السنوار لاعب شطرنجٍ بارعٍ أذلّ (إسرائيل) .. سياسيٌّ صهيونيٌّ لنتنياهو: السنوار هزمك وجعلك أضحوكةً
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
سرايا - ما زال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسيّ لحركة المقاومة الاسلامية حماس يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قادةً ومستوطنين، وذهب العديد من المختّصين والمستشرقين إلى القول إنّه بفضل الحرب على غزّة بات الأشهر عالميًا، وأعاد القضية الفلسطينيّة إلى الواجهة، وأفشل التطبيع الإسرائيليّ مع السعوديّة، وهو ينتظر الآن تحقيق “حلمه” باندلاع حربٍ إقليميّةٍ متعددة الجبهات لإنهاك الكيان، أكثر ممّا بات منهكًا في الطريق لشطبه عن الخريطة.
وفي هذا السياق قال إيلي غولديشميت، رجل أعمالٍ ثريٍّ ومن قياديي حزب (العمل) الإسرائيليّ إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض التوقيع على صفقة التبادل بسبب السنوار، رغم أنّ جميع قادة الأجهزة الأمنيّة دون استثناءٍ أوصوا بقبول الصفقة، على حدّ تعبيره.
وتابع موجهًا كلامه لرئيس الوزراء: “نتنياهو الصفقة جيّدة، ولكن المشكلة تكمن في الأنا الشخصيّ الذي تدمّر خلال السنوات الخمس الماضية، عندما سمحت للقطريين بإدخال الأموال لحماس في غزّة، حتى السابع من أكتوبر الفائت، فالسنوار، ابن مخيّم اللاجئين، الذي قمتَ أنتَ بإطلاق سراحه في العام 2011 بصفقة شاليط، (وفاء الأحرار)، هذا الرجل وخلال حرب الأدمغة بينه وبينك، أنت الملك من قيساريا مع بركة السباحة، ومع لغتك الإنجليزيّة الممتازة، قام بهزيمتك شرّ هزيمة، إنّه جعل منك ترابًا ورمادًا، لقد كان أذكى منك بعشرات المرّات”، على حدّ قوله.
وأردف غولدشميت في تسجيلٍ على حسابه في منصّة (تيك توك): “من ناحية العقل، أثبت السنوار أنّه أذكى منك على الأقّل بألف مرّةٍ، وبالتالي كان عليه من السهل يا نتنياهو أنْ يوقعك السنوار في الفّخ، وحصل على الأموال بموافقتك من قطر، واستغلّها لإقامة البنية العسكريّة لحركة حماس ، إنّه عمليًا جنّدك من أجل احتياجاته”، كما قال.
وشدّدّ في ختام حديثه على أنّ “نتنياهو استفاق متأخرًا وبات مقتنعًا بأنّ الرجل من مخيّم اللاجئين انتصر عليه، وهو الذي يرى في نفسه تشرتشل الصهيونيّ، السنوار جعل منك إنسانًا صغيرًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، ولذا فإنّه من ناحيتك يجب أنْ يموت السنوار قبل أنْ تتّم صفقة التبادل، فقط عند ذلك ستوافق على الصفقة، لأنّك تُريد أنْ تُرمم الكرامة الشخصيّة التي أفقدك إيّاها السنوار، وأنتَ تفعل ذلك على حسابنا وظهورنا كما تفعل دائمًا”، كما قال غولدشميت.
إلى ذلك، رأى المحلل في صحيفة (هآرتس) العبريّة روغل ألفر أنّه يتحتم على الإسرائيليين، قيادة ومستوطنين الاعتراف بأنّه في كلّ ما يتعلّق بإدارة الحرب، فإنّ قائد حماس يحيى السنوار يتفوق على جميع قادة الكيان من سياسيين وعسكريين.
وتابع قائلاً: “السنوار هو عمليًا لاعبًا بارعًا في الشطرنج، حيث يرى عدة خطوات إلى الأمام، ويقوم بإخفاء أهدافه ورغباته بشكلٍ ممتازٍ، وعندها فإنّك لا تعلم أبدًا كيف تتلقى الضربة منه، وهذا الأمر هو عمليًا يعتبر إذلالاً لـ (إسرائيل)، التي تشعر بالعمى”.
