الموقف الصيني من القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
مسعود أحمد بيت سعيد
masoudahmed58@gmail.com
لا شك أن لجمهورية الصين الشعبية موقفًا واضحًا من قضية الحرية وحق تقرير المصير للشعوب التي ترزح تحت السيطرة الاستعمارية؛ وذلك انطلاقًا من فلسفتها الآيديولوجية المناهضة لكافة أشكال الاستغلال والاضطهاد.
وسنحاول في هذه المقالة أن نُسلِّط الضوء على بعض مواقفها السياسية من القضية الفلسطينية، دون التطرق لجوانب أخرى رغم أهميتها.
وإذا اقتصر الحديث على ما يجري حاليًا، فإنَّ للصين الشعبية موقفًا متقدمًا؛ سواءً في مجلس الأمن الدولي أو على صعيد الملتقيات والمحافل الأخرى. وتدعم بكين في هذه المرحلة حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، وفق القرارات الأممية ومنها القرار رقم 194 المتعلق بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شُرِّدوا منها، والقرار 242 الذي ينص على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى خط الرابع من يونيو 1967، وهو مطلب عربي في هذه المرحلة ويحظى بتأييد عالمي واسع، وإن كان يصطدم على الدوام بالفيتو الأمريكي.
رغم أن هذا القرار ما زال يثير الكثير من الجدل على المستوى الشعبي؛ حيث يراه البعض حلًا مرحليًا تفرضه موازين القوى القائمة، إلّا أن البعض الآخر يراه حلًا استراتيجيًا يُنهي عملية الصراع الشامل. وفي كل الأحوال، ستكشف التطورات المقبلة مدى واقعية هذا الخيار ومدى إمكانية التعايش مع هذا الكيان الإرهابي الفاشي المُجرم المُسمّى بـ"إسرائيل".
وعلى ضوء التطورات الراهنة، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، رؤيةً من 3 نقاط لحل القضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، واستعداد الصين لأداء دور إيجابي لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وزيادة المساعدات الإنسانية الإنمائية لفلسطين. وفي هذا السياق، استضافت بكين خلال الفترة الماضية سلسلة من الحوارات الفلسطينية- الفلسطينية وآخرها أثناء معركة "طوفان الأقصى"؛ حيث التقى وفدان من حركتي فتح وحماس، وهما طرفا الانقسام على الساحة الفلسطينية الذين يمسكون بزمام السلطة الوهمية تحت الاحتلال في غزة والضفة، والمُمَوَّلين من القوى الإقليمية. وقد تُوِّجَت جهود الصين السياسية والدبلوماسية بالاتفاق الأخير الذي عُرف بـ"إعلان بكين"، والذي وقَّعت عليه جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، وكان من أبرز نتائجه الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني، وانضواء الجميع تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؛ وهي خطوة مُهمة في الاتجاه السليم في هذه المرحلة الصعبة من عمر النضال الوطني التحرري، واذا ما تم الالتزام بما اتُفِق عليه ربما يخرج الوضع الفلسطيني من حاله إلى حال أفضل.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.
من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.
وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.
بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.