أين اختفي الحمام العثماني بمدينة قنا القديمة؟
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
أين إختفي حمام قنا العثماني؟! يُراود هذا السؤال من يعرفون هذا الأثر الإسلامي الواقع شرق مدينة قنا بحي سيدي عمر، فى حارة حملت اسمه «حارة الحمّام القديم».
عدة شوارع تأخدك إلي دروب مدينة قنا القديمة، من عدة شوارع فرعية تقع مداخلها بــ شارع 23 يوليو وسط مدينة قنا، وتظهر الأبنية القليلة المتبقية من المدينة القديمة بمعمارها العتيق، بمجرد أن يجتاز الزائر مبني مديرية أمن قنا ومركز الشرطة.
يُفاجي الزائر للمنطقة القديمة؛ بإختفاء أثر إسلامي نادر، وهو الحمّام العثماني، وسبب ندرته إنه أحد ثلاث حمّامات عامة فقط فى محافظات الوادي أو الصعيد، وكانت تُؤرخ لعمارة «المنشآت العامة ذات الطبيعة الخدمية»، فى القرنين السابع والثامن عشر الميلادي فى إقليم قنا.
أحد أحواض الحمام قبل هدمهماذا حدث؟
يقول مصدر بوزارة السياحة الآثار، فضل عدم الإدلاء باسمه، لــ «الــوفــد»، إنه منذ 22 عاماً تم تسجيل الحمّام كأثر إسلامي بقرار رئيس الوزارء رقم 332 لسنة 2002، وبموجب ذلك أصبح موقعًا أثريًا يخضع لإشراف منطقة آثار قنا الإسلامية والقبطية واليهودية، التي أوصت بترميمه للحفاظ على عمارته ومحتوياته، كما خاطبت محافظ قنا لمنع مرور السيارات بحارة الحمّام لدرء الأخطار الناجمة على الأثر من مرور المركبات وخاصة النقل الثقيل.
ويُوضح أن الحمّام العثماني، كان متوقفًا عن العمل منذ 1940، وبعد قيام حركة الجيش فى يوليو 1952 ميلادية، خضع لوزارة الأوقاف وتم بيعه بعد ذلك لمالك جديد، وكان المالك بطبيعة الحال يريد الإستفادة من المساحة التي تقدر بنحو 650 متراً وتتجاوز قيمتها السوقية حاليًا نحو 55 مليون جنيه مصري.
ويُتابع أن ملّاك الحمّام، عمدوا إلى إحداث تلفيات على مراحل بالمنشأة الأثرية بحيث تخرج من قائمة الآثار المُدرجة بالوزارة، وكانت منطقة آثار قنا الإسلامية والقبطية، ترصد ذلك وتتخذ الإجراءات اللازمة ومنها تحرير محاضر، وتبلغ الوزارة.
ولم يمل الملّاك من تحقيق هدفهم بشطب المنشأة الأثرية من عداد الآثار الإسلامية، لبيع الأرض وجني الأرباح، حتي صدر قرار فى النصف الأول من سبتمبر 2019، بشطب الحمّام العثماني، من عداد الآثار الإسلامية والقبطية، ونقل محتويات المنشاة الأثرية من فسقيات وأرضيات وأحواض إلى حديقة المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بنجع حمادي، شمال قنا!
3 حمامات فى صعيد مصر:
كان حمّام قنا العثماني المُندثر، هو أحد ثلاث حمّامات فى الوجة القبلي، وهي «حمّام علي بيك» بمدينة جرجا، جنوب محافظة سوهاج، وأعاد إنشاءه الأمير على بيك الفقاري حاكم ولاية جرجا، و«حمّام ثابت» بمدينة أسيوط.
ويقول الدكتور محمد عبد الستار عثمان، أستاذ الآثار الإسلامية، فى دراسته «فقه عمارة الحمّامات فى العصر العثماني ـــ دراسة تطبيقية على ثلاثة من الحمامات بصعيد مصر» إن حمّام قنا، يقع فى الجهة الغربية من منطقة القيسارية ويطل على شارع الحمّام بواجهة شمالية، ويضيف أن العناصر المعمارية للحمّام مقارنة بحمّامي جرجا وأسيوط تُوضح أن حمّام قنا تعود عمارته إلى العصر العثماني ويدل تطور التخطيط المعماري لمدينة قنا أن عمارته ترجع إلى نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر الميلادي.