وخلُص المُحلّل الإسرائيليّ إلى القول إنّ “السنوار هو حتى اللحظة الإستراتيجيّ الأكثر براعة في المنطقة، إذ أنّه منذ بدء الحرب الحالية، في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، لم يرتكب حتى خطأً واحدًا ووحيدًا”، على حدّ تعبيره.
على صلة بما سلف، رأى محلل الشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، رونين بيرغمان، أنّ (إسرائيل) وجدت نفسها مضطرة للتنازل أمام مطالب حماس من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه مرّةً تلو الأخرى تأكّد أنّ مواصلة الحرب في قطاع غزة يؤدي لموت الاسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزّة، والآن تقوم ماكينة الدعاية السياسيّة والعسكريّة بالكيان بمحاولة إقناع الإسرائيليين بأنّ زيادة القوّة العسكريّة سيؤدي لتليين مواقف حماس، والذي أثبت في الماضي غير البعيد أنّه ليس صحيحًا بالمرة، على حد تعبيره.
ونقل المحلل، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع أجهزة الاستخبارات في الكيان، عن أحد الضالعين في المفاوضات لإبرام صفقة التبادل قوله: “(إسرائيل) لم تُجرِ مفاوضات لإطلاق سراح الاسرى في قطاع غزة، ولو كانت قد فعلت ذلك، لكنّا قد أعدناهم قبل زمنٍ طويلٍ إلى تل أبيب”، طبقًا لأقواله.
وخلص المحلل إلى القول إنّ “مجموعةً من القادة السياسيين والأمنيين في (إسرائيل) باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ ثمن صفقة التبادل لن ينقص، بل على العكس سيرتفع كلّ يومٍ لا تُقدِم فيه (إسرائيل) على إبرام الصفقة، وذلك خلافًا للأنباء الكاذبة التي تواصل الحكومة والجيش الإسرائيليّ نشرها في وسائل الإعلام العبريّة، والتي يجب محاسبتها على التعاون مع نشر الأكاذيب للجمهور الإسرائيليّ”، طبقًا لأقواله.
إقرأ أيضاً : "لوكاشينكو" يحذر كييف من مواصلة التصعيد مع روسيا التي قد تضطر لاستخدام السلاح النوويإقرأ أيضاً : "إسرائيل" تشتبه بإطلاق حزب الله مسيّرة لتصوير مقر إقامة نتنياهوإقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة الشهداء لـ40,099 والجرحى إلى 92,609 منذ بدء العدوان على غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: رئيس رئيس الوزراء قيادة غزة الحكومة روسيا قيادة المنطقة قطر الحكومة الله العمل غزة رئيس الوزراء كييف تيك توك صفقة التبادل على حد
إقرأ أيضاً:
في غياب الشاهد.. أسرار وتفاصيل عن السنوار يكشفها قياديان من حماس
واستضافت حلقة يوم (2025/1/25) اثنين من الشهود على السنوار، هما القياديان في حركة حماس محمود مرداوي وجاسر البرغوثي، وكانا مقربين منه، حيث تعرفا عليه في السجن، ثم صحباه بعد الإفراج عليه في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.
وقضى مرداوي 23 عاما إلى جانب السنوار، منها 16 عاما في السجن، و8 أعوام خارج السجن. أما البرغوثي، فتعرف عليه عام 2005 في سجن هداريم، وبقي معه حتى عام 2011، ثم عرفه عن قرب في قطاع غزة حتى عام 2022.
خصائص شخصية السنواريصف الرجلان السنوار (أبو إبراهيم) بأنه الشهيد الحي الذي تعرفوا عليه وعلى شخصيته قبل الالتقاء به.
ويقول مرداوي في شهادته إن أبو إبراهيم كانت لدية رؤية وقدرة على الإقناع وجسور في الدفاع عن مواقفه ومتابعتها، ولا يطرح فكرة إلّا إذا كانت مختمرة في ذهنه ودرسها وقلبها من جميع الجوانب، وبحث عن الأدوات التي تحققها، وكان "صاحب فكر إستراتيجي دون إهمال للأبعاد التكتيكية".
