لجريدة عمان:
2025-03-09@04:08:05 GMT

لا ينبغي أن تمنح إيران لنتانياهو ما يريد

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

سيد حسين موسويان

ترجمة: أحمد شافعي

تدهور الوضع الآن في الشرق الأوسط إلى حد أن الولايات المتحدة قد تُستدرج إلى حرب إقليمية. إذ أثار اغتيال إسرائيل لزعيم حماس إسماعيل هنية، بعد سفره لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مخاوف من الانتقام. وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا يدعو إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن مهاجمة إسرائيل.

وقد قال الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه «لو أن الولايات المتحدة والدول الغربية تريد حقا منع الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، فعليها إقناع هذا النظام بوقف الإبادة الجماعية والهجمات في غزة وقبول وقف إطلاق النار».

لقد نفذت إسرائيل عملية الاغتيال هذه بنية واضحة وهي استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. وحجم الرد الإيراني هو الذي سوف يحدد تدخل الولايات المتحدة من عدمه. ويتوقع الرئيس بايدن ألا تنفذ إيران ضربة انتقامية إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، لكنه لم يقدم مساعدة حقيقية ببيعه لإسرائيل أسلحة بقيمة عشرين مليار دولار تعد واحدة من أكبر الحزم العسكرية منذ بداية حرب غزة. ولا تريد إسرائيل أو الولايات المتحدة حقا حربا مع إيران، فقد قال بايدن في مقابلة أجريت معه مؤخرا إن هناك «كل الأسباب» التي تحمل الناس على الاعتقاد بأن نتانياهو يطيل أمد الحرب في غزة عمدا لأسباب سياسية. لقد فقد نتانياهو الدعم على مستوى العالم وداخل إسرائيل. وبمجرد انتهاء الحرب، من المحتمل أن يضطر إلى ترك منصبه ومواجهة محاكمة بتهمة الفساد.

مفهوم أن إيران تحتاج إلى أن يكون ردها كبيرا بما يكفي ليُعد رادعا. ولكنها إذ ترتب ملامح ردها، لا بد أن تتجنب الحرب مع الولايات المتحدة. فسوف يتكبد كلٌّ من الجانبين خسائر فادحة، وسوف تصبح المنطقة أكثر خطورة. وهناك أيضا سمعة بيزيشكيان التي لا يجب أن نغفلها. فقد فاز بدعم الشعب الإيراني على أساس برنامج إصلاحي يركز على تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلد وعلاقاته الخارجية، بما فيها العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا. وأراد نتانياهو القضاء على فرصه. ولا ينبغي أن تساعده إيران على هذا.

ومثلما تتعامل إسرائيل بحذر مع سياستها الداخلية، ينبغي لها أيضا أن تجتنب إعاقة المعادلات السياسية الداخلية الأمريكية قبل انتخابات نوفمبر. يرى نتانياهو أن رئاسة ثانية لترامب تشكل نعمة لأجندته. فقد نجح في إقناع ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، فسمح ذلك لإيران بوضع نفسها في موضع يمكنها فيه إنتاج ما يكفي من المواد لصنع قنبلة في غضون أسابيع بدلا من عام. ثم قام ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابيةً، واختار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة مثيرة للجدل على نطاق واسع.

إن القضية الأهم والأقدر على دفع أزمة الشرق الأوسط هي قضية فلسطين. ومنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر لقي ما لا يقل عن 40 ألف فلسطيني مصرعهم في غزة. وأصيب أكثر من تسعين ألف فلسطيني، ونزح أكثر من 80٪ من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية. ووفقا لدراسة نشرتها ذي لانسيت، فإن عدد القتلى الحقيقي قد يتجاوز في نهاية المطاف 186 ألف شخص. وقد وصف مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الحرب بأنها «الأسوأ في خبرتي الممتدة على مدى خمسين عاما»، بل إنها أسوأ من المشاهد التي شهدتها في سوريا، بل وأسوأ من أهوال الخمير الحمر في كمبوديا.

لو أن إيران تريد الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، بدلا من توجيهها ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل كما فعلت في أبريل الماضي، فعليها أن تستخدم أدوات القانون الدولي القائمة، من قبيل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأخير الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والحكم التاريخي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية. ففي التاسع عشر من يوليو أعلنت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل لابد أن تنهي وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن تجلي جميع المستوطنين الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن. وأكدت أيضا أن جميع الدول والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ملزمة بعدم تقديم أي مساعدة أو دعم من شأنهما المساعدة في الحفاظ على استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية.

ثمة خطوات ثلاث رئيسية من شأنها أن تساعد في تأمين السلام في المنطقة. الأولى والأهم هي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تحظى بالنفوذ اللازم لدفع نتانياهو إلى قبول وقف مستدام لإطلاق النار، ويجب عليها أن تستخدم هذا النفوذ. وبدلا من ضربة عسكرية انتقامية مباشرة لإسرائيل، ينبغي لإيران أن تركز على كيفية محاسبة نتانياهو. وعلى هذا النحو، فإن من شأن ردها على مقتل هنية أن يعزز الدعم الدولي لفلسطين الحرة والوقف الفوري لإطلاق النار. وإذا كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرات اعتقال لنتانياهو وغيره من القادة الإسرائيليين، فإيران قادرة على بذل كل جهد ممكن لتقديمهم إلى العدالة.