ويُضيف أن الحمّام حدثت به تعديلات معمارية خاصة إنه استخدم كدار للسكن من خلال الملّاك وورثته الذين إشتروه ولم يكونوا هم من أنشاؤا الحمّام.
الحمام قبل وبعد الهدم
ما نعرفه عن حمّام قنا المُندثر:
كان الحمام يستخدم للاستحمام والاستجمام، وكان يستقبل الرجال صباحًا، والسيدات مساءً، ويُقسم إلى 3 أجزاء؛ الجزء الأول وهو الإدارة ومدخل الحمام ويوجد به نافورة من أندر نماذج النافورات الموجودة بالعصر العثماني ، وغرفة تغيير الملابس.
والجزء الثاني يحتوى على المغاطس بارد، ساخن، ثم صحن أوسط تعتليه شخشيخة، وغرف التدليك والتكييس، وبيت الحرارة.
أما الجزء الثالث فيوجد به ملحقات المستوقد، وهو مكان لتسخين المياه، وتوليد البخار، وحظيرة لوضع حيوانات المواطنين بها لحين الانتهاء من الاستحمام، ومجرات لتخزين الفحم، بالإضافة إلى وضع قدر الفول فوق المستوقد للاستفادة من الطاقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحمام الحمامات الحمام العثماني الأثر الإسلامي
إقرأ أيضاً:
جمعية “سور” في حلب تُنظم محاضرتين علميتين حول العمارة التقليدية في منارة حلب القديمة
حلب-سانا
نظمت جمعية “سور” محاضرتين علميتين بعنوان “المسجد والمدرسة في دمشق” و“البيت الدمشقي: خصائص إنشائية ومعمارية” تحت رعاية جمعية “سور” للتراث الثقافي في حلب، وبالتعاون مع منظمة التنمية السورية، قدمها المهندسان المعماريان محمد البارودي وأمين صعب، وذلك مساء اليوم في منارة حلب القديمة.
وتناولت المحاضرة الأولى التي قدمها المهندس المعماري محمد البارودي تحولات العمارة الدينية في دمشق مُسلطاً الضوء على كيفية تحويل المساجد إلى مدارس عبر العصور، وارتباط ذلك بالتغيرات الاجتماعية والثقافية.
أما المحاضرة الثانية التي أدارها المهندس المعماري أمين صعب، فاستعرضت الخصائص الفريدة للبيت الدمشقي مقارنة بالبيت الحلبي مشيراً إلى أوجه التشابه والاختلاف في المواد الإنشائية والتخطيط المعماري، وقال: “البيت الدمشقي يحمل تفاصيلَ تُعبّر عن تاريخ المدينة، وهو يختلف عن الحلبي في عناصرَ قليلة لكنها جوهرية”.
وأوضحت المهندسة المعمارية ثريا زريق مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة الجمعية في تصريح لمراسلة سانا أن هذه الفعالية تأتي في إطار جهود “سور” الرامية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية السورية، وخاصة في ظل التحديات التي تواجه التراث بسبب الأزمات.
وأضافت زريق: “منذ انطلاق جمعيتنا عام 2023 نجحنا في تنظيم 21 محاضرة أكاديمية استهدفت رفع الوعي بالتراث السوري محلياً وعالمياً مع تركيز خاص على الأطفال الذين نشؤوا خلال الحرب وفقدوا ارتباطهم بجذورهم”.
وأكدت زريق أن الجمعية خصصت برامج توعوية للأطفال، بهدف تعزيز انتمائهم للتراث السوري، قائلة: “أطفالنا يرون سوريا من خلال صور الدمار أو عبر الشاشات، فقررنا أن نعيد لهم صورة سوريا الحضارية العريقة، ونغرس فيهم الفخر بتراث أجدادهم”.
شارك في الفعالية عشرات المهتمين بالتراث من داخل سوريا وخارجها، وتُعد هذه الخطوة جزءاً من إستراتيجية أوسع تشمل تعاوناً مع مؤسسات أكاديمية مثل معهد “فخري البارودي” التابع لكلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق.
يذكر أن جمعية “سور” التي تأسست في حلب أصبحت منصةً رائدةً في توثيق التراث السوري ونشره عبر مبادرات علمية وتوعوية، سعياً لإعادة إحياء الهوية الثقافية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
تابعوا أخبار سانا على