اضطرت صفا ياسين إلى أن تُلبس طفلتها طقم الملابس الأبيض ذاته لأشهر، وهو أمر اعتاده سكان قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المدمّر على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول.

تقول ياسين التي نزحت من مدينة غزة في شمال القطاع "عندما كنت حاملا، كنت أحلم باللحظة التي سأحتضنها فيها وألبسها ملابس جميلة… لكن مع الحرب لم أجد أي شيء للأطفال المواليد كي ألبسها إياه".

وتضيف السيدة البالغة 38 عاما وتقيم حاليا في منطقة المواصي بخان يونس في جنوب القطاع "لم أتخيل يوما أنني سأعجز عن إيجاد ملابس لطفلتي".

وتوضح -وهي تخبز في ظل حرارة الصيف المرتفعة- "وجدت بعض الملابس قبل نزوحنا، لكن أغلبها كان غير مناسب لحجم المواليد أو حتى لحالة الطقس الحالي".

بات العثور على ملابس ملائمة من أكثر الأمور تعقيدا في القطاع المحاصر، حيث يواجه السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، ظروفا إنسانية كارثية.

وبدورها، تبذل فاتن جودة جهدا كبيرا لتوفير ملابس لطفلها آدم (15 شهرا) الذي يرتدي طقما ضيقا للنوم، لا يتناسب وحجمه الحالي، ولا يغطي ذراعيه وساقيه.

وتقول جودة (30 عاما) إن طفلها "ينمو يوما بعد يوم وملابسه التي كان يرتديها خلال أشهره الأولى صغرت وضاقت عليه؛ لذا يحتاج إلى مقاسات أكبر ولكنْ غير متوفرة".

تغطية صحفية: مهددون بالمشي حفاة.. فلسطينيون يضطرون إلى خياطة وتصليح أحذيتهم القديمة المتهالكة، في ظل تواصل الحصار والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعدم دخول أحذية جديدة. pic.twitter.com/4NsBodj6Ny

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 22, 2024

تصليح بأضعاف الكلفة

كانت صناعة النسيج مزدهرة قبل الحرب في غزة، وعرفت ذروتها مطلع تسعينيات القرن الفائت مع نحو 900 مصنع.

وكان قطاع النسيج يوظّف 35 ألف شخص وينتج 4 ملايين قطعة ملابس تصدر إلى إسرائيل شهريا، ولكن تلك الأرقام تراجعت منذ العام 2007، بعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع.

وطال التراجع -مع اشتداد الحصار على القطاع- ورش العمل في قطاع غزة بحيث تضاءلت في السنوات الأخيرة إلى نحو 100 يعمل فيها حوالي 4 آلاف شخص وتصدّر شهريا ما بين 30-40 ألف قطعة ملابس إلى إسرائيل والضفة الغربية.

تدمير كلي أو جزئي

ومع حلول يناير/كانون الثاني، أي بعد 3 أشهر من اندلاع الحرب، قّدر البنك الدولي أن 79% من منشآت القطاع الخاص في غزة قد دمرت جزئيا أو كليا.

وتسبّب انقطاع الكهرباء أيضا في توقف المصانع التي كانت لا تزال قائمة.

أما كميات الوقود الشحيحة فتستخدم لتوفير احتياجات المستشفيات ومرافق الأمم المتحدة مثل المستودعات، ونقاط إمداد المساعدات.

بالتالي، بات العثور على ملابس جديدة أمرا متعذرا.

الحجاب ذاته

النقص الشديد يطال مختلف جوانب المتطلبات الأساسية للحياة في قطاع غزة، من غذاء ودواء وملابس، ويستوي الجميع في ذلك صغارا وكبارا.

وفي هذا السياق قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني في تغريدة له عبر منصة إكس إنه "خلال الأشهر العشرة الماضية، بعض النساء يضعن الحجاب ذاته".

أما أحمد المصري الذي نزح من شمال القطاع نحو جنوبه مع بداية الحرب، فيقول إنه لا يملك "حذاء ولا ملابس ولا مأوى".

ويضيف الشاب البالغ 29 عاما "صلّحت حذائي 30 مرة.. دفعت ثمن تصليحه 10 أضعاف سعره" قبل الحرب. ويقول إنه حاول شراء حذاء جديد لكنه لم يجده.

الحرب تخلق أزمة وتنعش مهنة إصلاح الأحذية القديمة في غزة (الجزيرة)  يتشاركون الأحذية

ومع تمدد الحرب وطول أمدها الزمني، تبدو كل "سبل الحياة مفقودة سواء أحذية أو ملابس أو أغذية، والأسعار مرتفعة جدا"، وفقا لما يقوله عمر أبو هاشم (25 عاما)، الذي نزح من منزله في رفح على الحدود المصرية إلى خان يونس شمالا، بدون أن يتمكن من حمل أي شيء معه.

خلال تلك الرحلة التي استمرت حتى الآن 5 أشهر، كانت الملابس هي نفسها "نغسلها ونرتديها مرة أخرى".