الخطوة الثانية هي أن ترحب واشنطن بانتخاب إيران لرئيس ملتزم بإنهاء أكثر من أربعين عاما من العداء مع الولايات المتحدة. وفي حال انتخاب الولايات المتحدة رئيسا ملتزما بالقدر نفسه، فيجب أن يعمل الجانبان معا من أجل إحياء اتفاق إيران النووي، وإنهاء عقود من المواجهات الإقليمية الخطيرة، وإحداث وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

وأخيرا وليس آخرا، هناك خطوة أساسية تتمثل في حث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إنشاء منتدى للحوار والتعاون بين إيران وجيرانها العرب في منطقة الخليج العربي. وهذه الخطوات الثلاث مجتمعة تشكل أفضل وسيلة لتهدئة التوترات ومنع نشوب حرب إقليمية وتحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة.

سيد حسين موسويان متخصص في أمن الشرق الأوسط والسياسة النووية في جامعة برينستن ورئيس سابق للجنة علاقات الأمن القومي الخارجية في إيران.

الترجمة عن الجارديان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة لإطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

رويترز: محادثات بين الولايات المتحدة ومصر تناولت إدارة غزة بعد انتهاء الحرب

سرايا - نقلت وكالة رويترز، الخميس، عن مصدرين مصريين أن مناقشات جرت مساء الأربعاء بين مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة من حركة حماس ووسطاء من القاهرة والدوحة.


وقال المصدران، إنّ محادثات بين الولايات المتحدة ومصر تناولت إدارة غزة بعد انتهاء الحرب وأسماء من سيديرون ​​القطاع.


وأضافا أنّ المناقشات انتهت بشكل إيجابي، وتشير إلى انتقال قريب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

 

 

 

إقرأ أيضاً : "إيجابي" .. مصدران مصريان يكشفان تفاصيل عن لقاء واشنطن وحماس إقرأ أيضاً : المتطرف "يهودا غليك" يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصىإقرأ أيضاً : ماهر أبو طير يكتب: هل سيتخلى الرئيس عن التهجير؟



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1344  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 06-03-2025 01:46 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
صورة مذهلة .. "ناسا" توثق اختراق طائرة لحاجز الصوت لم يتحمل فراقها .. وفاة مصري بعد ساعات على رحيل زوجته بسبب الأجانب .. سعر الدولار في مصر يعود للارتفاع! "بفارق سنتيمترات" .. عائلة تنجو من سقوط شجرة ضخمة في مدينة نيويورك - فيديو ما وراء حادثة طفل مدرسة الرصيفة المؤلمة ..... بالفيديو والصور .. غضب من كلام منحرف يحتوي على... في مشهد غير مسبوق .. وزير الخارجية الأميركي ماركو... المحامي بشار البطوش يوضح لسرايا الجوانب القانونية... أمطارغزيرة وسيول ورياح مثيرة للغبار وحالة من عدم... روسيا تعتبر نشر قوات حفظ سلام أوروبية بأوكرانيا..."إيجابي" .. مصدران مصريان يكشفان تفاصيل...المتطرف "يهودا غليك" يقود اقتحام...رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يعلن 2025 عام حربشاهد بالفيديو .. ميكروفون مفتوح يفضح حديثًا بين...في مشهد غير مسبوق .. وزير الخارجية الأميركي ماركو..."قائمة سوداء لدول" يحظر على سكانها دخول..."بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول" .....محادثات بين حلفاء لترامب ومعارضين لزيلينسكي انتقادات واسعة للمسلسل العراقي "ابن... دعامة بالقلب .. تفاصيل الحالة الصحية للفنان أشرف زكي مي عمر: تجرأت بمسلسل "إش إش" رغم خوفي من... رانيا محمود ياسين في تصريح صادم: "أتغدر بيا من... أحمد العوضي يكشف سر زواجه بعد رمضان .. والعروس مفاجأة عصابة إيطالية تسافر إلى إنجلترا لـ"السطو" على منزل نجم نيوكاسل "لديه رغبة واحدة" .. مقرب من صلاح يفجر مفاجأة بشأن مستقبله برشلونة "المنقوص" على مشارف ربع نهائي الأبطال عصابة إيطالية تسافر إلى إنجلترا ل"السطو" على منزل نجم نيوكاسل قطر تستضيف كأس العرب 2025 نهاية العام الحالي سرقة بطاقة ائتمانية تقود إلى جائزة يانصيب ضخمة: قصة فريدة في فرنسا تقليد غريب .. مسجد إندونيسي يصلي التراويح 23 ركعة في 10 دقائق الراتب المثالي للوصول إلى مليون دولار عند التقاعد! على طريقة هوليوود .. اختطاف رجل أعمال في المغرب ظاهرة فلكية نادرة لا تفوتها .. حرف "إكس" عملاق يظهر على القمر تطاير ملايين الليرات على أوتوستراد حمص - دمشق في حادثة مثيرة .. لص يسرق ويبتلع أقراطا بقيمة 770 ألف دولار وفاة غامضة لرضيعة سورية في تركيا والشرطة تحقق في الحادثة ظاهرة "'قمر الدم" تزين السماء قريبًا ودول عربية من بين الأوفر حظًا برؤيتها وفاة "الرجل ذي الذراع الذهبية" .. دمه أنقذ آلاف الأرواح فتحوّل لبطل قومي

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • واشنطن: الولايات المتحدة لم تجدد الإعفاء الممنوح للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • نتانياهو يرسل وفداً إلى الدوحة لبحث اتفاق غزة
  • رهائن مُفرج عنهم يوجهون رسالة إلى نتانياهو
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
  • بالكامل..رهائن محررون يطالبون نتانياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • إسرائيل تُعلن اعتراضها على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح في غزة
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل حاولت تعطيل المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس
  • رويترز: محادثات بين الولايات المتحدة ومصر تناولت إدارة غزة بعد انتهاء الحرب