اليوم العالمي للعمل الإنساني .. احتفاء أم رثاء
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
بعد مرور خمس سنوات على الهجوم على فندق القناة في بغداد والذي أسفر عن خسارة 22 شخصاً من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وكان من بينهم الممثل الخاص للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة في العراق، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبار يوم 19 أغسطس من كل عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني، يذكر العالم بضحايا المهمات النبيلة، ويدعو إلى توفير الحماية والحصانة اللازمة لهم، ومع ذلك تصاعدت أعداد ضحايا العمل الإنساني لتصل اليوم إلى مستويات خطيرة يجب الوقوف أمامها بحزم.
وقد لا نبالغ إذا قلنا، أنه في الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد من يحتاجون للمساندة دولياً من 50 مليون شخص في عام 2003 إلى أكثر من 360 مليون شخص في عام 2023، أصبح العمل الإنساني أكثر الأعمال خطورة على وجه الأرض، وهذه المعادلة ليست طبيعية ولا منطقية، إذ يفترض بمن يعملون في مناطق النزاعات والصراعات ويقدمون الدعم والمساعدة للضحايا، أن يتمتعوا بحماية دولية حقيقية، وهذا النوع من الحماية بحاجة لتحرك عالمي عاجل من أجل صياغة عقد عالمي جديد وملزم، يضمن الحصانة غير القابلة للجدل والتأويل.
في الماضي، كان الخطر الأكبر الذي يحيط بمجال العمل هو الاستهداف غير المقصود أثناء الحروب والصراعات، لكن الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم وبشكل خاص في غزة، بينت أن مصادر هذا الخطر أوسع من ذلك بكثير، حيث فقدنا أكثر من 274 من عمال الإغاثة وأكثر من 500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
إن الحديث عن هذه الوقائع، ليس خوضاً في السياسة كما قد يخطر في بال البعض، بل هو حديث إنساني بامتياز، فليس لنا أن نتخيل العالم بدون عمال إغاثة ومساعدات، بدون تلك الأيادي التي تمتد من وسط الدمار والخوف لتساند الأبرياء، وتبث الطمأنينة والأمل، وتكافح الظلم، بدون أبطال العمل الإنساني سيكون العالم مكاناً موحشاً، وسيترك الضعفاء والضحايا عرضةً للظروف القاسية، هؤلاء يحتاجون للرعاية والحماية والتقدير، لأنهم وحدهم من يحفظون ويرفعون رايتها ويذكرون بقيمها الإنسانية في أكثر الأوقات صعوبة.
نعم قد لا يكون هناك حل جذري يبعد الخطر عن العاملين في المجال الإنساني، ولكننا كعاملين في منظمات إنسانية عالمية نوجه دعوة في هذا اليوم لتوفير الحماية لزملائنا وإخواننا في ساحات الخطر، ونذكر بأن مهمتهم السامية يجب أن تتواصل لكي نستعيد التوازن بين العدل والظلم في هذه المرحلة الغير اعتيادية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يُناقش مع العاملين في المؤسسة السورية للبريد آليات تطوير العمل
دمشق-سانا
ناقش وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، المهندس حسين المصري، مع العاملين في المؤسسة السورية للبريد آليات تطوير العمل في مختلف قطاعات الاتصالات؛ لتواكب متطلبات المرحلة الحالية.
واستمع الوزير، ضمن الاجتماع الذي عُقد اليوم في مبنى المؤسسة، إلى مقترحات العاملين والصعوبات التي تواجههم في عملهم اليومي، مؤكداً الاهتمام بكل رأي ومقترح يُسهم في تحسين الأداء العام وتطوير البنية التحتية للخدمات البريدية، بما يتماشى مع المتغيرات العالمية والاحتياجات المحلية.
وأشار الوزير المصري إلى أهمية العمل المشترك وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات الموظفين بشكل يتناسب مع التقدم الحاصل في القطاع، لا سيما بعد مضي ثلاثة أشهر من العمل الجاد الذي يؤسس للمرحلة المقبلة ويواكب التحولات الرقمية.
وأكد الوزير المصري، خلال إجاباته على مداخلات العاملين بالمؤسسة، العمل على توفير بيئة مناسبة لهم من خلال دعم الموارد البشرية ضمن برامج التدريب والتأهيل، والاهتمام بالموظف بالدرجة الأولى، بصفته المسؤول عن إحداث النقلة النوعية في العمل. كما وجه كافة المديريات لتتبع إنجازات كل موظف على حدة، ضمن الأعمال المقدمة من قبله (إحصائية وروتينية)، باعتبارها مؤشرات يتم البناء عليها لتطوير الأداء المؤسساتي، بما يخدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة.
وعن آليات دعم العاملين ضمن المؤسسة، أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، في تصريح لمراسلة سانا، الجهود المبذولة من قبل الوزارة لتفعيل مبدأ الحوافز والمكافآت بأقرب وقت، مشيراً إلى التنسيق مع الوزارات المعنية لتقديم الخدمات المتعلقة بالأحوال المدنية.
وعن الخطة القادمة لعمل المؤسسة، لفت الوزير المصري إلى الانتقال من مرحلة التقييم التي استمرت ثلاثة أشهر إلى مرحلة التنظيم والعمل والإنجاز، من خلال تقييم أداء المديريات والعاملين ضمنها شهرياً، عبر عرض تقديمي للإنجازات والمعوقات، مع الإشارة إلى المقترحات اللازمة للحل.
حضر الاجتماع اللجنة المكلفة بتسيير أعمال البريد، ورؤساء المديريات، والعاملون ضمن المؤسسة.