"جيل..." (قصيدة شعرية)
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
في رثاء الشيخ أحمد بن يوسف الحارثي المتوفى يوم 9 صفر 1446هـ الموافق 14 أغسطس 2024م.
شعر/ هلال بن سالم السيابي
١ جيلُُ على إثرِ جيلٍ رائحٍ غادي
الى السٌَماءٍ ، بإرقالٍ وإسئاد
٢ كأنجم الأفق تجري في مجرَْتِها
بلا توانّ ، ولا خلفٍ لميعاد
٣ تزهو بها الأرض حيناً ثم يدركها
ما يدرك الأفقَ بعد النير البادي
٤ قوافلُُ تتوالى خلفَ سائقِها
على الطريق ، وما أدراك ما الحادي!!
٥ هيمانة تتملى سر رحلتها
ولم يكن سرها يوما بمنقاد
٦ عجلى تسير إلى غايات حلبتها
كأنما هي من سير بأجياد
٧ من عهد آدم تجري غير عابئةٍ
بماوراءَ المدى من
كاسرٍ عاد
٨ قد أنهك السير منها حولها فغدت
تبيت منه بإبراق وارعاد
٩ فليت شعري إلى أين المسار ، وهل
لها على دربها المعتاد من زاد
١٠ وأي زاد ، ودرب السائرين به
ما بالمسالك من جند وارصاد
١١ ولم يفز فيه الا ثلة كرمت
فسل به عن ثمود القوم أو عاد
١٢ وعن فوارس من فرسٍ ، ومن عربٍ
وعن شوامس في خيل واجناد
١٣ وعن قياصرة سادوا الورى علنا
وعن عظام كعدنان وشداد
١٤ تقاذفتهم قرون ، والمدى سفر
مازال ما بين آماد وآباد
١٥ فيا لقلبي ، كم يشكو البعاد ، وكم
يشكو الفراق لأعلام وأمجاد
١٦ صحبتهم زمنا حتى إذا أئتلفت
منا القلوب على خير وإرشاد
١٧ جاء الحمام ، ونادى كل مؤتلف
إلى الفراق ، وصالت حية الوادي !!
١٨ وذاك حال الورى في كل معترك
من حلبة الدهر ، فافهم حكمة الهادي !
١٩ أبا خليل رعاك الله من رجل
عالي المقامة ، أو طلاٌَع أنجاد
٢٠ عجلت بالسير عنا غير مكترث
بما بألبابنا من حزنها البادي
٢١ وكنت احرى بأن ترعى الذمام ، على
أن تستمر كريم الخيم والنادي
٢٢ مسدد الخطو مهديا بحكمته
لدى الحوادث في آراء وقاد
٢٣ ترمي الخطوب بضوء ليس يخطئها
إن أخطأ القوم في رأي وإرشاد
٢٣ عالي المقامة في حزم وفي عُزُم
كالصقر ينقض ، أو كالضيغم العادي
٢٤ سقتك بغداد من أمواه دجلتها
صرفا ، ويالك من أمواه بغداد
٢٥ لتلتقي بك في علياء شامخة
من يحمد بين أعلام وأوتاد
٢٦ فكنت من "رافديها "أي مؤتلق
ومن سناء عمان أي وقاد
٢٧ فغير بدع إذا ما بت من قلق
تشكو مواجع أهل الضاد والضاد
٢٨ حملت عمرك ما تعيا الجبال به
فيا لشاك بغصن غير مياد !!
٢٩ تبؤ بالوجع القومي عاصفة
رياحه ، بين اصدار وإيراد
٣٠ وتلتقيه برأي منك منبلج
مفتحا كل أغلاق وأسداد
٣١ لم أنس يوما على الفيحاء قمت به
لتلتقي بسليمان بن حداد
٣٢ وكلكم بهموم العرب منشغل
وكلكم بين توجيه وإسناد
٣٣ أخي أبا يوسف لا فلٌَ من أسفٍ
مهندُُ منك من برق وإرعاد
٣٤ قداصطحبنا ، وكان الود ثالثنا
ولم يزل بين ألباب وأكباد !!
٣٥ فكيف غادرتنا عجلان معتسفا
وما تزال مرجًٌى كلٌٌ مرتاد
٣٦ أجل لعمرك وعد الله جل ،ولا مرد بل كلنا آت لميعاد !!
٣٧ فإن تكن أخذتك اليوم عاصفة
فإنها أخلقت في السير ابرادي
٣٨ فيا إلهي رحماك التي وسعت
كل الخلائق ، لي والرائح الغادي !
******
١ الارقال والإسئاد : من أوصاف السير
٣١ المقصود : الاستاذ سليمان حداد أمين عام وزارة الخارجية السورية يومئذ
.المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حوار الريح و العصافير.. 17 قصيدة في ديوان أحمد بلبولة بمعرض الكتاب
صدر حديثا للشاعر أحمد بلبولة ديوان "حوار الريح و العصافير"، عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، ليشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ56.
يضم الديوان 17 قصيدة في 140 صفحة من القطع الصغير، ومن أجواء الديوان:
أيها اللوتسي الذي كان ينعم في عزلة الوقت مستمتعا بالندى والعناكب ذاهلا في التأمل في ذاته ساكنا تركواز المنى والرغائب أيها الفضوي المنظم لو قشرة من لحانك تسقط في البحر يستأنس البحر وهو حرون وغاضب أسمع الشاي يغلي ببراده بينما أنت تجلس ثرثر كما شئت إنك في ساعة الحرب نعم المحارب.
أحمد بلبولة، شاعر وأكاديمي مصري ولد عام ۱۹۷۳، شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والملتقيات الشعرية العربية، صدر له عدد من الدراسات النقدية، منها: "النص والمعالجة". و"المعلقات صراع التأويل"، و"جغرافيا القصيدة الأموية". وعدد من الدواوين الشعرية منها: "رجل يحاول الرجوع إلى البيت"، و"الغراب الذي يسكن الأثل"، و"طائر الهوملي"، و"طريق الآلهة" وصدرت له رواية سيرة الخريف والربيع". حاصل على العديد من الجوائز، منها: جائزة الدولة للتفوق في الآداب، وجائزة نجيب محفوظ للإبداع الفكري والأدبي من جامعة القاهرة، وجائزة مجمع اللغة العربية، وجائزة ديوانية الشعر عن مؤسسة البابطين بالكويت. يشغل الشاعر حاليا منصب عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة.