الثورة نت / أحمد كنفاني

نظم مكتب الهيئة العامة للأوقاف ومكتب الإرشاد وشؤون الحج والعمرة وجامعة دارالعلوم الشرعية ووحدة العلماء والمتعلمين ومدارس شهيد القرآن بمحافظة الحديدة اليوم الأحد، برعاية السلطة المحلية وشعبة التعبئة، لقاءً موسعاً للعلماء والخطباء والمرشدين والوجهاء والشخصيات الاجتماعية بمربع المدينة، لتدشين فعاليات وأنشطة المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم للعام 1446هـ، تحت شعار “لبيك يارسول الله”.

وفي اللقاء، أكد مدير مكتب الهيئة العامة للاوقاف فيصل أحمد الهطفي، أهمية اغتنام هذه المناسبة الدينية العظيمة في التمسك بأخلاق الرسول الأعظم والسير على نهجه والتأسي به قولا وعملا.

وأشار إلى انه لايمكن وصف حياة خاتم الأنبياء والمرسلين بوصف أحسن مما وصفها الله في كتابه الحكيم بقوله : “وما أرسلناك الا رحمة للعالمين”، “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة”.

مستعرضا ما تمر به الأمة من ذل وضعف جراء تخليها عن دينها وقضاياها.. مبينا أن الشعب اليمني شرفه الله اليوم بحمل قضية نصرة المستضعفين في فلسطين ومواجهة الطواغيت.

من جانبه أوضح رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ محمد محمد مرعي، ان اليمنيون يدشنون احياء هذه الذكرى العطرة بعد أن من الله على معظم المحافظات بالغيث الذي يبشر معه بخير وفير وتشكيل حكومة البناء والتغيير.

وأكد أن مولد الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام يوحد شمل وصف الأمة، لما يمثله من دعوة للتكافل والتآزر والتسامح ونشر قيم المحبة والسلام بين أبناء الأمة جمعاء.

ولفت إلى أن هذه المناسبة الدينية تحيي في الأمة قيم العزة والكرامة وعظمة الإسلام والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ونفض جلباب الذل والهوان

بدوره أكد مدير مكتب الإرشاد عبدالرحمن الورفي، أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جسد الفضيلة في أبهى صورها.

وتناول ما تعرض الحبيب المصطفى في مسيرة دعوته من عداوة واغراءات قابلها بكثير من الرحمة والتسامح والصبر.

مشيرا إلى أن اليمنيين اليوم وفي ظل تمسكهم بالنهج المحمدي أكثر رفعة ومكانة ونصرا.. وشدد على ضرورة إحياء روح الجهاد والاستشهاد وتعزيز قيم العزة والإباء في مواجهة طغاة الأرض الذين يعيثون في الأرض فسادا.

تخلل اللقاء، بحضور مدراء مديريات مربع المدينة ونواب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية والطلاب فقرة انشادية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف

إقرأ أيضاً:

قدر الأمة في ليلة القدر.. بين الخلاص الفردي والخلاص الجماعي

في ظلمة الليل، حيث تصفو الأرواح، وتعلو المناجاة، ينتظر المسلمون ليلة القدر، تلك الليلة التي أنزل الله فيها القرآن هدى للناس، والتي جعلها خيرًا من ألف شهر. هي ليلة تفصل بين مسارَين: بين من يسعى للخلاص الفردي، فتراه يعتكف في المساجد، ويركع ويسجد، ثم يخرج إلى الدنيا كما دخلها دون أن يغير شيئًا فيها، وبين من يدرك أن الإيمان ليس نجاة فردية، بل مسؤولية جماعية، وأنه كما خُلق الإنسان فردًا، فهو يُبعث أمة، مسؤولًا عن نصرة الحق، وعن حمل رسالة التغيير والإصلاح.

لقد رسّخ الإسلام مفهوم الجماعة، فالصلاة تقام جماعة، والجهاد فرض كفاية على الأمة، والزكاة عبادة تتعلق بالآخرين، بل حتى الدعاء في ليلة القدر، يوصينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شاملًا: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّا، لا عني وحدي. لكننا اليوم، في زمن الانكفاء، نجد الكثيرين يهرعون إلى المساجد طلبًا للخلاص، دون أن يترجموا هذه العبادات إلى أفعال تنتصر لقضايا الأمة، وكأنما أصبح الدين رحلةً روحيةً محضة، لا شأن لها بالواقع، ولا دور لها في تغيير المصير.