ليس ذلك فحسب بل إنه كان يتشارك الحذاء نفسه مع صهره "ليس هناك أي أحذية متوافرة كي نشتري.. أضطر للسير حافيا وهذا ما يسبب الأمراض وانتشار البكتيريا".

يتطلع أحمد المصري للحصول على صابون ليغسل قميصه وسرواله بدلا من الاكتفاء بالماء وحده.

ويقول "أرتدي الملابس نفسها منذ 9 أشهر، لا بديل.. إن أردت الخروج لمشوار طارئ أغسل بلوزتي (قميص قطني) وأنتظرها ساعات لتجفّ".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مصلحة الضرائب تنفي أي زيادة في ضريبة الملابس المستوردة

 

الثورة نت/..

نفّت مصلحة الضرائب، ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي عن زيادة في الضرائب على قطاع الملابس.

وقالت المصلحة في بيان “ليس هناك أي زيادة في الضريبة فوق ما هو مقرر قانوناً وإنما الذي تغير فقط تحصيل الضريبة بصورة نهائية في المنافذ الجمركية على الملابس الجاهزة المستوردة من الخارج فقط”.

وأكدت أن هذا الإجراء تم بموجب طلب من قطاع الخياطة المحلي واتحاد المنسوجات المحلية والغرفة التجارية والصناعية وبموجب محضر موقع بين قيادة مصلحة الضرائب والغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة.

وأضاف البيان “في المقابل تم إعفاء قطاع الخياطة المحلي ومدخلات الإنتاج للملبوسات بنسبة ١٠٠ بالمائة من كل أنواع الضرائب، المتمثلة في ضريبة الأرباح وضريبة المبيعات وشملت الاعفاءات مدخلات إنتاج الملابس وكذا ضريبة المرتبات والأجور على دخل العمالة في هذا القطاع”.

وأكدت مصلحة الضرائب أنه تم تنفيذ هذا الإعفاء بدءاً من شهر يوليو الماضي وهذا هو الأهم في الموضوع وذلك كتحفيز وامتيازات لقطاع المنسوجات المحلية.

وأفاد بيان مصلحة الضرائب بأن القرار المتخذ بشأن تحصيل الضريبة على الملابس الجاهزة المستوردة بصورة نهائية في المنافذ الجمركية وإعفاء المنتج المحلي والعاملين في هذا القطاع من كافة أنواع الضرائب، تم لحماية المنتج المحلي من ناحية ولتشجيع المستوردين على الإنتاج في البلاد وتوفير فرص عمل إضافية من ناحية أخرى.

وجددّ البيان التأكيد على أن القرار المتخذ سيسهم في تخفيف استنزاف العملة الصعبة إلى الخارج إذ تبلغ فاتورة الاستيراد للملابس الجاهزة نحو ١٠٠ مليون دولار سنوياً والعمال المحليين أولى بها من عاملي البلدان الأخرى، سيما وقطاع المنسوجات المحلية تطوّر في السنوات الماضية وأصبح قادراً على إنتاج مختلف أنواع الملابس بجودة عالية وتكلفة أقل.

ولفت البيان إلى أن المصلحة لن تدخر جهداً في دعم ومساعدة قطاع الخياطة والمنسوجات المحلية الذي يصل عدد العاملين فيه إلى 200 ألف عامل .. معتبراً إنتاج مختلف أنواع الملابس ميزة تنافسية وطنية استراتيجية يجب دعمها والحفاظ عليها وليس إغراق السوق بمنتجات مستوردة تضرب المنتج المحلي وتهدد مصير العاملين بهذا القطاع الحيوي.

وأهابت مصلحة الضرائب بمستوردي الملابس الجاهزة، إنتاج الملابس والمنسوجات المحلية وسيتم منح الامتيازات لهم بإعفائهم من كل أنواع الضرائب بما فيها مدخلات إنتاجهم بموجب القرار الجمهوري بهذا الشأن والمحضر الموقع مع الغرفة التجارية.

مقالات مشابهة

  • مخطط الجنرالات.. خطة عسكرية إسرائيلية لتهجير سكان شمال قطاع غزة (فيديو)
  • استراتيجية الاحتلال الجديدة.. تهجير سكان شمال قطاع غزة وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة
  • روسيا.. ابتكار ملابس لمراقبة صحة رواد الفضاء أثناء التدريب
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيطرح إدراج عودة سكان الشمال ضمن قائمة أهداف الحرب
  • السماء تمطر ملابس داخلية في الصين
  • ابتكارات لم يتخيلها الاحتلال| شاهد.. حيل سكان قطاع غزة لمواصلة العيش وسط البطش الإسرائيلي
  • المديح النبوي.. أشهر القصائد التي تغنت بمدح الرسول
  • مصلحة الضرائب تنفي أي زيادة في ضريبة الملابس المستوردة
  • ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألف و118 قتيلاً
  • استشهاد 10 آلاف طالب.. تعرف على خسائر قطاع التعليم في غزة بسبب الحرب