تحت عنوان "كيف قتلت إسرائيل شبحا؟"، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلا عن مصادر مطلعة بعض تفاصيل عملية مقتل القائد العسكري في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، الشهر الماضي، وسلطت الضوء على حياته التي كانت "غاية في السرية".

وقالت الصحيفة إن شكر، الذي قتل في نهاية يوليو، "عاش حياة سرية لدرجة أن قلة من الناس كانوا يعرفون اسمه أو وجهه قبل مقتله"، وأشارت إلى أن وفاته "أخرجته أخيرا من الظل".

وارتفع منسوب التوتر في المنطقة بالفترة الأخيرة بعد مقتل شكر وتوعد الحزب بالرد. وقتل شكر قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل. وتوعدت طهران بالرد أيضا على مقتله.

وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن شكر أفلت من قبضة الولايات المتحدة طوال 4 عقود، منذ اتهامه بالتورط في التخطيط لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، الذي أسفر عن مقتل 241 من أفراد الجيش الأميركي، وإصابة 128 آخرين.

من هو فؤاد شكر الذي استهدفته الضربة الإسرائيلية؟ أفادت مراسلة الحرة بأن الضربة التي وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، وهو مطلوب من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وبعد هذه المدة الطويلة من الفرار، عثر الجيش الإسرائيلي على مكانه في الطابق السابع من مبنى سكني في بيروت.

عمل شكر في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، "مجلس الجهاد"، "وساعد مسلحي حزب الله وقوات النظام السوري في الحملة العسكرية لحزب الله ضد قوات المعارضة السورية في سوريا" بحسب برنامج "مكفآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية الذي عرض خمسة ملايين دولار للمساعدة في القبض عليه.

ومع ذلك، ورغم كونه أحد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله، إلا أنه "عاش حياة خفية تقريبا، ولم يظهر إلا في تجمعات صغيرة لقدامى المحاربين الموثوق بهم في المجموعة"، وفق وول ستريت جورنال.

وكان قد ظهر علنا في وقت سابق من هذا العام لحضور جنازة ابن أخيه، ولكن لبضع دقائق فقط، وفق أحد معارفه.

وكان شكر شديد السرية لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية التي نشرت تقارير عن وفاته نشرت صورا لرجل آخر بالخطأ.

وقال مسؤول في حزب الله إن القيادي في حزب الله، الذي لا يعرفه سوى قلة من الناس، أمضى يومه الأخير، 30 يوليو، بمكتبه في الطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وبينما كان مكتبه بالطابق الثاني، كان يعيش في الطابق السابع من نفس المبنى، وهو ما يقلص على الأرجح من حاجته إلى التحرك في الخارج.

وفي مساء 30 يوليو، وفقا لمسؤول حزب الله، تلقى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق السابع.

وفي حوالي الساعة السابعة مساء، سقطت ذخائر إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة التي تقع تحتها، مما أسفر عن مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين، وأصيب أكثر من 70 شخصا، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.

وقال المسؤول إن المكالمة التي تم إجراؤها كانت بهدف سحبه إلى الطابق السابع المرتفع، إذ سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة. وأجرى هذه المكالمة على الأرجح شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله.

وأضاف المسؤول أن حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في فشل استخباراتهما، ويعتقدان أن إسرائيل تغلبت على عمليات المراقبة التي يقوم بها حزب الله، باستخدام تكنولوجيا أفضل.

وتشير الصحيفة إلى بعض تفاصيل حياة شكر التي تكشف عن الحياة السرية التي عاشها منذ كان نشطا في أوائل العشرينيات من عمره، حين كان يشارك في حروب العصابات، قبل أن يصبح قياديا في حزب الله بعد تأسيسه.

وقال قاسم قصير، وهو محلل سياسي مطلع على حزب الله، يعرف شكر منذ أوائل الثمانينيات، إنه في أعقاب اختطاف رحلة خطوط "تي دابليو ايه" في يونيو 1985، اختفى شكر الذي خطط للعميلة عن الأنظار بعدها بوقت قصير.

وقال قصير إن الحياة السرية أثرت على شكر، الذي كان يعوض عدم رؤية الأصدقاء والزملاء، برعاية من حوله عندما يراهم. وأضاف: "لقد كان مخلصا بشدة لدائرة قريبة من الأصدقاء، الذين نشأ العديد منهم معه، بما في ذلك نصر الله، الذي أصبح زعيم حزب الله عام 1992".

ومع ذلك، قال قصير إن شكر بدا أكثر استرخاء في السنوات الأخيرة، بعدما باتت عمليات الاستهداف تحدث في دمشق وليس بيروت.

وقال قصير: "لقد تم وضع قواعد الاشتباك مع إسرائيل. كانت هناك خطوط حمراء".

وظلت هذه القواعد قائمة حتى بعد السابع من أكتوبر، لكن في فبراير الماضي، أمر نصر الله مسلحيه  وأسرهم بعدم استخدام الهواتف الذكية. ولمنع التنصت الإسرائيلي، لجأ حزب الله إلى استخدام لغة مشفرة، وفق مسؤول حزب الله.

وأصبح شكر محط تركيز إسرائيل بعد هجوم مجدل شمس في الجولان أواخر يوليو. ونفى حزب الله تورطه في الهجوم، لكن إسرائيل قالت إنه نفذ بصاروخ أطلقته المنظمة.

وقال مسؤول حزب الله إن حزب الله أصدر أوامر في وقت مبكر من اليوم الذي استهدف فيه شكر، للقادة رفيعي المستوى بالتفرق وسط مخاوف من تعرضهم للخطر.