ويكشف أنه عمل في مرحلة من المراحل عضوا بالدائرة الإعلامية في قطاع غزة، وكان السنوار يستدعي الجميع فردا فردا، ويطلب من كل واحد أن يظهر خطته وما نفذ منها وما سيقدمه بعد 6 أشهر، وكان يفعل ذلك مع كل التخصصات في غزة، كما يقول مرداوي.
إعلانومن المواقف التي حرص القيادي في حماس على ذكرها أنه عندما كان عام 2017 عضوا في "لجنة إسناد القرار" الاستشارية -التي كانت مهمتها مناقشة الإستراتيجيات- اجتمعوا بحضور السنوار لدراسة تفكير الاحتلال والسياسة التي سيتبعها رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي. ودام الاجتماع 3 ساعات، لكن السنوار ظل يراقب ولم ينطق بكلمة، وكل ما قاله نهاية الاجتماع "يعطيكم العافية هذه عندنا وليست عندكم" في إشارة إلى أن القرار يعود للمكتب السياسي لحماس.
ومن صفاته أيضا أنه كان "قائدا حازما، يستشير المحيطين به، يقود المسار، ولكنه لا يتهاون مع المتردد ويقيله على الفور".
ومن جهته، يركز البرغوثي على 3 صفات جوهرية في شخصية السنوار "فهو دائما صاحب فكرة ويستطيع العمل عليها بكل قوة، وقادر على دفع الثمن من أجل الفكرة" وكانت "لديه طاقة عجيبة لمتابعة التفاصيل، ويعطي المجال للجميع". وما يميز الراحل أيضا أنه كان يلتزم بقرارات المؤسسة وينفذها حتى لو كانت عكس قناعاته.
ويذكر أن السنوار كان أيضا روائيا حيث أصدر "الشوك والقرنفل" وألّف كتاب "المجد" وترجم كتبا مثل "الشاباك بين الأشلاء"، و"الأحزاب الإسرائيلية". ويقول مرداوي إن أخطر الكتب التي ترجمها كان كتاب "القادم لقتلك.. استبق واقتله".
ومن جهة أخرى، يعتقد البرغوثي أن العمل الأمني الذي قام به السنوار في بداياته صقل شخصيته وجعله قائدا مميزا في العمل تحت الضغط.
وكان السنوار قد أسس "منظمة الدعوة والجهاد" وهي أول جهاز أمني لحماس. وحسب مرداوي، فإن السنوار كان يؤمن بأن الوظيفة الأولى للجهاز الأمني هي حماية القادة والمعلومات من الاختراق.
معارضة صفقة "وفاء الأحرار"وعن سنوات سجن السنوار، يروي ضيفا برنامج "شاهد على العصر" تجربتهما مع الرجل وما شاهداه من طريقة تعامله مع الأسرى ودفاعه المستميت من أجل حقوقهم، وهو ما ظهر خلال صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.
إعلانوترأس القيادي الراحل "الهيئة القيادية لأسرى حماس في السجون" ويؤكد البرغوثي أنه -أي السنوار- كان خلال هذه الفترة ينظم العلاقات مع باقي القيادات في السجون الأخرى، ومن أعظم مواقفه أنه أصر في صفقة "وفاء الأحرار" أن يكون أسرى القدس من ضمن الصفقة.
ويقول إن حماس بعثت رسالة إلى السنوار داخل السجن لسماع رأي الأسرى في الصفقة، وجمع السنوار الأسرى من حماس، وأخبرهم بالأسماء الموافق الإفراج عنهم وكان هو من ضمنهم، لكنه لفت نظرهم إلى عدم وجود أسماء من القدس، وهو ما جعله يرفض الصفقة.
ويكشف مرداوي في شهادته أن أبو إبراهيم أوقف صفقة "وفاء الأحرار" وبها 1170 أسيرا محكومين بمئات المؤبدات، لأنها لم تشمل 35 مؤبدا من القدس.
وبعد رفضه صفقة "وفاء الأحرار" أدخل أبو إبراهيم إلى العزل. ويوضح القيادي في حماس مرداوي أن "العزل في السجون هو أن تعزل عن كل العالم الخارجي وتصبح في مواجهة دولة إسرائيل بكل ما تملك".
25/1/2025