لكن أيّ خلاص نرجوه ونحن نترك غزة تحت القصف، والمسجد الأقصى مستباحًا، وأوطاننا تتهاوى تحت نير الاحتلال والظلم؟ كيف نطلب العتق من النار ونحن لم نعتق أمتنا من قيودها؟ وكيف نرجو الرحمة لأنفسنا دون أن نرحم المظلومين، أو نغيث الجائعين، أو نرفع الصوت في وجه الباطل؟

لقد ظن البعض أن الطريق إلى الجنة يمر فقط عبر الاعتكاف في المساجد، متناسين أن نبيّنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان أعبد الناس، لكنه لم يكن يغلق عليه أبواب المسجد، بل كان في الميدان، يقاتل الظلم، ويقيم العدل، ويضع اللبنات لدولة إسلامية عظيمة لم تقم على الركعات وحدها، بل على أكتاف الرجال الذين جعلوا الإيمان حركةً، والدين منهاج حياة.

أيّ خلاص نرجوه ونحن نترك غزة تحت القصف، والمسجد الأقصى مستباحًا، وأوطاننا تتهاوى تحت نير الاحتلال والظلم؟ كيف نطلب العتق من النار ونحن لم نعتق أمتنا من قيودها؟ وكيف نرجو الرحمة لأنفسنا دون أن نرحم المظلومين، أو نغيث الجائعين، أو نرفع الصوت في وجه الباطل؟ليلة القدر ليست ليلة عزلة، بل ليلة يقظة، ليلة تتنزل فيها الملائكة على القلوب التي تحمل همّ الأمة، وتكتب فيها أقدار الشعوب التي تأبى الاستسلام. فمن يريد المغفرة حقًّا، فليغفر للناس، ومن يريد الرحمة، فلينصر المظلومين، ومن يرجو العتق، فليجتهد في عتق أمته من الذل والخذلان.

اليوم، في فلسطين،، في كل أرضٍ يُظلم فيها المسلمون، هناك من لا يجد وقتًا للجلوس في المساجد، لأن ساحاتهم هي المسجد، ومقاومتهم هي الصلاة، وتضحياتهم هي الدعاء المرفوع إلى السماء. هؤلاء يكتبون بدمائهم مستقبل الأمة، وهم أولى منا بليلة القدر، لأنهم يعيشونها في كل يومٍ من حياتهم، وهم بين الرجاء والخوف، بين الرجاء في نصر الله، والخوف على أمةٍ غفلت عن دورها وانشغلت عن قضيتها.

إن قدر الأمة لن يتغير بليلة واحدة على عظم قدرها وفضلها، إن لم تتغير العقول، وإن لم تفهم القلوب أن العبادة الحقّة ليست في الخلوة فقط، بل في العمل، والجهاد، والصبر، والتضحية. وإذا أردنا أن يكون لنا نصيبٌ من ليلة القدر، فعلينا أن نكون جزءًا من قدر أمتنا، نحمل همّها كما نحمل همّ أنفسنا، وندرك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وحينها، ستنزل السكينة حقًّا، وستكتب الأمة قدرًا جديدًا، يليق بها، ويليق برسالة الإسلام التي لم تكن يومًا دينًا للعزلة، بل دينًا لصناعة الحياة، ودينًا لصياغة التاريخ.

مقالات مشابهة

  • إعادة النبض لمعتكف تعرض لنوبة قلبية في المسجد النبوي الشريف
  • 15 وظيفة محرومة من إجازة عيد الفطر .. هل أنت منهم؟
  • كيف نجَّى المكر الإلهي عيسى عليه السلام؟
  • قدر الأمة في ليلة القدر.. بين الخلاص الفردي والخلاص الجماعي
  • الصلابي: الأمة في حالة نهوض فأفغانستان قد تحررت
  • "طيران الأمن" لسلامة المعتمرين والزوار في المسجد النبوي الشريف
  • السيسي: الأزهر الشريف سيظل منارة علم وإرشاد تنير دروب الأمة الإسلامية
  • الرئيس السيسي: الأزهر الشريف «منارة» تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض
  • رئيس جمهورية القُمر المتحدة يزور المسجد النبوي
  • ما لون حذاء نور النبوي؟.. سؤال رامز جلال اليوم الحلقة 25