وبعد الضربة، لم يتضح على الفور ما إذا كان شكر قد قُتل. وقال المسؤول إن البعض في حزب الله اعتقدوا أنه ربما استجاب لأوامر الإخلاء وهرب من المبنى.

واستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على جثته.

وقال أحد الجيران الشباب الذي جلس على الرصيف بالقرب من المبنى الذي قُتل فيه شكر: "سمعنا اسمه، لكننا لم نره أبدا. كان مثل الشبح".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الطابق السابع فی حزب الله فی الطابق فؤاد شکر

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها

وكانت تلك أيام مارلين مونرو الأمريكية. وبريجيت باردو الفرنسية وكلوديا كاردينالى الإيطالية و..
كل بلد كان لديه سيقانه التي والتي
وكان الناس يكرعون السيقان هذه على الشاشة…
وصاحب يوسف إدريس حين يرى مارلين مونرو يقول لصاحبه في حسرة
: والنبي. إحنا متجوزين غفر….
وكانت الستينات هى إيام جيفارا وبوليفيا
وجيفارا الذي لا قيمة له في الحقيقة يجعله إعلام الغرب بطلاً أسطوريًا له حكايات…
أسطورة لأن العظمة هي أن تنتصر على العظيم
ولما قتلوه في بوليفيا الكاميرا تجوس جسده وتزعم إن أمرأة تنظر إليه بأنفاس مقطوعة ثم تهمس
: ألا تظن إنه المسيح؟
وكان الشيوعيون في السودان يغنون له…
……
وكانت تلك أيام بيريا وخروتشوف
ودمامل الحقد التي صنعها ستالين .. تنبجس
وفي أول اجتماع للمركزية بعد وفاة استالين كان المشهد هو
خروتشوف يدير عيونه في التسعة عشر الجلوس ثم يقول بهمس مثل صوت المبرد الخشن
: أنا أتهم الرفيق بيريا بأنه عدو للشعب…
وبيريا هو أخطر مدير مخابرات فى الأرض
والاتهام هذا لقيادي في المركزية شىء قانونه هو
إن استطاع مقدم الاتهام إثبات التهمة…أعدم المتهم على مقعده
وإن عجز مقدم الاتهام عن الاثبات أعدم على مقعده
والرؤوس التسعة عشر التي سمعت الاتهام تتحجر وعيونها تغرس فى المائدة الأبنوسية
وصمت….
وقائد الحرس يقود بيريا إلى الخارج
وبيريا يصرخ بعنف
والاعناق التى تحمل الرؤوس لا تتحرك
والأذان تنصت لشىء
ومن خارج الغرفة يأتي صوت رصاصة
والجميع يتنهد
و….
البند الثاني في اجتماعنا هذا .. هو….
……..
وكانت تلك أيام نهاية الكاوبوي …. والمسدس بست طلقات
وظهور ديجانجو .. الذي يستبدل المسدس بالمدفع الرشاش … فالمسدس الذي يقتل الإنسان مرة واحدة يصبح غير مثير. والمسدس يستبدل بالرشاش الذي يقتل الإنسان عشر مرات
كان كل شىء يطحن أسنانه والعالم ينتقل والحال الجديد يصنع السخريات
وحرب كل أحد ضد كل أحد تجلب أدباً جديداً
والكتابات الغليظة لا نريدها لكن نكتة تكفي
وفيها
الرجل المتعب يقف أمام بائع الحجز في المطار
وهذا يسأله عن الجهة التي يقصدها
والرجل يعجز عن تحديد بلد
وموظف الحجز يضع أمامه كرة أرضية ليحدد البلد الذي يريده
والرجل يفحص الكرة الأرضية كلها ثم يقول للموظف
: أليس لديكم كرة أرضية
أخرى … لنذهب إليها
……..
وحتى السخريات من خراب العالم فى المرحلة الجديدة كان بعضها طريفاً
وكتابات عن كل شىء
وعن حروب الانتخابات قال كاتب
: لماذا العراك فى الانتخابات؟ يكفي أن نصدر اعلانًا نقول فيه
مطلوب رئيس بالمواصفات التالية
أن يجيد الرقص التوقيعي … وأن يجيد اخفاء تاريخه و…و… وأن يكون مستعدًا للموت… دون ألم
)
والآن شديد الطرافة
………
وكانت تلك أيام أيام بروفيمو .. وزير الدفاع البريطانى الذى تبشتنه جاسوسة روسية
وكانت تلك أيام اختراع الكلاشنكوف .. حتى يناسب حجم المرأة الفيتنامية الضئيل وهم يقاتلون الأمريكان
…. و….
وما يجمع هذا الركام … ركام الستينات … هو حقيقة مدهشة
ما يجمع هذا كله هو أن الركام هذا كله ليس أكثر من عمل مخابرات
فالستينات وحرب المخابرات كانت هي البذور .. بذور الحنظل
الحنظل الذي نأكله الآن
ومالم نعرف ما يجري في العالم فإن طعامنا سوف يظل هو الحنظل

إسحق أحمد فضل الله
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تصعيد مضاعف في الجنوب الأمامي فما الذي تريده إسرائيل مجدداً؟
  • بيل غيتس يكشف مفاجأة عن نسبة الأموال التي سيرثها أبناؤه
  • لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • غوتيريش يعلن رفض آليات إسرائيل على مساعدات غزة
  • بعد إشادة ترامب بأردوغان.. مصدر: أمريكا قادرة على منع التصعيد بين إسرائيل وتركيا في سوريا
  • إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
  • “تايمز أوف إسرائيل”: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
  • عاجل | سي إن بي سي: مايكروسوفت تفصل المهندسة ابتهال أبو السعد التي احتجت على تزويد الشركة إسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي
  • إسرائيل قتلت كل شيء