع من أي جبهة مقاومة، كما أن الإشارات الصادرة من داخل غزة كلها تفيد بتمسك أهل غزة بأرضهم مهما كان الحصار والتجويع والتعطيش، وهو ما يشي بمرحلة جديدة من التصعيد في حرب الإرادة الوجودية التي لن تفرط جبهات المقاومة في ثابت واحد من ثوابتها بها.

مقالات مشابهة

  • أمطار الربيع تُنعش القطاع الفلاحي في الجنوب وتعيد الحياة لشجر الأركان والزيتون وزراعة الخضروات
  • صور.. رصد عدد من المخالفات لأنظمة العمل بمناطق المملكة
  • الدفاع المدني في غزة: فقدان التواصل مع الهلال الأحمر الفلسطيني بمناطق القصف
  • 4 مناطق في قطاع غزة استأنف الاحتلال التوغل البري فيها (خريطة)
  • ماذا يعني انتقال الفرقة 36 الإسرائيلية للقتال جنوب غزة؟ الفلاحي يجيب
  • “واشنطن بوست”: إسرائيل تنظر في خطط الاحتلال العسكري لقطاع غزة
  • الاحتلال يواصل عملياته البرية في غزة
  • حصيلة جديدة لعدد شهداء غزة.. وإسرائيل توسع عملياتها العسكرية على كل الجبهات
  • دلالات تزامن العدوان على اليمن واستئناف الحرب على غزة
  • مطار هيثرو يستأنف عملياته ومسافرون يتأخرون لأيام